ليليا الأطرش: كنت المرشحة لدور «أسمهان».. وذهب لسلاف فواخرجي بعد تغير المخرج وشركة الإنتاج

قالت لـ«الشرق الأوسط» إن الغيرة الفنية من الأعمال الناجحة سبب تكرار الدراما السورية

الفنانة ليليا الأطرش («الشرق الأوسط»)
TT

تابعها جمهور التلفزيون بشغف وهي تجسد شخصية لطفية في مسلسل «باب الحارة» منذ جزئه الأول وحتى الثالث، وتعاطف معها في كثير من الأحيان وهي تقع بين فكي والدتها وزوجها وتعاطف معها أكثر وهي تخضع لحالة الضرة والقبول فيها على مضض، فجسدت الشخصية بكل حرفية وإبداع ومهارة، وهذا أمر طبيعي لفنانة وممثلة حاضرة منذ سنوات في خارطة الدراما السورية من خلال العديد من الأعمال المهمة ومنها: مرايا وحي المزار ونساء صغيرات وعصر الجنون وذي قار وغيرها الكثير، إنها الفنانة السورية ليليا الأطرش، صاحبة الحضور الجميل والابتسامة الدائمة في الدراما والواقع، التي التقتها «الشرق الأوسط» في دمشق، فإلى نص الحوار:

> ما التطورات التي تشهدها شخصية لطفية في الجزء الرابع من باب الحارة؟

ـ لطفية في الجزء الرابع لها مشاكلها الخاصة والعامة حيث أعتبر شخصية لطفية بما تسببه من مشاكل للمحيطين بها (فاكهة مسلسل باب الحارة) من خلال المشاكل التي تثيرها وخاصة مع ضرتها وهي تعطي فكرة عن المشاكل بين الضرات والغيرة بينهن وما تلقنه إياها والدتها لإزعاج ضرتها وأنا أحببت كثيرا شخصية لطفية وأحببت بشكل عام مسلسل باب الحارة وكل ما أسمعه وأشاهده أن هذا المسلسل مختلف هذا العام وإن شاء الله تعالى سيتابع العمل تألقه هذا العام ويرضي الجمهور ويتماشى مع الجهد الذي بذلناه في باب الحارة. ولطفية شخصية متميزة في العمل من خلال علاقتها مع والدتها وحماتها وزوجها وضرتها في الجزء الثالث، وهي تقدم نموذجا مختلفا للفتاة، فرغم أنها طيبة ومعدنها من الداخل بسيط ولكن توجيهات والدتها هي التي تجعلها (مشكلجية) ولكن مع مشاكلها تبقى لطفية شخصية محبوبة من الجمهور والبعض يعتبر أن لطفية والأحداث التي تسببها في سياق العمل تعطيها طابعا كوميديا.

> هل استفدت من حالة اجتماعية من المحيط البشري المحيط بك في تأدية شخصية لطفية بهذا الشكل الحرفي؟

ـ بالتأكيد الممثل يشاهد نماذج بشرية كثيرة من خلال أصدقائه وأصدقاء أصدقائه، وبالتأكيد سيكون مخزونا في ذاكرتي شيء ما من كل شخص قابلته وبشكل عام شخصية لطفية مكتوبة بشكل جميل وقريبة من القلب حتى عندما تكون شريرة في بعض الأحيان ولكن لا يمكن أن نكرهها ونبرر تصرفاتها باستمرار، وأنا قرأت الشخصية مثلما هي موجودة في النص ومن فهمي للشخصية حاولت أن أجسدها بالطريقة المناسبة بعيدا عن الفذلكة والتصنع وبرأيي لأنني قدمتها بهذا الشكل فقد وصلت لقلوب الناس. والطريف هنا أنني عندما أسافر لخارج دمشق وخاصة إلى بيروت وغيرها من المدن لا أحد ممن ألتقيهم ينادونني (ليليا) بل ينادونني دلعاً (لطوف) وهذا يشعرني بالفخر والاعتزاز وخاصة عندما يقابلنا الناس بالحفاوة وينادوننا بالشخصيات التي قدمناها في باب الحارة فنشعر كممثلين في باب الحارة بأننا عملنا شيئا جميلا ترك بصماته لدى الناس.

> ما برأيك أسباب نجاح عمل باب الحارة بالشكل الكبير وجماهيريته رغم بساطة الشخصيات التي يقدمها العمل؟

ـ برأيي البساطة التي قلت عنها هي أحد أسباب نجاح باب الحارة خاصة أننا أصبحنا بحاجة للعمل القريب من الناس وللأشخاص القريبين منهم والمتابع لمسلسل باب الحارة يلاحظ أن في كل شخصية شيئا منا نحن كبشر، وأشعر أن الذي قرب باب الحارة من الناس وساعد في نجاحه مع الكادر الفني والمخرج بسام الملا والفنانين والنص هناك محبتنا نحن كممثلين لبعض أثناء العمل والتصوير حيث ظهر هذا الشيء في العمل واضحا، كذلك العودة للتقاليد وحب الجيران لبعضهم والبساطة في العلاقات حيث لم يكن في ذلك الوقت كذب وغش بين الجيران بعكس الواقع الحالي حيث لم يعد هناك حتى علاقات اجتماعية (صرنا نعايد بعضنا برسائل الموبايل!..) في حين أن باب الحارة أعاد الناس لتلك الأيام الخوالي المتميزة بالأصالة والعادات الجميلة ففي حال كان جارك مريضا ولو كان يسكن في آخر الحارة يعرف جميع سكان الحارة بمرضه ويبقون معه، هذه العادات الأصيلة جعلت الناس تحن لتلك الأيام الجميلة.

> ما الأعمال الجديدة التي شاركت فيها هذا الموسم مع باب الحارة؟

ـ شاركت في المسلسل الاجتماعي المعاصر موعود وهو من إنتاج التلفزيون السوري وتأليف بسام جنيد وإخراج محمد إسماعيل الآغا، وهو يتحدث عن مشاكل الشباب والفقر والخيانة الزوجية، وأجسد فيه شخصية هدى وهي آنسة مدرسة ومخطوبة لزميل لها أستاذ في المدرسة وتحاول جاهدة أن تعمل بشكل إضافي لتساعد أهلها ولتسرع من زواجها. ومن الأعمال الجديدة أيضا هناك عمل كوميدي سعودي سوري مشترك اسمه بني جان تأليف وإخراج تامر السيخان وهو عبارة عن حلقات متصلة منفصلة وأشعر أن المسلسل سيشكل إضافة درامية عربية جديدة، حيث يطرح قضايا جريئة عن الجن والإنس وبطريقة كوميدية وقريبة من القلب وجسدت فيه شخصية «الجنية سميرة» وتعتقد أنها أجمل فتاة في قبيلة بني جان وتسبب مشاكل لخطيبها ولوالدها وللمجتمع القريب منها. كذلك في مجال السينما شاركت في فيلم اليقظة أو السهاد للمخرج الإيراني عباس رافعي ويتحدث عن القضية الفلسطينية والفيلم أول تجربة سينمائية لي وأعتز بهذه التجربة.

> هناك خوف على دراما البيئة الشامية من الوقوع في مطب التكرار، ما هي مقترحاتك للمحافظة على هذا النوع من الدراما؟

ـ المشكلة لدينا أننا نغار من بعضنا فعندما ينجح عمل تاريخي يتجه الجميع لتنفيذ أعمال تاريخية، وهكذا أيضا الأعمال البدوية والشامية وغيرها، ومما لا شك فيه أن البيئة الشامية قدمت بشكل جميل ونافست الأعمال الأخرى، وبرأيي الصريح أنه رغم كل الآراء السلبية والإيجابية وحتى أولئك الذين لم يكن لديهم رغبة في متابعة مسلسل باب الحارة بأجزائه صار لديهم الرغبة فيما بعد لمشاهدته لأن هناك تأسيس من الجزء الأول وحتى الجزء الرابع القادم هناك زيارة كل عام للناس في منازلهم ولشهر كامل في رمضان وحتى عندما ينتهي عرض العمل وينتهي شهر رمضان هناك الكثير من المشاهدين يسألوننا أليس هناك جزء ثان وماذا ستقدمون في الجزء الجديد؟ ولذلك أشعر أننا مؤسسون، وباب الحارة مختلف عن غيره من الأعمال الشامية حيث هناك عائلات مثل عائلة أبو عصام وعائلة عصام وعائلة أبو بدر وأبو حاتم وأبو بشير وغيرها، فالمشاهدون ألفوا هذه العائلات وصاروا يترقبون الأحداث وماذا سيحصل معها. أما كيف نحافظ على مسلسلات البيئة الشامية فليتخلوا عن الغيرة وأن لا نجتر نجاحات الآخر ويبقى لكل عمل قدم من البيئة الشامية ظرفه الخاص ولن يشابه باب الحارة، وأنا أشبه هنا هذه الغيرة والأعمال بمنطقة يتواجد فيها خمسة مطاعم ولكن من يتابع إقبال الناس عليها نلاحظ أن الأغلبية ترتاد مطعما واحدا منها فقط وبكثرة والباقية تلاحظ أنها فارغة من الناس وهذا ما يحصل مع دراما البيئة الشامية ويبقى باب الحارة في الصدارة. وأنا شاركت في مسلسل شامي هو جرن الشاويش والذي لاقى آراء مختلفة ما بين مؤيد ومعارض لفكرة هذا العمل وكنت مشاركة في الجزء الثاني من باب الحارة وبعدها لم أشترك في عمل شامي غير باب الحارة.

> هناك من كان يتوقع أن تكون شخصية الراحلة أسمهان من أدائك في المسلسل المعروف الذي عرض في العام الماضي لماذا لم يتحقق هذا التوقع؟

ـ أنا احترم زميلتي سلاف فواخرجي وما قدمته وبذلت جهدا كبيرا لتجسيد شخصية أسمهان ولكن كانت هناك آراء عندما كان النص مع شركة إنتاج مختلفة، يتمثل في أن أجسد شخصية الراحلة أسمهان، وهو بالحقيقة حلم لكل ممثلة أن تجسد هذه الشخصية أو شخصيات شهيرة أخرى مثل ليلى مراد بهذا الزخم وهذا العمق، وكنت فعلا أتمنى أن أجسد شخصية أسمهان ولكن عندما اختلفت شركة الإنتاج وتغير المخرج وتغيرت الظروف فأسند الدور للنجمة سلاف فواخرجي وهذا لا يضايقني أبدا ويحصل مع العديد من الفنانين.

> ما الشخصية التي تحلمين بتجسيدها؟

ـ أنا فكرت ومنذ وقت بهذا الموضوع وسألت نفسي ماذا أحب وأرغب بتجسيد شخصيات ما فاكتشفت أنني فنانة لا أحب أن أجسد أي شخصية حاليا مع احترامي لكل هذه الشخصيات من ليلى مراد وحتى أم كلثوم وسعاد حسني، لقد اكتشفت أن شخصية عصرية أو تاريخية أو بيئية تراثية مكتوبة بطريقة جميلة وحرفية مع نص وكاتب ممتاز ومخرج مميز وكادر فني مميز أعتقد أن ذلك يعادل تقديم مثل هذه الشخصيات.. لم أعد أهتم كثيرا بالأسماء وأحلم أن أقدم دورا قريبا من حياتنا ومجتمعاتنا وإن شاء الله أوفق بذلك.

> هل عرض عليك المشاركة في الدراما المصرية؟

ـ نعم عرض علي ولكن لم يكن لدي الوقت للمشاركة بسبب تضارب المواعيد مع الأعمال التي كنت أصورها في سورية ولكن إذا كان هناك مشاريع قادمة فبالتأكيد سأشارك فيها بشرط أن ترضيني وترضي طموحاتي، فأنا لا يهمني أن أقدم دورا عاديا في عمل مصري وليس بالضرورة دور بطولة فالمهم هنا أن يكون الدور فعالا وقويا، وأنا ضد أن يتأطر الفنان في منطقة جغرافية معينة بل أعتبر الفن للجميع.

> وفي الدراما الخليجية هل شاركت فيها؟

ـ شاركت في أعمال مشتركة منذ ثماني سنوات وأنا أرى أن الدراما الخليجية تتطور سنة عن سنة وتطرح مواضيع جريئة ويعالجونها بطريقة جميلة وأنا أرى أن الدراما الخليجية أصبحت ومنذ العام الماضي منافسا قويا في خارطة الدراما العربية.

> وهل شاركت في الأعمال التركية المدبلجة؟

ـ للحقيقة والحق يقال أنني لا أحب الأعمال المدبلجة والسبب ليس لأنها أعمال غير جيدة أو غير جميلة بل بالعكس يمكن أن تكون هذه الأعمال جميلة ويتابعها الناس بكثافة ولكن كوني فنانة أحب أن يكون صوتي وشكلي موجودين على الشاشة ولا أحب أن يكون صوتي فقط موجودا وأنا عندما أعمل فسيكون لمتعة الشكل والصوت، وأحب أن يتكلم الناس على هذين الأمرين وليس على صوتي فقط ويتحدثون عن شكل أحدهم لا أعرف من هو؟!.. ولذلك لم تعجبني فكرة المشاركة بالأعمال المدبلجة ولم تتوافق مع قناعاتي، قد أضع صوتي على عمل كرتوني موجه للأطفال لأنني أشعر هنا أنها تحفز الممثل ليقدم شيئا جديدا.

> إذا عرض عليك دور إثارة وجرأة هل تقبلين؟

ـ الدور الجريء غير الإثارة وبشكل عام في مسلسلاتنا السورية لا يوجد إثارة وهذا يحصل بالسينما أكثر وإذا عرض علي دور جريء فسأناقشه من خلال كيف كتب والموضوع الذي يطرحه فإما أن أوافق أو لا أوافق، وأنا قدمت دورا جريئا في الجزء الأول من مسلسل عصر الجنون والذي جسدت فيه طالبة مدرسة و(تغلط) مع شخص تحبه ويتزوجها عرفيا وتهرب من المنزل ويصير لديها حالة حمل وهذا الدور كنت خائفة منه ولكن كونه يقدم رسالة توعوية لبنات جيلي حتى لا يحصل معهن كما حصل مع الشخصية في العمل وافقت عليه وقدمته بجرأة وكانت ردود الفعل أكثر من إيجابية وكانت الأمهات تتصل بي وتشكرني على هذا الدور وتوعية بناتهن، ولذلك باعتقادي أنني أستطيع تقديم دور جريء إذا كان يحمل هدفا ورسالة.

> ما رأيك بمقولة عودة الشللية للحياة الدرامية السورية؟

ـ برأيي أن هناك شللية وهو أمر واقع وأنا معها وضدها لأن الإنسان عندما يرتاح مع مجموعة ما فيعيد التجربة الفنية معهم فأنا مع هذا الإنسان، ولكن أنا ضد الشلة عندما تنغلق على نفسها فمن الضروري أن تتبدل الوجوه باستمرار وأنا لست محسوبة على أي شلة وأعمل مع الجميع وليس لدي مشكلة مع أحد.

> ما شروط زوج المستقبل في حال قررت الزواج؟

ـ حاليا أجلت فكرة الارتباط والزواج وهو مشروع مؤجل إلى أجل غير مسمى!.. وأنا أؤمن بالقسمة والنصيب ومتى يأتي سأدخل قفص الزوجية.

> أرى في يدك اسورة تعويذة زرقاء (عين) هل تتفاءلين بها وهل ترتدينها باستمرار؟

ـ أنا أؤمن بالعين والحسد ولكن لا أضعها باستمرار وإنما حسب حالتي النفسية ولكن أشعر بالراحة عندما أضعها وليس بالضرورة عين زرقاء وإنما أي شيء إكسسوار بلون أزرق.