باميلا: الممثل في الخارج مثل رئيس الجمهورية

الممثلة اللبنانية لـ«الشرق الأوسط»: اجتهدت لتطوير اسمي

TT

قالت الممثلة اللبنانية باميلا الكك إن والدها يشجعها حين تتعلق الأمور بالفن، حتى إنه يدفعها نحو الأدوار الجريئة لأنها تحمل رسالة.. وقالت: «لو كنت أقدم أدوار الفتاة المثيرة والمغرية فقط لأظهر شكلي لعارضني، لكن أشعر أن الناس لم يعد لديها هذا الميل نحو النقد غير المفهوم تجاهي لأنهم صاروا يعرفون أنني ممثلة ولا أظهر كفتاة جميلة فقط هدفها عرض ملابسها. تكونت ثقة بيني وبين الناس وصاروا يفهمون طبيعة عملي أكثر».

وبالعودة إلى الوراء قليلا فإن أهل باميلا هم الذين اكتشفوا موهبتها في التمثيل منذ كان عمرها 5 أعوام فقط، فهي كانت تقلد كل زوار أهلها صوتا وشكلا وكانت مراقبة جيدة، ومما ساعدها وساندها هو أن أهلها كانوا مع الفكرة ولم يطلبوا أن تتخصص في المحاماة أو الطب أو الهندسة كما هي عادة الأهل.

وعما إذا كان التمثيل يطعم خبزا، قالت باميلا: «نحن نتطور ولا نستطيع أن نستمر في النقّ وإلا لماذا يمثل جميع الممثلين إن كانوا يعرفون أنهم يتجهون إلى طريق مسدود؟ لكن إن قمنا بمقارنة بيننا وبين السوريين، نجد الفروقات كثيرة سواء من ناحية الاحتراف أو المادة أو المعدات التي يستخدمونها في التصوير وغيرها، وكل هذا يدفعنا للقول بأن الممثل اللبناني إنسان عادي، بينما في الخارج الممثل هو كرئيس للجمهورية، هنا نبحث عن الجوانب السلبية وإن لم يكن ممثل معين مشاركا في عمل ما، يعمد إلى نقده سلبا».

وحول ما يقال عن أنها محتكرة من قبل المنتج مروان حداد وأن في كل مجال مافيا معينة، أكدت باميلا أمر المافيات، معتبرة أن المافيا جاءت عندها بشكل إيجابي، بينما قد تكون سلبية للآخرين. ونفت أن تكون محتكرة من قبل المنتج مروان حداد كما يتردد، «لكن لمروان حداد الأولوية والأفضلية نظرا لنجاح وكثافة أعماله وهذا الهرم الناجح الذي يكونه في أعماله، ما جعله الأقوى على الساحة دون شك».

وحول عتبها على شكري أنيس فاخوري، فقالت باميلا: «أولا هو كاتب كبير واعتدنا على أعماله، ولا أعرف لماذا لا يقدم أعمالا جديدة، أو إذا كان يقدمها، فاسمي غير مطروح فيها، ربما لأنه كالناس يعتقد أنني أعمل فقط مع مروان حداد، لكن أقول له: شو عرفك؟.. طلبتني وما رحت لعندك؟ خصوصا أن هناك صلة قربى بيننا وصلة صداقة قوية بينه وبين أهلي.. اليوم لم أعد بالشغف ذاته لاسم شكري أنيس فاخوري».

وعن تمثيلها لأدوار متناقضة ففي «عصر الحريم» كانت المرأة الخبيثة واللئيمة التي تحاول الاستيلاء على ثروة زوجها، أما في «خطوة حب» فكانت عارضة الأزياء الطيبة التي يخونها حبيبها مع صديقتها، فاعتبرت باميلا أنها تتعمد ذلك لإثراء مسيرتها وإلا فلن تكون ممثلة حقيقية، بل واحدة من الفتيات اللواتي يسعين إلى الشهرة ويلعبن نوعية واحدة من الأدوار مع نوع معين من اللباس والماكياج.

عن الشهرة تقول باميلا: «منذ بدايتي وضعت النجاح نصب عيني، ومع النجاح تأتي الشهرة الجميلة التي أبحث عنها والاسم النظيف الذي يدل على الشطارة والنجاح».

وفي دردشتنا تذكرنا دور باميلا في مسلسل «سارة» الذي كان رائعا وأتاح لها فرصة الوقوف أمام سيرين عبد النور، وعن تعاونهما تقول باميلا: «واوو.. من لا يعرف سيرين عبد النور يجهلها. هناك أناس لا نعرفهم ونأخذ عنهم انطباعا معينا، وجميع الناس كانوا يسألونني: أليست سيرين متكبرة؟ لأنها ربما تعطي هذا الانطباع عنها للأشخاص الذين لا يعرفونها عن قرب. سيرين من أحلى الممثلات وأبرعهن، وأثني دوما عليها وعلى ورد الخال ونيكول سابا لأنهن الأكثر احترافا من بين اللائي تعاونت معهن. سعدت كثيرا بتجربتي مع سيرين، وكنا نلتقي في الكواليس كثيرا، وهي طيبة وقريبة من القلب».

وعما إذا كانت تحب سيرين كممثلة أو مغنية أكثر، أكدت أنها تحبها في الحالتين وتقتني ألبوماتها دوما في سيارتها، كما أنها تحب كارمن لبس وتتابع الآن للمرة الثانية مسلسل «مالح يا بحر»، وبرأيها «من الرائع أن يفاجئنا الممثل بلكنة أو شكل أو حركة معينين، وكارمن دوما تشكل أكثر من سواها حالة صدمة للمشاهد». وعن مسلسل «مدام كارمن» الذي تعرض لانتقادات كثيرة، اعتبرت باميلا أنه علامة فارقة وحرقة في قلبها لأنه كان قصيرا جدا وتعرفت من خلاله على شخصية «ناتاشا» التي تمنت أن تطورها أكثر، فهي تقول: «لن أقدم في حياتي مسلسلا كهذا، وهو أثر كثيرا في نفسيتي».

وفي سياق الحديث ذاته سألنا باميلا: «نعرف جميعا أن الدعارة التي صورها المسلسل متفشية في مجتمعاتنا، فكيف تحللين برأيك رفضنا لرؤيتها في المسلسلات والأفلام؟»، فجاءت إجابتها: «لأن هناك أناس سخفاء يريدون الاختباء وراء إصبعهم. لو كنا نتناول مجتمعا غير المجتمع اللبناني لربما قلنا إن الأمر غير موجود، لكن إذا خرجنا الثانية عشرة ظهرا فسنرى هذا الأمر في المطاعم. لا نستطيع أن نكذب والدراما هي نقل للواقع الذي نعيشه. نحن لم نتحدث في العمل عن ليبيا أو باكستان أو سريلانكا، بل عن قضايا تمسنا كلبنانيين. لا أؤيد هذا الطريق، لكنني تعاطفت مع الشخصيات التي صورناها في العمل. (مدام كارمن) مسلسل واقعي وخفنا من رد فعل الناس، فلم نؤده بالجرأة اللازمة، بل بالعكس كان الموضوع أكثر جرأة من الأداء التمثيلي، ثم إن الموضوع كان يطرح للمرة الأولى».

وعن اعتبار البعض أن المسلسل شوّه صورة الفتاة اللبنانية، تماما كما تشوهها بعض اللبنانيات اللواتي يتجهن إلى الدول العربية ويمثلن أدوارا فضائحية لا تقبل سواهن بتأديتها، فقد وافقتنا باميلا الرأي معتبرة أن لبنانيات كثيرات يؤدين أدوارا كهذه، وما تقبل به الفتاة اللبنانية لا تقبل به المصرية أو السورية أو الجزائرية، وهذا أمر هي ضده، إذ جاءتها عروض هائلة تنتمي إلى هذا النوع من الأدوار ورفضتها، ولو كانت تسعى إلى الشهرة العربية لقدمت هذه الأدوار.

واعتبرت باميلا أنها لا تتوجه بكلامها هذا ملمحة إلى نيكول سابا، فإن سابا برأيها أدت نوعية معينة من الأدوار لكن بشطارة وتمثيل جيد، فلم نرَ فقط نيكول صاحبة الجسم الجميل بالمايوه وفي التجربة الدنماركية، بل كان عندها أداء رائع وإلا لما قدمت أعمالا أخرى. ثم إنه حسب باميلا، المشاهد المصري ذكي، وهو قد يأتي بفتاة لبنانية تقبل بدور معين، لكنها لا تعود لتقدم سواه، بينما نجم نيكول سابا لم ينطفئ وقدمت أعمالا جيدة كممثلة. لكن هناك أخريات يسعين إلى الشهرة، وأعتقد أن مشكلتهن هي أنهن لسن متصالحات مع أنفسهن، وهذه مشكلة كبيرة جدا.

وباميلا كانت شاركت كممثلة في كليب للفنانة ميشلين خليفة، أخرجه جاد شويري، وأطلت كاتبة الأغنية ومنتجة العمل الشاعرة سارة الهاجري، لتنتقد أداءها في العمل بشكل قاسٍ، معتبرة أنها قدمت دورا هزليا وأنها لن تسمح بعرض الكليب، إلا أن رد فعل باميلا كان هادئا، وهو ما استغربه كثيرون، وعن ذلك تقول باميلا إنها المرة الأولى التي يوجه إليها فيها نقد سلبي.

وتسرد الحكاية: «وردني اتصال من الإعلامية منى أبو حمزة، طلبت مني فيه أن أشاهد حلقتها من (حديث البلد) لأن أحدهم سينتقدني فيها سلبا، ففعلت في الدقائق الخمس الأولى التي كانت تقول فيها: (ما بدي شوف خِلقتها، هي باسم فغالي). شعرت بحزن شديد وتساءلت: من هذه؟ وعلى أي أساس تدمر اسمي الذي اجتهدت لتطويره؟ واحدة لديها استفادة مادية والثانية تريد أن تشتهر على ظهر أحدهم. لكن في اليوم التالي رأيت رد فعل الصحافة التي دافعت عني بشكل هائل، فآثرت الصمت واكتفيت برد صغير نصحت فيه الناس أن يشتروا كتاب الشاعرة التي يبدو أن لديها إحساسا مرهفا وطريقة رائعة في التعبير عن نفسها».

وعما إذا كانت تعتب على ميشلين خليفة وجاد شويري، قالت: «ميشلين خليفة تبقى مطربة من بلادي وصوتها بياخذ العقل، وجاد شويري سيبقى مخرجا مبدعا، وما كنت لأوافق على العمل معه لولا ثقتي به، لكن ما طلعوا قد حالُن أو طلعوا صغار.. لا يهمني ووضعت X عليهما».

ونفت باميلا أن تكون قد حرمت العمل في الكليبات، مؤكدة: «من هم ليدفعوني إلى ذلك؟ أنا لست ممثلة كليبات ولا أحمل وردة وأعرض نفسي، لكن القصة كانت تليق بي كممثلة وفيها تحدٍّ كبير لأنني كنت أريد إبراز طاقات لم أظهرها من قبل، فوافقت على العمل رغم أن المردود المادي كان رمزيا جدا، وما كانت لتقبل به حتى أي عارضة أزياء غير مشهورة».