أهل الفن يتسلحون بعادات وأدوات على المسرح.. والمقلدون يعتبرونها مادة دسمة للوحاتهم الفكاهية

منديل أم كلثوم.. ومسبحة هيام.. ومايك وسوف.. ودبكة عاصي

طوني حنا
TT

ترافق بعض أهل الفن وخلال إطلالاتهم المسرحية عادات خاصة به تتحول إلى مادة دسمة يستخدمها المقلدون في لوحاتهم الفكاهية فيبالغون في إظهارها واستعمالها خلال تقديم «اسكتش» معين عن نجم ما، الأمر الذي ينعكس إيجابا على المشاهد ويكررها بدوره.

والمعروف أن هذه العادات تصحبها أحيانا كثيرة أدوات أو إكسسوارات يحملها الفنان معه في وصلته الغنائية فتصبح حكرا عليه تميزه عن غيره وكأنها ماركة مسجلة باسمه يمنع استعمالها من قبل آخر وإلا اتهم بتقليده.

وتعتبر الراحلة أم كلثوم أول من أدمغت إطلالتها الفنية على المسرح بإكسسوار معروف بها وهو المنديل. فكان رفيقها الدائم الذي لا تتخلى عنه أمام الميكروفون فتمسح به عرقها وتشد عليه بيدها عندما تشعر بحالة طربية جامحة. أما المطربة هيام يونس فعرفت بحملها المسبحة التي كانت تلوح بها أثناء أدائها أغانيها. وأوضحت مرة أن هذا الإكسسوار رافقها منذ الصغر عندما قدم لها كهدية من شخصية مرموقة وهي تغني على المسرح، فتمسكت به ليكون رفيقها الدائم حتى في أثناء استراحتها.

أما المطرب جورج وسوف فيعتبر الميكروفون صديقه الأول والأخير، ويعامله كصديق ويهمس في أذنه، يشد عليه ويقرِّبه من فمه ويضعه تحت إبطه، فيأخذ دور البطولة أثناء وجوده على المسرح. وما يقال عن وسوف ينطبق على المطرب طوني حنا صاحب الشاربين الطويلين الذي يصر دائما على حمل العصا معه على المسرح، فيقدم أثناء وصلاته الغنائية حركات بهلوانية بمساعدتها مما جعله يلقب بالمطرب صاحب العصا منذ بداياته في السبعينات وحتى اليوم. ومن لا يحمل الإكسسوار يلجأ إلى حركات أخرى يرسمها على وجهه أو يديه لتكون عنصرا مميزا من عناصر هويته الفنية.

فسميرة توفيق مثلا عرفت بغمزة عينيها البدوية التي كان يتمرن عليها مقلدوها ساعات طويلة لإجادتها، فيما عرفت السيدة فيروز بحزمها وجديتها على المسرح وبحركة عصبية تهز بها رأسها عندما تشارف نهاية وصلة غنائية. وتقوم صباح بتلويح يدها اليمنى خلال أدائها مواويل التراث اللبناني فعرفت بهذه الحركة التي شكلت مادة بحد ذاتها لمقلديها.

وتعتبر هيفاء وهبي واحدة من الفنانات الحديثات اللواتي تميزن بهزة خصر نصفية تقوم بها على المسرح أثناء وصلاتها الغنائية وتحولت في ما بعد موضة يروج لها الكبار والصغار على السواء وحتى بعض زملائها على المسرح.

أما المطرب راغب علامة فيغمض عينيه أثناء الغناء إلى حد الذوبان في الكلمات واللحن ولا يستفيق من «غيبوبته الطربية» إلا عند وصوله إلى قفلة موسيقية إيقاعية.

ويلفت عاصي الرحباني معجبيه بطريقه رقصة الدبكة البقاعية على المسرح التي لا يتخلى عنها في أي إطلالة له، ويقول في هذا الصدد «هذه الدبكة تشعرني بالقوة وتزخرني بالنشاط على المسرح فلا أفقد طاقتي».