صفاء رقماني لـ «الشرق الأوسط»: لا أنتمي لأي شلة فنية.. ولست محسوبة على أحد

الفنانة السورية تشارك في فيلم «شباب تشات».. وتستعد لعملين تاريخي وبدوي

صفاء رقماني
TT

تنتمي الفنانة السورية صفاء رقماني للجيل الجديد من الفنانات السوريات الشابات اللواتي أثبتن وجودهن على خارطة الفن السوري، حيث شاركت في الكثير من الأعمال الدرامية الاجتماعية المعاصرة والتاريخية والكوميدية، كان آخرها عمل درامي خليجي كويتي حمل عنوان «رصاصة رحمة» للمخرج منير الزعبي، وهو من بطولتها، حيث جسدت شخصية طالبة جامعية سورية (ريم) تعيش مع والدها في دبي وتعيش قصة حب مع شاب إماراتي، ولكن يرفض والده تزويجه إياها بسبب الفرق الطبقي بين العائلتين، حيث إن والدها فقير ووالده ثري، وتتعرض مع والدها لضغوطات منه حتى تضحي بحبها لولده، وهذا ما يحصل. كما شاركت في مسلسل «قاع المدينة» مع المخرج سمير حسين، وجسدت فيه شخصية سمر، وهي امرأة صغيرة مطلقة بسبب العقم وتضطر للزواج من رجل كبير في السن وبخيل بسبب عدم تقدم الشباب للارتباط بها. كما شاركت في مسلسل «سفر الحجارة» مع المخرج يوسف رزق، وقدمت فيه شخصية فتاة يهودية تكلف من قبل الموساد بتنفيذ عملية ضد أحد المقاومين الفلسطينيين، لكنها تقع في حب هذا الشاب الفلسطيني وتقع في مشكلة ما بين تأدية مهمتها المكلفة بها أو الانحياز لقلبها وحبها، وتستعد صفاء حاليا لتصوير دورها في فيلم يحمل عنوان «شباب تشات» مع المخرج محمد خالد. وبين يدي صفاء حاليا عدد من النصوص التلفزيونية الجديدة تقرأها ولم تقرر بعد موافقتها على المشاركة فيها، ومنها عمل تاريخي وبدوي.

الفنانة رقماني كشفت من دمشق لـ«الشرق الأوسط» الكثير من الزوايا في حياتها الفنية في الحوار التالي..

* لماذا لم تشاركي في أعمال البيئة الشامية التي اكتسحت الشاشة في السنوات الماضية؟

- لم يعرض علي أحد من المعنيين بهذه الأعمال المشاركة فيها، وأتمنى أن أشارك في مثل هذه الأعمال خاصة «باب الحارة» فيما إذا كان هناك دور مناسب لي خاصة أنه من أكثر الأعمال جماهيرية ونجاحا، وأنا رأيي فيه حيادي لكنني متابعة له.

* ما هي برأيك أسباب نجاح هذه العمال الشامية؟

- السبب أنه يعيد الناس إلى الأيام الجميلة حيث الكرم والشهامة والرجولة ومحبة الجيران بعضهم لبعض، وهذا ما نفتقده حاليا، فنحن بحاجة لمشاهدة كيف كانت عادات وتقاليد القدماء، وكم نحن بحاجة للعودة للأصالة أو لبعض هذه العادات والتقاليد والأخلاق العربية الأصيلة، والشيء الجميل في هذه الأعمال أنها جمعت المشاهدين حول الشاشة في أي مكان يوجدون فيه، إن كان في المطاعم أو المحلات والبيوت، ويعيشون طقوسا جميلة في المشاهدة، وصارت هذه الأعمال من طقوس شهر رمضان ومشاهدتها تحقق متعة للمشاهد.

* عانيت من ظلم المنتجين والمخرجين في الفترة السابقة وتجاهلهم لك بسبب قناعاتهم بأنك تنتمين لشلة ما.. هل حلت هذه المشكلة؟

- نعم حلت هذه المشكلة، فلا يدوم الظلم، ومن كان يظلمني ويتجاهلني عرف من أنا وما هي طبيعتي وكيف أفكر، وأنني لا أحب أن أحسب على أحد ولا على شلة فنية، فقناعتي هنا أنني ممثلة يجب أن أعمل مع جميع المخرجين والمنتجين وأحترمهم، ويعرف من تعاملت معهم في السابق أنني أحترم كل تجاربي معهم وأحب أن أكررها، فليست عندي أي مشكلة أو موقف من أحد حتى من ظلموني في وقت من الأوقات، والمهم هنا أن يكون المخرج ظريفا وعمله جميل و«نفسه في العمل حلو»، وسأعمل معه دون تردد.

* أي الأعمال الدرامية ترتاحين لها؟

- أجد نفسي في الأعمال الاجتماعية المعاصرة، ولكن لا مانع لدي من العمل في أي مسلسل آخر تاريخي وغيره، وأنا عملت في مسلسل أردني تاريخي فانتازي، كذلك عملت في ثلاثة أعمال بدوية وأديت شخصيتي فيها باللهجة البدوية، فالممثل يجب أن يؤدي كل الأدوار.

* لكن هل تعتقدين أن الأعمال البدوية والتاريخية تلائم الكاريزما لديك؟

- لم لا؟.. فيمكنني أن أقدم استايل خاصا من خلالها، وبواسطة إضافات معينة مثل الشامة على الخد وغيرها تصبح شخصيتي مقنعة لمثل هذه الأعمال، وأنا أجيد اللهجة البدوية بل أحبها، كذلك اللغة العربية الفصحى فليست هناك أي مشكلة لدي في التحدث بهما، والجميل من الفنان أن ينوع في أعماله الدرامية.

* هل لديك طموح لتجسيد شخصية ما على الشاشة وتتمنين أن تعرض عليك كما حصل مع بعض زميلاتك الفنانات؟

- أشعر دائما بأن لدي طاقة كبيرة تستعر في داخلي لم تخرج حتى الآن وأستثمرها فنيا، فكل دور من التي قدمتها في مسيرتي الفنية أظهرت أحد الجوانب من شخصيتي، وأتمنى أن يُعرض علي تقديم شخصية اجتماعية مختلفة، تقوم هذه الشخصية بمعالجة مشكلة مجتمعية ما، وليس فقط أن أقدم مثلا دور فتاة رقيقة ومحبوبة أو شريرة وكفى فقط، لا ليست هذه قناعاتي، فأنا أتمنى أن أجسد الأدوار التي تقدم المشكلة والحل ليستفيد منها الناس. كذلك لا أحب تقديم الشخصية التي تحمل عنوانا ما بل يجب أن تكون تشبهنا، حيث إننا كبشر عبارة عن مزيج وخليط من الأحاسيس والآراء والقيم المختلفة، وعادة شخصياتنا مركبة، ولذلك أفضل تقديم مثل هذه الشخصيات والتي تؤدي رسالة مجتمعية. ومن الأدوار التي أحببتها رغم صعوبتها دراميا واجتماعيا شخصيتي في المسلسل الاجتماعي «الخط الأحمر»، حيث كانت بدايتها فتاة عادية وتحب أن تترك أثرا جيدا في المجتمع ولكنها تصاب بالإيدز فتجلس في المصحة وتحاول أن تكون ممرضة رغم أنها مريضة، فهذه شخصية مركبة وصعبة.

* على ذكر مسلسل «الخط الأحمر» أنت قدمت الدور بدلا من الفنانة جيني اسبر التي اعتذرت عن عدم متابعته كجزء ثان من مسلسل «حاجز الصمت»، ألم يسبب لك ذلك إحراجا؟

- لم يخطر بذهني ذلك مطلقا، وعندما عرض علي الدور أحببته وقدمته بشكل مجرد بعيدا عن أي ذيول له، وفكرت فيه فقط وأنا اقرأ الدور على الورق في البداية، ولا أعتقد أن أحدا من المتابعين والنقاد قارن بين أدائي للدور وأداء جيني له في الجزء الأول، وقد شعرت بأن الدور منفصل تماما عن الدور في الجزء الأول مع احترامي لكل زميلاتي وللجهد المبذول في الشخصية من قبل جيني.

* هل لديك طموح للعمل مع الدراما المصرية؟

- أنا أحب العمل هنا في سورية، وأحب أن أحقق كل أحلامي هنا في بلدي، مع أن الممثل عندما يعمل خارج بلده فهو بالتأكيد يضيف شيئا ما لتجربته ولرصيده الفني، ويجب فعلا أن يكون هذا العمل مفيدا له ومضيفا لرصيده وإلا لن يكون مناسبا له، فليس القصد هنا أن نقول: يا فرحتنا عملنا مع الدراما الخليجية أو المصرية أو الأردنية.. بل يجب أن نفرح عندما نقدم شيئا مميزا يضيف لتجربتنا ولرصيدنا الفني، وأن يتذكر الناس مشاركتنا في هذه الأعمال.

* وماذا عن الأعمال التركية المدبلجة، هل عرض عليك العمل فيها؟

- لم أشارك فيها، وأنا شاهدتها، وهي حققت جماهيرية في عالمنا العربي كونها قدمت أشياء جديدة لم نألفها من قبل، ولكنها تبقى (موضة) ستنتهي يوما ما، وأنا لست ضدها ولست معها أيضا، لكنها عملت شيئا جميلا، ومن يقل إنها أثرت على الدراما السورية فهو مخطئ.

* في مجال أدوار الإغراء هل توافقين على أدائها خاصة إذا كانت طبيعة الدور تتطلب ذلك؟

- علينا أن نميز بين أدوار الإغراء والفجور وأدوار الجرأة، ويجب أن تكون هناك حدود في هذا المجال، وأنا أقبل الجريئة بشرط ألا تخدش الحياء وتؤذي العين، وأن يكون الدور الجريء موصلا لفكرة معينة وليس فقط للاستهلاك، وباعتقادي أنه لا توجد لدينا في الدراما السورية أدوار فاجرة، حيث إن هناك حدودا وشيئا معقولا نقدمه للجمهور، وفيما يتعلق بلباس الممثلة فمن لا يحل اللباس الجميل؟ ولكن بشرط ألا يكون مثيرا ويخدم الشخصية، وهذا قدمته عندما جسدت شخصية اليهودية راحيل في مسلسل «سفر الحجارة»، حيث يجب أن تلبس لباسا أنثويا لجذب انتباه الشاب، والدور تطلب ذلك فلم أمانع، أما في الأدوار العادية فلباسي سيكون عاديا، بحدود الدور والشخصية.

* كيف تنظرين لتجربتك مع الفنان ياسر العظمة في «مرايا»؟

- هي تجربة قديمة وجميلة، والعظمة فنان قدير، وكل فنان يعمل معه سيضيف لرصيده الفني، وأنا أضيفت لي تجربتي في «مرايا» الشيء الجميل في وقتها.

* هل عرض عليك تقديم برامج تلفزيونية كبعض زميلاتك الممثلات؟

- عرض علي أكثر من عرض في قنوات فضائية عربية، لكنني اعتذرت لأنه ليس لدي شيء أضيفه في التقديم، ولا أجد نفسي في هذا النمط الفني.

* هل لديك مشروع زواج؟

- لا، المشروع مؤجل، فأنا همي حاليا العمل الدرامي خاصة أنني قصرت في عملي في الفترة الماضية، وكل شيء يأتي بوقته، ولا أضع شروطا لزوج المستقبل، فالمهم هنا أن يكون شخصا طيبا ويخاف من الله ولديه مبادئ وأخلاق وكريم، وشجاعا وصاحب موقف (عند كلمته)، ويكون فعلا رجلا بكل معنى الكلمة ويعتمد عليه في المواقف الصعبة وأن أجد نفسي معه، وللأسف لم أجد حتى الآن في الواقع مثل هذه الصفات، وليس ضروريا أن يكون من الوسط الفني.