محمد قنوع: أعمال البيئة الشامية موضة ولكنها لن تنتهي.. والأعمال التركية أضرت بالدراما السورية

قال لـ «الشرق الأوسط»: أرفض الإخراج لأني ممثل ولست مخرجا.. ومع «الشللية» في العمل

الفنان السوري محمد قنوع («الشرق الأوسط»)
TT

ينتمي الفنان السوري محمد قنوع للجيل الفني الشاب في خريطة الدراما السورية، كما يتميز كعدد من النجوم السوريين بالتنوع والغنى في الأدوار والشخصيات التي يجسدها في جميع أنواع التراجيديا والكوميديا، فهو أحد أعمدة شخصيات السلسلة الكوميدية السورية «مرايا» منذ عام 1995 وحتى الجزء الأخير منها في 2006. كما برز في أعمال البيئة الشامية وخاصة في أجزاء مسلسل «باب الحارة» بشخصية أبو سليم، كما كان حاضرا في «بيت جدي» و«ليالي الصالحية» و«الحصرم الشامي» وغيرها، وهو موجود أيضا في الأعمال الاجتماعية المعاصرة، ومنها ما يعرض حاليا على الفضائيات، مثل مسلسل «سحابة صيف» ومسلسل «زمن العار» و«شتاء ساخن» و«سفر الحجارة»، وفي الأعمال التاريخية والبدوية، فهو وكما يصفه بعض المخرجين الذين عمل معهم «مثل الزبدية الصينية من أين نقرته يرن»، حيث يجيد تجسيد كل الشخصيات بلا استثناء، وليس غريبا على محمد قنوع حرفيته العالية وإجادته الفنية فهو ينتمي لأسرة فنية دمشقية معروفة قدمت الكثير من الممثلين ومنهم والده عمر قنوع وأعمامه المخرج والكاتب أحمد قنوع والخطاط الراحل محمد الذي سمي الممثل الشاب باسمه، وهناك ابن عمه المخرج زهير. «الشرق الأوسط» التقت الفنان محمد قنوع في دمشق، وقلبت معه الكثير من الأوراق، فكان الحوار التالي:

* كيف تنظر للشخصية التي جسدتها في «باب الحارة» حيث يقال إنها كانت مختلفة نوعا ما عن شخصيات «باب الحارة»؟

- لاحظ المشاهدون في الأجزاء السابقة من «باب الحارة» أن شخصية «أبو سليم» هي ضمن حالة اجتماعية معينة قد تكون تميزت عن غيرها من خلال مشكلاته مع حماته واضطرار زوجته للعمل لتدر دخلا على الأسرة وبموافقتي، وهذا يعتبر أمرا استثنائيا في عائلات الحارة وهو أن يسمح زوج لزوجته بالعمل لتساعد زوجها في مصاريف الأسرة، هذه حالة إنسانية من الزوجة ولكن تقبّل أهل زوجته وحارته هذا الوضع فيما بعد وفي الجزء الرابع لاحظنا أن هناك تطورا للشخصية من خلال مشاركته مع الثوار والذين يحملون هم الحارة ويفدي أهل الحارة بروحه ويكون بعيدا عن زوجته وهذا التطور سنشاهده أيضا في الجزء الخامس لشخصية أبو سليم حيث سيكون هناك تطور كبير في الشخصية في الجزء الخامس القادم.

* كيف تنعكس شخصية أبو سليم على المجتمع المحيط بك وهل كان البعض يخطئ في مناداتك مثلا؟

- نعم حصل هذا كثيرا خاصة وأن «باب الحارة» هو الأكثر مشاهدة عربيا ولذلك حتى خارج سورية ينادونني بأبو سليم وهذا ما حصل معي في مصر، ولذلك هذا المسلسل قدم لفنانيه الكثير من الشهرة، والظريف هنا أن الكثير من المشاهدين وخاصة هواة تربية الطيور عندما يشاهدونني في الشارع أو المقهى يسألونني فورا عن «الحمام» وأنواع ما أربيه في المسلسل ويعتقدون أنني فعلا «حميماتي» فهم يخلطون ما بين حياتي الشخصية وحياة أبو سليم في «باب الحارة» الذي يهوى تربية الحمام.

* من الملاحظ وجودك في الكثير من أعمال البيئة الشامية وهناك انتقاد من البعض للممثل الذي يوجد في أكثر من عمل حيث تتشابه الشخصيات كيف تنظر أنت لهذا الرأي؟

- برأيي لا توجد مشكلة في ذلك فأحيانا نشارك في ثلاثة أعمال معاصرة فلماذا لا ينتقد الممثل على مشاركاته هنا وينتقد إذا شارك في أكثر من عمل شامي، وليس بالضرورة أن تتشابه الشخصيات فأنا مثلا شخصيتي في «باب الحارة» تختلف كليا عنها في «بيت جدي» وفي «الحصرم الشامي» حيث جسدت فيه شخصية مساعد خوري ومن ثم يصبح خادم جامع، فليس هناك أي علاقة وتشابه بين شخصياتي في الأعمال الثلاثة.

* أنت من الممثلين الكوميديين الشباب ولكن يلاحظ قلة مشاركاتك في الفترة الماضية لماذا؟ وكيف ترى تجربتك في سلسلة «مرايا» التي توقفت قبل أربع سنوات؟

- أصور حاليا دوري في عمل كوميدي جديد وهو بعنوان «أبوجانتي» للمخرج زهير قنوع وبطولة الفنان سامر المصري، وكنت شاركت في الموسم السابق في مسلسل كوميدي وهو «مرسوم عائلي» مع الفنان أيمن زيدان وقدمت فيه كاركتر جديد لشاب من الجيل الجديد ولكنه يتميز بالميوعة والسخف في علاقاته مع الناس، وفيما يتعلق بمسلسل «مرايا» مع الفنان ياسر العظمة فأنا أعتز بتجربتي معه وهي لم تتوقف ونستعد للمشاركة في جزء جديد وأنا من الفنانين الذين انزعجوا كثيرا لانقطاع مسلسل «مرايا» في السنوات الأربع السابقة وباعتقادي أن السبب هو إنتاجي فقط وحتى تكون هناك جاهزية تتناسب وحجم العمل وما يقدم حاليا من أعمال ومن المحتمل أن ندخل في تصوير الجزء الجديد من سلسة «مرايا» خلال شهر مايو (أيار) القادم.

* هناك تصريح معروف للفنان العظمة أن كل الأعمال الكوميدية التي انتشرت بعد «مرايا» خرجت من عباءة «مرايا» ما رأيك بهذا القول؟

- هذا صحيح وأؤيد كلام الفنان ياسر العظمة.

* لماذا برأيك أخذت أعمال البيئة الشامية كل هذه الجماهيرية والمتابعة؟

- هي موضة ولكنها موضة لن تنتهي وتزول حيث موجودة منذ عشرين عاما فمنذ مسلسل «أيام شامية» للمخرج بسام الملا وهو يتواصل في تقديم الجديد من هذه البيئة كـ«الخوالي» و«ليالي الصالحية» و«باب الحارة» الذي ينال النجاح والشهرة، فمن نجاح إلى نجاح ولم يتدن مستوى أعماله مطلقا والمخرج بسام يخدم هذه البيئة ويقدمها بطريقة جيدة، ولكن الطلب من المحطات الفضائية على مثل هذه الأعمال هو الذي يجعلنا نقدم أكثر من عمل بيئي شامي، وهذه رغبة هذه المحطات التي تتبع رغبة الجمهور وليس رغبة صناع الدراما السورية وفي النتيجة نحن جميعا نتبع رغبة الجمهور، وتبقى لهذه الأعمال خصوصية تجعلها مرغوبة من المشاهدين حيث تعيدنا للقيم والعادات القديمة وكيف كان الجار يتعامل مع جاره والأب مع أسرته والشاب مع والديه وغير ذلك، فهذه أعمال تذكر الناس بهذه التقاليد والنخوة التي افتقدوها.

* لو عرض عليك الاختيار ما بين دور في مسلسل شامي أو مسلسل اجتماعي معاصر بنفس الوقت فماذا تختار؟

- أختار الدور الأفضل.

* هناك موضوع الشللية في الحياة الفنية السورية حيث لكل مخرج ومنتج شلته كيف تنظر لهذا الموضوع؟

- إذا كان هذا الموضوع موجودا فأنا معه لأنه لا يعقل أن يأتي مخرج بممثل لا يفهم عنه، فنجاح أي عمل يقع على عاتق المخرج، والممثلون يؤدون ما يطلب إليهم والمخرج يأتي بالممثل الذي يرى أنه سيساعده في إنجاح العمل ولذلك يأتي به إن كان من شلته أو من خارجها ومن حق المخرج اختيار الممثل المناسب للعمل وإذا ما جاء بممثل من شلته ووضعه في المكان الخطأ فسيتأذى هو وشلته، وبالنسبة لي فأنا والحمد لله مطلوب من معظم المخرجين. وأنا عادة ألتزم بكل ما يطلب مني بدقة فلا أتأخر عن موعد التصوير وأحضر الدور جيدا ولا أزعج من حولي وأؤدي الشخصية بكل ما تحتاجه من تقنيات وأعطيها من روحي من مبدأ أن عملي ممثل وليس من أجل المال وقد جاءني أكثر من عرض لكي أخرج أعمالا تلفزيونية فاعتذرت لأنني ببساطة أنا ممثل ولست مخرجا، ولن أدخل مجال الإخراج مطلقا لأنني أحب مهنتي كممثل.

* هل تخاف أن تفشل في الإخراج فلذلك اعتذرت عن خوض هذه التجربة؟

- لا ليس هذا السبب مطلقا فقد أكون مخرجا ناجحا ولكن سيؤثر ذلك على عملي كممثل وأنا لم أصل بعد إلى ما أرجوه من التمثيل ولست مستعجلا للوصول إلى ذلك وبرأيي أنه كلما سارت الأمور بهدوء بنيت قواعد أفضل في العمل التمثيلي وكلما حققت آمالي مع الأيام في مجال التمثيل.

* هل شاركت في الأعمال المدبلجة، كيف تنظر لهذه الأعمال؟

- شاركت في عمل واحد فقط وهو «لحظة وداع» بشخصية الدكتور إياد وبرأيي أن هذه الأعمال تسيء لصناعة الدراما السورية حيث صارت المحطات الفضائية تشتري هذه الأعمال وتبثها محل الأعمال السورية فعندما تعرض القناة ساعة عمل مدبلج فهي تأتي مكان عمل سوري وليس عمل مصري أو خليجي ولذلك تأذت الأعمال السورية بشكل خاص من الأعمال المدبلجة وأنا اعتذرت عن أعمال أخرى مدبلجة بعد مشاركتي السابقة وكانت مشاركتي في «لحظة وداع» من باب التجربة واستمتعت بالعمل ولكن لاحظت أنه تؤذينا كدراما وكممثل سوري وما أنحج العمل التركي المدبلج هو اللهجة السورية.

* هل لديك تجارب درامية خارج سورية؟

- لي مشاركة في مسلسل خليجي منذ عامين وهو مسلسل «ملامح بشر» مع المخرج محمد القفاص وهذه التجربة كانت جميلة وظريفة وقدمت لي الكثير من الأمور الجيدة ومنها أنني اكتشفت أن المخرج القفاص لديه طاقات فنية كبيرة ومهمة وكذلك عملت مع المخرج الأردني محمود دوايمة وهو مخرج مهم جدا وبرأيي أن هذين المخرجين القفاص والدوايمة لو يأتيان إلى سورية فسيقدمان أعمالا درامية هامة جدا، كذلك شاركت في مسلسل مصري وهو «ابن الأرندلي» مع الفنان يحيى الفخراني والمخرجة رشا شربتجي وكنت الممثل الوحيد من سورية مع زميلتي لورا أبو أسعد والعمل يتضمن خطا دراميا سوريا.

* هل أثر مشاركة الممثل السوري في الدراما المصرية على الدراما السورية؟

- لا أبدا فهناك أعمال مشتركة مثلا سورية مصرية مثل مسلسل «صدق وعده» وأنا شاركت فيه وهناك نجوم مصريون عملوا في سورية.

* ولكن عملوا بلهجتهم المصرية؟

- صحيح لأن اللهجة السورية صعب عليهم التحدث بها والمعروف أن ممثلين سوريين عملوا منذ عشرات السنين مع الدراما المصرية مثل عبد السلام نابلسي وسعاد حسني وغيرهما لماذا لم ينتقدهم أحد في وقتها وينتقد البعض حاليا مشاركة الممثل السوري في الدراما المصرية والتحدث باللهجة المصرية.

* يقال حاليا إن الدراما السورية تتجه نحو الشباب بشكل واسع ونحو الممثلين الشباب وتهمل الكبار ما رأيك بذلك؟

- هذا أمر طبيعي أن تعتمد على الممثلين الشباب وميزة الدراما السورية أنها لا تعتمد على نجم واحد وهذا سر نجاحها فالعمل الواحد هناك أكثر من نجم واحد بعكس الدراما المصرية التي تعتمد على النجم الواحد.

* هل لديك جديد في مجال المسرح وفي السينما؟

- هناك عمل مسرحي مع الفنان همام حوت عنوانه «سنوات الضياع»، وفي مجال السينما عملت مع المخرج عبد اللطيف عبد الحميد في فيلميه «أيام الضجر» و«خارج التغطية» ولم أعمل بعدهما في أي فيلم وليس لدينا أصلا صناعة سينمائية والسبب أن السينما تحتاج لتجمع سينمائي كبير ونحن نفتقد لذلك حتى لو وجدت مئات صالات العرض السينمائي فلن يكون هناك صناعة سينمائية لأنها تحتاج لعدد سكاني كبير ولذلك تنجح الصناعة السينمائية في أميركا والصين ومصر والهند مثلا.