سلوى القطريب تعود مع أليسا وكارول سماحة وآلين لحود

بعد رحيلها منذ سنتين

TT

لم يشأ الموسيقي والمؤلف المسرحي المخضرم روميو لحود تقديم عمل مسرحي جديد يعيده إلى الساحة الفنية بعد فترة غياب طويلة إلا بعد الوقوف على رأي الجمهور اللبناني في الموضوع. ولذلك طلب من أحد أصحاب المؤسسات المختصة في إجراء الدراسات والإحصاءات المدنية أن يقوم باستفتاء يشمل شريحة لا يستهان بها من اللبنانيين يطرح عليهم ثلاثة أفكار فنية ليختاروا أحدها. وجاء السؤال المطروح على الشكل التالي: هل تفضل أن تشاهد مسرحية جديدة أم عملا استعراضيا أم عملا مسرحيا قديما، وما هو؟

وتفاجأ روميو لحود بالنتيجة التي أبرزها الاستفتاء وأظهرت أن 78 في المائة من العينات البشرية المختارة للإجابة اختارت مسرحية «بنت الجبل». والمعروف أن هذه المسرحية التي عرضها في الثمانينات وكانت من بطولة الراحلة سلوى القطريب هي النسخة العربية للعمل الفني الأميركي المعروف «my fair lady» وبقيت محفورة في ذاكرة اللبنانيين للنجاح الذي حصدته في تلك الحقبة.

وبناء على هذه النتيجة أعاد روميو لحود خلط أوراقه من جديد خصوصا أنه كان يحضر لمسرحية جديدة بعنوان «سلطانة» والتي كانت ستجمع على خشبتها كلا من سلوى القطريب وابنتها آلين لحود إلا أن الموت غيب المطربة الكبيرة في مارس (آذار) من عام 2009 فتأجلت الفكرة حتى إشعار آخر.

وكان قد تم تسجيل غالبية أغاني مسرحية «بنت الجبل» ويقارب عددها العشر في استوديو جورج مرعب بصوت آلين لحود التي ستكون بطلة العمل ما عدا واحدة رفضت أداءها وهي: «شوفي خلف البحر» كونها حسب رأيها لا تأتي في موقعها المناسب في المسرحية رغم أنها من أحب أغاني والدتها إلى قلبها.

ويقول روميو لحود في اتصال مع «الشرق الأوسط» إنه حاول كثيرا إقناع آلين بالعكس إلا أنه لم يفلح وأكد أن الأزياء الخاصة بالمسرحية هي شبه جاهزة لأنها ستكون نفسها بالنسبة لفرقة الرقص. أما تلك الخاصة بآلين لحود فستعيد تصميمها بابو لحود لتتناسب مع قامة البطلة الجديدة للعمل. أما الممثل أنطوان كرباج فسيستبدل زميله جورج شلهوب به فيما البحث ما زال جاريا عن اسم المغني الذي سيشارك آلين البطولة. وكانت المسرحية قد عرضت عام 1977 بعد أن استوحيت من قصة pigmalion ثم أعيد عرضها عام 1988 بعد أن تم إجراء بعض التعديلات عليها فأصبحت النسخة العربية للعمل المغنى My fair lady لجورج برنارد شو والذي لعبت بطولته يومها أوردي هيبورن.

وهي تروي قصة بائعة ورد ألتقاها اختصاصي في عالم الاجتماع (أنطوان كرباج) في إحدى الحانات ويتحدى صديقه بتحويلها إلى سيدة مجتمع Lady. فيخضعها إلى دروس في اللغة والموسيقى واللياقات الاجتماعية ويتخللها مواقف ومحطات كوميدية ساخرة خلال التطور الاجتماعي الذي سيطرأ على بائعة الورد الجاهلة.

ويقول روميو لحود: «رغم أن كل التحضيرات للمسرحية جاهزة إنما حتى الآن لم أستطع إيجاد المكان الذي سيحتضنها خصوصا أن بعض أصحاب المسارح طلبوا أرقاما خيالية لإيجار صالة العرض وصل إلى السبعة آلاف دولار في الليلة الواحدة». وطالب من يهمه الأمر بأن يساعده في إيجاد المكان المناسب والملائم لتقديمها.

ورغم أنه لم يمض على غياب سلوى القطريب سوى سنوات قليلة فإن الساحة الفنية ما زالت تتذكرها بشدة وانشغلت أخيرا بأعمال لفنانات معروفات على الساحة الفنية العربية أعدن أداء أغاني الراحلة بأصواتهن أمثال أليسا التي أعلنت أنها ستغني «قالولي العيد بعيوني» خلال ظهورها في البرنامج التلفزيوني الذي يقدمه نيشان ديرهارونيان «أبشر» على شاشة «إم بي سي» وقدمت بالمناسبة أغنية أخرى بعنوان «خدني معك» وهي الأغنية التي صورتها كارول سماحة وتعرض حاليا على شاشات التلفزة وتنوي أيضا تصوير أغنية أخرى لصباح بعنوان «أخدوا الريح» وهي أيضا من ألحان روميو لحود.

وأشار روميو لحود إلى أنه وافق بالطبع على إعطاء أليسا وكارول سماحة حقوق أداء هذه الأغاني دون أي مقابل قائلا: «أنا لست بائع أغان وعندما أبدتا رغبتهما بإعادة غناء هذه الأعمال وافقت على الفور ودون شروط تذكر».

وأكد لحود أنه تلقى اتصالات من عدة فنانين لبنانيين لديهم نفس الرغبة إلا أن أليسا وكارول سماحة كانتا السباقتين في هذا المجال.

وأكدت آلين لحود لـ«الشرق الأوسط» أنها «لا تحب التعليق على هذا الحدث لا سيما أنها طيلة عمرها كانت فخورة بمسيرة والدتها الفنية وأن المبادرة التي قامت بها كل من أليسا وكارول سماحة تشكران عليها لأنهما اختارتا أغاني لا تموت وأصيلة».

وأشارت إلى أن «والدتها ولو قدر لها أن تكون على قيد الحياة لكانت فرحت دون شك إلا أنها لم تكن يوما تهتم بالتسويق لأغانيها أو إلقاء اللوم على القيمين على الساحة الفنية لعدم قيامهم بذلك أيضا إذ إنها كانت مميزة ولا تنشغل بالأمور الدنيوية».

وأشارت إلى أن والدتها كانت مترددة في العودة إلى المسرح عندما عرض عليها روميو لحود فكرة مسرحية «سلطانة» وأن أحدث إطلالاتها الفنية كانت مع زاهي وهبي في برنامج «خليك في البيت» لمناسبة عيد الأم ومن ثم عام 2005 مع نيشان في برنامجه أكيد مايسترو. أما التكريم الذي تلقته قبل رحيلها فكان عام 2004 في المهرجان الذي يقام سنويا لجائزة الـmurex d’or.