دنيا سمير غانم: لم أصدق نفسي عندما ضحك والدي على مشاهدي في «طير أنت»

قالت لـ «الشرق الأوسط» إنها لن تحجز نفسها في دور الفتاة المسترجلة

دنيا سمير غانم («الشرق الأوسط»)
TT

عام بعد آخر تقطع دنيا سمير غانم مسافات كبيرة في طريق النجاح، فبعد دورها المفاجئ في «كباريه»، خطت خطوات أبعد في فيلم «الفرح»، ثم ظهرت بشكل مختلف تماما مرتدية ثيابا فنية كوميدية أخرى في «طير انت».. دنيا حققت طموحاتها السينمائية بعيدا عن نجومية أبيها وأمها ولا تكتفي بذلك فتستعد لصقل بريق موهبتها الغنائية بعد سنوات من التفرغ للتمثيل، «الشرق الأوسط» التقت دنيا سمير غانم في القاهرة، فكان هذا الحوار:

* صرحت في بعض وسائل الإعلام بأن دورك في فيلم «طير انت» من أفضل أدوارك السينمائية.. لماذا؟ - انبهرت كثيرا بالسيناريو عندما عرضه علي أحمد مكي ومخرج الفيلم أحمد الجندي، بالإضافة إلى أنهما أعطياني الحرية الكاملة في رسم الشخصيات السبع التي أقدمها لدرجة المساهمة في الكتابة وإضافة بعض الجمل على السيناريو مع تقديمي الطابع الكوميدي في الفيلم، بعد العمل الكوميدي الوحيد الذي مثلته مع النجم محمد هنيدي وهو فيلم «يا أنا يا خالتي».. هذه المرة كانت مساحة الدور أكبر ومساوية لدور البطل وهي فرصة لم أحصل عليها من قبل.

* وكيف أعددت نفسك لسبع شخصيات مختلفة في وقت واحد؟

- قمت بعمل جلسات منفردة خاصة بالشخصيات، ثم جلسات أخرى مع المخرج أحمد الجندي وأحمد مكي الذي جسد كل شخصية من شخصياته السبع أمامي، وتركا لي الحرية الكاملة لإضافة ملامح الشخصية الخاصة بي، بداية من «ستايل» اللبس وحتى تسريحة الشعر... وكنت سعيدة جدا وأنا أحاول أن أصل إلى أقصى نجاح في كل شخصية أقدمها، فنفذت شخصيات عديدة كنت أحلم بتقديمها في السينما، عبر عمل واحد، فظهرت وكأنني مثلت سبعة أفلام.

* ألم تخشي من ملل الجمهور وارتباكه من كثرة الشخصيات؟

- لا أعتقد فكل شخصية تحمل معاني ورسالة مختلفة عن الأخرى في إطار كوميدي، وهي شخصيات حقيقية داخل المجتمع المصري وهذا ما أعطى نوعا من المصداقية لدى الجمهور، إضافة إلى تمتع الفيلم بالروح الشبابية الخفيفة.

* ما الشخصية التي أرهقتك في تقديمها؟ - كل شخصية أخذت وقتا كافيا لتجهيزها، لكنني كنت خائفة ومرعوبة من شخصية دبوره، لأنها كانت قريبة الشبه من شخصية دبور التي اشتهر بها أحمد مكي قبل ذلك، وكانت سر نجاحه، وتركت بصمة داخل الأسر المصرية، كانت صعبة جدا، لكن رد فعل الجمهور بعد عرض الفيلم طمأنني للغاية.

* ما الشخصية التي أسعدتك في تقديمها؟ - الشخصية الهندية كانت قريبة جدا لقلبي حيث أخرجت كل طاقتي التمثيلية والاستعراضية وتعلمت اللغة الهندية بشكل سريع وعند تصوير هذه المشاهد توقفنا كثيرا من حالة الضحك الهستيري التي انتابتني خلال التصوير وكانت الشخصية مليئة بالتفاصيل المرهقة دون الشخصيات الأخرى.

* كيف رأيت أحمد مكي في أول تعامل معه؟ - هو شخصية تملك رؤية وفكرا جديدا، استطاع الوصول للناس بسرعة، كما يعطي مساحة لنجاح أي شخص يتعامل معه، تتمثل في إضافة أو تعليق، فهو لا يحجز العمل لحسابه وأنا اعتبره من أقرب أصدقائي.

* قال البعض إنك لم تجيدي اللهجة اللبنانية في تقديمك لشخصية البنت اللبنانية؟ - حاولت أن أصل إلى اللهجة اللبنانية على طريقتي الخاصة، وركزت على تميزهم بالدلع في طريقة الكلام واعتمدت على ذلك.. والكثيرون أشادوا بطريقتي في تقديم هذه اللهجة.. وبالتأكيد هناك وجهات نظر أخرى... وبالمناسبة أنا صاحبة اقتراح أن تكون الفتاة لبنانية بدلا من مصرية.

* هل من الممكن أن تتمرد المرأة الصعيدية على زوجها كما حدث في فيلم «طير انت»؟

- ولم لا، إن كان الزوج مثل الشخصية التي ظهرت في الفيلم مستبد، فالمرأة هي المرأة في أي مكان ولكن الفرق أن المرأة الصعيدية قدرتها على التحمل أكثر من غيرها، ولكن في النهاية قدمنا النموذج في إطار كوميدي بعيد عن السخرية من الصعيد وأهله.

* هل هناك شبه كبير بينك وبين والدتك دلال عبد العزيز في بعض مشاهد فيلم طير انت؟ - بالفعل أنا أحسست بذلك، فهناك بعض المشاهد كنت أشعر وكأني دلال عبد العزيز، فملامحي كانت قريبة منها وطريقتي في التمثيل، وقلت لأمي عندما تشاهدين فيلم «طير انت» سوف ترين دلال عبد العزيز.

* لماذا لم تذهب والدتك إلى العرض الخاص؟ - لأن جدتي كانت في المستشفى، وهي لا تفضل أن تحضر العروض الخاصة لأفلامي، كما يرفض والدي الحضور أيضا، ولكن هذه المرة ذهب إلى العرض الخاص، وشاهدته وهو يضحك على أدائي، ولم أصدق نفسي أني أضحكت سمير غانم، علم الكوميديا، بالإضافة إلى أنه أشاد بدور سميرة بيرة في فيلم الفرح.

* كنت جريئة للغاية وأنت تقبلين على دور مثل سميرة بيرة في فيلم «الفرح» ما السر في اختيارك؟

- عندما عرض المنتج أحمد السبكي السيناريو على المشاركين في الفيلم، قرأته كاملا قبل أول جلسة عمل مع الفريق المشارك، وطلب السبكي من كل المتواجدين أن يختاروا ما يرغبونه من أدوار فكنت خائفة جدا أن تختار روجينا أو جومانا مراد دور سميرة بيرة، كنت أريد أن أؤديه، لأنه دور جديد وجريء وسيضيف لي فنيا، وكنت خائفة من أدائه ولكني كنت متوترة جدا من رد فعل الجمهور، والحمد لله نجحت في الاختبار.

* مشهد قتلك لحشيشة الذي جسده باسم سمرة كان مؤثرا جدا، كيف تدربت على أدائه؟ - كان المشهد صادقا جدا وساعدني على ذلك معايشتي مع سميرة بيرة وحياتها الصعبة منذ أن كانت طفلة وحتى المراهقة، بالإضافة إلى أن باسم سمرة نفسه ساعدني في إخراج هذا الأداء، فهو نفسه كان جادا جدا في المشاهد العنيفة التي أداها أمامي، وكان يضرب بشكل حقيقي، فأخرجت كل شحنة الغضب لدي في هذا المشهد، وترك أثرا مؤلما في نفسي لمدة طويلة.

* هل يمكن أن تؤدي دور الفتاة المسترجلة مرة أخرى؟

- لا فلن أحجز نفسي في تلك المنطقة، والدليل أن عملي التالي له «طير انت» كان مختلفا، أزعجني أثناء التصوير أن طوال التصوير كانوا يعاملونني على أني ولد حتى أصدقائي المقربين لي كالفنان خالد الصاوي كان يعاملني على أني رجل مثله وأمي الفنانة دلال عبد العزيز عندما زارتني في موقع التصوير رفضت أن تسلم علي وكانت مشمئزة مني لكن الذي كان يتعامل معي بشكل طيب كان باسم سمرة.. ولو عرض علي دور مشابه سأقوم به ولكن بطريقة مختلفة لأنه خرج عن دور البنت الرقيقة وفيه مساحة تمثيل أكبر

* في أحد مشاهد فيلم الفرح قمت باستخدام المطواة فهل تدربت على ذلك؟ - بالفعل استعنت بمدرب محترف، لكني لم استغرق وقتا طويلا في تعلمها وقد قال لي المدرب باندهاش «انتي استخدمتي المطواة قبل كده».

* ماذا عن دورك في فيلمك القادم عزبة آدم؟ - أؤدي دور فتاة تسمى مريم، وهي فتاة ليل في عزبة آدم، وهو عمل يقدم شخصية فتاة الليل بشكل مختلف وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور ويظهرني بشكل جديد عما قدمته من قبل، والفيلم من تأليف محمد سليمان وإخراج محمود كامل ومن إنتاج السبكي وهو نفس فريق عمل كبارية بالإضافة إلى النجم محمود يس.

* ألا تخافين من رد فعل الجمهور تجاه دور فتاة الليل؟ - أنا لن أخوض في تفاصيل عملها كفتاة ليل، ولكن أقدم شخصية مريم المعروف عنها أنها فتاة ليل بعيدا عن المشاهد المثيرة، لأني لا أحب أن أقوم بهذه المشاهد وأرفض أي عمل يوجد به مشاهد جريئة.

* وماذا عن الغناء؟ - سأتفرغ خلال الفترة المقبلة إلى الغناء بعد انفصالي عن المنتج نصر محروس، وأنا انفصلت عنه في هدوء من دون أي مشاكل بعد عقد لمدة خمس سنوات، لم ينتج لي فيها سوى أغنيتين فقط، وأنتظر عروضا من شركات الإنتاج، ولن أتخلى عن موهبتي الغنائية، وأفضل دائما أداء أغنيات داخل أعمالي ولكنها لا تكفيني فأسعى كي أقدم ألبوما غنائيا كاملا رومانسي الطابع.

* وما وجه الشبة بينك وبين شقيقتك ايمي في التمثيل؟ - إيمي روحها خفيفة جدا وكوميدية، فهي ابنة سمير غانم وأعتقد أنها تسير على نهجه وتشاركه الآن في مسرحيته «ترلم لم» التي تعرض حاليا، وهي ممثلة جيدة جدا وتصور مسلسل «خاص جدا» مع النجمة يسرا، لكن الاختلاف بيننا كبير فأنا أكثر هدوءا منها.

* ولماذا لم تشاركي الفنان سمير غانم في المسرحية الجديدة؟

- لم يكن لدي وقت فأنا كنت مشغولة في تصوير أعمالي السينمائية ولا أعتقد أن الإعلام سيقبل مشاركتي أنا وإيمي في المسرحية بسهولة، ففضلت أن أكون بعيدة ويكفي تواجد إيمي معه

* أين أنت من الأعمال الدرامية؟ - أنا الآن أركز في الأعمال السينمائية لأكون رصيدا يرضيني، وجميع الأعمال التلفزيونية التي عرضت علي في الفترة الأخيرة لم يكن بها جديد يضيف إلى فني.