ناصر الصالح: طيب وتفكيري قديم عايش زمن عبد الحليم

الملحن السعودي يغنيها بإحساسه ويشكر شاعرها أحمد

الفنان ناصر الصالح خلال تسجيل أغنية «طيب وتفكيري قديم» («الشرق الأوسط»)
TT

«طيب وتفكيري قديم عايش زمن عبد الحليم.. اثر القلوب تغيرت والناس تضرب في الصميم».. لم تكن هذي مجرد مقولة أو عبارة يرددها أحد المتشائمين من واقع عالمنا. بل هي قصيدة غنائية سعودية كتبها الشاعر أحمد، رسم من خلالها واقع زمننا المرير والتغيرات البشرية مقارنة بزمن عبد الحليم الجميل. المفاجأة أيضا لم تكن تقديم قصيدة بذلك المضمون فقط وبتلك الفكرة الجريئة التي طرح من خلالها اسم عبد الحليم حافظ، بل عودة جديدة للملحن السعودي ناصر الصالح ودخوله مجددا عالم الغناء، حيث فضل ناصر الصالح تقديم ذلك العمل بصوته.

«الشرق الأوسط» وجدت بجانب ناصر الصالح في استوديو «صوت الحب» في القاهرة يومي الأربعاء وصباح أمس الخميس لتنفيذ ذلك العمل الذي يراهن عليه الصالح كثيرا وقدم فيه جملا موسيقية جديدة، بالإضافة إلى ما يحمله العمل من مضمون شعري جميل. وربما ملامح نجاح العمل الغنائي ظهرت منذ وجود أبو صالح في «صوت الحب» وكان يقدم أفكاره بجانب موزع العمل المصري مدحت خميس، حيث حظي العمل بإشادة جميلة من العازفين الموسيقيين المصريين الموجودين في الاستوديو وهم يعتبرون من أهم الموسيقيين في مصر. قبل رهان الموسيقيين على أغنية «طيب وتفكيري قديم». هناك إحساس مختلف يعيشه أهم الملحنين السعوديين وأكثرهم نجاحا وهو ناصر الصالح الذي يعيش روحا جميلة ومعنويات مرتفعة داخل أروقة استوديو «صوت الحب» وهو الاستوديو الأقدم في مصر، الذي شهد تسجيل عمالقة الأغنية المصرية لأعمالهم الأصيلة في الزمن الجميل ومنهم الراحل عبد الحليم حافظ. ناصر الصالح الذي لم يرد تنفيذ عمل غنائي بل أراد أن يقدم فيه عصارة إحساسه العميق والفريد قال لـ«الشرق الأوسط»: أولا قبل أن أتحدث عن تنفيذ العمل فنيا، أنا أعتبر أن هذا العمل نقلة فنية جديدة ومختلفة في حياتي، فإحساسي بتلك القصيدة زاد من قناعاتي لتقديمها بصوتي، وأشكر شاعر الأغنية وصديقي أحمد على دعمي في ذلك.

وأضاف: «فنيا العمل يوزعه موسيقيا مدحت خميس وهو من أجمل الموزعين المصريين ويحمل فكرا جديدا ورهان الجميع على نجاح العمل لم يأت من فراغ لأنني أحضرت أكثر من 16 آلة كمان يعزفها أهم الموسيقيين في مصر وآلات موسيقية أخرى وأيضا آلات موسيقية ستكون إضافة جديدة لأعمال عام 2010 وسيتجه إليها النجوم العرب». ناصر الصالح أثناء تركيب صوته على العمل لم يكن مبالغا أو مستعرضا في غنائه بل كان يؤدي بإحساس جميل وهادئ يناسب روح العمل الذي يحاكي صراعات زمننا الحالي وما يحمله من متغيرات لا يعرف من خلاله الصالح من الطالح، حسب ما يقول ناصر الصالح. وتقول كلمات العمل «طيب وتفكيري قديم عايش زمن عبد الحليم.. أثر القلوب تغيرت والناس تضرب في الصميم..

ياليتني باقي طفل ألعب وكل همي افل..

ما احس لوعات الكبير إذا درى أنه يتيم.. مدري الزمن جيته خطأ ولا الزمن نفسه خطا.. اللي أكيد أن التعب لا صرت ماشي في السليم».

وينوي ناصر الصالح فور الانتهاء من تنفيذ العمل في استوديو «صوت الحب»، دخول عالم الفيديو كليب وتصويره بسيناريو يخرج جمال وروح العمل. ويفضل الصالح تصوير العمل في العاصمة المصرية القاهرة. وقال ناصر الصالح: «إن العمل يحظى باهتمام ودعم فني من رفقاء دربه»، مؤكدا أن رفيقه وصديقه الحميم دعم فكرة تقديم العمل بصوته. ولا يزال ناصر الصالح يواصل إبداعاته اللحنية حيث يجهز لعمل فني جديد لفنان العرب محمد عبده. نافيا أن تكون هناك خلافات مع أي أحد من نجوم الأغنية الخليجية، خاصة بعد ظهوره الجميل قبل أكثر من شهر واعتذاره على الهواء مباشرة للفنانة الإماراتية أحلام، حيث قال: «أنا أقدم المحبة للجميع والاعتذار من شيم الرجال وأتمنى أن تجمعنا جميعا محبة وود حتى نستطيع أن نقدم للجمهور الذواق فنا جميلا وأصيلا بعيدا عن الخلافات التي تشوه صورة الفن الجميل».

وناصر الصالح من مواليد منطقة الأحساء وهي المنطقة التي أنجبت كثيرا من أشهر الفنانين والمبدعين في السعودية والخليج الذين نقلوا الأغنية السعودية إلى خارج الحدود ومنهم رفيق دربه ابن الأحساء رابح صقر من آخر روائع تلحينه أوبريت «وحدة وطن» بجانب الفنان ماجد المهندس الذي كتبه الشاعر السعودي ساري وشارك فيه نجوم الأغنية السعودية. وناصر الصالح قدم أجمل الألحان في العشرة أعوام الماضية أهمها «بنت النور» و«اعترفلك» و«الأماكن» وغيرها من الأعمال مع محمد عبده وأيضا قدم الفنانة اللبنانية يارا إلى عالم الغناء من خلال أغنية «صدفة» وأغنية مسلسل «أيام السراب» مع الفنان راشد الماجد ومن جيل الشباب الفنان السعودي محمد الزيلعي في أغنية «أهل النيل» وهي من كلمات أحمد.