أبو بكر سالم يضفي ألقا على «روتانا إف إم» ويتمسك بموقفه من التعامل مع الشاعرات

حينما يكون الصوت متفقا عليه.. والتنافس في صالح الفن

الفنان أبو بكر سالم في حلقة من «سهرة روتانا» مع الإعلامية اللبنانية جمانه بو عيد
TT

جمعت إذاعة روتانا FM، مساء أول من أمس الثقافة والأغنية، ومزجت بين اللحن والشعر في مزيج فني جميل.. وذلك حينما واجهت الإعلامية اللبنانية جمانه بو عيد، الفنان الكبير أبو بكر سالم بالفقيه في حلقة من سلسلة برنامجها الفني «سهرة روتانا».

حل الفنان أبو بكر بالفقيه ضيفا مميزا ومطلبا إعلاميا على البرنامج بعد انقطاع طويل عن الظهور في حوارات إعلامية تلفزيونية أو إذاعية، خاصة الصحافية.

حضر أبو أصيل بألقه، وحضر الإبداع الغنائي معه، لا سيما الألوان التراثية اليمنية الأصيلة تحديدا.. فقد دندن الفنان الكبير أبو بكر خلال الحلقة بأعذب الأنغام الجميلة، تلك النغمات التي تدغدغ مشاعر متذوقي الفن والطرب خاصة في طرب زمان والأغنية القديمة الجميلة بمختلف إيقاعاتها ومقاماتها.

البداية كانت عبر مداخلة هاتفية من الفنان الشاب المميز علي بن محمد، حيث أشاد بالفنان أبو بكر كثيرا واعتبره قدوته في فنه. في حين وصف الفنان أبو بكر الفنان علي بن محمد بالفنان المميز وقال مازحا: «اسمه جميل، وصوته فيه تأثر بنفس لوني..» وأضاف أبو أصيل قوله بأن الفنان علي بن محمد من الفنانين القلائل الذين ترجموا الكلمة، فهو يخاطب الجمهور بأداء حواري وهذا ما يميزه.

كما علق الفنان الكبير أبو بكر خلال حواره على العديد من أسئلة المذيعة جمانه بو عيد، فقد علق أبو أصيل على الأصوات الموجودة على الساحة الغنائية الخليجية بقولة: «حينما يكون الصوت متفقا عليه.. لا بد أن يكون حينها الصوت مثقفا» وطالب أبو أصيل بضرورة تثقيف الفنان ذاته.

كما وصف أبو أصيل الزمن الحديث وتحدث عن مدى تأثير الأغنية والمتلقي بالوقت الراهن. وأكد بأنهم كفنانين يتأثرون بالتغير بشرط المحافظة على الأصالة.

من جهته وجه الفنان أبو بكر بالفقيه كلمة للصحافة الفنية، أكد خلالها أنه يجب على الصحافي أن يكون لديه إلمام كامل وشامل بالثورة الفنية، وتكون عنده أيضا معرفة ودراية كاملة بشتى أنواع الفن الموسيقي والشعر، حتى حينما ينتقد الفنان أو المطرب يستطيع نقده بكل مهنية، وليس فقط إبداء الرأي مجرد الرأي.

وأبدى أبو أصيل اشمئزازه من أولئك الصحافيين الذين يستعملون السطحية في الكلمات. بينما ترحم على الصحافة أيام زمان.

وتحدث الفنان أبو بكر بالفقيه كثيرا عن صديقه ورفيق دربه الشاعر والملحن المحضار، حيث عبر عن وفائه له بأن خصص له عملين في ألبومه الأخير «دروب مغلقة»، كذلك تحدث عن تعاونه مع الشاعر والملحن السيد العيدروس بنفس الشعور، وآخر عمل جمعهما أغنية «فهمك» أيضا في ألبوم دروب مغلقة.

وعن سؤال موجه له من المذيعة جمانة بو عيد؟ نفى أبو أصيل أنه صعب التعامل أو أناني.. وإنما أكد بأنه لديه قناعات في كل أعماله.

وحول عدم تعاونه مع ابنه الفنان أصيل رغم تقديمه للساحة. أبدى الفنان أبو بكر إعجابه الشخصي بعمل ابنه الفنان أصيل، ووصفه بالفنان المتأني، وأنه لا يقوم بطرح الألبومات كل عام مجرد الطرح كغيره من الفنانين من جيله. وأضاف بأن ابنه فنان متمكن وموهوب منذ صغره فقد كان يسرق عودي ويعزف أغاني عبادي الجوهر وأم كلثوم. وأنه أيضا أستطاع أن يكون نفسه بنفسه. واختتم الفنان أبو بكر حديثه عن ابنه بأنه شخصيا ربما يكون ديكتاتوريا معه لكن إلا في مجال الفن.

وواصل أبو أصيل إجاباته لأسئلة جمانه، حيث لم يبدِ أي تعاون مع أي شاعرة من قبل دون إبداء أي أسباب.

في حين قال رأيه حول الدويتوهات، مفضلا أن يتم ذلك بين الجنسين أفضل، رغم عمله ذلك مع كل من الفنان راشد الماجد والفنان عبد الله الرويشد.. وآخرين. وقال الفنان أبو بكر إن الأغنية السعودية بخير وعافيه وماشية، لكنه يخشى عليها أن تتغير مشيتها.

كما أجاب أبو أصيل عن ابتعاده عن غناء الأغنية الغزلية وتحوله للوجدانيات، بقوله ربما تكون السن.. لكنه استدرك بقوله بأنه كانت لديه في السابق أغنيات غزلية عديدة. واستمع الفنان أبو بكر بالفقيه للرسالة الصوتية المسجلة من الفنان خالد عبد الرحمن التي تحدث فيها عن شخصية أبو أصيل الفنان وأنه رمز من رموز الأغنية السعودية والخليجية.

من جانبه ثمن أبو أصيل هذه الكلمات من الفنان خالد عبد الرحمن لشخصه، كما أبدى أبو أصيل التعاون مع مخاوي الليل رغم أنه لم يلتقه على الإطلاق من قبل.

وأكد الفنان أبو بكر بالفقيه أن التنافس بين الفنانين موجود. وأن ذلك يختلف بين الجيلين، لكنه أكد مجددا أنه شخصيا لم يدخل في هذه الصراعات إطلاقا ولا تعنيه وتمنى أن يكون التنافس في صالح الفن.

وتحسر الفنان أبو أصيل عن بعد العلاقة بين الفنانين كما كان في السابق، مشيرا إلى أن التكنولوجيا ساهمت في ذلك، وضرب مثلا في تركيب الأصوات بين مطربين من بلدان مختلفة بواسطة التكنولوجيا.

وردا على ما قاله فنان العرب محمد عبده عنه حينما قال: «إن الفنان أبو بكر بالفقيه يصنع الألحان على صوته فقط؟»، قال أبو أصيل ضاحكا إن الفنان محمد عبده عاصي وهو فنان كبير واعتبر ما قاله نغزة من نغزاته، لكنه هو فنان كبير يستطيع أن يغني أي شيء.

وعن الفنان رابح صقر، أشاد أبو أصيل به كثيرا وقال: «هو فنان مميز ولديه فكرة جميلة ويعزف بشكل جميل وأهم من ذلك أنه فنان يشدك ولا تمل منه».

وعن الأغنية الصنعانية قال أبو أصيل بأنها موجودة لكنها طويلة وتحتاج إلى بحث. وأشار إلى أنه هناك كثير من الفنانين الشباب يستطيعون تطويرها.. وأن يكملوا ما قام به هو وزميله الفنان أحمد فتحي سابقا.

ومازح الفنان أبو بكر الفنان عبد الله الرويشد خلال مداخلته، وخاصة حينما أسهب الفنان عبد الله الرويشد في الثناء على أبو أصيل. قاطعه الفنان أبو بكر بقوله: الآن فهمت قصدك وأضاف بأن الأغنية لدى الملحن يحيى عمر. وسط ضحكات الطرفين.

كما أجاب الفنان أبو بكر حول فكرة عمل مسلسل عنه التي طرحت من قبل، بقوله جاءني أناس يريدون عمل مثل ذلك، لكني رفضت في الوقت الراهن.

وأثناء سير الحوار تلقى الفنان أبو بكر بالفقيه مداخلة مؤثرة من فارس فايق عبد الجليل ابن الشاعر الكويتي الراحل فايق عبد الجليل، حيث سرد للمستمعين قصة تبين شخصية الفنان أبو بكر الإنسان لا الفنان، وذلك حينما انقطع فارس وهو طالب في القاهرة إبان أزمة الكويت، وكيف احتضنه الفنان أبو بكر ووضعه بين أبنائه واعتبره أحدهم.

وعن تعاونه مع الفنانة وردة الجزائرية، قال: عام 1993 كان هناك تعاون مع الفنانة وردة الجزائرية من خلال أغنية «سيبوه» ذات اللون الحضرمي، لكنه أعاد تسجيلها بصوته شخصيا مبررا بأن الفنانة وردة الجزائرية قامت بغنائها على ما قدرت. لكني أعدت غنائها لأعطي الأغنية حقها.

واستمتع الفنان أبو بكر بمداخلة الفنان حسين الجسمي الذي تداخل بأغنية «يا مروح» مما أجبر الفنان أبو أصيل على التفاعل معها. بعدها أشاد أبو أصيل بالجسمي وقال عنه «اسم على مسمى» فقد فرض هذا الشاب نفسه وهو صاحب ذوق رفيع.

وعن مشاركته في الجنادرية قال إنه موجود فقط ينتظر أن توجه له الدعوة. واستدرك بقوله: على أي حال صحتي الآن لا تساعدني على الوقوف طويلا.. حتى في حفلات فبراير (شباط) طلبت أن أغني جالسا.

واختتم الفنان الكبير أبو بكر بالفقيه الحلقة بإلقاء قصيدة شعرية بصوته الجميل.

وكان الفنان أبو بكر سالم بالفقيه قد تلقى عدة مداخلات من إعلاميين وأخرى من معجبين جلها عبرت عن حبهم له، متمنين له دوام الصحة. كما قدمت خلال الحلقة وصلات غنائية منها المباشر على آلة العود ومنها المسجل من أغانيه الجديدة والقديمة.