الفنان التشكيلي الدكتور غازي الخالدي أول عربي تدخل لوحاته متحف البرادو

كرمته جامعة الدول العربية وأقيم معرضه في عواصم ومدن الاتحاد الأوروبي

TT

رائد مخضرم من رواد الفن التشكيلي في سورية، وصاحب تجربة متفردة في عالم الفن امتدت على مدى نصف قرن من الزمن، توجت باحتفالات تكريم مهمة، كان آخرها تكريم الجامعة العربية لهذا الفنان في القاهرة تقديرا لجهوده في اثراء الثقافة العربية من خلال اعماله الفنية، ومن خلال مؤلفاته في الفن والأدب والسيرة الذاتية، وعلم الجمال. وقد سبقت هذا التكريم، مبادرة أخرى من «اليونيسكو» عندما اختارت مجموعة من لوحاته لتعرض في العواصم والمدن الرئيسية في دول الاتحاد الاوروبي، وكانت البداية عام 1995 في قاعة «اليونيسكو» بمدينة روما، حيث رافقت المعرض ندوة خاصة للتعريف بأعماله، وقد اختيرت احدى لوحاته «بيت دمشقي قديم» لتدخل متحف البرادو الشهير في اسبانيا.

وقد علق الناقد الشهير فرنسوا بيرجراك على هذا الاختيار بقوله: «ان هذه الظاهرة تتم لأول مرة في تاريخ البرادو، وهذه هي المرة الأولى التي تدخل فيها أعمال فنان عربي من الشرق متحف البرادو».

وقال مندوب البرادو عندما ترأس لجنة اختيار هذه اللوحة «شعرنا ونحن نتجول في هذا المعرض، اننا نتجول في ربوع الاندلس، فقد وضعنا الفنان السوري غازي الخالدي ضمن جو الاندلس الشاعري الخالد. وتقديرا للفنان قام عمدة مدينة غرناطة بمنحه وثيقة «براءة انتماء» الى المدينة، وهو مرشح الآن لـ«جائزة اليونيسكو العالمية للفنون».

* ظاهرة جديدة

* يقول الناقد د. علي عبد الكريم الحسن الاستاذ في جامعة دمشق: «ظاهرة جديدة قرأتها في لوحات الخالدي الجديدة التي يعرضها اليوم، تبدأ من اللون وتنتهي بالغاء الخط.. وهذه حركة جديدة في اللوحة، تجعل العناصر التشكيلية المؤلفة للعمل متكاملة تبدو للعين ـ للوهلة الأولى ـ انها عفوية، ولكنها في الواقع خطوة مدروسة، وفيها تصميم مسبق على هذا الاتجاه.

ان الخالدي يحقق نقلة نوعية جديدة ومهمة جعلت في لوحاته لمسات جديدة، لونية، وتقنية، وتشكيلية، وهي ظاهرة متطورة جديرة بالتأمل والدراسة».

* معرض خاص بدمشق القديمة

* ومن مبادرات الخالدي التي حققها أخيرا اقامة معرض خاص به، جميع لوحاته عن مدينة دمشق القديمة، اقامه في قصر الثقافة بدمشق، ضم أكثر من ثلاثين لوحة من الاعمال الزيتية، وجميعها مستوحاة من دمشق القديمة وحواريها وهي من احدث اعماله.

تميزت كل لوحة في هذا المعرض بجوها اللوني الخاص، بمعنى ان الفنان لم يكرر أي لون في لوحتين، بل اعطى لكل موضوع الحس اللوني الذي يلائمه من حيث تغير الضوء، واثر ذلك على تدرجات اللون.

وقد اختار الفنان الزوايا واللقطات الجديدة التي تختلف عن لوحاته السابقة بحيث أخذ الجانب الاكثر عراقة في توضيح معالم النسيج المعماري القديم لدمشق، مدينة التاريخ، وأقدم مدينة مأهولة فيه.

* تسعة مؤلفات

* الى جانب عطاءاته الفنية، قدم الفنان الاديب غازي الخالدي للمكتبة العربية تسعة كتب مهمة في الادب والفن هي:

ـ مع ادباء العروبة في بلودان ـ دار الاديب ـ عام 1956.

ـ اربعون عاما من الفن التشكيلي في القطر العربي السوري ـ (1971) اصدار نقابة الفنون.

ـ سعيد تحسين ـ عندما يصبح الفن تاريخاً ـ 1994 ـ اصدار وزارة الثقافة.

ـ ناس من دمشق ـ مجموعة قصص ـ 1994 ـ إصدار اتحاد الكتاب العرب.

ـ حكايات من السيرة الذاتية من تاريخ الفن السوري ـ اصدار دار العلم 1999.

ـ كيف نقرأ اللوحة؟ اصدار دار الاهالي 1999.

ـ علم الجمال ـ نظرية وتطبيق ـ 1998 ـ اصدار وزارة الثقافة.

ـ فنون الاطفال ـ التأسيس والمستقبل ـ اصدار منظمة الطلائع 2000.

ـ فنانون تشكيليون سوريون ـ اصدار مركز المعلومات القومي 2001.

وكان الكتاب الأخير، احدث هذه الاصدارات حيث قدم فيه مجموعة من أوائل الفنانين السوريين الذين اسهموا بشكل أو بآخر، في تأسيس الحركة الفنية التشكيلية المعاصرة في سورية، وساعدوا على تحقيق صورة واضحة لهوية هذه الحركة وملامحها الفنية، مما جعل لهذه التجربة الرائدة مميزاتها الفنية والتاريخية والنقدية.

* سيرة حافلة

* والفنان الدكتور غازي الخالدي من مواليد دمشق عام 1935 وهو خريج كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1962.

ـ أسس مركز الفنون التطبيقية في دمشق عام 1963 وكان مديره بين عامي 1963 ـ 1968.

ـ نقيب الفنون الجميلة في سورية بين عامي 1974 ـ 1980.

ـ الأمين العام المساعد للاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب حتى عام 1980.

ـ أقام أول معرض لأعماله 1950، في منزله بدمشق.

ـ سجل نشاطه في الموسوعة الفرنسية الكبرى (لاروس) عام 1975.

ـ عضو لجنة التحكيم العالمية (انترجرافيك) ـ برلين ـ 1976.

ـ استاذ تاريخ الفن وفلسفة علم الجمال في المعهدين العاليين للمسرح والموسيقى منذ عام 1978.

ـ رئيس لجنة التحكيم الدولية للمعرض الدولي الأول لفنون الاطفال 1986.

ـ عضو منظمة «اياب» العالمية للفنون التشكيلية ـ جنيف.

ـ عضو لجنة حماية مدينة دمشق القديمة.

ـ عضو مجلس اتحاد الفنانين في الاتحاد الأوروبي عن منطقة الشرق الأوسط منذ عام 1995.

ـ حاز درجة «دكتوراه في علوم الفن» من الاكاديمية الملكية في لندن عام 1996.

ـ توقيعه الفني على لوحاته مسجل ومعمم على مناطق العالم بمبادرة متحف الفنون ـ الميتروبوليتان ـ نيويورك.

ـ مارس النقد الفني التشكيلي منذ عام 1950 في الدوريات والصحف والمجلات.

ـ اقيمت له معارض في جميع دول الاتحاد الاوروبي والوطن العربي.

ـ اعماله محفوظة في عدد من متاحف العالم في القارات الخمس والوطن العربي.

ـ مستشار في مركز المعلومات القومي بدمشق.

ـ عضو مؤسس في اتحاد الكتاب العرب منذ عام 1969.

ـ اصدر اتحاد الفنانين في الاتحاد الاوروبي مجلداً موسوعياً عن اعماله بعنوان «الخالدي ـ اعماله من 1990 ـ 2000».

ـ عضو قيادة منظمة الطلائع في سورية، رئيس مكتبي الفنون الجميلة والتربية التقنية منذ عام1974 .