أشرف عبد الباقي: «أشيك واد في روكسي» أفسد علاقتي بالسينما

TT

يعود نجم الكوميديا أشرف عبد الباقي الى جمهوره من خلال مسرحيته «حلو وكداب» وقد أصبح أكثر تفاؤلا وتصميما على التألق بعد صدمته في فيلم «اشيك واد في روكسي».

أشرف عبد الباقي يعتبر المسرح ملعبه الرئيسي الذي يظهر عليه مواهبه الحقيقية، ويعتبر نفسه غير محظوظ سينمائيا رغم كل ما قدمه على شاشتها من أعمال ناجحة، ويرى انه قدم على شاشة التلفزيون ما يرضيه لدرجة ان البعض مازال يطلق عليه «حضرة المحترم» وهو اسم أشهر اعماله التلفزيونية على الاطلاق.

وعن طبيعة المرحلة الفنية الجديدة التي يعيشها الآن، ومسرحيته الكوميدية «حلو وكداب» قال عبد الباقي: سعادتي لا توصف الآن وأنا أعرض مسرحيتي الجديدة «حلو وكداب» وأنا أرى أن حظي في المسرح دائما يكون أفضل، حيث كان من الطبيعي أن أعيد حساباتي وترتيب أوراقي لأبدأ نقطة انطلاقي الجديدة من المسرح.

* وكم تجربة مسرحية لك حتى الآن؟

ـ أكثر من تجربة ناجحة، في البداية قدمت مسرحية «سحلب» كما قدمت مسرحيتين أعتبرهما من أنجح أعمالي في المسرح، وهما مسرحية «خشب الورد» مع النجم الكبير محمود عبد العزيز، ومسرحية «الحادثة» أمام النجمة المتميزة عبلة كامل.

* والسينما، لماذا نشعر بأن نصيبك فيها من النجاح أقل كثيرا من موهبتك الكبيرة؟

ـ لا أعرف، فقد عملت ما علي، واجتهدت فيها وبإخلاص حقيقي، منذ أول أدواري السينمائية مع المخرج والمنتج الكبير رأفت الميهي، فقدمت العديد من الأدوار المتميزة والناجحة، والتي لابد انها كانت وراء اسناد البطولة المطلقة لي في فيلمي الأخير حتى الآن «أشيك واد في روكسي».

بعد فيلم «سيداتي آنساتي» شاركت في فيلم «الارهاب والكباب» مع الفنان الكبير عادل امام، وهو فيلم متميز جدا، وحقق نجاحا مذهلا، وأعجب النقاد بدوري فيه، وقدمت فيلم «ليلة القبض على بكيزة وزغلول» مع الممثلة والكاتبة ذات المواهب المتعددة اسعاد يونس، وهناك فيلم «حسن وعزيزة.. أمن دولة» أمام النجمة الكبيرة يسرا وهو فيلم حقق نجاحا متميزا أيضا بالرغم مما صادفه من عقبات.

* ونلت عنه جائزة، أليس كذلك؟

ـ نعم. نلت جائزة أحسن ممثل عن دوري فيه من جمعية الفيلم، وكنت سعيدا جدا بهذا الفيلم لأني كنت أقف فيه ولأول مرة أمام النجمة الكبيرة يسرا.

* لماذا فشل فيلمك «اشيك واد في روكسي»؟

ـ اذا تحدثنا عن أسباب عدم النجاح لهذا الفيلم فيمكن أن نقول أسبابا كثيرة، ولكنني في الحقيقة لا أحب أن أتكلم عن تجربة أخذت وقتها ومضت، فلا أحب أن أكيل الاتهامات وهي كثيرة في الحقيقة للآخرين، ولكني فقط أحب أن أوضح أنه مادامت هذه الاخطاء يعتبرها النقاد مسؤوليتي، باعتباري البطل المطلق للفيلم، فإنني سأكون عند المسؤولية فعلا، وسأعتبر ما حدث أخطاء حدثت ولن تتكرر أبدا في أعمالي الجديدة.

* اذن. استفدت من الدرس! ـ جدا. جدا.

* وهل يمكن ان توضح لنا ما استفدته بالتحديد؟

ـ أولا لا بد وأن أهتم بكل صغيرة وكبيرة في كل عمل سينمائي أقدمه من الآن فصاعدا، وثانيا ليس لأن القصة حلوة في مجملها أن لا أطمئن بنفسي على السيناريو المكتوب، وأن استشير فيه من أثق بدقة أحكامهم في هذا المجال، الدروس المستفادة كثيرة جدا من هذا الفيلم، ولا أحب أن أتحدث أو حتى أن أطيل الحديث فيها باعتبارها تجربة مضت الى حال سبيلها، والكلام وحده فيها لن يصلحها وانما الذي يصلح العيوب فعلا هو تحاشيها في أعمال أخرى قادمة، وأنا أحمد الله كثيرا ان تجربة «أشيك واد في روكسي» صادفتني وأنا مازلت في بداية حياتي الفنية، ومازال أمامي من الوقت ما أقدم فيه أعمالا سينمائية جديدة أتحاشى فيها ما حدث لي في هذا العمل لأواصل نجاحاتي في أعمال أكثر نضجا وتنال اعجاب الجمهور.

* حققت نجاحا متميزا في مسلسل «حضرة المحترم» لأديب نوبل الكبير نجيب محفوظ، بالرغم من أن البعض اعتبر أداءك مبالغا فيه، فما رأيك؟

ـ أنا سعيد بهذا العمل المتميز، وكان العمل سواء من ناحية القصة لكاتبنا الكبير أو السيناريو والحوار، على أرفع مستوى. وحكاية أن أدائي مبالغ فيه أو غير ذلك هو وجهة نظر، يحتمل أن تكون صحيحة، ولكن المهم انني أخترت «سكة» لتوصيل المضمون النهائي من خلال دوري الرئيسي في هذا المسلسل، وهي «سكة» لا أراها خطأ، ولكنها اجتهاد، ومازال الكثيرون وحتى الآن يناقشونني في هذا الدور، وبالرغم مما قدمته قبله وحتى من بعده من أدوار جيدة، وهذا في حد ذاته دليل على أن هذا الدور أثر في الناس، ونال اعجاب الكثيرين منهم، وهذا يكفي.

* ألا ترى ان اجادتك وبراعتك المتميزة جدا في الأداء الدرامي يمكن ان تكونا محسوبتين عليك وعلى نجوميتك الكبيرة في مجال الكوميديا؟

ـ عموما، أنا أحب أن أعيش ببساطة وأتعامل مع الأشياء ببساطة لأني ومن داخلي أحب أن أكون انسانا بسيطا جدا، وأقول ان نجم الكوميديا المتميز ليس مطلوبا منه أن يكون مسطحا، وانما براعته كممثل لاشك وانها تفيده في أدائه الكوميدي.

صحيح ان البعض يعتمد على أسلوبه الخاص جدا في الاضحاك، ولكنه لن يستطيع هو نفسه ان يستمر في نجوميته اذا تكرر تقديمه لنفس الشخصية معتمدا على طريقته الخاصة في اضحاك الناس، وانما لابد أن يقدم نوعيات مختلفة من الشخصيات حتى يمكنه في النهاية أن يواصل نجاحاته ويقدم نفسه من خلال اساليب متنوعة وثرية بالمواقف المضحكة، وهذا لا يمكن تحقيقه الا اذا كان ممثلا بارعا. عندك مثلا نجم الكوميديا الكبير عادل امام الذي استطاع ان يضحكنا وعلى مدى ما يقرب من أربعين عاما من خلال اعتماده على براعته كممثل متمكن ليظل يضحكنا عبر العشرات من الشخصيات المضحكة، ومنذ تقديمه «دسوقي أفندي» في مسرحيته «أنا وهو وهي» حتى آخر شخصياته في مسرحيته «بودي جارد» وطبعا الفارق ضخم وكبير جدا بين الشخصيتين، وهو ما لا يتاح الا لممثل يجيد التمثيل أصلا قبل اجادته فن الاضحاك.

* من الواضح انك أصبحت أكثر نضوجا، فإلى أي مدى ترى حدود مسؤوليتك عما تقدمه من فن؟

ـ طبعا، الآن النجومية زادت وأصبح من اللازم أن تزيد معها مسؤولياتي عما أقدمه، ومن هنا أبحث وأدقق في كل صغيرة وكبيرة في النص والحوار، وهو ما لم أكن أفعله عندما كنت أقدم أدوار المشارك في البطولة، وليس أدوار البطولة المطلقة.