لوسي: السينما ظلمت الراقصات.. وأنا أقل النجوم أجرا

قالت لـ «الشرق الأوسط» إن نجاحها في عملين معا سبق لم يحققه أحد

لوسي («الشرق الاوسط»)
TT

من بوابة الرقص الشرقي، ولجت لوسي إلى فضاء عالم الفن. البداية كانت في أدوار هامشية صغيرة، ما لبثت أن كبرت شيئا فشيئا، إلى أن حصلت على أول دور متميز في مسلسل «ليالي الحلمية»، لتلفت الأنظار بشدة، ثم قدمت دورا أكثر بريقا في مسلسل «أرابيسك» مع النجم صلاح السعدني لتحصل بعده على شهادة الإجادة من الجمهور والنقاد معا. ارتبطت أعمالها السابقة بشهر رمضان، وزاد الارتباط بعد تقديمها للفوازير. وشهد شهر رمضان هذا العام حدثا فريدا بالنسبة إليها هو تقديمها عملين مرة واحدة هما «الباطنية»، و«كلام نسوان». وحول العملين وأشياء أخرى، كان معها هذا الحوار من القاهرة:

* كيف استقبلت ردود الأفعال حول العملين الدراميين «الباطنية» و«كلام نسوان» اللذين تم عرضهما في رمضان الماضي؟

ـ رد الفعل في العملين كان إيجابيا جدا، وخلال عرضهما في شهر رمضان كنت أقرأ دائما كلام النقاد وهم يثنون على الأدوار التي قدمتها، مع اختلاف تام بين الدورين. والنجاح في عملين في آن واحد يُعتبر سبْقا لم يحققه أحد من قبل بحسب رأي النقاد والإعلاميين.

* هل كان تقديمك لعملين في نفس الوقت شيئا مخططا له؟

ـ إطلاقا، فهذه المرة الأولى التي أقدم فيها عملين في شهر رمضان. ولو فكرت في ذلك قبل حدوثه لما أقدمت عليه، لأن شهر رمضان من الشهور التي تتميز بالمشاهدة العالية، فهو الموسم المفضل للأعمال الدرامية. لكن المصادفة هي التي أدت إلى وجودي في عملين في آن واحد. فعندما عُرض عليّ مسلسل «كلام نسوان» في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، اختلفت مع المنتج على الأجر في ذلك الوقت وانتهي الأمر عن هذا الحد. ثم جاء عرض مسلسل «الباطنية» وتحدثت أيضا في التفاصيل مع المخرج والمؤلف واختلفت أيضا على الأجر، وبعد مداولات حاولت أن أصل معهم إلى حل وسط، وفي هذا الوقت عُرض عليّ «كلام نسوان» مرة أخرى، فتوكلت على الله وقبلت العملين.

* دائما ما توجد خلافات مالية في أعمالك، فهل أنت مغالية في الأجر؟

ـ أنا حققت نجاحات متتالية واعترف الجميع بذلك وأصبح وجودي في أي عمل إضافة، فمن حقي أن أطالب بالأجر الذي يناسب نجوميتي. وعلى الرغم من ذلك لم أبالغ في أجري، ولكني أقدّر الأجر تبعا لتكلفة الدور لكي أظهر بالشكل الذي يؤهلني للنجاح. وأنا أعتبر أني أتقاضى أقل الأجور داخل الوسط الفني.

* أي الشخصيتين أجهدتك أكثر: «بهيجة» في الباطنية أم «ناهد» في كلام نسوان؟

ـ كلتاهما أخذت الوقت الكافي للتجهيز. لكن شخصية «ناهد» أخذت وقتا أكبر في تجهيزها حيث إن لها «ستايل» معينا، لأن الشخصية «كلاس» وكانت مختلفة بعض الشيء عما قُدم من قبل، فأنا دائما أجتهد في رسم الشخصية بالورقة والقلم من حيث طريقتها وأسلوبها. و«بهيجة» أيضا كانت متعبة، فأنا رسمتها من بنات أفكاري، حيث سألني المخرج: «إنتي شايفة شخصية بهيجة ازاي؟» فأجبته: «عندها سِنّة دهب»، فضحك وأُعجب بالفكرة.

* ألم تخشَي، في ظل الأزمة المالية العالمية، من رد فعل سلبي حول «بهيجة» فاحشة الثراء لدرجة أن تضع الذهب في فمها؟

ـ شخصية «بهيجة» لا بد أن تكون شخصية مختلفة عن زوجات العقاد الأخريات، ويجب أن يكون الاختلاف واضحا، ولا يوجد أكثر وضوحا من بريق الذهب. وبالمناسبة، أشرفت بنفسي على تنفيذ جميع المصوغات الذهبية التي ظهرت بها في المسلسل عند الصائغ، وقد أعجب به الكثيرون.

* من وجهة نظرك من البطل الحقيقي لمسلسل «الباطنية»؟

ـ كل فريق العمل أبطال، بداية من المخرج والمؤلف، وصديقي صلاح السعدني الذي تعود على إبهارنا بأدائه، والنجمة غادة عبد الرازق التي سعدت بالتعامل معها، وريم البارودي وهياتم وميمي جمال والشاب أحمد فلوكس. فكل شخص من فريق العمل كان بطلا في دوره، وهذا هو النجاح الحقيقي.

* ما حقيقة خلافك مع غادة عبد الرازق؟

ـ على العكس تماما، فمكسبي الحقيقي في هذا العمل هو صداقتي بغادة عبد الرازق، فهي إنسانة متألقة على المستوى العملي، وجميلة على المستوى الشخصي. ونحن من وقت إلى آخر نتحدث عن طريق التليفون.

* هل شاهدت فيلم «الباطنية» الذي سبق أن قدمته نادية الجندي؟

ـ بصراحة لم أشاهده، ولكن الذي عرفته أن التناول في الفيلم مختلف عن المسلسل، وهذا راجع إلى أن مدة المسلسل 30 حلقة، في حين أن الفيلم كان ساعتين تقريبا، ولذلك تناول المسلسل أحداثا وتفاصيل أكثر. ونادية الجندي فنانة كبيرة وإنسانة محترمة، ولم يحالفني الحظ في مقابلتها من قبل، ولكنها فنانة عبقرية ولها ثقلها الفني.

* ما سر شعورنا بالتألق الشديد في المشاهد التي جمعتك بالفنان صلاح السعدني؟

ـ تعاملي مع صلاح السعدني حالة خاصة، فالتألق في مشاهد مسلسل «الباطنية» تعود إلى اشتياقي إلى العمل معه بعد سنوات من مسلسل «أرابيسك». وفي أثناء عرض المسلسل في رمضان كان يتصل بي ويقول: «إيه التألق ده يا بهيجة؟»، وكنت أرد عليه وأقول: «الله يا عمدة، مش هتتجوزني بقى؟»، وكان دائما هناك حوار خفيف داخل وخارج بيئة العمل.

* تكرر ظهورك في أعمال تتعدد فيها الزوجات مثل «بدرية» في مسلسل «سلطان الغرام» و«بهيجة» في مسلسل «الباطنية»، ألا تخشين من حصرك في هذه الأدوار؟

ـ «بدرية» كانت الزوجة الأولى التي تتحمل زوجها وتقف بجواره وتسانده، ولكنها تهمل نفسها كأنثى حتى يقابل امرأة أخرى تهتم بنفسها فيتزوجها وتكون هي السبب في ذلك، لكن «بهيجة» هي الزوجة لـ«العقاد»، وهي مدللة ودلوعة وكاتمة أسراره، بدليل أنها الوحيدة التي تعلم أنه يتاجر في المخدرات، كما أنها «أم الولد». فمن الممكن أن تتناول فكرة تعدد الزوجات من أكثر من جهة، وهذا تنوع في تأدية الأدوار. واستطعت أن أخرج من هذا الإطار في دور «ناهد» في «كلام نسوان».

* لماذا قبلت تجسيد دور الأم لشباب في العشرينات على الرغم من أنك ما زلت أُما صغيرة؟

ـ بالنسبة إليّ لا أعير أي انتباه لسن الممثل في العمل الفني، فأنا أسعى للتواصل مع الشخصية التي أؤديها. وهذه ليست المرة الأولى، ففي «سلطان الغرام» كنت أُما أيضا لشباب في سن العشرينات. وعند ترشيح أحمد فلوكس للدور في مسلسل الباطنية كنت سعيدة جدا، ودعمت هذا الترشيح لأن بيننا كيمياء هي التي تحكم دوري في العمل، وأركز عليها حتى تظهر العلاقة بيننا كأم وابن. أما كريم محمود عبد العزيز في «كلام نسوان» فقد اعترضت على ترشيحه في البداية، فأنا لم أتقابل مع كريم ولم أعرفه من قبل، وهو أطول مني كثيرا، ولم أشعر بوجود كيمياء بيننا، لكن المخرج عمر عبد العزيز أقنعني بالتعامل معه وقال لي: «اتعرفي عليه واعرفي شخصيته الأول». وبالفعل، بعد التعامل معه وجدت أنه الوحيد الذي يليق لهذا الدور، وأخبرته بأني لم أكن موافقة على وجوده في البداية.

* رفضت شرب السجائر في كلام نسوان، ورغم ذلك أقبلتِ على الإفطار في شهر رمضان في أثناء التصوير؟

ـ أنا أعلم أن العمل سيقتحم البيوت في شهر رمضان، وأعلم أن الأطفال يحبون تقليد الفنان، فلو رأوا أني أشرب السجائر خلال شهر رمضان فسيولّد هذا لديهم إحساسا بأن هذا أمر عادي. أما عن إفطاري في شهر رمضان، فأنا استغفر ربنا أن يسامحني على ذلك. فلقد كان المشهد يتطلب شربي لطبق من الشوربة، وبعد ضغط شديد من المخرج الذي أجبرني على فعل ذلك، بعد رفضي بشدة، وإقناعي بإمكانية أن أعوض اليوم بإفطار مساكين. وبرر لي أن الجهة الإنتاجية يمكن أن تتعرض لخسارة مبلغ 50 ألف جنيه عن هذا اليوم، وأنا نادمة جدا على إقبالي على هذه الخطوة.

* إفطارك في هذا اليوم هو سبب خلافك مع المخرج عمر عبد العزيز؟

ـ لا علاقة بين الأمرين. ولكن الخلاف حول الوقت الذي كان ضيّقا جدا، وعمر عبد العزيز كان مضغوطا لإنهاء تصوير المسلسل، فكان مضطرا إلى رفع صوته، والصوت العالي يجعلني عصبية جدا ولا أستطيع أن أركز في العمل، وأنا التمس له العذر. وبالمناسبة أنا وعمر أصحاب جدا وصفّينا الموقف تماما بعدها.

* لو عُرض على لوسي دور راقصة في عمل درامي فهل توافق؟

ـ أنا في الأصل راقصة، ولن أرفض بالطبع، ولكني سأقوم بارتداء بدلة رقص مثل التي قمت بارتدائها من قبل في الفوازير، إذا كان الدور في التليفزيون. ولو كان في السينما فسيكون الأمر مختلفا بعض الشيء، فأنا لا أحب الظهور بملابس مغرية.

* رغم تحفزك أن تكون لبدلة الرقص مواصفات خاصة فقد قمتِ بارتداء بدلة رقص في كليباتك.

ـ نعم، ارتديت بدلة رقص في كليباتي، لكنها البدلة التي وافقت عليها الرقابة. وأنا لست الوحيدة التي قمت بارتداء بدلة رقص في كليباتي، فالعديد من النجمات ـ بلا ذكر أسماء ـ قمن بارتداء بدل رقص في كليباتهن على الرغم من كونهن مطربات فقط، ولم يكُنّ راقصات من قبل.

* هل وجدت صعوبة في التعامل مع النجمات العربيات في مسلسل «كلام نسوان»؟

ـ أنا كنت المصرية الوحيدة في «كلام نسوان»، ولم أجد أي صعوبة في التعامل مع باقي النجمات. وكانت الأقرب لي في أثناء العمل نادين الراسي، لكن الذي أقلقني منها لهجتها اللبنانية الخالصة التي لا يستطيع أحد أن يفهمها إلا بصعوبة بالغة. واستمتعت أيضا مع مايا دياب عضو فريق «الفور كاتس»، و«كلام نسوان» كان عملها الدرامي الثاني بعد فيلم «أسد وأربع قطط». وبالنسبة إلى التونسية فريال قراجة التي جسدت دور «مها» في المسلسل، فقد كان الدور يتطلب بنتا من أصل تونسي تعيش داخل مصر وتجيد اللهجة المصرية، وقد قمت بترشيح أكثر من وجه مصري لهذا الدور، لكن المخرج رفض وقال إنها الأنسب.

* معنى ذلك أنك ضد عمل الفنانات العرب في مصر؟

ـ أهلا وسهلا بأي فنانة عربية في مصر، فمصر هي «هوليوود الشرق»، لكن تحفظي يتعلق بترشيح فنانة عربية لدور يحتاج أن تؤديه مصرية.

* هل من عادتك ترشيح الممثلين في أعمالك؟

ـ لا، لم أعتَد ذلك. ولكن عندما أقرأ السيناريو كاملا وأتخيل كل شخصية على حدة، أقترح ترشيح بعض الفنانات وأعرض ذلك على المخرج. وهي مجرد وجهة نظر ليس أكثر، وللمخرج الأخذ بها أو تركها.

* لماذا اعترضت على طلب الرقابة لتغيير اسم مسلسل «كلام نسوان»؟

ـ كلام نسوان هو الاسم الأنسب للعمل، وكلمة «النسوان» كلمة عربية فصحى. فاقتراح أي اسم آخر لا يضيف إلى العمل. ومن ضمن الاقتراحات كان اسم «كلام ناعم» وغيرها من الأسماء، وأرى أن هذا أنسب لأن يكون اسما لبرنامج لا عمل درامي. ولا أفهم سبب الاعتراض على الرغم من وجود العديد من الأسماء أكثر جرأة من كلام نسوان ولم تعترض عليها الرقابة.

* ما رأيك في تصريحات الراقصة دينا أنك كممثلة أفضل منك راقصة؟

ـ كل شخص له وجهة نظر في عملي كراقصة أو مغنية أو ممثلة، ويمكن أن تغلب واحدة منهم على إعجاب الناس. ونجاحي كراقصة كان أحد أهم الأسباب لنجاحي كممثلة. وبالمناسبة، دينا لم تشاهدني وأنا أقوم بالرقص إلا ثلاث مرات تقريبا، ولذلك فهي لا تملك الرؤية الكافية كي تحكم عليّ كراقصة.

* وما رأيك أنت في دينا كراقصة وممثلة؟

ـ كممثلة استطاعت أن تقوم بالأدوار التي تناسبها وتستطيع أن تؤديها، وشاهدتها كراقصة في بعض الأعمال المسجلة، وهي كراقصة «كويسة».

* ما آخر أعمالك؟

ـ قمت في الفترة الماضية بتسجيل أغنيتين، وسأقوم بتصويرهما بطريقة الفيديو كليب، وأتمنى أن تنالا إعجاب الجمهور.

* تفكرين في الغناء مرة أخرى على الرغم من تعرضك للنقد الشديد؟

ـ ولِمَ لا؟ فيوجد جهة اعترضت على صوتي وجهة أخرى أشادت بصوتي، ومنهم كبار الموسيقيين. وأنا أعتبر نفسي مؤدية لا مطربة، ولكن النقد والهجوم اللذين تعرضت لهما كانا بسبب تصوير الكليب. وسأستمر في الغناء لأني مؤمنة جدا بأن لدي إمكانيات صوتية يمكن تطويرها مع الوقت.

* طُرحت مؤخرا فكرة إنشاء «معهد للرقص» للدراسة بعد الثانوية العامة من خلال مكتب تنسيق القبول بالجامعات والمعاهد، فما رأيك؟

ـ كيف ذلك؟ الرقص موهبة أولا وأخيرا. لا أتحمس إطلاقا للفكرة، وأنا ضدها تماما، ولكن يمكن أنشاء أماكن لتعليم الرقص.

* دائما ما ينظر المجتمع إلى الراقصة على أنها إنسانة غير ملتزمة، هل تعرضت لهذه النظرة من قبل؟

ـ في وجهة نظري السينما هي السبب الذي ساعد على تكوين هذه الفكرة. فدائما ما تظهرها الأعمال السينمائية على أنها غير ملتزمة أخلاقيا من خلال علاقاتها مع الآخرين. ولكني أؤكد وجود العديد من الراقصات المحترمات وعلى رأسهن الراقصة سهير زكي، ولا بد أن يغير المجتمع نظرته غير المنصفة إلى هذه المهنة.