القنوات الحكومية والخاصة تتنافس على كعكة البرامج الرمضانية في تونس

بعد سيطرة مُحكمة للقطاع العام لعقود متتالية على المشهد الإعلامي

TT

تستعد القنوات التلفزيونية التونسية لشد المشاهد التونسي بـ«أطباق» على غاية من الدسامة ستجمع في برمجتها أعمالا درامية وأخرى كوميدية.

وللمرة الأولى سيجد المشاهد التونسي، حسب الكثير من الملاحظين للإنتاج التلفزيوني في رمضان، نفسه مشدودا إلى البرمجة المحلية، وذلك بالنظر إلى التنوع الكبير الذي طبع الإنتاج الرمضاني الجديد، والمنافسة الحادة المفتوحة للمرة الأولى بين أربع قنوات تلفزيونية، اثنتان ملك للدولة (هما قناة «تونس7» وقناة «21»)، وقناتان ملك الخواص (قناة «حنبعل» وقناة «نسمة»).

وتعتبر كل القنوات التلفزيونية المحلية السهرات الرمضانية فرصة هامة لشد انتباه المشاهدين واقتسام «كعكة» الإشهار التلفزيوني الذي يرافق الفترة الرمضانية.

القناة الحكومية «تونس7» تدخل المنافسة بالسلسلة الهزلية الناجحة «شوفلي حل»، التي يتواصل عرضها للسنة السادسة على التوالي، حيث يواصل حاتم بلحاج تأليفها في حين يخرج هذه السلسلة عبد القادر الجربي. وقد اعتمد هذه السنة على نجوم جدد على غرار جعفر القاسمي وعلي بالنور والمسرحية شاكرة رماح، إلى جانب الوجوه التي تؤدي أدوار البطولة، وتشمل سفيان الشعري وكمال التواتي وجميلة الشيحي ومنى نور الدين، هذا إلى جانب مواصلة سلسلة «مكتوب» التي وفرت لها التلفزة الحكومية اعتمادات قياسية لا تقل عن 5 ملايين دينار تونسي (نحو 4 ملايين دولار).

قناة (21) الحكومية من ناحيتها تسعى لاستقطاب قسط مهم من المشاهدين، حيث سوقت جيدا لمسلسل «طيور بلا أقفاص» الذي سيجمع الكثير من الوجوه التونسية المعروفة، وهو يتناول قصة مهاجر تونسي إلى فرنسا، وما رافق رحلته من مآسٍ اجتماعية في رحلة البحث عن الثروة. وهو من تأليف جمال شمس الدين وإخراج عز الدين الحرباوي. كما تعرض القناة كذلك مسلسل «عاشق السراب»، وهو يثير في مرات نادرة وضعية المبدع التونسي الذي يعيش الصراعات والانكسارات فيقرر الرحيل إلى عوالم أرحب.

وبعد سيطرة مُحكمة للقطاع العام لمدة عقود متتالية على المشهد الإعلامي التونسي، كشر القطاع الخاص عن أنيابه وحمل القطاع العام على المواجهة في منافسة مفتوحة، وسعى بدوره إلى المزج بين المواقف الكوميدية التي تعرضها الأعمال الإبداعية والأحداث الدرامية.

وتدخل قناة «حنبعل» الخاصة الساحة الرمضانية بمسلسل درامي عنوانه «نجوم الليل» للمخرج التونسي المقيم بفرنسا بلعيد مديح، إلى جانب «سيتكوم» هزلي خفيف يحمل عنوان «سجن بريكة»، الذي يتعرض إلى الكثير من الظواهر الاجتماعية بأسلوب يغلب عليه طابع الطرافة، وتدور أحداثه داخل سجن نسائي، وهو فضاء مغلق بالنسبة للمشاهد التونسي، والكاميرا تعرض تفاصيل ما يحدث هناك لأول مرة.

أما بالنسبة قناة «نسمة» التي لم يمضِ على بثها أكثر من سنة، فإنها كذلك سعت إلى توفير طبق مقبول للمشاهدين التونسيين على الرغم من توجهها إلى جمهور المغرب العربي، وتراهن القناة على الألعاب الترفيهية، واقتنت للغرض حقوق بث البرنامج العالمي «من سيربح المليون»، ووضعت على ذمة المتفرجين جائزة مالية قدرها 500 ألف يورو (قرابة 850 ألف دينار تونسي)، وسيقدم البرنامج رشيد الوالي.

وتراهن القناة كذلك على محبي كرة القدم، وستعرض على المشاهدين مباريات من البطولة الفرنسية الإسبانية، إلى جانب عرض الجزء الرابع من المسلسل السوري «باب الحارة» في جزئه الرابع.