أحمد عز: لا بد من استغلال نجاح الثورة.. ولو عرض علي عمل يجسدها فلن أتردد

قال لـ «الشرق الأوسط» إنه متفائل بسينما مختلفة وجريئة تطرح كل المواضيع مستقبلا

لقطة من فيلم 365 يوم سعادة («الشرق الأوسط»)
TT

رغم أن الفنان أحمد عز كان يراهن على فيلمه «365 يوم سعادة» الذي يقدمه بشكل جديد للجمهور المصري، فإن الرياح جاءت بما لا يشتهيه، حيث اندلعت ثورة 25 يناير قبل يوم واحد من عرضه، وبالتالي انصرف الجمهور عن دور العرض السينمائي. إلا أن عز يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن مكاسب الثورة أكبر من أي مكسب عملي، مبديا سعادته الكبيرة بنجاح الثورة ومتمنيا استغلال هذا النجاح خاصة مع السينما، التي يعلن تفاؤله الشديد بمستقبلها، قائلا إنه لو عرض عليه المشاركة في أي عمل يجسد الثورة فلن يتردد. كما تحدث عز في حواره مع «الشرق الأوسط» من القاهرة عن فيلم «المصلحة» الذي يصوره حاليا ويتقاسم بطولته مع الفنان أحمد السقا، مشيرا إلى تفرغه للسينما هذا العام وعدم تقديمه لعمل درامي. فإلى نص الحوار:

* هل ترى أن مصر حققت أهدافها من الثورة؟

- الحمد لله الثورة عبرت عن أمنيات قطاعات الشعب كله في التغيير، ولكن يجب علينا أن ننتبه كثيرا للوضع الحالي ونفكر في بناء مصر التي أعتبرها أجمل البلدان في العالم، ورغم أنني حرصت على زيارة معظم بلدان العالم فإنني أشعر بدفء خاص في وطني. والفترة الحالية لا مجال فيها للمزايدات، وكلنا رجل واحد من أجل بلدنا الحبيب.

* أين كنت أثناء قيام ثوره 25 يناير؟

- كنت في مصر قبل الثورة من أجل تصوير فيلمي الجديد «المصلحة» بالتزامن مع الاستعداد للعرض الخاص لفيلم «365 يوم سعادة»، الذي كان من المقرر عرضه في اليوم التالي لثورة 25 يناير، لكنني قررت عدم إقامة العرض تضامنا مع شعبي ومع إيماني الشديد بالثورة، وأثناء الثورة دافعت عن منزلي وشاركت في اللجان الشعبية، ولكن ما يجب أن يشغلنا في هذه الفترة كيفية استثمار نجاح هذه الثورة، وكيفية بناء مصر على الطراز العالمي، وبرأيي أن وقت الكلام انتهي وحان الآن وقت العمل والإصلاح ومحاسبة الفاسدين، فثورة 25 يناير حققت ما لم تحققه أي ثوره في العالم.

* ما رأيك في كم الأعمال الفنية التي يتم تجهيزها الآن عن الثورة، وهل تفكر في قيامك بعمل فني عنها؟

- الثورة حدث هام وكانت ثرية بالأحداث، ومن الطبيعي اتجاه الأعمال الفنية نحوها فهذا شيء ضروري، لكن يجب أن تأخذ الوقت المناسب لكي تظهر أهمية الحدث إلى جانب إخراجه بالشكل المتميز، وعلينا أن نبذل كافة جهودنا في هذه الأعمال ولو عرض علي المشاركة في أي عمل لن أتردد.

* ما رؤيتك للساحة الفنية بعد الثورة؟

- ستشهد الساحة الفنية تغيرات مثل كل المجالات الأخرى، وأنا متفائل، وهذا في صالح السينما، فسوف تكون لدينا سينما مختلفة وجريئة تطرح كافه المواضيع بشكل فيه الكثير من الحرية، حيث ستتقلص الرقابة الفنية على المصنفات كثيرا أو تكاد تنعدم.

* من أين لك كل هذا التفاؤل؟ - بالطبع متفائل جدا، وواثق أن غدا سيكون أفضل بكثير، ويزداد اطمئناني كلما أرى الشعب متمسكا بعزته وكرامته ويرفض أن يترك حقه، والشعب المصري شعب متحضر، وصبور للغاية، وقد أثبت للعالم أجمع مدى تحضره، ولكل شيء تداعياته ولكنها ستنتهي مع الوقت.

* هل تتابع ردود أفعال الجمهور حول فيلمك «365 يوم سعادة» الذي يعرض حاليا في دور العرض السينمائي؟

- أحاول المتابعة من وقت لآخر لمعرفه رأي الجمهور، وما أسعدني كثيرا إصرار الجمهور على مشاهدة الفيلم رغم الظروف الراهنة التي نمر بها، ويكفي أن معظم حفلات الفيلم كاملة العدد، وقد سرني كثيرا إجماع كثيرين بأني استطعت الخروج من دائرة الأدوار التي اعتادوا عليها من جانبي، إذ قالوا لي «استطعت أن تغير جلدك بشخصية هادي أبو العز».

* انتقد البعض قصة الفيلم لتشابهها مع فيلم «الزوجة 13» للراحل رشدي أباظة.. ما ردك؟ - «ياريت، ده يبقى أسعد يوم في حياتي»، سمعت هذا الكلام من بعض المحيطين بي وأسعدني كثيرا بل كدت أطير فرحا عند سماعه، لكن المقارنة مع النجم رشدي أباظة ليست في صالحي، فهو فنان لن يتكرر لأنه ممثل عبقري. ومن الجائز أن يكون التشابه في فكرة زواج البطل عرفيا من أكثر من فتاة ثم زواجه من فتاة مريضة، لكن بالتأكيد الأحداث مختلفة عن أحداث فيلم «الزوجة 13».

* لماذا تأخرت في تقديم عمل كوميدي وأنت لديك هذه الطاقة الكوميدية؟

- قدمت الكوميديا من قبل في فيلم «الرهينة»، لكن المساحة كانت قليلة، أما في فيلم «365 يوم سعادة» ففكرته مبنية على الكوميديا، وطوال الوقت كنت أبحث عن فكرة تقدمني بشكل يرضيني، والحمد لله أنه كان هذا العمل، والجمهور من وقت لآخر يحتاج إلى هذه النوعية الخفيفة التي تدخل إلى قلبه البهجة، ومع كل احترامي وتقديري لكل النوعيات من الأفلام إلا أنني أرغب في التغيير باستمرار.

* معنى ذلك أنك كنت تراهن على هذا الفيلم؟

- كنت أراهن على الموضوع والفكرة، فالكاتب يوسف معاطي صاحب الفضل في ذلك وأي نجاح ينسب له، فقد كتب عملا ساحرا في رومانسيته وجديد في كوميديته ببراعة فائقة، وكنا نتبادل وجهات النظر دائما، وأعتبر أن حظي كان جيدا عندما وقعت يدي على هذا الفيلم المتميز، والذي ساهم بشكل كبير في خروج هذا العمل بالشكل المتميز.

* كيف تعاملت مع المشاهد الرومانسية بينك وبين الفنانة دنيا سمير غانم التي أدت دور حبيبتك في العمل؟

- بصراحة كانت هذه المشاهد من أهم أحداث الفيلم، فإذا لم يصدقها الجمهور لن يتفاعل مع العمل من الأساس، وقال البعض لي إن الاندماج بيني وبين دنيا كان تلقائيا، ولكن مجهود المخرج سعيد الماروق ومساعده هو الذي أنتج صدق هذه المشاهد.

* وما رأيك في أداء دنيا سمير غانم؟

- دون شك دنيا ممثلة تسير بخطى سريعة نحو النجومية، وأرى أنها لم تخرج كل إمكانياتها حتى الآن، وأتوقع أنه خلال الأيام المقبلة ستحتل مكانة مرموقة بين نجوم الصفوف الأولى ونجوم الشباك، وقد سعدت بالتعاون معها.

* ألم تقلق من التعاون مع سعيد الماروق في أولى تجاربه للإخراج السينمائي؟

- الماروق مخرج متميز قدم فيلما جيدا، وأعتقد أن كل من شاهد الفيلم أثنى على أدائه، وأتمنى أن يستمر التعاون بيننا في الأفلام المقبلة، لأنه يستطيع أن يخرج جوانب عديدة في الفنانين، وكان إضافة حقيقية لكل فريق العمل.

* فيلمك القادم هو «المصلحة» مع النجم أحمد السقا، لكن هناك من يتعجب من وجودكما معا في فيلم واحد.. بما تفسر ذلك؟

- أفسر ذلك بأننا نسعى لتقديم عمل جيد، وقد عرض علي فيلم «المصلحة» وأنا أصور فيلم «365 يوم سعادة»، ووافقت لأنه متميز، وبالنسبة لعلاقتي بأحمد السقا فهي متميزة وأرجو أن لا يتم اللعب في هذه المنطقة لأنني والسقا أصدقاء سواء عملنا مع بعض أم لم نعمل.

* من يسعى لكي يكون بطل العمل؟

- العمل بطولة مزدوجة لأحمد السقا وأحمد عز، بمعنى أنه فيلمنا نحن الاثنان، ولا توجد أي أزمة في أي شي، فالبطولة مشتركه بيننا.

* لماذا تركت منتجك المفضل وائل عبد الله وتعاقدت مع المنتج محمد ياسين؟

- لم أتركه، بدليل قيامي بتصوير فيلم «المصلحة»، ولكن البعض يحاول إثارة التوتر في علاقات بعض الأشخاص عندما تكون قوية، وأنا ووائل شقيقان يصعب اختراقنا. أما محمد ياسين فهو منتج عرض علي فيلم جيد وأنفق على الفيلم ببذخ شديد، وهذا كان واضحا في كل مشهد في الفيلم.

* ما أكثر شيء تفكر فيه عندما تقبل على تصوير عمل جديد؟

- حب الجمهور والحرص بشكل دائم على التقرب منه حتى أكبر في نظره، فالجمهور يمنحني ثقته وهذه مسألة تجعلني أبذل مجهودا كبيرا في كل عمل حتى أكون على قدر المسؤولية.

* هل تنوي دخول عمل درامي هذا العام؟

- لا لم أنو، لأنني مشغول هذا العام بالسينما ولا أحب أن أوجد في الدراما بشكل دائم، بل أسعى لكي أكون ضيفا خفيفا على جمهور الدراما.

* ما مصير فيلم «بالقلم» الذي تعاقدت عليه مؤخرا؟

- ما زال قائما، وأنا بصدد التجهيز له، لكن بعد استقرار حال البلد.