مهرجان أغادير

TT

* حضرت بعضا من تظاهرات مهرجان اغادير الاول وكانت مناسبة ان اتعرف على بعض مشاكل هذا المهرجان خاصة من بعض الذين لا يريدون له النجاح.

كانت النية في ان يكون اضخم مهرجان غنائي تتوالد فيه الطاقات وتتمازج الانغام المشرقية والمغربية على السواء.

ولكن ماذا حصل؟

يبقى التنظيم اهم عامل غائب عن هذا المهرجان، وذلك لان هناك مجموعة ارادت ان تستأثر بالمهرجان لوحدها. واصبحت هذه «المجموعة» مفتاح الفشل الذريع لاول مهرجان بهذا الحجم.

كانت البداية مشرفة للغاية، اهتمام لا حدود له بكل الاسماء المطروحة للغناء ولكن البعض اراد ان «يتغدى» بالفشل قبل ان «يتعشى» بالنجاح.

هل يعقل ان تتولى هذه «المجموعة» الغريبة عن المهرجان قدر الفنانين وتحركهم «بالريموت كونترول» وتمنع اتصال الصحافيين بهم.

كان هذا «البعض» لا هم له الا ان يرافق الفنانين في كل تحركاتهم واحكام الحصار عليهم ومنعهم من لقاء الناس حتى على مائدة الفطور.

هذه المجموعة التي التقيتها لا علاقة لها بالتنظيم او الحضور انما بالمباهاة بانها كانت تقيم ستارا حديديا حول الفنانين وتعطيهم صورة سيئة عن المعجبين تحت ستار اعمال «القبضايات» و«البودي غارد».

لم يكن احد منهم يعرف ان هناك اهتماما صحافيا بالمهرجان وكان الكل يغني على ليلاه.

اغادير مدينة رائعة وناسها رائعون ولكن البعض جعل منها مدينة لا تحب الغرباء واوحى بأن المهرجان فاسد ويحمل دلالات جنسية.

تحية للذين كانوا يعملون بصمت، ومن خلف الكواليس يريدون النجاح لهذا البلد المضياف ويحلمون به، ولكن اتمنى من كل قلبي ان يتم اختيار الاسماء المشرفة باهتمام اكبر وتدقيق في المواصفات، خاصة ان احمد ناقرو كان يعيش التحدي وحده ولكن رجال «البطانة» كانوا يريدون افشال هذا التحدي.

على سبيل المثال هناك من المنظمين من كان لا يعرف قيمة فنان بحجم عبد الوهاب الدوكالي الذي شرف الاغنية المغربية في المهرجان! فهل هذا معقول من لجنة تنظيم مهرجان فني؟!.

الشيء المثير ايضا ذلك التحدي الذي اوجده القائمون على الحفلات المنافسة خاصة في الفنون الشعبية. وبلغ التحدي ذروته ان اقيمت حفلات لاسماء كبيرة في الاغنية الشعبية والراي بأسعار لا تصدق للدخول.

ففي الوقت الذي كان يغني فيه الشاب مامي ضمن مهرجان اغادير وباسعار تتراوح ما بين 150درهما و200 درهم كان الشاب رزقي يغني بـ 5 دراهم! وهذا بعض ما ساهم في اضعاف المهرجان، ذلك ان الاهتمام الحكومي والتنسيق كانا غائبين نهائيا.

لدينا في النهاية بعض التفاؤل بآراء الدكتور عز الدين الخواجة المدير المسؤول عن المهرجان بأن القادم احلى وان الاخطاء التي حصلت هذا العام يمكن تلافيها مستقبلا.