المصالح المادية تتسبب في انفصال الثنائيات الفنية

أبرزها الملحن طارق أبو جودة والموزع الموسيقي هادي شرارة

TT

يلاحظ في الفترة الأخيرة انفصال عدد من ثنائيات المهن الفنية بين ليلة وضحاها بعد عمل متواصل بينهما دام لسنوات كثيرة. وتبقى أسباب هذه الخلافات التي تؤدي إلى انفصال تام ومن دون رجعة عنه تدور في محور واحد وهو المصالح المادية. فالاتفاقات بين طرفي الثنائيات الفنية تذهب أدراج الرياح مع أول نسمة يواجهها جيب هذا وذاك.

فقد جرت العادة في السنوات الأخيرة أن يتفق ملحن أو موزع موسيقي مع شاعر لتأمين استمرارية العمل لبعضهما بعضا، بحيث تكون مهمة كل منهما تقاسم المردود المادي بينهما بنسب يتفقان عليها مسبقا. فيفرض مثلا الشاعر على المطرب التعامل مع الملحن الفلاني أو الموزع الفلاني والعكس بالعكس، وذلك حسب العلاقة الأوثق التي تربط الملحن أو الشاعر مع النجم المطرب. والمبلغ الذي يتقاضاه يوزَّع بينهما حسب الاتفاق.

وتطول لائحة أصحاب ثنائيات المهنة على الساحة الفنية لتشمل أكثر من اسم لمع في عالم الموسيقى أو كتابة الأغنية. ويعتبر الملحن طارق أبو جودة والموزع الموسيقي هادي شرارة الثنائي الأبرز الذي سطع نجمه في أواخر التسعينات وصولا إلى الألفية الثانية. إلا أنه على الرغم من كل ذلك المشوار الطويل بينهما وتحقيق نجاحات لا توصف لنجوم ومطربين وفي مقدمتهم وائل كفوري ونجوى كرم وهيفاء وهبي وغيرهم، فإنه لم يستطع أن يصمد لفترة أطول؛ إذ نشأت الخلافات بينهما بين ليلة وضحاها، وباتا الصديقين اللدودين اللذين لا يفوّتان فرصة إلا ويفتحان فيها النار، كلاهما على الآخر؛ إن عبر وسائل الإعلام أو عبر اللقاءات الفنية أو في مجالسهما الخاصة. ومع أن العلاقة بين الطرفين تلونت بروابط اجتماعية؛ إذ اختار هادي طارق ليكون عرّابا لابنته من زوجته كارول صقر فكان بمثابة أخ عزيز له، فإن ذلك لم يمنع المعارك من أن تستمر بينهما حتى حصلت القطيعة النهائية.

وما حصل بين طارق وهادي قد يكون عاديا بين شخصين لا تربط بينهما أواصر الأخوة كما جرى مثلا بين طوني وإيلي سابا. فالأخوان شكلا ثنائيا ناجحا غزا العالم العربي في التوزيع الموسيقي وهندسة الصوت، فصارا مثلا يحتذى على الساحة الفنية. لكن أيضا تسللت الخلافات بين الشقيقين وكبرت بحيث لم تنفع الوساطات بينهما ففكّا الارتباط بينهما وانفصلا من دون عودة بعد أن تنازل كلاهما للآخر عن مستحقات مادية عالقة بينهما.

وقاعدة «هات وخذ» هذه التي سادت معظم الثنائيات المهنية في عالم الفن شملت أسماء عدة؛ بعضها لاقى النتائج نفسها، أي الانفصال، وبعضها لا يزال يتخبط في مشكلات تضعها أحيانا على حافة الانهيار ثم لا تلبث أن تنطلق من جديد تحت عنوان المصلحة الخاصة.

ويعتبر الملحن سمير صفير أحد الذين غردوا خارج سربه عندما اختار الموزع المصري طارق مدكور ليكون نصفه الآخر في أعماله الفنية. وعلى الرغم من ذلك انتهت علاقتهما المهنية بالطلاق أيضا. كذلك الأمر بالنسبة لطوني سابا وهيثم زيات اللذين فاجآ المقربين منهما والمتعاونين معهما بانفصالهما بعد أن كانا لا يفترقان في المهنة وفي الحياة ونجاحاتهما الفنية، لا سيما تلك التي حققاها مع جورج وسوف ونانسي عجرم وألين خلف وغيرهم.

واللافت أن هذه المعادلات تتغير حسب الأهواء والأذواق؛ فينفصل هذا عن ذلك ليختار شريكا آخر يكمل معه حياته الفنية كما يخطط لها من جديد، تماما كحالات الزواج والطلاق التي تحصل بين الناس.

ويقول الموزع الموسيقي نقولا شبلي الذي يشكل ثنائيا معروفا مع الشاعر والملحن طوني أبي كرم إن أسباب هذه الخلافات عادة ما تكون مادية صرفة أو اعتباطية بعد أن يكون أحد الطرفين يقوم باستغلال الآخر تحت شعار «الأمر لي»، فالمطلوب دائما أن يتصارح الشريكان في أي عمل أو مهنة يؤسسانها معا لأن تكديس المشكلات من دون التطرق إلى حلها، وكما في أي شراكة أخرى، يؤدي إلى الطلاق.