طارق سويد: كنت أسمع أن مجال الغناء ليس جيدا فتبين أن التمثيل أوسخ بألف مرة

الفنان اللبناني: أشعر بأن العيون مفتحة علي والجميع ينتظر فشلي

طارق سويد
TT

«اللي ببطن على لسانهم» عمل فني جديد، يتميز بخلطته اللبنانية الخليجية، وستتاح للمشاهد العربي متابعته خلال شهر رمضان المقبل على إحدى أهم الشاشات العربية. نص العمل باللهجة اللبنانية ويحمل توقيع الفنان طارق سويد في رابع تجاربه الكتابة، إلا أنه سوف يحول إلى اللهجة الخليجية، بناء على رغبة الشركة المنتجة «يارا ميديا سرفيسز»، التي اختارت أيضا أبطاله من بين ممثلي الخليج، كما سوف يحصل تعاون مشترك آخر بين الطرفين، «الكاب» والشركة المنتجة، عبر مسلسل سوري يضم نخبة من نجوم الدراما السورية. سويد يرى أن هذا العمل، يمثل بالنسبة إليه خطوة نحو الانتشار عربيا، مشيرا إلى أنه لن يكترث بالانتقادات التي سوف يسمعها، لأنه يفضل أن يرى عمله باللهجة الخليجية على أن يشاهده باللهجة اللبنانية، ولكن ليس بالطريقة التي يتمناها. «الشرق الأوسط» التقت الفنان يوسف سويد في بيروت، فجاء الحوار التالي:

* في رابع تجاربك الكتابية، انتهيت من كتابة نص «اللي ببطن على لسانهم»، الذي ستتولى إنتاجه إحدى الشركات الخليجية، ما طبيعة هذا العمل؟

- العمل من إنتاج شركة «يارا ميديا سرفيسز»، وتدور فكرته حول الأسئلة الشائكة التي يطرحها الأطفال الصغار على أهاليهم، وهو سيعرض خلال شهر رمضان المقبل على إحدى الفضائيات العربية المعروفة جدا. الممثلون كلهم خليجيون، النص لبناني ولكنه سيحول إلى اللهجة الخليجية، من دون إجراء أي تعديلات على مضمونه، وسيتم إرسال الحلقات للموافقة عليها قبل تصويرها.

* ولماذا وافقت على تحويل النص إلى اللهجة الخليجية؟

- أنا أرى أن هذه الخطوة تصب في مصلحتي. كان من المفترض أن يحول النص إلى اللهجة السورية أو الخليجية، ولأن الشركة التي تولت الإنتاج خليجية لذلك تحول العمل إلى اللهجة الخليجية. لقد تعرفت إلى صاحب الشركة في بيروت، وهو كان يريد إنتاج عمل خليجي وليس لبناني، وأنا وجدت في ذلك فرصة لي لأنه سيعرض على قناة فضائية عربية مهمة جدا.

* لا شك في أنك ستكون عرضة للانتقادات لأنك وافقت على شروط المنتج ولم تتمسك بالنص اللبناني؟ - هذا لا يهمني، وفي الأساس أين هم المنتجون الذين يشترون نصوصا لبنانية! أنا أفضل أن أشاهد عملي باللهجة الخليجية، على أن أراه باللهجة اللبنانية وبطريقة لا أتمناها. إلى جانب هذا العمل، فإنني أشارك الفنان طلال الجردي، إنتاج مسلسل جديد، ولقد باشرنا بتصويره، لأنني أفضل أن أختار بنفسي الممثلين الذين يشاركون في أعمالي، بينما لو أوكلت مهمة الإنتاج إلى إحدى الشركات، فإنها ستفرض علي ككاتب عدم التدخل في اختيار الممثلين.

* ومن هم الممثلون الذين سيشاركون في العمل الخليجي؟

- لا أعرف. أعتقد أن أي كاتب لبناني سيفرح كثيرا إذا توافرت له فرصة إنتاج عربية. وأعتقد أن شركة نفسها، ستنتج لي عملا آخر ولكن باللهجة السورية، بمشاركة نخبة من الممثلين السوريين. وهذه الخطوة بالنسبة إلي انطلاقة نحو تحقيق الانتشار عربيا.

* ماذا تضيف هذه التجربة إلى رصيدك الفني؟

- إنها تجربتي الرابعة في مجال الكتابة، وقبلها كتبت «نفرح منك»، «نهاد وسعاد» و«مثل الكذب» الذي عرض مؤخرا على شاشة «إل بي سي» ولا شك في أن نجاح أعمالي هو الذي جعل شركات الإنتاج العربية تطلب التعامل معي.

* من المعروف أنك تجمع بين التمثيل، والكتابة وإعداد وتقديم البرامج، هل تجد نفسك، مضطرا للجمع بين كل هذه المجالات من أجل تأمين لقمة العيش؟

- من المؤكد أنني لا أفعل ذلك من أجل لقمة العيش. أنا أحمل شهادة دكتوراه في المسرح، ولقد استغنيت عن مهنة التعليم من أجل التفرغ للمجالات الأخرى التي أعمل فيها حاليا. أنا أحب الإعداد، والتقديم، والكتابة والتمثيل، وهي كل شيء في حياتي.

* لكن يقال، إن الشخص الذي يوزع طاقاته في أكثر من مجال يصاب بـ«التشتت»؟

- هكذا يقال، ولكني شخصيا أرى العكس. أولا برنامجي «لألأه» من أقوى وأهم البرامج التلفزيونية، على الرغم من أنني أجمع بين مهمتي إعداده وتقديمه، وثانيا، مسلسلي الأخير «مثل الكذب» حقق نسبة مشاهدة عالية جدا عند عرضه، وإلى ذلك أنا أحضرت الفنانة مايا نصري من مصر، لتشارك في مسلسلي اللبناني الجديد. أنا لا أشعر بالتشتت على الإطلاق، لأنني عندما أكون منهمكا في تصوير برنامجي لا أرتبط بأي عمل آخر، وهذا ما أفعله أيضا عندما يكون لدي ارتباط في عمل تمثيلي. مثلا أنا لا أستطيع الكتابة في المرحلة الحالية، بسبب ارتباطاتي الأخرى. أنا أشعر بأنني أحمل 100 بطيخة، ولا أنكر ذلك على الإطلاق، كما أنني أنكر أيضا أنني أخاف الفشل، وربما هذا الشعور هو الذي يجعلني أركز أكثر على عملي.

* بصراحة، هل تشعر بأنك تعرف ماذا تريد؟

- طبعا. أنا لا أتخيل نفسي بعيدا عن الكتابة، ولكنني أستطيع أن أتخيل نفسي بعيدا عن التمثيل.

* من الواضح جدا أنك لا تركز على مجال التمثيل؟

- التمثيل يندرج في آخر اهتماماتي.

* ربما لأنك في الأساس لم تحقق نفسك كممثل؟

- هذا صحيح، لأن أحدا لم يمنحني الفرصة لكي أثبت نفسي كممثل. كل الأدوار التي أسندت إلي كانت محدودة، ولم أقدم يوما أدوار البطولة، كما أنني لست من النوع الذي يكتب لنفسه مثل تلك الأدوار، لأنني وبكل بصراحة لا أجيد ذلك، مع أن غيري يفعلونها وينجحون. أنا لا أختار لنفسي سوى الأدوار الصعبة أو تلك التي لا تشبهني.

* ولماذا لا تدلل نفسك وتفعل كما يفعل غيرك من الكتاب؟

- لأول مرة أقولها: التمثيل لم يعد من أولوياتي، وعندما أشارك في أي عمل فإنني أفعل ذلك لأن الناس يسألونني دائما عن سبب ابتعادي عن الشاشة كممثل.

* يبدو أن التمثيل ليس شغفك في الحياة؟

- بل هو شغفي وأنا تخصصت في التمثيل، ولكني وجدت أن لا أمل فيه، بل هو مجرد «مضيعة للوقت، تعب ع الفاضي وحرق أعصاب».

* تقصد من الناحية المادية؟

- بل من كل النواحي، بينما عندما أكون في الاستديو لتقديم برنامجي، الكل يكرمني ويهتم بي. بصراحة مجال التمثيل ليس منفتحا في لبنان، وإذا كانت نسبة العروض التي أتلقاها في الماضي لا تتعدى الـ3 في المائة فإنها أصبحت اليوم 0.1 في المائة.

* ماذا تقصد بأن مجال التمثيل ليس منفتحا في لبنان؟

- لا أعتقد أن أي كاتب يحب أن يشاهد كاتبا آخر ينفذ نصه تمثيليا، وبمجرد أن يبرز اسم جديد يبدأون بمحاربته بدل تهنئته. في الماضي، كنت أسمع أن مجال الغناء ليس جيدا، واليوم تبين لي أن مجال التمثيل «أوسخ منه بألف مرة».

* وكأنك تتحدث عن مغارة علي بابا؟

- لم يستسيغ الآخرون فكرة أنني كتبت 3 مسلسلات، اخترت ممثليها بنفسي وبعتها لثلاث محطات تلفزيونية مختلفة. أشعر بأن العيون مفتحة علي والجميع ينتظر فشلي، خاصة أنني تعاقدت مع محطة «إل بي سي» لعرض مسلسل الجديد، بعد أن كان قد عرض على الشاشة نفسها مسلسلي الأخير «مثل الكذب».