تونس: مسرحية «الكوميدي» الفرنسية تثير سخط المتفرجين

عائلات أبدت استياءها من الممثل بالماد

TT

أثارت مسرحية «الكوميدي» التي عرضت على المسرح البلدي لمدينة تونس يوم الاثنين الماضي غضب الجمهور التونسي المكون في أساسه من العائلات التونسية التي جاءت للفرجة على التجارب الناجحة للمسرح الفرنسي. المسرحية المذكورة التي يقع عرضها ضمن تظاهرة «كوميديا في تونس» أخطأت العنوان هذه المرة وهي تتناول لأول مرة في تونس موضوع «الشذوذ الجنسي عند الرجال».

الجمهور الحاضر في تلك المسرحية جاء ليستمتع ويتفرج على قصة كوميدية تهز النفس وتلهب المشاعر، فإذا به أمام مسرحية جريئة ومتحدية لكل العقليات الشرقية بأسلوب مباشر تتناول موضوع الشذوذ الجنسي، وكيف أحب الممثل الفرنسي بيار بالماد - وهو البطل الأساسي للمسرحية - رجلا من نفس جنسه، وسرد ذلك في إطار السيرة الذاتية التي جاءت على لسان البطل الرئيسي للمسرحية. الممثل الفرنسي صرح وبصفة علنية أمام الجمهور الحاضر في تلك السهرة «أنه هو نفسه وبكل بساطة شاذ، وما العيب في ذلك فهي حالة طبيعية مثلها مثل إشكاليات أخرى يعيشها المجتمع ولا مانع من مجاهرة الناس بها».

الإعلامي التونسي نبيل الباسطي الذي فوجئ هو الآخر بموضوع المسرحية الفرنسية علق على الأمر قائلا: «كنا ننتظر أن يقص علينا بالماد قصة حب عاشها مع إحدى الحسناوات، ولكنه انعطف عن هذا المسار وقال: لا ليست جميلة شقراء بل إنه رجل وسيم». ويضيف الباسطي: «لقد تحدث الممثل الفرنسي بيار بالماد عن هذه الحقبة من حياته دون ضوابط ولا حدود، وعرى شخصيته أمام مئات المتابعين الذين اختار بعضهم مقاطعة العرض».

المسرحية طرحت فكرة الشذوذ الجنسي لأول مرة على خشبة المسرح في تونس، وهو ما خلف حسب كثير من العائلات التونسية التي كانت حاضرة، الكثير من الاستياء مؤكدة أن ليس كل ما نعيشه أو نعرفه نقصه على الناس فوق خشبة المسرح.

سامي منتصر أحد منظمي التظاهرة كان له رأي آخر فقد تساءل قائلا: «ما العيب في ذلك نحن تعودنا على تناول كل المواضيع في تونس بهامش من الحرية واسع جدا، والشذوذ الجنسي مظهر موجود في كل العالم، وعلى الفن أن يميط عنه اللثام ويتحدث عن جزئياته».

وأضاف منتصر موضحا أن مسرحيات تونسية أخرى تناولت موضوع الجنس مثل «عشقباد» للتونسي توفيق الجبالي وكذلك «حب ستوري» للطفي عاشور ولكنها لم تقابل بنفس الموقف. وقال منتصر إن كثيرا من الممثلين العالميين ممن فازوا بجوائز هامة يصرحون علانية بأنهم شواذ جنسيا ولم يتطرق أحد إلى هذه الجوانب في حياتهم عند تسلمهم لأرفع الجوائز فلماذا نلزم ممثلا فرنسيا له عقلية مختلفة عنا في تناول موضوع الشذوذ الجنسي الذي بات موضوعا عاديا هناك، أن لا يتحدث عنه في تونس وهو يقدم مسرحية هو بطلها.