ليلي علوي: أوافق على تقديم دور ثان مع النجوم الشباب.. فأنا لست فنانة معقدة

قالت لـ«الشرق الأوسط» إن تكريمها في مهرجان القاهرة السينمائي وسام على صدرها

TT

يطلق عليها «تفاحة السينما المصرية»، لتجددها الدائم في تقديم أدوارها، كما قدمت الكثير من الأدوار مع عمالقة الفن المصري، وللعام الثاني على التوالي قدمت فكرة جديدة من خلال مسلسلين مكونين من خمس عشرة حلقة تحت اسم «حكايات وبنعيشها» بعد أن حقق الجزء الأول منه نجاحا، مما دفعها لتقديم الفكرة من جديد، ليحقق الجزءان نجاحا كبيرا بشهادة النقاد والجمهور.. وكان لـ«الشرق الأوسط» هذا اللقاء مع الفنانة ليلي علوي للوقوف معها على تفاصيل حكايتها مع الدراما، وعن مشروعها المقبل، وعن ابتعادها عن السينما.

* ماذا عن تكريمك في مهرجان القاهرة السينمائي؟

- بالفعل سيتم تكريمي بالمهرجان في دورته الرابعة والثلاثين، ويعتبر من أهم التكريمات، فمهرجان القاهرة السينمائي من أهم المهرجانات العربية وأعتبر تكريمي ثمرة مشواري الفني الطويل، ووساما على صدري وشرفا كبيرا، وسعدت باختياري ضمن المكرمين.

* هل تفكرين في استكمال سلسلة «حكايات وبنعيشها» في رمضان المقبل؟

- أنا الآن في مرحلة الاستجمام بعد أربعة أشهر من العمل المتواصل، وما زلت أجني نجاح الجزء الثاني من «حكايات وبنعيشها»، الذي ظهر نجاحه أكثر هذا العام، بوجود أعمال فنية مشابهة له، وأنا لم أستقر حتى الآن على الشكل النهائي الذي سأقدمه لرمضان المقبل، سواء أكمل الحلقات أو أقدم عملا ثلاثين حلقة أو سباعية، فأنا دائما أسعى للاختلاف في تقديمي للمواضيع، وهذا ما يدفعني لقراءة كل ما يقدم إلي من أفكار وسيناريوهات.

* هل تقصدين أن بعض الفنانات قمن بتقليدك في أعمال مشابهة لفكرتك؟

- أنا لا أعتبره تقليدا تماما، وأنا لست صاحبة الفكرة من البداية، وهي فكرة قديمة جدا في الدراما المصرية، أتذكر أنه قام بها من قبل الفنان وحيد حامد، واتجاه الفنانات إلى هذه الأعمال يدل على نجاحي، وأنني على حق، وأنا سعيدة بنجاح التجربة وانتشارها مرة أخرى، فالفكرة موجودة منذ فترة طويلة والاختلاف أن الشكل «المودرن» والتكنيك العالي من حيث الصورة و«اللوكيشن» والإضاءة.

* كيف اخترت حكايات هذا العام؟

- قدم لي أكثر من عشر أفكار، بدأت أختار منها فكرتين، فكنت أبحث عن الجديد من حيث الفكرة والتناول، ووجدت أن «كابتن عفت» و«فتاة الليل» فكرتان لم تتناولهما الدراما من قبل، وهو ما شجعني على تقديمهما، وبدأت تظهر كيمياء بيني والكاتبين حازم الحديدي ومحمد رفعت، وظهر التواصل بيننا، وهو ما ساعدنا على الاستقرار على هاتين الشخصيتين.

* كيف يتم الفصل بين شخصيتين مختلفتين تماما أثناء التصوير؟

- هذا هو صميم عمل الممثل، وهو كيفية الفصل بين الشخصيات، وفي وقت قصير، والموضوع فعلا مجهد، ولكني أستطيع التعامل مع هذا الأمر، وهو أمر قدمته من قبل العام الماضي في الجزء الأول من الحكايات، واستطعت أن أقدم مواضيع مختلفة تماما.

* لماذا فكرت في تقديم شخصية مدربة رياضية، خاصة أن المجتمع العربي لا يوجد به الكثير من المدربات؟

- الصعب في الموضوع أنها إنسانة ولها حياتها الطبيعية، بالإضافة إلى أن مجال عملها يحتكره الرجال، والموضوع لم يكن شخصية عفت، ولكن فيه محاور كثيرة، ويحمل مضمونا كبيرا، وحبي لكرة القدم هو ما كون لدي معلومات كثيرة عن الرياضة وسهل لي الأمور كثيرا، وبالمناسبة أنا كنت ألعب كرة القدم أثناء الدراسة.

* كيف دار الحديث بينك وعفت على الورق؟

- عندما قرأت الورق حاولت الوصول إلى حياتها وأدق تفاصيلها حتى عندما كانت صغيرة وكيف تتعامل مع المحيطين، وأثناء زواجها وبعدما أصبحت أرملة، وحاولت أن أجمع الكثير من التفاصيل حول الشخصية، وبدأت متابعة المدرب، وكيف تكون ردود فعله إزاء الخسارة وأثناء التمرين وأثناء المباراة، وطريقة حديثه مع اللاعبين، وكنت آخذ هذه المعلومات لأقدمها من خلال شخصية امرأة.

* قيل إنك استعملت جماهيرية كرة القدم في تقديم عمل درامي.

- لم يحدث ذلك، فالموضوع لا علاقة له بكرة القدم وكواليسها، والفكرة ليست شخصية عفت كمدربة كرة قدم، فالمسلسل عموما لا تدور أحداثه في كواليس عالم كرة القدم، وإنما قدمنا النادي هنا كنموذج للمجتمع الذي يقسو على الطبقة المتوسطة ويطحنها لتذوب في الطبقة الدنيا، وهو في رأيي أشد الأخطار التي تتهدد المجتمع.

* وهل تعتقدين أن عمل مدربة اللياقة البدنية في مجال كرة القدم مناسب للمرأة؟

- جميع المهن أصبحت تناسب المرأة خاصة في العصر الحديث، فلم يكن يتوقع أحد من قبل أن نرى المرأة تقود التاكسي أو تعمل في مجال الجزارة أو المهن اليدوية، وأعتقد أن مجال التدريب في العالم اقتحمته المرأة، ولم تعد هناك حساسية وتفرقة بين الرجل والمرأة، والآن لدينا في مصر فريق كرة قدم نسائي، ومن المناسب أكثر أن تقوم مدربة بالتعامل معهن، فأعتقد أنها ستكون أكثر تفهما لظروفهن، كما أن المرأة لها قدرة على التحمل والصبر.

* من صاحب ترشيح الفنان السوري عابد فهد؟

- أنا من قمت بترشيحه، وسعيدة جدا بهذا، فقد راهنت عليه وهو بالفعل أجاد تقديم الدور بشكل كبير، وقدم اللهجة المصرية بطريقة صحيحة، وهو فنان قادر على التقمص، والمشاهد التي جمعتنا تعتبر مشاهد رئيسية في العمل، وشعرت براحة كبيرة في العمل معه.

* هل كانت النهاية غير المتوقعة لفتاة الليل مقصودة؟

- الكاتب حازم الحديدي كان يقصدها تماما، فالمفاجأة كانت الأهم، وهي الرسالة من العمل، وقصدنا أن نقول «لا يوجد عفريت إلا البني آدم»، وكانت النهاية غير متوقعة، حيث ظن الجميع أنها عفريت، ولكنهم وجدوها في النهاية إنسانة عادية، والعمل كان رعبا اجتماعيا كوميديا، وأيضا يحمل طابع الأكشن، ولم نكن نحتاج إلى الجري والضرب والتكسير، والاختلاف كان في التركيز على المشاعر والأحاسيس، وهو قالب جديد على الدراما المصرية.

* هل أقلقك تقديم عليا «فتاة الليل»، خاصة أنها مختلفة في شكلها؟

- بالطبع كنت قلقلة جدا، فالشكل كان أيضا مختلفا عن المتعارف عنه، بالإضافة إلى الصراعات الكثيرة بداخلها، ففجأة تضحكنا، ومرة أخرى تخيفنا وأوقات كثيرة تعاني من معاملة زوجها.

* وأي العملين أجهدك أكثر.. «الكابتن عفت» أم «فتاة الليل»؟

- الأمر كان مختلفا تماما، ففي «الكابتن عفت» كانت عبارة عن حقائق لا يمكن التحريف فيها، وهناك جمهور كبير بسبب شعبية الكرة في العالم ككل، ولا ينفع أن أحيد عنها، ولكن «فتاة الليل» كان التركيز على المشاعر والأحاسيس، وكانت أصعب جدا، وكل شخصية منهما تحمل معاني مختلفة ولها مجهود خاص، ولا أستطيع أن أحدد أيهما كان أصعب.

* هل بالفعل تعاقدت على تقديم السيرة الذاتية للسيدة «روزاليوسف»؟

- بالفعل تعاقدت على تقديم قصة حياة الراحلة روزاليوسف، والمسلسل من تأليف ريهام حداد، ولكن العمل كبير جدا ويحتاج إلى تجهيزات كثيرة، وما لفت نظري للشخصية وجعلني أوافق عليها من دون تردد أنها امرأة قوية إلى أقصى حد، واجهت كل الصعاب بشجاعة وصلابة وشموخ وكبرياء، وضحت بكل ما تملك من أجل مبادئها، وانتصرت دائما بعزيمتها وإصرارها، ولها مواقف سياسية وفكرية عظيمة.

* وماذا عن حالة الخصام بينك والسينما؟

- إطلاقا.. ليس هناك خصام، وأنا أتحرك بمعدل جيد جدا، هناك الكثير من السيناريوهات التي أقرأها الآن، ولكن الوقت بالنسبة لي هو السبب الأساسي، فأنا أعمل أربعة أشهر فقط في السنة والباقي لأولادي وزوجي، وأنا لم أخاصم السينما، وكل ما في الأمر أن اختياراتي باتت تحكمها قواعد أصعب، بحكم الخبرة، والموقع الذي وصلت إليه عند الجمهور، وآخر أعمالي كان «ألوان السما السبعة» قبل نحو عامين.

* هل تقبلين العمل مع نجوم الشباب في دور ثان في الوقت الحالي؟

- أنا طوال مشواري السينمائي وأنا مؤمنة بالعمل الجماعي، ولا يهمني أن أكون بطلة وحيدة في العمل، ولست فنانة معقدة، ويهمني في المقام الأول الدور، وماذا سيضيف إلى رصيدي الفني، وعلى الرغم من أنه لم يعرض علي حتى الآن، فإنني سأقيم التجربة على حدة في ظل المعايير التي أضعها لنفسي.

* لماذا لم نرك في البرامج التي يقال عنها برامج الصراحة؟

- أنا أظهر في برامج كثيرة، ومعروف عني الصراحة الشديدة، ولكني أرفض برامج النميمة، وأنا لا أحتاج لمثل هذه البرامج، ولا توجد لدي أي خطوط حمراء، وحياتي كتاب مفتوح للجميع.

* هل تابعت الأعمال الرمضانية؟

- بحكم سفري خلال هذه الفترة، لم أتابع حتى العرض الثاني، ولكني مستقبلا أحاول أن أتابعها، والحقيقة أنني لم أشاهد أعمالي، ولكني معجبة بمسلسل «الجماعة»، كما شاهدت بعض الحلقات من مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» وأنا من أشد المعجبين بغادة عبد الرازق، فهي ممثلة موهوبة وعلى درجة كبيرة من تقمص الشخصية، وأنا معجبة بها منذ فترة طويلة وتوقعت لها النجاح بعد مسلسل «محمود المصري».

* ماذا عن ابنك خالد؟

- أحاول دائما التواصل معه وتربيته على القيم التي تربينا عليها، وأحاول أن أكون أما صالحة، وأتعمد تركه ليعتمد على نفسه ولكني أراقبه، وخالد هو حياتي واهتمامي به يفوق اهتمامي بنفسي وأتعامل معه بالحب، وهو صديقي، وأهتم جدا بدراسته على الرغم من اختلاف طبيعة الدراسة في مدرسته عن الذي تعودنا عليه، فخالد يدرس بطريقة اليوم الكامل، وهو في الصف الرابع الابتدائي، والحمد لله يحصل دائما على تقديرات عالية، وأجد صعوبة في التعامل معه في بعض الأحيان وهو من محبي الكومبيوتر الإنترنت.

* هل توافقين على أن يدخل مجال التمثيل؟

- أنا لا أتدخل في قراراته من الآن، وأعتقد أني سأترك له حرية الاختيار، وهو ما زال في مرحلة تكوين شخصيته ولديه الكثير من المواهب والميول، ولكنه يحب عزف البيانو وأعتقد أن له ميولا موسيقية.