صلاح عبد الله: عمرو دياب صديقي.. ومرحبا بمسلسله التلفزيوني

أكد أن البطولة المطلقة لم تضل طريقها إليه.. ورفض الريحاني خشية تقليده

صلاح عبد الله مع أشرف عبد الباقي في أحد الأعمال الفنية
TT

رغم أنه من أكثر الفنانين تجسيدا للسير الذاتية، فإن الفنان صلاح عبد الله يرفض بشده تجسيد شخصيات عرفها الناس وعايشوها، لخوفه من أن يقع في فخ تقليدهم. هذا هو السبب الذي جعله يرفض تجسيد شخصية الفنان الكوميدي نجيب الريحاني على الرغم من إعجابه الشديد به.

ربما يمكننا فهم تحفظات صلاح عبد الله على لعب دور نجيب الريحاني، لكن لماذا رفض العمل مع عمرو دياب في مسلسله التلفزيوني الأول، رغم الصداقة التي تجمعهما؟! هذا السؤال وأسئلة أخرى كثيرة طرحتها «الشرق الأوسط» على الفنان صلاح عبد الله في حوار معه بالقاهرة:

* لماذا رفضت شخصية نجيب الريحاني رغم عشقك لتفاصيلها الغنية؟

- أولا لوجود خلافات بين عدد من كاتبي هذه الشخصية، وأنا من أكثر الفنانين رفضا للدخول في عمل فيه عراك فني. ثانيا لأني أعشق هذا الرجل بشكل خاص، وأخشى أن أقع في مقارنة معه، أكون فيها الخاسر، كما أني أرفض بشده تجسيد الشخصيات التي عايشها الناس وشاهدوها عن قرب، خشيت أن أقع في فخ تجسيد الشخصيات الفنية لأن تجسديها يحتم أن يكون الفنان قريبا منها حتى يكون مقنعا للجمهور، الذي لا يستطيع أحد أن يخدعه، وأنا أعترف أنني لا أملك هذه الموهبة.

* إذن لماذا قدمت من قبل شخصية أبو السعود الإبياري في مسلسل «أبو ضحكة جنان» وكذلك شخصية مصطفى النحاس باشا؟

- لأن هذه شخصيات لم يعرف الجمهور عنها شيئا، بالإضافة إلى أن أبو السعود الإبياري لم يكن ممثلا وتفاصيل حياته لم تكن معروفة بالنسبة للجمهور العريض، على الرغم من أهمية دوره في حياة إسماعيل ياسين كمؤلف، لذا أقدمت على تجسيدها بكل جرأة.

وهذا أيضا ما جعلني أجسد شخصية مصطفى النحاس باشا، رئيس وزراء مصر الراحل، لأن هذه الشخصية لم تعرف الأجيال الجديدة عنها شيئا، كما أنها شخصية مؤثرة تاريخيا، مثلها مثل شخصية عم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر (خليل حسين سلطان) التي جسدتها في مسلسل «ناصر» وعرف الجمهور هذه الشخصيات من خلال صلاح عبد الله، وهذا الكلام ليس بشهادتي بل بشهادة الكثيرين من أبناء الجيل الحالي.

* لماذا رفضت العمل مع الفنان عمرو دياب في أولى تجاربه التلفزيونية؟

- هذا الكلام عار تماما من الصحة، وقد سمعت أقاويل متناقضة في هذا الشأن، فمرة يقولون إن عمرو قام بترشيحي للعمل، وإنه لا يريد التمثيل من دوني في هذا العمل وتارة أخرى أسمع أقاويل على لساني بأنينيأ رفضت العمل معه، وفي الحالتين لم يكن الكلام صحيحا، عموما إذا كان الدور مناسبا لي فلا مانع بالطبع من لعبه، فعمرو فنان كبير وله جماهيرية كبيرة. كل ما حدث أن الفنان عمرو دياب تحدث عن المسلسل كفكرة أمامي، نظرا لصداقتنا، وكان كلامه في المطلق.

* بدأت مشوارك الفني منذ أكثر من 20 عاما، لكن لم يتعلق الجمهور بك أكثر إلا خلال الخمس سنوات الماضية فقط.. لماذا؟

- كل شيء له وقت، ومقدر ومكتوب من الله سبحانه وتعالى، وهذا نصيب. فليس المهم توقيت تحقيق النجاح فالأهم هو أنك حققت النجاح بالفعل. والإنسان يتعلم كل يوم على مدار عمره، ويزداد خبرة، وما أرفضه اليوم قد أكون قبلته قديما.

* هل أفادتك ميولك السياسية في عملك الفني؟

- لقد كانت لدي بالفعل ميول سياسية، وكنت أكتب الشعر السياسي، وكنت أيضا أمين عام الشباب في منطقة بولاق الدكرور، وهو الحي الذي نشأت فيه. وسبق لي وكونت فرقة مسرحية للهواة أطلقت عليها اسم «تحالف قوى الشعب العامل»، لأنها ضمت بعض العمال والحرفيين وحققت هذه الفرقة نجاحا كبيرا، وبسبب العمل المسرحي تركت العمل السياسي لكنني ما زلت متمسكا به داخلي، فأنا ما زلت أكتب الأشعار السياسية لكن بشكل شخصي، أي ليس للنشر، وقد أعطتني السياسة خبرة حياتية كبيرة، وعلى سبيل المثال فقد سبق وجسدت شخصية عطية الساعاتي، وهو أحد أعضاء مجلس الشعب في مسلسل «سكة الهلالي» وكذلك شخصية فؤاد حامد في فيلم «كبارية»، وشعرت حينها أن عملي في السياسة أفادني في الإلمام بكل جوانب الشخصية لأني عاشرت نماذج تشبه هذه الشخصيات كثيرا.

* في الكثير من الشخصيات التراجيدية التي قدمتها نجحت في إضافة مسحة كوميدية دون الإخلال بمضمون الشر.. فكيف تفعل ذلك؟

- تلك هي المعادلة الصعبة، فكل إنسان بطبيعته لديه جوانب من الشر والخير. ليس هناك إنسان شرير في المطلق، والعكس بالعكس. وهذا هو ما أحاول أن أفعله، فعلى سبيل المثال نجد أن اللص على الرغم من أنه شرير، فإننا حين نقترب منه نجد فيه ولو لمحات من الطيبة، وتلك هي طبيعة البني آدميين، وأرجع نجاحي في تجسيد تلك الشخصيات إلى التوفيق من الله أولا، ثم دراستي جيدا للشخصية وأبعادها النفسية.

* متى نراك بطلا مطلقا على الأفيش السينمائي؟

- أنا لا أعترف على الإطلاق بهذه المسميات. لا وجود لبطل مطلق، وممثل أول وثان، وكل فنان يؤدي الشخصية المطلوبة منه. وفي حال إتقانها يكون بطلا، والجمهور يعي ذلك جيدا، ولا يقيم الممثل حسب اسمه على الأفيش، أو على التيترات والحمد لله يراني الجمهور بطلا في مكاني وهذا ما يهمني.

* وما الجديد الذي تحمله أجندتك الفنية قريبا؟

- هناك عدد كبير من الأعمال لكن بعضها لا يزال محل قراءة مثل مسلسل «قضية صفية» مع الفنانة مي عز الدين، والمسلسل كتبه السيناريست أيمن سلامة، ويشهد العمل التجربة الإخراجية الأولى للمخرج أحمد شفيق. كذلك مسلسل «فرح العمدة» مع المخرج أحمد صقر والسيناريست مصطفى إبراهيم، أما سينمائيا فأنا على وشك دخول تصوير فيلم «الثلاثة يشتغلونها» مع الفنانة ياسمين عبد العزيز والمؤلف يوسف معاطي والمخرج على إدريس، وتدور أحداثه في إطار كوميدي خفيف حول قضايا الشباب ومشكلاتهم المختلفة سنبدأ تصويره أوائل فبراير (شباط) المقبل.