الممثلة باميلا الكك: لست مجرد فتاة شقراء سخيفة

تأثرت بالراحل وسيم طبارة وأبهرت أنطوان كرباج

الممثلة باميلا الكك
TT

الإطلالات المتتالية للممثلة الصاعدة باميلا الكك في عدد من المسلسلات التلفزيونية جعلتها تقنع عين المشاهد بأدائها الطبيعي فتجذبه إلى مساحتها في الدور الذي تجسده بعفوية مطلقة، مما جعلها تلامس النجومية، على الرغم من أن مشوارها الفني لم يتجاوز الخمس سنوات.

وتقول باميلا: «لا تهمني النجومية بقدر ما يهمني التحدي الذي أمارسه مع نفسي في كل دور ألعبه وأقدمه للمشاهد».

وباميلا التي بدأت مسيرتها في مجال الفن مع أحد عمالقة المسرح اللبناني الكوميدي الراحل وسيم طبارة، وكانت يومها في السادسة عشرة من عمرها، تعترف بأنها فتاة محظوظة منذ بداياتها، وأن إصرارها على دخول مجال التمثيل لم يأت بالصدفة، بل من خلال قناعة لديها بأن في داخلها ممثلة، وممثلة غير عادية، لأن طموحها هو إحداث انقلاب في عالم التمثيل وإدخال دم جديد على المجال بحد ذاته. وتقول: «أشعر أن كل دور ألعبه يجب أن يحمل رسالة ما ويضيف نكهة جديدة على عالم التمثيل، فأنا لست مجرد فتاة شقراء سخيفة أبحث عن الشهرة وكثافة الظهور، بل ممثلة من رأسي حتى أخمص قدمي وأريد التغيير».

وتصف تجربتها مع الراحل وسيم طبارة بأنها علمتها كيف تكون عفوية وطبيعية، سواء على المسرح، أو وراء الميكروفون، أو أمام الكاميرا، أما النصيحة التي حفظتها منه وكان غالبا ما يرددها هي أن لا تخاف من الكاميرا، بل تهاجمها بشراسة فتحدق فيها، لأن إقناع المشاهد بالدور الذي يقدمه الممثل يكمن في العين قبل أي حركة أخرى يقوم بها.

وعن سبب كثافة ظهورها في الفترة الأخيرة في عدد من المسلسلات التلفزيونية أوضحت باميلا الكك أن الأمر حصل بالصدفة، وأخذت وقتها في اختيار كل دور قدمته حتى لا تقع في التكرار، أو في متاهات المسلسلات السخيفة، وأشارت إلى أنها تدرس كل شاردة وواردة، فتدقق في المسلسل بدءا من القصة ووصولا إلى المخرج، وإذا اقتنعت بالدور الذي ستمثله توافق على أدائه وهي مرتاحة البال.

وباميلا، التي شاركت في مسلسل «سارة» إلى جانب سيرين عبد النور، و«الحب الممنوع» مع نيكول سابا، وحاليا في «مدام كارمن» مع ورد الخال، فخورة بما وصلت إليه، وفي الوقت نفسه تشعر بالخوف في كل مرة تقف فيها أمام نجوم الشاشة الصغيرة. وهي بالكاد تبلغ اليوم الثانية والعشرين من عمرها، وتقول: «إنه تحد كبير في أن أشارك أسماء لامعة ومشهورة في هذا المجال، وأعتقد أن أول من وقفت أمامه وتأثرت به على الرغم من المساحة الصغيرة التي أديتها هو أنطوان كرباج في مسلسل (عصر الحريم) فكان من المطلوب مني أن أقول عبارة قصيرة قاسية وأنسحب، فأديتها بكل جوارحي من المرة الأولى، فلم يكن المخرج بحاجة لإعادة المشهد، الأمر الذي فاجأ أنطوان كرباج وعرض علي دخولي نقابة الممثلين، على الرغم من أنني لم أدرس التمثيل بل الإخراج».

واعتبرت باميلا أن هذا الموقف أضاف إليها الثقة بالنفس والاندفاع، وشعرت بالأمر نفسه عندما شاركت نجوما آخرين مواقف مماثلة. وتتذكر أول مرة دخلت لدى الكاتب التلفزيوني شكري أنيس فاخوري وقالت له وبكل ثقة بالنفس: «أريد أن أمثل» وكنت في السابعة عشرة من عمري.

اليوم تستعد باميلا الكك لدخول تجربة تمثيلية جديدة في عالم السينما من خلال فيلم بعنوان «لأننا أرمن» من تأليف كلوديا مرشيليان. أما اشتراكها في مسلسل «مدام كارمن» فاعتبرته تحديا من نوع آخر أعجبت بنصه وتأثرت بشخصياته الأمر الذي لمسها عن قرب. واعتبرت أن والدها أكبر مشجع لها، وأنها غالبا ما تأخذ بنصائحه، على الرغم من ردة فعلها السلبية التي تواجهه بها في البداية.

وما لا ينساه جمهور باميلا الكك عنها هو كذبة أول أبريل (نيسان) التي أطلقتها عليها إحدى المجلات اللبنانية بعد موافقتها طبعا مشيرة إلى أنها تعرضت إلى حادث سير ضخم وهي في حالة غيبوبة تامة. وتعترف باميلا الكك أن هذه الكذبة كانت غلطة كبيرة اقترفتها في مشوارها الفني، خصوصا أنها لم تكن تتوقع مدى التأثير الذي ستتركه هذه الكذبة على معجبيها، فأطلت في اليوم التالي عبر أثير إحدى الإذاعات تعتذر منهم عما جرى. وتعلمت من هذه التجربة، كما تقول، التروي وعدم القيام بأي خطوة مهما كانت عادية دون التفكير مليا بها.

وعلى الرغم من دخولها عالم الفن بشغف وحماس فإنها لم تنس الصدمات التي واجهتها في هذا العالم منذ خطواتها الأولى فيه، مشيرة إلى أنها تفضل البقاء بعيدا عنه وعن تقاليده، فتكتفي بأداء عملها فقط، والانزواء في منزلها لتبقى بعيدة عن زواريب هذا العالم. واعتبرت أن المشاهد هو العلاقة أو الدليل الدافع الذي يحدد نجاح ممثل أو العكس، وهي تطمح أن يكتشف منتج ذكي أو كاتب مبدع موهبتها ويضع ثقته فيها لتؤدي الدور الذي تحلم به، فتخرج الطاقة المدفونة في داخلها.