الفنان سلوم حداد: المواطن الخليجي لا يفضل مسلسلات سورية الاجتماعية

TT

يتربع الآن على عرش نجومية الصف الأول في الدراما السورية، ورغم أنه أصبح له نحو ربع قرن في العمل الفني فهو لا يزال يشعر انه في حاجة إلى المزيد من العطاء والاجتهاد. قدم العديد من الأدوار الشريرة نذكر منها: «الخشخاش» و«القلاع» و«الموت القادم إلى الشرق» و«الكواسر»، وهذه الأعمال لا تزال عالقة في أذهان الناس، مع أنها لا تمت لشخصيته بصلة.

حول هذا الموضوع وغيره كان لنا هذا اللقاء مع الفنان المتألق دوماً سلوم حداد:

* لماذا تغلب على أدوارك طابع الشر؟

ـ ألصقت بي تهمة الشرير، مع أنني في الحقيقة إنسان محب للخير والناس. من المعروف أن في داخل كل إنسان عاطفتين متنازعتين: الخير والشر، وأنا أخرجت هذا الشر الموجود في داخلي من خلال الأدوار الكثيرة التي أديتها، لذا أصبح لدي جوع وعطش حقيقيان للخير ولفعل الخير. مع ذلك لا يزال المخرجون يختارونني للأدوار الشريرة، ربما لأنهم يرونني جاهزاً ولا يريدون البحث أو التفكير في ممثل آخر.

* ألا تتضايق من أن تصبح نمطياً في تقديمك دور الشرير؟

ـ لا يمكن أن أصبح نمطياً، لأن مثل هذه الأدوار خلقت لي فرصة كبيرة للبحث والاجتهاد والتجديد، إذ بدأت أجد مفاتيح جديدة للعب كل دور على حدة، وأظن أنني تفوقت على زملائي الذين يقدمون مثل هذه الأدوار، وإذا نظرت إلى مجمل الأدوار التي أديتها سترين حتماً تغيرات وتفاصيل متنوعة في كل عمل.

* مسيرتك الفنية حافلة بالأدوار الفانتازية والمعاصرة، أيهما تفضل؟

أحب تقديم الأعمال المعاصرة، لأنها تقدمنا على حقيقتنا ومن خلالها نضع إصبعنا على الجرح، ونحاول معالجته بمنتهى الصدق والأمانة، ولا ننسى أن رسالتنا التي نحملها رسالة إنسانية وفنية.

* وما رأيك بالأعمال التاريخية؟

ـ أنا شخصياً أحب التاريخ، وبشكل عام هناك توجه إسلامي في المنطقة، أي أن المحطات العربية تريد مسلسلات حول تاريخنا وحضارتنا، ولا دخل للأسطورة بذلك، ما يعنيها هو المواطن وانتماؤه لهذا البلد أو ذاك، من هنا علينا أن نحاول نبش التاريخ وتقديم وجهة نظرنا في هذا الموضوع أو ذاك.

* برأيك هل الممثل السوري يساهم في ازدهار الدراما السورية؟

ـ الفضائيات العربية تبحث دائماً عن الأشياء الجديدة والجدية، وبما أن الدراما السورية لها علاقة بهذا الموضوع، فإنها بالتالي تفعل كل ما في وسعها ليكون لها أثر واضح. والممثل السوري لا يؤدي دوره «رفع عتب»، لا، إنه يقوم بالدخول إلى عوالم الشخصية ويتقمصها، وهذا الشيء هو الذي يترك الانطباع المريح لدى الناس.

* لكن ألا ترى معي أن هناك بعض المسلسلات المتكررة في موضوعاتها، وقد تؤثر سلباً على مستقبل الدراما؟

ـ طبعاً، لذا أقول يجب أن يتم التعامل مع أي موضوع على أنه هم وطني وإنساني، وإلا ستعود الدراما السورية إلى الخلف ومن ثم ستنهار.

* أنت مدير لشركة «سورية للإنتاج الفني»، ألا ترى معي أنه من الأفضل أن تنتج شركتكم مسلسلات اجتماعية تعبر عن هموم الناس؟

ـ تواجهنا هنا بعض الصعوبات، إذ يقول لنا المواطن الخليجي أو المغربي مثلاً (إن هذه المشاكل لا تتعلق بمشاكلنا، لذا لست مضطراً إلى شراء هذا النوعية من المسلسلات)، من هنا نرى أن الولوج في هذه القضية أشبه بالسير في حقل من الألغام. ويتطلب منا أن نكون لاعبين في السيرك لنرضي هذا أو ذاك.

* لننتقل إلى السينما، وأنت الذي اشتغلت في عملين، الأول للمخرج سمير ذكرى «وقائع العالم المقبل» والثاني في «الترحال» للمخرج ريمون بطرس. أين أنت الآن من السينما، وبصراحة أين تفضل العمل في التلفزيون أم في السينما؟

ـ للأسف لم يعرض علي بعد هذين العملين أي عمل آخر، وأنا لا يمكنني أن أعرض نفسي على أي مخرج، أما بالنسبة للشق الآخر من السؤال فإنني أفضل العمل في السينما لما لها من قوة في البقاء ولا نسى أنها ذاكرة وتاريخ. أما التلفزيون فأجده محرقة يومية للممثل.