أحمد إسماعيل ملحن فيلم «دكان شحاتة»: اقترن اسمي وصوتي بالتظاهرات السياسية

يتمسك بآلة العود في أعماله.. ويعتبره البعض خليفة الشيخ إمام

الملحن أحمد إسماعيل يعزف على آلة العود («الشرق الأوسط»)
TT

يعتبره البعض خليفة المطرب والملحن المصري الراحل الشيخ إمام، لتمسكه بالعزف والغناء منفردا، معظم الوقت، على آلة العود.. وبعد أن ظهرت له ألحان في فيلم «دكان شحاتة»، للمخرج خالد يوسف، بدأ الملحن والمطرب المصري المغمور، أحمد إسماعيل، محاولة التحليق بألحانه إلى آفاق جديدة، قائلا إن التجربة قابلة للتكرار.

من السهل أن تجد إسماعيل ممسكا بعوده وسط حشد من المحتجين في مقر لأحد الأحزاب أو النقابات، يغني منشدا العديد من الأغاني الوطنية، سواء من ألحانه أو من ألحان آخرين، كالشيخ إمام، وسيد درويش، والأخوين رحباني. لكن الغناء في حفلات الأحزاب والمنتديات السياسية، خاصة إذا كانت مُعارضة، لا يمكن أن يؤمِّن حدا أدنى من الحياة. هل حاولت طرق أبواب شركات الفن؟ قال: أنا مقتنع أن الفنان لا يطلب ذلك، بل المفترض أن أعمال الفنان هي التي ترشحه. ومع ذلك يستطرد متسائلا: «لا أعرف ما السبب الذي لم يجعل هذه الشركات تلتفت إليَّ.. رغم أن الشاعر أحمد فؤاد نجم مقتنع بفني، بل لحنتُ عددا من قصائده، وأغني الكثير من تراث الشيخ إمام الصعب، إضافة لأعمالي الخاصة في العديد من الحفلات». ويضيف قائلا إن سبب انقطاع الصلة بينه وبين أغاني الفضائيات، ربما يرجع لعدم وجود آلات شرقية في غالبية الأغاني الجديدة، خاصة العود.. «غالبية أغاني الفيديو كليب المنتشرة على الفضائيات تفسد الذوق العربي.. ما يحدث تخريب مقصود ومتعمد، من أناس يهمهم تفريغ ثقافتنا من مضمونها.. هذا يؤثر سلبا على وجداننا وعلى تراثنا وعلى مستقبلنا.. ما يقدم من أعمال ليست للفن، ولكن لجلب الفلوس». ويعمل أحمد إسماعيل موظفا في البيت الفني للمسرح، وهو من مواليد محافظة الجيزة القريبة من القاهرة عام 1962، ومتزوج ولديه ولدان وبنتان. ومثلما يدافع عن أسرته الصغيرة، يدافع عن محبوبته، آلة العود.. «العود آلة تاريخية أصيلة.. آلات كثيرة اندثرت وما زال العود باقيا، رغم عدم ظهوره في الفرق الموسيقية الجديدة.. كثير من الناس ما زالوا يحبون آلة العود، والدليل مبيعات آلة العود في شارع محمد علي بالقاهرة». بدأ أحمد إسماعيل رحلته مع الموسيقى في مرحلة المدرسة الثانوية ضمن فريق مدرسة الثانوية السعيدية الشهيرة في ذلك الوقت. والتحق بعد ذلك بالمعهد العالي للموسيقى العربية، حيث درس فيه لمدة خمس سنوات، دون أن ينهي دراسته، بعد أن داهمته أفكار انتشرت أيام المد الديني المتشدد حينذاك تقول إن الموسيقى حرام.. «هذا الفكر جعلني أشعر بالقلق، وبدأت حالة من عدم الالتزام بالمناهج الدراسية. كنت غير قادر على التوقف عن العزف على العود، وغير قادر على الالتزام بالدراسة».

وترك إسماعيل المعهد لكي يؤدي الخدمة العسكرية، وظل حبه للعود يدفعه لتثقيف نفسه موسيقيا، وهو خارج أسوار المعهد. لكن كيف اقترن اسمه وصوته ونغمات عوده بالتظاهرات السياسية؟ يقول: في ذلك الوقت تصادف أن التظاهرات السياسية كانت تتزايد في القاهرة احتجاجا على الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية واللبنانية، فوجدت نفسي أحمل العود، وأشارك في احتفالات سياسية وفنية أيام الاجتياح الإسرائيلي لبيروت وخروج المقاومة الفلسطينية منها، وبدأ الناس منذ ذلك الوقت، حتى الآن، يدعونني لكل مناسبة سياسية أو فنية ذات طابع قومي. ويختار أحمد إسماعيل كلمات أغانيه الخاصة بنفسه. ومعروف عنه التدقيق في اختيار ما يقوم به من أعمال فنية.. «هذا جعلني لا أُكثر من الألحان.. وهذا أيضا جعلني لست مثل الكثير من المطربين والملحنين.. أحيانا أعمل غنوة، في وقت وجيز، ومن الممكن ألا أعمل غنوة إلا بعد 3 أو 4 شهور، أو بعد سنة».

ولأحمد إسماعيل ألحان متفرقة في العديد من الأعمال المسرحية، منها مسرحية «نسمة سلام» عام 1995، مع الفنانة عفاف راضي، وغيرها من مسرحيات الهيئة العامة لقصور الثقافة، وأخرى مع فنانين منهم أحمد الحجار، وحمدي هاشم، ومحمد الفيتوري، كان معظمها خلال التسعينات.. وكذلك شارك في وضع ألحان أغاني ألبوم «رفيق عمري» مع الفنانة عايدة الأيوبي.

وأول عمل سينمائي له كان مع المخرج خالد يوسف من خلال مشاركته بألحان في فيلم «العاصفة» عام 2000، وكذلك فيلم «خيانة مشروعة» في 2005. وقبل عامين ظهر أحمد إسماعيل على مدى أكثر من 15 حلقة في برنامج «حبايبنا» على إحدى القنوات الفضائية مع الشاعر أحمد فؤاد نجم، إلا أن مشاركته بألحان في فيلم «دكان شحاتة»، لفتت إليه الأنظار، وجعلته يترقب المشاركة في أعمال جادة جديدة.

وعلى الرغم من أنه يعتبر أن هذه الألحان لها طعم خاص، فإنه يؤكد أنه ليس في مصنع الفضائيات الذي ينتج ملحنين ومطربين.. «أنا بعيد عن هذا المصنع، ربما لأنني اخترت الطريق الصعب، الذي تجد فيه فكرة تحترم عقل الناس وتحترم عاداتهم وتقاليدهم».