جيهان عبد العظيم: موجة المسلسلات التركية انتهت

الفنانة السورية تقول إن المخرجين يقدمون لها أدوار «الفتاة الناعمة»

الفنانة جيهان عبد العظيم
TT

عرفت في الدراما السورية بأدائها الناعم وتجسيدها لشخصيات الفتاة المدللة والطالبة الهادئة أحيانا والمشاكسة في بعض الأحيان والشابة الرقيقة، منذ انطلاقتها الفنية منتصف التسعينات مع الفنان دريد لحام في مسلسله الكوميدي «عودة غوار» ومن ثم تابعها الجمهور في مسلسلات اجتماعية وتراثية متنوعة وخاصة التي تتناول بيئة مدينة حلب السورية، وهي مسقط رأسها، ومنها «خان الحرير» و«سيرة آل الجلالي» و«باب الحديد» وشاهدها المتلقي طالبة الثانوي الناعمة في مسلسل «أشواك ناعمة» وفي مسلسلات أخرى مثل «الجمل» و«ورود في تربة مالحة» وغيرها من الأعمال، إنها الفنانة السورية (جيهان عبد العظيم) التي تصور حاليا دورها في مسلسل جديد يحمل عنوان: (البقعة السوداء) وكان الجمهور تابعها في الموسم الرمضاني السابق في مسلسل اجتماعي معاصر حمل عنوان «صراع المال» للمخرج فهد ميري، وقد جسدت فيه شخصية منى الطالبة الجامعية القوية والجميلة والقيادية بين زميلاتها وحتى مع زوجها الذي اختارته من بين زملائها، وتابعها الجمهور مقدمة برامج منوعات على قناة «سورية دراما». وفي الحوار التالي من دمشق تتحدث الفنانة جيهان عبد العظيم لـ«الشرق الأوسط».

* شاهدناك مقدمة برامج في رمضان الماضي وهي أول تجربة لك في التقديم، كيف تنظرين لها وهناك من سبقك في التقديم من زملائك الفنانين؟

- كنت خائفة جدا وخاصة أنها التجربة الأولى لي وكنت أقول للقائمين عليه إنني أريد أن أنسحب من الحلقات الأولى خوفا من الفشل خاصة، فيضحكون ويقولون لي هذا شعور طبيعي في الحلقات الأولى ولكنك ستتعودين على التقديم بعد انطلاق الحلقات الأولى، وخوفي هنا من التجربة أنها تأتي بعد فشل العديد من زملائي الممثلين الذين خاضوا تجربة تقديم البرامج التلفزيونية، مع إعجابي بتجربة متميزة برأيي للممثلة أمل عرفة من خلال برنامجها المنوع «مساء الخير» وكذلك تجربة الممثل قصي خولي، ويبقى منهم من نجح ومنهم من فشل في هذه التجربة.

* مالفرق بين الممثل المقدم للبرامج التلفزيونية والممثل الذي يؤدي دوره في مسلسل ما؟

- في التمثيل يجسد الفنان شخصيات متنوعة ليست شخصيته الحقيقية ولكن في تقديم البرامج عليه أن يقدم نفسه للجمهور كما هو في الواقع خاصة إذا كان البرنامج مباشرا، ولذلك يظهر الممثل بحقيقته كما هي إن غضب أو تثاءب أو أخطأ في لفظ حرف من كلمة سيشاهده الجمهور وسينتقده، خاصة أن العديد من المشاهدين ينظرون للممثل كنجم يلمع ولا يجوز أن يقع في موقف غير مناسب أو لا يميزون بينه كشخص وبين الشخصيات التي يجسدها، ولذلك يبقى التمثيل هو المحبب لي وليس التقديم.

* شاهدك الجمهور في الفترة الأخيرة في الدراما الخليجية تؤدين أدوارا مهمة؟

- صورت في السنة الماضية عملين مع الدراما الخليجية، الأول حمل عنوان «بغوها طرب» والثاني «قلب أبيض» وهو عمل اجتماعي من إنتاج «mbc» وجسدت فيه شخصية الكنّة السورية اللطيفة والمثقفة التي تقدم صورة جميلة عن مجتمعها. وما أعجبني في هذا النوع من المسلسلات أن كل من يعمل بها من الممثلين يأتون من كل بلدان الخليج، وتأخذ دائما صفة المسلسل الخليجي. وأنا أشاهد الدراما الخليجية وهناك أعمال مهمة وأعتقد أنها حققت قفزات نوعية في السنوات الأخيرة وأعجبني بشكل كبير مسلسل «قابلة نورا»، لقد أحببته كثيرا. ولكن الأعمال الكوميدية كنت أحيانا لا أفهم اللهجة الخليجية خاصة الكلمات التي تشكل نكتة أو طرفة، وحتى عندما شاركت في عمل كوميدي خليجي «بغوها طرب» تعبت كثيرا حتى استطعت فهم اللهجة وكان زملائي الخليجيون يضحكون ويقولون لي إنك تحتاجين لمترجم! مع أنني قدمت شخصيتي باللهجة السورية وكانت الكنّة ولكن الشريرة هنا والقوية بعكس الشخصية في مسلسل «قلب أبيض».

* وهل عرض عليك العمل مع الدراما المصرية وكيف تنظرين لتجربة زملائك السوريين معها؟

- نعم عُرض عليّ هذا العام المشاركة في عملين دراميين مصريين أحدهما يحمل عنوان «زهرة برية» ولكنني اعتذرت بسبب مرض والدتي ووفاتها فيما بعد واضطراري للبقاء بجانبها أثناء مرضها. ومن الممكن أن أكون موجودة في الموسم القادم في الدراما المصرية، فلا توجد مشكلة لدي في ذلك بشرط أن يكون العمل والنص محترما. أما تجربة زملائي مع الدراما المصرية فبرأيي أن معظمها كانت تجربة ناجحة.

* وأين أنت في دراما البيئة الشامية؟

- شاركت في الجزء الأول من مسلسل «بيت جدي» ولكن كضيفة لاعتذاري عن عدم المشاركة بدور رئيسي، كوني كنت مرتبطة بعمل سعودي وهو مسلسل «قلب أبيض»، وفي الموسم الماضي عُرض علي العمل في الجزء الثاني من «بيت جدي» والذي حمل عنوان «الشام العدية» ولكني اعتذرت لأن الدور لم يعجبني، فهو كما لاحظت لم يكن متطورا عن دوري في الجزء الأول وأنا بطبيعتي إذا لم يحقق لي الدور خطوة للأمام فلن أقدمه مهما كان المسلسل مهما، وكذلك عُرض علي العمل في الجزأين الأول والثاني من مسلسل «باب الحارة» واعتذرت لأن الدور المقدم لي لم يعجبني.

* أنت ابنة حلب وموجودة في الكثير من أعمال البيئة الحلبية ولكن لم نشاهدك في مسلسل «باب المقام» الذي عرض العام الماضي، لماذا؟

- باعتقادي أنني أكثر ممثلة سورية شاركت في مسلسلات حلبية وكانت من بطولتي مثل «باب الحديد» و«البيوت أسرار» و«سيرة آل الجلالي» وغيرها، ولذلك لست حزينة لأنني لم أشارك في مسلسل «باب المقام» وعُرض علي العمل فيه واعتذرت لأنني لم أتفق مع الجهة المنتجة ماديا من ناحية الأجر.

* وفي الدراما المدبلجة هل كان صوتك موجودا فيها وهي الدراما الأكثر شعبية حاليا؟

- أختلف معك في الجملة الأخيرة من سؤالك فهي لم تعد الأكثر شعبية ولم تعد تشكل موجة كاسحة كما كانت في البدايات مع مسلسل «مهند ونور» و«سنوات الضياع»، وأقدم لك مثالا من أسرتي فعندما يجيء موعد عرض مسلسل مدبلج كنت أتعارك مع إخوتي الأصغر مني وحتى مع والدتي كانت تقاطعني في حال غيرت المحطة التي تعرض المسلسل التركي حيث أرغب بمشاهدة الأخبار، بينما تغير الأمر حاليا، فلم يعد لديهم رغبة كبيرة بمشاهدة مثل هذه المسلسلات وهناك العديد من الناس الذين ألتقيهم يقولون لي إنهم يتصرفون مثل إخوتي. ولكن يبقى لصوت الممثل السوري دور مهم في انتشار هذه الأعمال المدبلجة، رغم أن الممثل التركي حظي بالتكريم في العديد من البلدان العربية ولم يكرم الممثل السوري الذي وضع صوته على العمل وأتذكر هنا مثلا حلبيا معروفا يقول «بنت الدار عورة» وهذا ينطبق فعلا على واقع العلاقة الجدلية بين الممثل التركي الذي حصل على الملايين بينما الممثل السوري لم يحصل سوى على الفرنكات؟!..

* يلاحظ أنك دائما تقدمين الشخصية الناعمة في الأعمال الاجتماعية المعاصرة، لماذا؟

- والله أنا أتمنى أن يقدم لي المخرجون أدوار الفتاة القوية وأحب مثل هذه الشخصيات القوية ولكن المخرجين دائما يرونني الفتاة الناعمة.

* ماهي مواصفات زوج المستقبل؟

- لا يوجد لدي مشروع زواج حاليا، وأهم صفة فيه أن يكون صادقا مع نفسه ومعي ومع أولادنا في المستقبل وأن يكون كريما متسامحا وجهه ضحوك، وأكره الرجل العابس دائما، ومقولتي باستمرار هنا أن الكلمة الحلوة والسيئة تخرج من فم الإنسان فلماذا لا يتكلم دائما كلاما جميلا، هذه أهم مواصفات زوج المستقبل، وبالتأكيد لن أبحث هنا عن جماله فهذا لا يهمني.

* هل لديك طموح بتجسيد شخصية تاريخية أو معاصرة في عمل تلفزيوني؟

- ليست لدي مشكلة في ذلك، المهم أن يكون هناك تقاطع في الشخصية التي سأجسدها وشخصيتي أنا، وأرغب في أن أجسد شخصية المطربة شادية في مسلسل يتحدث عنها، فأنا منذ طفولتي أحب صوتها وطريقة حضورها الفني على المسرح وأغني كل أغانيها.

* هل لديك طموح لأن تكوني منتجة أو مخرجة؟

- لا فعندما سيصبح لدي مال كثير فسأترك التمثيل ولن أدخل في لعبة الإنتاج لأنني أحب أن أرتاح وأسافر بحرية دون الالتزام بعمل فني.