الفنان نقولا سعادة نخلة: ألبومي يحاكي المرأة مباشرة

تفاجأ بضلوع المطربات في حروب ضد المطربين

نقولا سعادة نخلة
TT

«إذا كانت النجومية تعني محبة الناس للفنان، فأنا والحمد لله صار عندي محبة أكتفي بها». بهذه الكلمات، عبّر المطرب نقولا سعادة نخلة عن موقعه اليوم على الساحة الفنية، مشيرا إلى أن هذه المحبة هي أفضل ما يمكن أن ينتظرها الفنان في مشواره الفني.

وكان المطرب نقولا سعادة نخلة قد أطلق مؤخرا ألبومه الغنائي الأول بعنوان «القلب الحنون»، ويتضمن اثنتي عشرة أغنية من ألحانه ما عدا «افردها» لجاد القطريب و«هيك» لمحمود عيد.

ورأى أن هذه الخطوة التي جاءت في زمن الأغنية الفردية (Single) كان لا بد منها، خاصة بعد أن طرح أغاني فردية متتالية لاقت صدى طيبا لدى الناس. وأوضح نخلة أن الموسيقى بشكل عام صارت اليوم أكثر انتشارا من الماضي بفضل وسائل الاتصالات الكثيرة وأن عصر «المرئي» خف وهجه وعاد المسموع إلى موقعه الرائد بعدما ملّ الناس من انحطاط المستوى الملحوظ في الصورة ككل، فعادت الأذن تسبق العين، مما أفرز شريحة تستمتع اليوم بالإصغاء إلى الأغنية بغض النظر فيما لو صورت أو لا.

ويتعاون نقولا نخلة سعادة في هذا العمل مع عدد من الكتّاب ومؤلفي الأغنية، وفي مقدمتهم مريم شقير أبو جودة الذي اعترف بأنه اختارها شخصيا لإعجابه الكبير بترجمة مشاعرها وكتبت له أغنية الألبوم «القلب الحنون»، فحققا سويا نقلة نوعية في عالم الكلمة المغناة.

أما الشاعرة سهام شعشاع التي شاركت في الألبوم من خلال أغنيتي «بتعرف» و«بعدك معي»، فوصفها بالشاعرة المهمة التي تترجم كلمتها بصدق، موضحا أنه ليس ضد الثنائيات في عالم الفن، ولكنه يفضل التنويع لعدم الوقوع في التكرار.

وعن سبب اقتصار تعاونه مع الكاتب مروان خوري على أغنيتين سابقتين فقط شكلتا إطلالته الأولى على الساحة الفنية، وهما «كوني مرا» و«الله معا»، رد نقولا نخلة سعادة بأنه لم يحظ بنصوص جاهزة وجديدة منه، فاقتصر التعاون بينهما على هاتين الأغنيتين.

أما لجوؤه لاستعمال عبارات ومفردات شعبية في أغانيه مثل «تقبرني»، «يسلملي»، «كوني مرا»، فيعود لكونها عفوية وطبيعية، وخصوصا أن الفن يترجم أو يحكي حالات نعيشها كل يوم وأشار إلى أنه لا يخاف من استعمال هذه العبارات، وخصوصا أن غالبيتها موجهة للمرأة التي يعتبرها ذات قيمة كبيرة في المجتمع وهي تتساوي تماما مع الرجل ولكن بنوعية مختلفة. وأكد أنه يفرح لكونه من حزب المرأة ويعترف بأهميتها، داعيا إياها إلى معرفة دورها الحقيقي في المجتمع، لأن كثيرين أضاعوا أماكنهم الأصلية فيه.

وعن سبب اختياره مواضيع أنثوية تحاكي المرأة مباشرة كما في «كوني مرا»، أوضح نقولا نخلة سعادة أن المرأة بحد ذاتها كائن بشري يشعر بحاجة دائمة إلى رؤيته. فهي ليست فقط بالنسبة إليه حبيبة أو صديقة أو أم أو موظفة، بل شخص في استطاعته التفاني في العطاء بطريقة لا يستطيع أحد أن يقلدها ويضيف: «أنا لا أتحدث عنها لأدافع عنها، بل لأنني بحاجة إليها».

وتوجه للمرأة العربية طالبا منها أن تقوم دائما بما تريده دون أن تنسى دورها الأساسي، لأن أحدا لا يستطيع الحلول مكانها ولو مائة رجل، طالبا منها أن لا تسمح لأحد في استعمالها كسلعة أو أداة تسويق.

وأكد نقولا سعادة نخلة أنه - لا شك - راضٍ عن ألبومه الغنائي «القلب الحنون»، رغم أنه يطمح دائما إلى الأفضل، لأن الموسيقى حسب رأيه تأتي من العدم وتولد أشياء جديدة لدى سامعها، وهي حسب رأيه سر من أسرار الدنيا.

وعن التنوع الذي يتضمنه الألبوم إن من حيث الموسيقى أو النص المكتوب واللون، فأكد أنه قام بذلك عن قصد ليأتي العمل ناجحا لا يشبه أي عمل آخر. أما الأغنية الخليجية «ما لك مكان»، التي كتبها له الأمير محمد العبد الله الفيصل ولحنها هو نفسه، فأرادها هدية لمحبيه في الخليج العربي، وخصوصا أن موضوعها لفته وتربطه علاقة صداقة وطيدة بكاتبها، فأداها بكل إحساس ولم يشعر بأنه غريب عن اللهجة الخليجية. أما عدم وجود الأغنية المصرية في الألبوم، فلكونه لم يحصل على الأغنية المصرية التي تناسب، وأكد أنه يحب هذه اللهجة ويتمنى أن يغنيها قريبا، وهو ليس ضد الأغنية المصرية شرط أن لا يضيع الفنان هويته الأصلية. أما ما سيضيفه إلى عمله الغنائي الثاني في المستقبل ولم يتضمنه ألبومه الأول، فهو أغنية من اللون اللبناني الشعبي كما قال.

واعتبر أنه كمطرب فصل تماما بينه وبين نقولا سعادة نخلة الملحن وكذلك لم يوفر التعاون مع ملحنين غيره، وهما جاد القطريب في أغنية «افردها» ومحمود عيد في أغنية «هيك»، وأن الأغاني التي يتضمنها الألبوم من ألحانه كانت مهيأة ليغنيها فنانون آخرون إلا أنهم خافوا من تأديتها فاعتذروا في اللحظة الأخيرة فاضطر أن يؤديها بنفسه. ورأى أن الملحن قد يقدم أغاني لا تليق بصوته وكذلك عندما يغني أحيانا من غير ألحانه يكسر التكرار. وتمنى أن يتعاون يوما ما مع الموسيقار ملحم بركات، فيقدم له لحنا من ألحانه الجميلة، وخصوصا أنه كان من أول المشجعين له في بداية مشواره الغنائي. وأكد أنه على الفنانين مساعدة بعضهم بعضا وتقديم العون خصوصا لمن لديهم مواهب جميلة، إن من ملحنين أو شعراء أو مغنين. وأبدى انزعاجه من الأشخاص الذين يرمون الحجارة في البئر التي سبق أن شربوا منها، معتبرا أن لكلٍ طريقته في التعبير وأسلوبه في التصرف، شرط أن لا يحمل الحقد في كلتا الحالتين.

ويعتبر نقولا سعادة نخلة أحد الفنانين القلائل الذين أعطوا مساحة لا يستهان بها للوطن، ففي ثلاث أغنيات وطنية بمواضيع مختلفة: «كرمال الشهدا»، «خلص»، و«10452» وقال إنه من الواجبات الأولى لدى الفنان تقديم أغانٍ لبلده، فالوطن حبيب من نوع آخر فكيف إذا كان مثل لبنان، ويا ليتنا نحافظ عليه بقدر ما يطمع إليه الآخرون! يذكر أن نقولا سعادة نخلة قد شارك في صناعة أكثر من نجم على الساحة الفنية، إن من خلال ألحانه أو إدارته لأعمال بعضهم أمثال كارول سماحة وآدم.

وأبدى الفنان امتعاضه من الحروب القائمة بين الفنانين على الساحة، والذين أعمى الحق بصيرتهم، مشيرا إلى أنه لم يكن يتخيل أن هذا النوع من التعاطي موجود على الساحة الفنية قائلا: «ليس من المفروض أن يتصرف الفنان بهذه الطريقة، فلا أحد باستطاعته أن يسرق مكان أحد، وعندما يؤذي الفنان الآخر فهو يؤذي نفسه في الوقت عينه». وذكر أن الساحة كبيرة وتتسع للجميع وليس من حق أصحاب السلطة في الفن التحكم في أرزاق الآخرين، مشيرا إلى أن ما استغربه في هذا الموضوع هو ضلوع المطربات بشكل خاص في القيام بحروب صغيرة أو كبيرة ضد المطربين، فتتصرفن بطريقة غير أخلاقية للوصول إلى مآربهن.

ودافع نقولا سعادة نخلة عن كليب أغنية ألبومه «القلب الحنون» الذي وصفه البعض بالجريء، مؤكدا أن كل ما فيه هو صدق في التمثيل لا أكثر ولا أقل.