جولة في سينما العالم

TT

مهرجان في المشرق العربي (الدوحة، قطر)، وآخر في المغرب العربي (قرطاج، تونس)، وكلاهما في وقت واحد. وهما حين ينتهيان ينطلق مهرجان دمشق، وما إن ينتهي ذاك حتى ينطلق القاهرة. وينتهي القاهرة من هنا ليبدأ مراكش، وما أن ينتهي، وربما قبل أن ينتهي، يبدأ مهرجان دبي.

وكان مهرجانان في بيروت قد انتهيا قبل أن يبدأ أبوظبي، وفي مكان ما تم حشر مهرجان الإسماعيلية، وكلها شهدت إقبالا، لأن العالم العربي عالم شاسع، ومن حق الجمهور في كل بلد أن يكون لديه مهرجانه الخاص، حتى ولو كانت بعض الأفلام عرضت في أكثر من مهرجان.

هذا التكاثر دفع بالبعض للتساؤل عن فائدة المهرجانات، وتعارض توقيتها دفع أيضا لإثارة تساؤلات حول أهمية التنسيق. لكن المسألة المتعلقة بالفائدة لا علاقة لها بالعدد، في الأساس ليس هناك مهرجان غير مفيد. ولا يوجد مهرجان مفيد لكل الفئات (سينمائيين، نقاد، جمهور) بنفس المستوى من الفائدة. إذن مجرد طرح التساؤل هو خطأ، خصوصا أن الشكوى السابقة كانت غياب المهرجانات السينمائية أو قلتها.

أما المسألة الثانية حول ضرورة التنسيق فإن المشكلة ليست هنا على الإطلاق. لنكن واقعيين، لن يرضى مهرجان ما بالتنسيق مع آخر إذا ما كان ذلك يعني تغيير موعده، خصوصا أن هناك أسبابا وجيهة لدى معظم هذه المهرجانات في اختيار الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام لإقامتها. ولن يرضى أي منها بتغيير وقته، حتى طوعا، لصالح المهرجانات الأخرى، مما يعني أنه من باب أولى ألا نضيع الوقت في المطالبة بما لن يتحقق.