تنافس تلفزيوني على إضحاك المشاهد من خلال «النكتة»

بعد استنفاد البرامج الساخرة والناقدة للسياسة

فريق عمل برنامج «لا يمل»
TT

لم تكتف المحطات التلفزيونية في لبنان بعرض البرامج الساخرة والناقدة التي استخدمت في معظمها العناوين العريضة للسياسة السائدة على الساحة اللبنانية كمادة دسمة استعملتها في قالب ساخر، بل انتقلت إلى النكتة المباشرة لتؤمن للمشاهد استراحة ذهنية ولو لمدة قصيرة.

فبعد ازدحام محطات التلفزة ببرامج ناقدة كـ«بسمات وطن» و«14 على 8» و«دمي قراطية» على (ال بي سي)، و«لا يمل» على تلفزيون المستقبل، و«أسأل شي» على (إم تي في)، و«مش ظابطة» على (الجديد) وغيرها من البرامج التي أضحكت المشاهد على حساب السياسيين ومواقفهم، تعمد اليوم إلى تقديم برامج طريفة من نوع آخر ترتكز على رواية النكتة أو استحداثها وذلك حسب إعداد البرنامج وفكرته.

فتلفزيون (أو تي في) كان السباق في إيصال الضحكة مباشرة للمشاهد من خلال برنامج «LOL»، وهو برنامج يستقبل وجوها معروفة على الشاشة الصغيرة تعمل في حقل الدراما أو الكوميديا وتتعاون مع مقدم البرنامج وضيفته الدائمة أرزة على رواية طرائف متنوعة، بعضها يدور حول «أبو العبد» أو «الحماصنة» أو «تانتات بيروت» وغيرها، وقد لاقى هذا البرنامج نجاحا ملحوظا كما تظهر الإعلانات الكثيفة التي استقطبها حتى الآن. ويقول مخرج البرنامج شادي حنا إن هذا البرنامج هدفه تسلية المشاهد في المقام الأول وإخراجه من روتين البرامج التي يتابعها عادة مساء الأحد ويتناول بعضها حوارات سياسية أو مسلسلات درامية، وأهم ما فيه أنه عفوي صادق بعيد كل البعد عما نشاهده في برامج أخرى.

أما (ال بي سي) فقد اختارت «الكلمنجي» لتطل فيه على مشاهديها في الموسم الحالي، وهو كناية عن برنامج «حكواتي» تظهر فيه شخصيات غير معروفة من أهل البلد لتروي قصصا وحكايات قصيرة طريفة ويغلب عليها طابع الضحك.

اللافت أن بعض هذه القصص تتناول أشخاصا معروفين في بلدات لبنانية كأطباء أو مزارعين أو ميكانيكيين، وقد تميزوا بحضورهم القريب إلى القلب والعفوي. ويحث «الكلمنجي» في كل حلقة أهل بلدة أو مدينة ما على رواية طرفة يعرفونها أمام الكاميرا بعد الإعلان عن استقبالها لهم في وقت ومكان معينين سلفا عبر شاشة (ال بي سي).

ويرى مخرج البرنامج بيتر خوري أن «الكلمنجي» اختلف عن غيره من البرامج الساخرة بصدقه ومضمونه الجديد إن من حيث الفكرة أو التصوير، ولا سيما أنه يدور بمجمله في حافلة تتنقل في مختلف المناطق اللبنانية، فيروي خلالها الضيوف الطرائف المستوحاة من الواقع.

أما المحطات التلفزيونية الأخرى، فلجأت إلى برامج «الكاميرا الخفية» والتي كانت في حقبة معينة من أشهر البرامج وأكثرها نجاحا على الشاشة الصغيرة، فأعادتها بعض القنوات إلى شبكتها التلفزيونية في قالب جديد رغم أن مجريات الحدث بقي مرتكزا على المقالب المضحكة التي يقوم بها ايلي العشي في «كيفني معك» على شاشة (ام تي في) أو كميل أسمر في «اكلت الضرب» على (الجديد)، ودائما عبر الكاميرا الخفية التي تصور مواقف استفزازية طالت احيانا كثيرة شخصيات سياسية أو وجوها معروفة في الساحة الفنية.