الموت أسدل الستار على الأصدقاء الأربعة

محمد داغر انضم إلى رفاقه إلياس وسعادة والمقداد

TT

لا اعتراض على سنة الله، لكن.. كأن للموت طريقته الخاصة في مغازلة المتميزين الذين يود أخذهم؛ فكيف الحال إن كانوا أصدقاء بكوا على وفاة أحدهم تلو الآخر؟

ونقصد بالأصدقاء الراحلين الأربعة: العارض سامر إلياس، المخرج محمود المقداد، المخرج يحيى سعادة، ومؤخرا مصمم الأزياء محمد داغر، فأربعتهم توفوا الواحد تلو الآخر بشكل مفاجئ ومحزن وغريب، والأربعة كانوا أصدقاء.

فاتحة الأحزان كانت مع عارض الأزياء سامر إلياس، 28 عاما، الذي اشتهر من خلال مشاركته في عدة كليبات لنجمات الصف الأول، منهن نانسي عجرم في أغنية «إنت إيه»، ونوال الزغبي في أغنية «قلبي اسألو».. وقد توفي سامر إثر سكتة دماغية نقل على أثرها إلى مستشفى الجعيتاوي في بيروت قبل أن تُعلن وفاته بشكل رسمي، وقيل حينها إنه مات بسبب حصوله على جرعة زائدة من المنشطات التي كان يتعاطاها أثناء ممارسة الرياضة.

مشهد وداع سامر كان مؤثرا جدا، ومشي في موكب عزائه كل من يحيى سعادة ومحمود المقداد، وبكيا بحرقة دون أن يدركا أن شبح الموت سيزورهما تاليا.

المصيبة الثانية وقعت مع مقتل المخرج محمود المقداد ذبحا في شقته، حيث عثر على جثته في منزله الكائن في منطقة الأشرفية، قرب مستشفى الجعيتاوي، مصابة بعدة طعنات في أنحاء متفرقة، وقد وجده شريكه مكموم الفم ومكبل اليدين والقدمين، وإلى جانبه رسالة فيها عبارات تخص قضية أمنية وسياسية في لبنان، كما قيل. وعلى الرغم من أن الأدلة الجنائية عثرت على بصمات لأشخاص مجهولين في المكان، وبدأت التحقيقات في الحادثة، فإن شيئا لم يظهر حتى اليوم.

والغريب أن الكليب الأخير الذي أخرجه محمود كان للفنانة مي سليم لأغنية «سكتالو»، وهو اختار الـStory Board بعناية، وأراد أن يتعرض الشاب في الكليب للقتل وهو مقيد على كرسيه، لتأتي بعدها القوى الأمنية للبحث في القضية وتصوير الجثة.

وهكذا يكون قد رحل الصديق الثاني في مشهد درامي رسمه لنفسه في كليب، ليبكيه الاثنان الباقيان؛ يحيى سعادة ومحمد داغر.

المصيبة الثالثة وقعت على رأس عائلة وأصدقاء وأحباء المخرج المبدع يحيى سعادة.

«إيمان ما تتركيني»، هذه كانت الكلمات الأخيرة التي قالها يحيى لشقيقته إيمان التي رافقته إلى تركيا لتصوير فيديو كليب للفنانة مايا دياب، وقد توفي يحيا بعد تعرضه لصعقة كهربائية قوية أثناء وجوده في محطة قطارات مهجورة، حيث كان يحضر للتصوير الذي كان من المفترض أن يبدأ في اليوم التالي.

ذهب يحيى إلى تركيا مخرجا ينبض بالحياة، وعاد منها جثة معلبة في صندوق خشبي. رحل يحيى وهو الذي حذر مرارا وتكرارا فريق العمل المرافق له من لمس الشريط الكهربائي، لكن القدر شاء أن يحمي الآخرين ويرحل عن أحدهم. وكان لطالما تحدث يحيى عن العالم الآخر وأبدى عدم خوفه منه. وفي لقائه الصحافي الأخير، تحدث بإسهاب عن الموت مجددا.

مصمم الأزياء المصري محمد داغر، ابن المؤلف الموسيقي الشهير، عبده داغر، والصديق الرابع، كان آخر الراحلين، فقد وُجد مقتولا في شقته في المهندسين، وذلك طعنا بالسكين في الرقبة والصدر والبطن. وكانت شقيقة محمد شعرت بالقلق عليه لأنه لم يكن يرد على اتصالاتها، فأرسلت أحد العاملين في مشغله لتصميم الأزياء إلى بيته لتفقده، وحين لم يرد داغر، قام العامل بخلع الباب ليجده جثة هامدة.

وقد ألقي القبض على محمد عبد المنعم بتهمة قتل داغر، واعترف الشاب البالغ من العمر 23 عاما بارتكابه الجريمة، وأشار إلى أنه كان على علاقة بالمجني عليه منذ خمسة أشهر تقريبا، وأن داغر وعده بإيصاله إلى الشهرة، وكان يصطحبه معه للقاء المشاهير، وأن شجارا بالأيدي وقع بينهما، أدى به إلى ارتكاب الجريمة.

وقد هزت وفاة داغر الوسط الفني والإعلامي، وحضر عزاءه كل من غادة عبد الرازق، لوسي، محمود حميدة، جومانا مراد، مي كساب، أنغام، سوسن بدر، منة فضالي، مصمم الأزياء هاني البحيري، والإعلامي ممدوح موسى، ولاعب كرة القدم عماد متعب، وكثيرون غيرهم.