خالد صالح لـ «الشرق الأوسط» : «مرعوب» من رد فعل الناس تجاه «ابن القنصل»

اعتبره نقلة في حياته تدعم مواصلة التألق .. وقال إن تقديم سيرة «الريحاني» مغامرة لا يقوى عليها

خالد صالح
TT

عمله في التجارة أكسبه خبرة التعامل مع الآخرين.. ورغم بداية حياته كلاعب كرة قدم في ناشئي النادي الأهلي، فإنه اتجه بعد ذلك للتمثيل من خلال مسرح الجامعة، ثم انتقل إلى مسارح الهواة، حتى تفرغ تماما للتمثيل في سنة 2000 وهو في سن السادسة والثلاثين.. ولمع نجمه سريعا وبرع في أداء الأدوار المعقدة.

من أهم أعماله السينمائية «تيتو» و«عمارة يعقوبيان» و«ملاكي إسكندرية» و«أحلام حقيقية» و«الريس عمر حرب» و«هي فوضى».. ومن الأعمال الدرامية مسلسلات «سلطان الغرام» و«بعد الفراق» و«تاجر السعادة». يعتبرونه في الوسط الفني بمثابة الإضافة المتميزة لأي عمل يشارك فيه.. ومؤخرا يعيش الفنان خالد صالح حالة من السعادة بعد انتهائه من تصوير فيلم «ابن القنصل» الذي يعتبره نقلة في حياته الفنية، تدعم مواصلته التألق، إضافة إلى قيامه بتصوير عمل درامي للموسم الرمضاني.

«الشرق الأوسط» التقت الفنان خالد صالح في القاهرة للتحدث معه عن تفاصيل آخر أعماله الفنية، فكان الحوار التالي..

* ما سر السعادة الغامرة، والواضحة للعيان، في تصرفاتك في الفترة الأخيرة؟

- بذلت مجهودا كبيرا في الفترة الأخيرة في عمل أنا راض عنه جدا، ومنذ فترة وأنا أتطلع إلى هذا العمل وهو «ابن القنصل».. وكان بعد فترة توقف عن السينما دامت لسنتين بعد «الريس عمر حرب». والدور لم أكن أتصوره ولم أفكر فيه من قبل، لكن بعد قراءتي للورق رأيت أن الموضوع مختلف ومتميز.. وعندما عرض علي الفيلم في البداية أصابتني الدهشة، فالأمر كان مغريا وخطيرا جدا، وبعد فترة من التفكير وافقت على العمل فيه.. وأنا أعتبر أن هذا الفيلم أحلى فيلم في حياتي.. ومن المقرر أن يعرض في عيد الفطر المبارك.

* وما طبيعة دورك فيه؟

- أقدم شخصية «القنصل»، والد الفنان «أحمد السقا» في الأحداث. وهي شخصية متقدمة في العمر، فهو في الستين تقريبا.. ومن خلالها تظهر المفارقات والاختلاف في الرؤى والظروف الاجتماعية والنفسية بين جيل وجيل.. ولأنني دائما أكره ردود الأفعال العادية على أدواري، فإنني أتحدى نفسي بتقديم أدوار مختلفة..

* لكن ما مدى المصداقية وأنت تقدم دور رجل في الستين؟

- أنا مرعوب جدا على الرغم من سعادتي بالدور، لكن الخوف يتملكني.. فالدور لرجل في الستين، لذلك قمت بعمل 5 بروفات ماكياج للوقوف على الشكل المناسب. وبدأت العمل على الشخصية من الخارج أولا حتى أصدق أنني في الستين.. وكنا أنا والسقا والإنتاج نعمل معا للاستقرار على هذا الشكل، والشخصية تمر بالكثير من المراحل.

* هل نعتبر هذا العمل من بطولة خالد صالح باعتبار أن اسم العمل على اسم الشخصية التي تقدمها؟

- لا.. الفيلم عرض علي من أحمد السقا، وقال إنه يريدني معه في الفيلم.. فكيف يكون الفيلم من بطولتي؟ فابن القنصل المقصود به أحمد السقا كابني في العمل. وأعتقد أن العمل من بطولة السقا وغادة عادل، وأنا أجسد دورا أعتبره جيدا جدا وجميلا.. والبطولة من وجهة نظري لا علاقة لها بالكم، لكنها ترتبط بالكيف.

* كلامك ينم عن حبك الشديد للسقا، فما السر؟

- أنا قمت بالعمل مع السقا في أربعة أعمال، أعتقد أنها من أفضل أعمالي وأنا أحبها جدا.. وأنا أستمتع جدا بالعمل معه.. ولو قمت بأداء مائة مشهد في فيلم سينمائي وقام السقا بعمل مشهد واحد، فأعتقد أنه سيكون البطل في هذا العمل.

* وما شكل العلاقة بين القنصل وابنه داخل العمل؟

- العلاقة هي مفاجأة العمل.. فهي في إطار مختلف تماما، ولم نر مثلها في الحياة من قبل، والتعامل بينهما غير تقليدي.. وسوف تكون هناك لمسة كوميدية تغلف هذا الإطار بشكل مدروس ومتقن للغاية.

* لكن ألا تخشى أن تحصر من قبل المنتجين في دور الأب؟

- أنا ضد هذا الأمر.. وقد نجحت في تقديم دور الرجل الشرير، ولكني لم أحصر نفسي فيه.. كما قدمت دور الضابط في عدد من الأفلام، لكني أستطيع أن أخرج من شخصية لشخصية، ودور الممثل أن يقدم أي شخصية.. ولن أكرر دور الأب إلا من خلال ورق جيد، وليس لمجرد نجاحي في عمل ما.. وأنا على استعداد لأن أجسد دور رجل بلغ المائة من عمره في حالة تقديم ورق مناسب مع فريق عمل مناسب.

* ما هي أصعب مشاهد هذه الشخصية؟

- كل خطوة في هذا العمل كانت صعبة للغاية.. وكان كل المشاهد صعبة وتحتاج للتجهيز، وتتطلب مني أن أكون في حالة الشخصية طوال الوقت.. لكن فريق العمل سهل الأمر جدا، فالتعامل مع عمرو عرفة مختلف تماما، فهو رجل مميز جدا ويرغب دائما في التغيير.

* وما هو الإطار الذي يدور فيه مضمون الفيلم؟

- الفيلم يدور في إطار «الصيني».. فحياتنا أصبح المنتج الصيني فيها علامة يومية، حتى إن الأمر وصل إلى الطعام والأسماك.. فالفيلم يتعرض لهذا الأمر ولا علاقة له بالجماعات المتطرفة كما تردد في وسائل الإعلام.

* وماذا عن «موعد مع الوحوش» الذي تقوم بتصويره الآن؟

- العمل من تأليف أيمن عبد الرحمن وإخراج أحمد عبد الحميد، ويشاركني العمل عزت العلايلي وسهير المرشدي وأحمد خليل، ومن نجمات الشباب ريم هلال وفرح.. والفيلم يأخذ القالب «الصعيدي» لكن بشكل مختلف، بدمج اللهجة الإسكندرانية مع الصعيدية.. والاختلاف هو تقديم الصعيدي بشكل إنساني بعيدا عن تيمة الثأر.

* لماذا لم تفكر في النجمات الشابات لمشاركتك «موعد مع الوحوش»؟

- سأكون بالطبع في منتهى السعادة لو شاركتني منة أو غادة أو إحدى النجمات، لكنهن مرتبطات بأعمال أخرى.. لكننا استعنا بالوجوه الجديدة لتمرير الفرصة لهن وتدعيمهن وإظهار موهبتهن.

* ماذا تقصد بتقديمك الصعيدي بشكل مختلف؟

- سوف نرى الصعيدي الإنسان في تعامله مع زوجته وأمه.. سنرى «الحنية» هذه المرة بعيدا عن الرجعية، على الرغم من تمسكه بعاداته وتقاليده، لكنه يواكب تطور الحياة.. وسنرى أيضا كيف يتعامل مع أزماته، وتحولات الشخصية من حالة لأخرى تفاعلا مع الأزمات. وكان لا بد أن يراني الجمهور في الشكل الصعيدي على الرغم من تكراره.. وأعتقد أن أنجح من قدم دور الصعيدي هو الراحل عبد الله غيث.

* وما طبيعة دورك في العمل؟

- أقدم شخصية طلعت، بائع الأقمشة «البالات» في سوق بالإسكندرية.. وهذا الشخص يتعرض للكثير من المشكلات الاجتماعية، سواء مع خطيبته أو مع عائلته وفي عمله أيضا.

* يقوم الفنان يحيى الفخراني بدور صعيدي أيضا هذا العام، فكيف ترى المقارنة الحتمية التي سوف نراها خلال تقديم العملين؟

- المنافسة محسومة لصالح الأستاذ يحيى الفخراني.. فلا أجرؤ على منافسته.. فرحم الله امرأ عرف قدر نفسه.. لكني سأجتهد لتقديم حالة مختلفة.. وأعتقد أنني أنا المستفيد من تقديم الأستاذ يحيى الفخراني لمثل هذه الشخصية بكل هذه الخبرات الطويلة التي اكتسبها على مر السنين.

* أراك دائما متواضعا، هل هذا ذكاء مهني؟

- إطلاقا.. فأنا لا أقلل من قدري، لكني أعرف إمكانياتي.. وكما أقدر نفسي أقدر أيضا الآخرين وأعرف أحجامهم جيدا.. وأنا واقعي وأتعامل من هذا المنطلق بعيدا عن الخيال.. فمهما كبرت وزادت خبراتي فلن يقلل هذا من شأن الآخرين وخبراتهم.. وعملي بالتجارة أفادني في كيفية التعامل مع الآخرين، وكيف أستفيد منهم.

* ماذا قدم الشيخ مصباح في «تاجر السعادة» للفنان خالد صالح؟

- أصبح اختيار الأدوار سهلا جدا.. فدور الشيخ مصباح الأعمى كان مجهدا جدا، وقدمته بشكل غير تقليدي. وعلى الرغم من الهجوم على العمل، أشاد بي الكثيرون فيه العمل.. ولا أنسى أن الأستاذ عادل إمام أشاد بهذا الدور على الرغم من أنه قدم هذا الدور من قبل، وهذا إنجاز، لأن الفنان عادل إمام فنان ناجح جدا، وتقديمه لأي عمل إضافة، ونحن محظوظون بأن لدينا أساتذة نتعلم منهم.

* هل تفكر في أعمال الآخرين قبل الموافقة على القيام بعمل خاص بك؟

- أحاول دائما أن أجد من أنافسه، فإن لم أجد أنافس نفسي.. وحلاوة المنافسة أن تنافس عمالقة وأساتذة.. كعادل إمام ويحيى الفخراني وعزت العلايلي ونبيل الحلفاوي.. فرائع أن نستطيع أن نوجد لأنفسنا مكانة وسط هذا الكم الكبير من النجوم.. فالنجاح لا يقدر إلا وسط الناجحين.

* خالد صالح من أي جيل؟

- أنا أشعر بأنني أنتمي لعدة أجيال.. ويمكن أن أكون القديم بإخلاصه ومجهوده وعمله، والجديد بتقديم الشخصية بشكل «مودرن» في ظل التكنولوجيا والتطور الموجود.. وأحب هذا الدمج لخلق حالة من النجاح.

* دائما نتحدث عن الريادة في جميع المجالات، هل ترى أننا نحتل هذه المكانة في مجال الفن؟

- نحن بالفعل الرواد.. لكننا دائما ما نتحدث عن الريادة ونكتفي بالكلام فقط ولا نتطور، في حين أننا كنا في وقت من الأوقات ننافس السينما الإيطالية.. لكننا الآن محلك سر.. فلماذا نتعامل مع ماكيير أجنبي مثلا بدلا من إرسال أفراد للتعلم هناك؟

* لماذا رفضت عمل السيرة الذاتية لنجيب الريحاني؟

- بالفعل عرض علي هذا العمل لكني رفضت.. فهي مغامرة لأن الفنان نجيب الريحاني له مكانه خاصة.. وأنا شخصيا تعلمت منه الكثير، فهو دكتور في جميع التخصصات.. فأعتقد أنه الوحيد الذي يستطيع أن يبكينا في أفضل موقف كوميدي ويضحكنا في أكثر موقف درامي. ولا أعتقد أنني استطيع المغامرة بتقديم هذا العمل.

* وماذا عن مشاريعك المؤجلة؟

- هناك فيلم «كف القمر».. وأنا أقرأه الآن.. والفيلم من تأليف ناصر عبد الرحمن، وإخراج خالد يوسف. وهناك «التشريفة» و«الولد والحرامي» و«العبيط»، وفيلمان مؤجلان مؤقتا سوف يأتي وقتهما.

* أين أنت من المسرح الآن على الرغم من أن بدايتك كانت فيه؟

- أمر يوميا بحالة من الضيق لابتعادي عن المسرح.. وأنا مشتاق إليه.. وأعتقد أن الجمهور لو رآني في المسرح سيعرف أنني لا أستطيع التمثيل في الدراما ولا السينما.

* هل لديك الجرأة أن تتحدث عن أعمال لم تنل إعجابك؟

- أنا دائما أتنوع في اختيار أعمالي، لكن هناك أعمالا تسقط من ذاكرتي.. فعندما أقدم على عمل معين أتخيل أنه عمل قوي، لكن بعد تقديمه أكتشف أنه صغير جدا، وأحاول التركيز في الاختيار.. لكني لا أقوم بعمل من أجل المقابل المادي، فلم أفعل هذا في بداياتي عندما كنت لا أملك فرصة الاختيار.