الفنانة بسمة: فيلم «رسائل البحر» أعادني لطبيعتي الأنثوية

قالت لـ«الشرق الأوسط» إنه جرئ ويحترم عقلية المشاهدين

TT

الفنانة بسمة بدأت حياتها الفنية مذيعة في إحدى القنوات الفضائية إلى أن اختارها المخرج شريف عرفة، حيث كان قد رأى تمثيلها في فيلم «المدينة» ليسري نصر الله ليرشحها لدور في فيلم «الناظر» مع الراحل علاء ولي الدين.. وقدمت أدوارا مساعدة في «حريم كريم» و«لعبة الحب» و«مرجان أحمد مرجان» مع الزعيم عادل إمام.. ثم توالت أفلامها فقدمت «النعامة والطاووس» و«ليلة سقوط بغداد» وهما فيلمان حملا لافتة «للكبار فقط».

كما خاضت بسمة بعض التجارب الدرامية فشاركت في بطولة مسلسل «رمال» وقدمت «ست كوم» العيادة لعامين متتالين كما ستقدم العام القادم الجزء الثالث منه.. وتعترف بسمة في حوارها مع «الشرق الأوسط» من القاهرة، أنها دقيقة في أعمالها ولا تخوض إلا التجارب المدروسة. وعن آخر تجاربها في السينما، فيلم «رسائل البحر»، الذي لاقى استحسان الجمهور وكان هناك جدل واسع حول شخصية «نورا» التي قدمتها فيه فإلى نص الحوار:

* قدمت شخصية نورا في «رسائل البحر».. ما الجديد الذي تقدمينه؟

- الفيلم من إخراج داود عبد السيد وهذا هو الجديد، فهو مخرج رائع ومتميز ولديه عمق في أفكاره ومشاعره ويستطيع توظيف الفنان بشكل جديد، أما بالنسبة لدور نورا فهو دور جديد ولأول مرة أقدم دورا بهذا الشكل فأنا لا أحب أن أقدم شخصيات قدمتها من قبل وبنفس الشكل.. فمنذ فيلم «زي النهاردة» عاهدت نفسي أنها ستكون بداية جديدة لمرحلة فنية أخرى وأعمالي السابقة أنا راضية عنها جدا. وبالفعل تعاقدت بعدها على فيلم «رسائل البحر».. ونورا شخصية موجودة في الحقيقة.

* هل أعاد داود عبد السيد اكتشاف بسمة؟

- المخرج داود عبد السيد مرحلة مهمة جدا في حياتي لأنه أعطاني فرصة للنضوج بشكل أكبر وأكثر وعيا وهو ترتيب منطقي لمراحلي الفنية فكل مرحلة أمر بها أتعلم منها ولها دور للوصول إلى المرحلة التي تليها بأعمال أفضل فأنا قدمت أدوارا من قبل لم تكن هناك مساحة لإظهار مواهبي.. وأنا أشعر كأنني جبل ثلج كلما نزل عليه الماء أظهر الجديد.

* ألم يقلقك أن الدور جريء وأن تصنفي كممثلة إغراء؟

- شخصية نورا جريئة في تفكيرها وهي أنثى جدا فمن الظلم أن تحكم الناس عليها حكما أخلاقيا وغض الطرف عن الأبعاد النفسية. وبالفعل أنا كنت قلقة جدا قبل عرض الفيل أن يُشاهد بشكل سطحي، ولكن فوجئت بتعاطف غير عادي من الجمهور الذي عاش حالة من الإحساس فشخصية نورا شخصية تحس كثيرا وتتكلم قليلا، وتصنيفي كممثلة إغراء ظلم شديد فالشخصية ليست جريئة ولكنها حالة والمشاهد الجريئة كانت موظفة دراميا بحيث لا تجرح عين المشاهد بل هي تحمل معنى.. وبعض الجمهور علق على مشهد البحر بطلبهم أن تكون الكاميرا قريبة أكثر لإظهار حالة الحب بين يحيى ونورا.

* الرقابة وضعت لافتة «للكبار فقط» بسبب دورك في الفيلم؟

- بالفعل علمت ذلك واستغربت كثيرا لأن الدور لم يكن يستدعي أن يقال عليه هذا. فلا يوجد به أي ابتذال أو تحرر دون وعي.. بالإضافة إلى أن الفنان يجب أن يكون لديه إحساس عميق كي يتفاعل معه الجمهور ويلمس قلوبهم وعقولهم ونورا استطاعت فعل هذا.. وأنا أعترض على هذه اللافتة.

* ولكنها ليست المرة الأولى التي نرى فيها هذه اللافتة على أفلام لبسمة؟

- بالفعل هذه هي المرة الثالثة. فمن قبل وضعت على «النعامة والطاووس» و«ليلة سقوط بغداد»، ولكن كل منها له مضمونه وجرأة الفكرة هي السبب وليس المشاهد. وأعتقد أن هناك قصورا في تقسيم الأفلام في الوطن العربي، فإما أن يكون الفيلم للكبار فقط أو لكل أفراد الأسرة. وفي «رسائل البحر» العبارة موجودة لأن بعض الأفكار التي طرحها الفيلم تكون صعبة لمستوى إدراك الأطفال دون العاشرة وتحفظي على اللافتة على فيلم «رسائل البحر» لأن هناك فكرة يجب أن تناقش.. ففكرة الزواج فكرة عامة ويجب أن تناقش وبكل الأشكال لتصحيح المفاهيم وزيادة الوعي خاصة لدى الشباب في سن صغيرة.. ولي أبناء أصدقائي من الفتيات الصغيرات فوجئت بهن يناقشنني في فكرة الفيلم.

* كيف تعاملت مع شخصية مليئة بالإحساس أكثر من الصورة؟

- قمنا بجلسات عمل كثيرة مع المخرج داود عبد السيد وتناقشنا وتطرقنا لكل التفاصيل حتى الصغيرة منها كالضحكة وردود أفعالها وتعبيرات وجهها فكنا دائما نركز على إحساسها أكثر من كلامها لذلك كان يجب أن تظهر تعبيراتها أكثر لتوصيل المعنى المطلوب.. ولم يكن الأمر صعبا بالنسبة لي فعندما قرأت الشخصية دخلت فيها بقلبي وعقلي.

* في مشهد النزيف ظهر كأنه حقيقي.. فكيف كانت تأدية هذا لمشهد الذي أثر كثيرا في الجمهور؟

- ظهر المشهد بدرجة واقعية وشاهدت بنفسي ردود فعل الجمهور والمشهد كان من أسهل المشاهد التي قمنا بها ولكن الرسالة التي كان يحملها هي التي استغرقت منا وقتا في التحضير لها.. وكذلك مشاهد العزف على البيانو ظهرت أيضا بواقعية على الرغم من أنني لا أستطيع العزف عليه ولم يكن هناك وقت لتعلمه وسمعت تعليقات من بعض الجمهور كيف أنني أستطيع العزف على البيانو ولو توافر لي الوقت فسوف أتعلمه فأنا أحب الشخصيات التي تضيف لي.

* مشهد النهاية هل كان مناسبا لأحداث الفيلم؟

- فكرة النسبية في التلقي من أفضل الطرق في إنهاء أي عمل وترك مساحة للجمهور للتخيل والمشاركة تفيد جدا في توقفه عن أداء دور المتلقي البحت وتركه يفكر في نهايات مختلفة يجعله يفكر أكثر من مرة في الفيلم وهو نوع من التشويق المقبول.

* اختيارك للملابس الكلاسيكية لشخصية نورا، هل كان رسالة لبنات جيلك؟

- بعد قراءتي للسيناريو ومعايشتي للشخصية وضعت صورة أولية لملابسها وشكلها وبدأت في التفكير في أن نورا يجب أن تكون أنثى بشكل ملحوظ لأنها كانت كذلك على الورق، فالفستان من ملابس البنت مهما طالت فترة غيابه وهو دلالة على الأنوثة وبدأت في جلسات العمل بعرض الفكرة وتم الترحيب بها. وبالفعل كان من المقصود أن نعود إلى هذا الأسلوب فيذكرنا بفساتين سعاد حسني وهند رستم.. ووجدت نفسي في حياتي الشخصية بعيدا عن الفن أنا وأصدقائي أننا نرغب في العودة إلى هذا الأسلوب الكلاسيكي وبعد الانتهاء من التصوير وجدت نفسي ما زلت أرتدي هذه الملابس.

* لاحظت سعادتك البالغة بهذه الشخصية، فما الذي أضافته للفنانة بسمة؟

- نورا كان لها الفضل في رغبتي في اكتشاف الجانب الأنثوي داخلي وجعلتني أقول ما أحلى الرجوع إلى كوني امرأة والتخلي عن البنطلون والتي شيرت الذي يقربنا إلى الرجال.. وعلى الجانب الشخصي تعلمت منها كيفية إجراء حوار بيني وبين نفسي لاكتشاف أسباب الحالة المزاجية السيئة التي قد ندخل فيها ولا نعرف سببها الحقيقي.. وشعرت برغبة شديدة في خوض تجربة حب في إطارها السليم.

* ألم تؤثر عليك بعض مشاهد الفيلم التي كانت كئيبة بعض الشيء؟

- منذ بداية التصوير كنت أحاول اللحاق بها للدخول في العالم الذي يخص نورا، أرهقتني جدا للظهور بهذه الحالة وكنت أعايش المشاهد بشكل قوي جدا قبل وأثناء التصوير ولكن فوجئت بأن الحالة التي أكون فيها لا تنتهي بانتهاء المشهد.. فنورا تزوجت بطريقة المصلحة ومع مرور الوقت وجدت أن هذا القرار كان خطأ كبيرا ودخلت بعد ذلك في حالة حب فكانت شخصية مليئة بالتناقضات ولم تكن الكآبة فقط هي المحرك لها ولكن كان هناك خليط من الأحاسيس.

* هل شاهدت أسرتك الفيلم؟

- كنت مرعوبة قبل عرض الفيلم. فمن أكثر الأشخاص الذين أهتم بأمرهم أبي وأمي وأخي. وكنت أخشى من غيرتهم لأن الفيلم يحتوي على مشاهد جريئة وخاصة أني كنت أخشى على أخي الذي لم يبلغ الحادية والعشرين وكنت أخاف أن يتعرض للإيذاء بسبب الفيلم ولكن بعد الفيلم جلس أبي معه وتحدث معه عن فكرة الفيلم وفكرة الزواج واكتمال شرعيته وأسعدني جدا رد فعلهم، فنظراتهم كانت مليئة بالسعادة.

* ما آخر أعمالك الفنية؟

- هناك مسلسل «حضور وانصراف»، وهو درامي اجتماعي، وسيعرض في شهر رمضان المقبل.. أقوم بعمل بروفات له الآن، وأنا بصدد التجهيز لدخول التصوير. والمسلسل من بطولة الفنان السوري جمال سليمان ومن إنتاج جمال العدل، وهو دور مختلف وأنا أتوقع أن يكون هناك رد فعل إيجابي جدا للدور بعد عرضه.. وأحضر للجزء الثالث من الست كوم «العيادة» وهو آخر جزء لي وأنا أشكر الفنان عادل إمام الذي شجعني لخوض تجربة الكوميديا فهو الذي اكتشف في الحس الكوميدي.