جمهور استوديوهات التصوير عنصر أساسي في البرامج التلفزيونية

أجرهم لا يوازي انضباطهم وحضورهم لساعات طويلة

TT

يندرج حضور جمهور استوديوهات التصوير في البرامج التلفزيونية ضمن لائحة العناصر الأساسية التي بإمكانها أن تنجح حلقة ما أو العكس، فبالإضافة إلى مقدم البرنامج والضيف يأتي الحضور الموجود في الاستوديو ليكون جزءا لا يتجزأ من حيوية البرنامج، ولا يقل وجوده شأنا عن العنصرين الأولين؛ نسبة إلى التأثير الإيجابي الذي يحققه على أجواء الحلقة عامة.

وتختلف نوعية هذا الجمهور بين برنامج وآخر، فيختاره كل من المخرج والمنتج ليتناسب مع مجريات الحلقة المقدمة ونوعية الحوار القائمة فيه. ولذلك عادة ما يتم اختيار جمهور من الشباب لبرامج المنوعات والتسلية، وأحيانا أخرى تتجاوز سن الحاضرين الأربعين عاما ليشارك ضمن حلقة حوارية جدية تتضمن مواضيع اجتماعية مثلا.

ورغم أن الساعات التي يمضيها هذا الجمهور في الاستوديو طويلة وتتجاوز أحيانا الساعات الست، فإن أجرهم لا يزيد عن خمسة عشر دولارا. والمطلوب منهم التصفيق أو الضحك أو المشاركة الفعلية من خلال كلمة أو طرفة تزيد الجو حماسا.

وتهتم وكالات خاصة بتأمين هذا الجمهور بحيث يتم الاتصال بها من البرنامج المختص فتزوده بالعدد المطلوب الذي لا يقل عن مائة وخمسين شخصا ولا يزيد عن أربعمائة.

ولأن بعض أفراد هذا الجمهور اتخذ من هذا الحضور «مهنة» له، فبات يتمتع بحرفية أكبر في طرق التعامل مع الكاميرا أو في طريقة الانضباط المطلوب، فإن بعض المخرجين أو المسؤولين عن الإنتاج يطالبونه بالتمديد، ولذلك يتزايد الطلب عليه وبالتالي يرتفع أجره ليصل أحيانا إلى سبعين دولارا إذا حصل تنافس على استخدامه من برامج عدة في وقت واحد فيفوز به من يدفع له أكثر. ويؤكد المخرج طوني قهوجي أن هذا الجمهور ركيزة من ركائز أي برنامج يقدم على الشاشة الصغيرة، ويأتي من ضمن فريق العمل المشارك فيه، تماما كالمذيع والضيف والإضاءة والديكور وغيرها من العناصر التي يتألف منها البرنامج عادة.

ويشير إلى أن بعض البرامج لا تحتاج إلى تأمين هذا الجمهور مقابل أجر خاص به، إذ إن برامج أخرى تفرض شعبيتها من خلال نجاحها فيقصدها الجمهور بالمئات من أجل متابعتها مباشرة على الهواء، مثل برنامج «ستار أكاديمي». ولأن التصوير يستغرق وقتا طويلا فإن فريق الإنتاج والإخراج يضطر إلى استبدال الجمهور الموجود في البرنامج أكثر من مرة حتى لا يبدو عليه علامات الإرهاق أو الملل والتعب. والمعروف أن هذا العنصر لا يقتصر على البرامج العربية فقط، بل أيضا عالميا وعبر كل الشاشات الصغيرة في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، ولا يغيب عن الكاميرا إلا في حالات نادرة بحيث يكون البرنامج في حد ذاته لا يتطلب وجوده بسبب سياق الحلقة والموضوع الذي يتناوله.