حسين الجسمي: سأضع عدن في أجندتي المقبلة.. واليمنيون يجري الفن في دمهم

الفنان الإماراتي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «أهل كايرو» جريئة.. وغيرت مقاسات ثوبي

الفنان حسين الجسمي قبل أدائه وصلته الغنانية في ملعب 22 سبتمبر بعدن
TT

لم يعد الفنان الإماراتي حسين الجسمي مثل السابق.. هذا ما يراه عشاق فنه والمتابع الفني سواء في الخليج أو الوطن العربي، خاصة في العام الحالي 2010 الذي شارف على الوداع بكل ما فيه من أحزان وأفراح، فكان ظهوره أكثر حيوية ونشاطا ووجودا في دول الخليج والوطن العربي منذ أن فاجأ الجميع بتخفيف وزنه بشكل كبير ليودع السمنة ويبدأ حياة فنية جديدة مشرقة. فرغم أن الجمهور لم يتقبل شكله الحالي ويتذكر بين الحين والآخر «الكاريزما» السابقة لحسين الجسمي، فإنه حاول وبنجاح فرض نفسه بالشكل الجديد. يقول حسين الجسمي لـ«الشرق الأوسط»: «غيرت كل شيء حتى مقاسات ثوبي، ولكن سأبقى محبا لوطني ولفني ومحبا للجمهور الذي أتمنى أن أقدم الشيء الذي يحوز رضاه».

وتفاجأ الفنان حسين الجسمي - حسب تعبيره - بالحضور الجماهيري الذي بلغ 35 ألف شخص ممن كانوا موجودين داخل وخارج ملعب استاد «22 مايو» بمدينة عدن، حيث قدم أغنية ختام «خليجي 20» في أهم محفل خليجي، حين قدم تلك الأغنية بين الشوطين في مباراة السعودية والكويت وسط تفاعل كبير من الجمهور كبارا وصغارا، وهي الأغنية التي لحنها الفنان فايز السعيد وكتبها محمد عوض خراز، وتقول كلماتها: «أهلا وسهلا من حضر جانا

* لأرض السعيدة وحيانا - أهل الخليج هم وطن واحد

* وتجمعوا في اليمن يا زين»..

- وتحدث الجسمي قائلا: «بصراحة لم أتوقع ذلك الجمال الجماهيري، كانوا يتفاعلون معي بحب وانسجام، كنت أعرف سابقا أن الجمهور اليمني جمهور ذواق للفن ومحب له ولكن لم أكن أتوقع أن أجد تلك الحفاوة وذلك الإبداع الجماهيري الذي كان السبب الأول والأخير في نجاح الدورة الخليجية، وفي هذه الزيارة الأولى فعلا تأكدت الآن أن الجمهور اليمني جمهور ذواق والفن يجري في دمه». وجاء حضوره في حفل ختام البطولة بدعوة من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، حيث التقى الرئيس حسين الجسمي فور انتهاء وصلته الغنائية، وأكد الجسمي لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «فخامة الرئيس كان رحب الصدر ومتواضعا في أسلوبه وطالبني بتكثيف حضوري الفني في اليمن، وإن شاء الله سأضع قريبا عدن في أجندة حفلاتي المقبلة لأنني متأكد أن الحفلات هناك ستشكل نجاحا جماهيريا منقطع النظير، وقبل عودتي إلى دبي قال لي كبار المسؤولين اليمنيون إن في حال موافقتي على إحياء حفل فني في عدن فسيضعونه في الهواء الطلق على شاطئ عدن، وإرضاء لجميع الجماهير وافقت في الحال واشترطت عليهم إحضار جميع أجهزتي التقنية والصوتية من الإمارات في حال ترتيب ذلك». وكان حسين الجسمي قد حضر إلى عدن بطائرة خاصة وعاد إلى دبي فور انتهاء المباراة النهائية. وأعرب الفنان الإماراتي عن فخره الكبير بهذه الدعوة الكريمة التي حملته رسالة تمثيل فناني الخليج في هذا العرس الخليجي الرياضي، وقال: «أشكر دعوة فخامة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على هذه الدعوة الكريمة التي جعلتني ألتقي الجمهور اليمني لأول مرة خلال مشواري الفني، وهو فخر كبير لي، حيث لقاؤه والسلام عليه»، وأضاف: «تمثيلي وحضوري إلى اليمن، ما هو إلا واجب وطني خليجي عربي أعتز بتلبيته».

هذا وكان لزيارة اليمن وقع عظيم لدى الجسمي، وخاصة بعد الكرم الكبير وحسن الضيافة التي عكست أصالة هذا الشعب المضياف، مثنيا لدى لقائه الصحافة اليمنية والخليجية الحاضرة على نجاح عملية التنظيم الكبيرة التي شهدها الجميع للدورة الـ20 للعرس الخليجي العربي، متمنيا بعد هذه الزيارة القصيرة أن يعود في مناسبات فنية أخرى، للقاء الجمهور اليمني المضياف.

حسين الجسمي رغم أن مشواره الفني ليس طويلا مثل بقية رفقاء الفن في الخليج، فإنه استطاع أن يرسم لنفسه خطا مختلفا لم يستطع تقديمه منافسوه، فبجانب حلاوة ورقة صوته فهو فنان متميز في طريقة اختياره وأدائه دخل البيت اللبناني والبيت المصري بكل هدوء ومحبة وأصبحت أغانيه ركيزة أساسية تقدم على ضفاف النيل أو جبال بيروت، لقد نجح في طريقة أدائه المختلفة، حيث يقول: «بحبك يا لبنان» و«نسم علينا الهوا».. واستطاع أيضا أن يخترق السد المصري، إن صح التعبير، فمن الصعوبة أن تجد فنانا غير مصري ينجح بينهم بكل سهولة حين يقول: «بحبك وحشتيني»، وأيضا أغنية ألبومه الأخير «ستة الصبح» التي حققت نجاحا كبيرا، بالإضافة إلى رائعته الأخيرة في أغنية «أهل كايرو» التي قدمت في تتر المسلسل المصري وحققت حضورا جماهيريا يفوق الوصف رغم أنها أغنية اجتماعية مصرية تحاكي واقع الشارع المصري، وهو عمل جريء جدا ربما لا يغنيه إلا فنان مصري، ولكن حسين الجسمي كان له رأي آخر، حيث قدمها بكل هدوء وأخذت صيتا تعدى حدود المسلسل المصري. حسين الجسمي اكتفى بالقول لـ«الشرق الأوسط»: «الحمد لله، وبفضل دعاء الوالدين هناك محبة كبيرة من الجمهور الخليجي والعربي، وأتمنى أن أكون خير مشرف ومثال للوطن وللخليجيين، وهناك مفاجآت أخرى سأقدمها للجمهور العربي، وأنا أحاول أن أكون فنانا عربيا أخدم الأغنية العربية وأقدم شيئا إلى جانب رفقاء دربي، وانتظروا مفاجأتي المقبلة».