المظاهرات العربية تحجب أضواء نجوم الغناء

هربوا من استوديوهات القاهرة فصدموا بأحداث البحرين

TT

يبدو أن الأحداث السياسية الأخيرة، التي انطلقت مع بداية العام الميلادي، والمظاهرات العربية، قد سيطرت على المتلقي والمتذوق الفني، وغيرت أجندات نجوم الغناء الخليجي والعربي، وأسهمت في توقفهم عن العمل بشكل واضح.

فحصيلة الشهرين الماضيين كانت هدوءا وترقبا حذرا من نجوم الغناء، والبعض اضطر إلى التوقف عن الغناء وإلغاء كل مشاركاتهم في الحفلات الفنية، وأهمها حفلات ليالي فبراير في الكويت، وحفلات سوق واقف القطرية، وحفلات عيد الحب التي كان من المفترض إقامتها بين القاهرة وبيروت في 14 فبراير (شباط)، ولكن المظاهرات والإطاحة بالأنظمة أسهمت في توقف أكثر الفنانين عن العمل، حتى إن أكثر الفنانين توقفوا عن اللقاءات التلفزيونية والإذاعية بسبب التفات الجمهور إلى القنوات الفضائية السياسية في هذه الفترة.

الغريب في الأمر أن نجوم الغناء الخليجي توقفوا عن تسجيل ألبوماتهم في استوديوهات القاهرة، وبعضهم كانوا هناك وحاولوا الاستعانة بسفاراتهم للمغادرة، ومنهم الفنان ماجد المهندس وصديقة فائق حسن، الذي كان يسجل ألبومه وأغاني وطنية لفنانين آخرين.

والمعروف أن الفنانين الخليجيين ينفذون أعمالهم بجانب الموسيقيين المصريين الذين يمتلكون خبرة واسعة وعمقا فنيا كبيرا، كما يعتمد النجوم العرب كثيرا على الموسيقيين ومهندسي الصوت المصريين فقط في هذا الأمر.

والمصادفة هنا أن النجوم حاولوا إكمال بقية أعمالهم في البحرين، وهي تملك استوديوهات فنية متطورة ومهندسين صوت محترفين إلى جانب الفرق الإيقاعية والكورال، غير أنهم صدموا مرة أخرى بمظاهرات البحرين التي أخذت حيزا آخر في المشهد السياسي، وأسهمت في «زيادة الطين بلة» مثلما يقال عاميا، وبعثرت أجنداتهم الفنية.

واكتفى أكثر الفنانين بالجلوس في المنازل ومتابعة القنوات الإخبارية، بينما لم تحظَ الحفلات الخليجية التي أقيمت أخيرا، ومنها مهرجان ليالي فبراير الكويتي، ومهرجان سوق واقف القطري باهتمام كبير عند الجمهور الخليجي والعربي، بالإضافة إلى اهتمام محدود من وسائل الإعلام المقروء، وأكثر الصحف الخليجية لم تلتفت إلى تلك المحافل الخليجية على الرغم من مشاركة نجوم كبار في الخليج والوطن العربي واعتذار آخرين من الفنانين العرب.

الفنانون وشركات الإنتاج والقنوات الفضائية يترقبون بحذر تلك المشاهد السياسية التي أبعدتهم مع العام الميلادي الجديد عن المشهد الجماهيري، ويتمنون زوال تلك الغمة السياسية وألا تستمر طويلا.