عباس النوري: أغلقت الصحيفة التي تسببت في خلافي مع المصريين

قال لـ «الشرق الأوسط»: مفاجأتي القادمة عمل يتناول الأحداث في سيناء

TT

أثير حوله الجدل بسبب تصريحاته عن الفنانين المصريين من قبل، وأقام مؤخرا أحد المحامين المصريين دعوى قضائية ضده، مطالبا وزير الخارجية بعدم استقباله في مصر، ولكنه الآن في مصر لتصوير مسلسل «سقوط الخلافة».. إنه الفنان السوري عباس النوري، الذي يؤكد أنه أُسيء فهمه.

وأكد النوري أنه يستعد حاليا لعمل درامي مصري تدور أحداثه في سيناء حول الصراع المصري - الإسرائيلي، وسيكون بلهجة مصرية وبدوية. في حين رفض الحديث عن عودته في دور «أبو عصام» في المسلسل السوري الأشهر عربيا «باب الحارة»، حيث لا يزال الحديث قائما حتى الآن عن عودته في الحلقات الأخيرة من المسلسل الذي يعرض حاليا. وترك النوري الأمر مفضلا عدم الإجابة على هذا السؤال. وإليكم ما جاء في الحوار:

* حدثني عن تصوير أول عمل لك في مصر.

- أقوم حاليا بتصوير مسلسل «سقوط الخلافة» في مصر، ولكنه ليس عملا مصريا، وهناك تحايل كي ينسب إلى مصر كعمل درامي، خاصة مع وجود الكثير من الممثلين المصريين، وأعتقد أنني مازلت خارج مساحة الدراما المصرية على الرغم من وجود الكثير من العروض لي.

* مصر بوابة للشهرة، فإذا كانت هناك عروض لأعمال درامية مصرية، فلماذا لم تسع لدخولها بشكل أكثر صراحة؟

- أنا أفكر في النجاح أكثر من الانتشار، كما أنني لم أتقن اللهجة المصرية بشكل مناسب حتى الآن، فالشعب المصري ذكي للغاية، ويجب أن يحسب له مليون حساب، وأخشى أن أقدم على هذه الخطوة، فإجادة اللهجة المصرية صعبة جدا، وهي من معايير النجاح في مصر.

* يقال إن المنتجين والكتاب يستعينون بالنجوم العرب بسبب الأجر الأقل.

- أنا لا يهمني أن النجوم المصريين يأخذون أجورا أكبر مني.. وعموما لا أحد يعرف أجور الممثلين إلا إدارة الإنتاج، ولا نستطيع أن نجزم أن النجوم العرب يأخذون أجرا أقل.

* طلب أحد المحامين رفع دعوى قضائية يطالب فيها بعدم استقبالك في مصر.

- لقد اُستقبلت بحفاوة شديدة في مصر، واستعجبت جدا مما سمعته.. وأصل الأمر أنه تم تفسير كلامي بشكل خاطئ، وأسهم في ذلك الإعلام الأصفر، عندما قلت: «لو كانت مصر هي قبلة الفن، فأنا أول الكافرين بها».. والجميع معرض للنقد ولكن بشكل سليم، وجميعنا نتعلم من أخطائنا، وكثير من المبدعين مروا بتلك التجربة، بداية من دريد لحام وصباح فخري، وأيضا النجم عادل إمام وضعت أمامه الكثير من المشكلات الإعلامية، باعتباره ظاهرة في العالم العربي.. وبالمناسبة أقمت دعوى قضائية على الجريدة التي نشرت الخبر، وتم إغلاقها.. ولكن الإعلام لم يتطرق إلى هذا الأمر.

* وهل مصر هي قبلة الفن العربي؟

- أعتقد أنه لا توجد قبلة للوحدة كشاهد أساسي على تقدم الفئة العربية، فكلنا عرب، ومصر من أهم بوابات الفن.. والعمل في مصر له طعم ومذاق خاص، وطيبة الشعب المصري تدفع الجميع إلى القدوم إلى مصر.

* لماذا إذن اعتذرت للمصريين؟

أنا لم أعتذر للمصريين، ولكني فُهمت خطأ، وعبرت عن هذا الأمر، وحاولت أن أفسر كلامي بشكل صحيح، ولو كنت أخطأت لاعتذرت، وأنا لا أملك أن أنتقد أحدا، ولكن من حقي أن أتكلم استنادا إلى حريتي الشخصية، ولكن نقدي وكلامي يكونان في إطار الأعمال.

* وماذا كان رد فعلك إزاء الدعوى المقامة ضدك؟

- لم يكن لي أي رد فعل، ولكني سمعت فقط عن هذا الأمر، واستقبالي من وزير الخارجية المصري الذي طلب منه عدم استقبالي في مصر، ومعاملة المصريين معي كانت رائعة، وساعدوني جدا، وتعاملوا معي بشكل يناسب ثقافتهم وتحضرهم ومصر بلدي الثاني.

* وماذا عن مسلسل «سقوط الخلافة»؟

- أنا سعيد جدا بهذا العمل، وأعتبره من أهم الأعمال، وأتوقع نجاحه، لأن المسلسل يتحدث عن فترة لا يعرفها الكثيرون، وهي فترة كان العرب فيها متحدين، والعمل من تأليف الكاتب الكبير يسري الجندي، ومن إخراج محمد عزيزية، ويشارك في العمل نخبة من فناني المسرح العربي.

* وما هي الشخصية التي تقدمها في العمل؟

- أجسد شخصية السلطان عبد الحميد، هذا النموذج العربي المشرف الذي دافع حتى آخر لحظه من لحظات حياته عن الخلافة، وفقدها بسبب دفاعه المضني عن الأراضي الفلسطينية، وسيتطرق المسلسل إلى تناول سقوط الخلافة العثمانية، وما قامت به الحركة الصهيونية من مخططات لتحقيق أهدافها في المنطقة العربية، والمسلسل سيكون من الأعمال المهمة، لأنه يتناول مرحلة سياسية مغمورة في تاريخ المنطقة لم تتطرق إليها الدراما، وستتكشف للمشاهد حقائق يستطيع من خلالها قراءة الواقع العربي الراهن وأسباب تشتته، فهو عمل يضع أيدينا على تفاصيل يجب أن يتابعها المواطن العربي.

* وبعد هذه الخطوة هل ننتظر عباس النوري في عمل مصري؟

- وجودي في مصر، والاستقبال، وتعامل المصريين معي خطوة كبيرة نحو دخولي إلى مصر.. ولكن على الرغم من جمال المصريين فإنهم لا يرحمون الأعمال إذا كانت غير جيدة، ولذلك يجب الاختيار بشكل أكثر وعيا، وهناك عمل مصري سيكون مفاجأة، وسوف يتناول الأحداث في سيناء وسيكون بلهجة مصرية بدوية، وسوف أجسد شخصية عميل مزدوج يستفيد من المخابرات المصرية والإسرائيلية، وتدور أحداث المسلسل في إطار الصراع المصري - الإسرائيلي.

* ماذا عن مسلسل «أهل الراية»؟

- بالفعل يعرض لي حاليا مسلسل «أهل الراية» الجزء الثاني، وأنا أحب هذه النوعية من الأعمال على الرغم من الاعتراض عليها، ولكني مقتنع بها جدا، لقربها من الناس، وبعدها عن الثراء الموجود في كثير من الأعمال.. وهي حواديت بسيطة ولا يمكن أن يقول أحد إن ثلاثية نجيب محفوظ ليس لها مكان في وقتنا، والكثير من الفضائيات ساعد في انتشار هذه الأعمال.

* ولكن ماذا عن المقارنة بينك وبين مواطنك جمال سليمان، بطل الجزء الأول؟

- أنا لا أفكر في المقارنة، والعمل نجح في الجزء الأول، وله جمهوره، وأنا أحاول أن أسير على الخطى نفسها، ولكن بطريقتي الخاصة، والمحرج أني يجب أن أضيف على الشخصية.