غادة الشمعة: الصحافة البريطانية احتفت بي والقائمون على الدراما السورية حاربوني

قالت لـ «الشرق الأوسط»: أنا امرأة مثيرة حتى لو كنت أرتدي لباسا محتشما

الفنانة السورية غادة الشمعة («الشرق الأوسط»)
TT

رغم قلة مشاركاتها في الأعمال الدرامية التلفزيونية السورية، فإن الفنانة السورية غادة الشمعة تمكنت وعبر أدائها الفني المتميز من ترك بصماتها في الكثير من الأعمال الفنية، وخاصة المسرحية منها، كما استطاعت التألق في أعمال فنية خارج سوريا، وخاصة في بريطانيا، حيث لديها مشاركات في الدراما البريطانية، كما تمكنت ومن خلال تجربتها الفنية المستمرة منذ منتصف ثمانينات القرن المنصرم أن تظل حاضرة في ذاكرة المشاهد العربي. «الشرق الأوسط» التقت الفنانة السورية غادة الشمعة في دمشق فكان الحوار التالي:

* ما هي أعمالك الفنية الجديدة التي تصورينها أو أديت دورك فيها داخل وخارج سوريا؟

ـ أنتظر حاليا العرض الجماهيري للفيلم البريطاني العالمي الذي شاركت في بطولته مع الممثل العالمي روبيرت كابانا واسم الفيلم «بيرث داي ـ عيد ميلاد» للمخرج أليكس موكول والكاتب الاسكوتلندي روبير باندهام، ويتحدث الفيلم عن تقمص الأرواح وحالات التلقي بين شخصين على قيد الحياة وتدخل بينهما روح إنسانية من العالم الآخر وكان قد عرض في مهرجان دمشق السينمائي قبل إنجازه بشكله النهائي وكان عرضه في المهرجان برجاء مني حتى أقول من خلاله لبلدي وشعبي السوري إنني موجودة ولم أتوف ولم أبتعد؟!.. وقد شاركت فيه بدور مهم وهو شخصية الدكتورة أنتي كيوث من أصل مصري ويكون لديها طاقة لمقاومة الأرواح الخفية.

* اختيارك لبطولة الفيلم البريطاني كيف تم وهل لشكلك الخارجي دور في الاختيار؟

ـ لا، فالمخرج البريطاني شاهدني في مهرجان دمشق السينمائي عام 2005 وكان ضمن لجنة تحكيم المهرجان وكنت مع زميلات لي فسأل أحد الجالسين معه عني فأجابه بأنها ممثلة سورية، فقال له هل تستطيع أن تدعوها لشرب فنجان قهوة فلبيت الدعوة ومن ثم عزمني على العشاء وطلب شرحا عن مشاركاتي وتجربتي الفنية فقرر دعوتي لبريطانيا لبطولة الفيلم، وقد أطلقت علي الصحافة البريطانية لقب «جوليا روبرتس العرب».

* وماذا عن الأعمال السورية؟

ـ في الموسم الدرامي الحالي شاركت في عمل تلفزيوني سوري واحد فقط مع المخرج فيصل بني المرجة وهو مسلسل كوميدي يحمل عنوان: «بامبوكشن» وأشارك فيه بحلقة قدمت فيها شخصية امرأة مشعوذة ولكن لدي بطولة لفيلم آخر في بريطانيا وسأتحدث عنه في حينه؟ وأقول هنا إنني لست من الأشخاص المغرورين ولكن ـ وللأسف ـ رغم أنني عضو في نقابة الفنانين السوريين فإن هناك مقاطعة لي ـ وأنا لا أشحذ ـ ولكن أطالب بحقي وأتساءل هنا لماذا توجد محسوبيات في الوسط الدرامي السوري مثلا أقابل أناسا كثيرين في الشارع يسألونني لماذا لم تشاركي في مسلسل باب الحارة؟ مع أنك دمشقية! فأقول لهم باب الحارة مغلق أمامي.

* ولكنك كنت غائبة عن سوريا وعن الحياة الفنية السورية؟

ـ لا، لم أكن غائبة بل هم غيبوني فأنا لم أغادر سوريا إلى بريطانيا سوى فترة التصوير وهي 4 أشهر وعدت بعد انتهاء تصوير مشاهدي لبلدي سوريا. ورغم أنني أصبحت طيرا مهاجرا ولكن أعود لعشي سوريا ومع أنني سأحقق شهرة عالمية بعد عرض فيلمي في أميركا وأوروبا ولكن يبقى الحزن في قلبي لأنني أريد أن أكون حاضرة في دراما بلدي.

* لك تجارب مهمة فلماذا يغيبونك؟

ـ صحيح فأنا في أول ظهوري الفني في عام 1987 شاركت وبأدوار مهمة بفيلمين روسيين ومن ثم في أفلام روائع ألف ليلة وليلة تحت عنوان: «معروف الإسكافي» و«الحسناء والمارد» وتعرضهما إحدى القنوات الفضائية المشفرة ولدي كم من الأفلام السورية الجيدة ولها قصص هادفة ومع نجوم سوريين كبار مثل منى واصف ورفيق سبيعي وأسعد فضة وجهاد سعد ولا أدري لماذا لا يعرض التلفزيون السوري هذه الأفلام.

* هل تغييبك إذن بسبب عودة الشللية الفنية للدراما السورية فانعكس ذلك سلبا عليك؟

ـ لا، انعكس على البعض ولكن المحسوبيات هي من أثر علي واتصال البعض من القائمين على الدراما السورية بالمخرجين بأن لا تشركوا غادة الشمعة في أعمالكم، ولماذا؟ صدقني لا أعرف السبب!

* كيف تنظرين لواقع الدراما السورية وخاصة الدراما الشامية؟

ـ قبل عدة أعوام حققت تقدما كبيرا كنصوص وإخراج وكممثلين موهوبين، ولكن للأسف صار هناك تكرار وحصل ما يشبه عدوى إنفلونزا باب الحارة فالمشاهدون ملوا من هذه الأعمال المكررة وحاليا هنالك الزعيم. وأقول هنا للقائمين على الدراما السورية أن يتقدموا للأمام باستمرار لأن الفن هو عنوان البلد ولنحافظ على نجاح الدراما السورية.

* هل عرض عليك العمل مع الدراما المصرية؟

ـ شاركت في بداياتي الفنية قبل نحو 15 سنة في الدراما المصرية من خلال مسلسل تلفزيوني عنوانه «الضابط والمجرم» مع الفنان مصطفى فهمي، ولكن حاليا لم يعرض علي، لأن المصريين لا يعرفون أين أنا وأين عنواني.

* وكيف تنظرين لتجربة الفنانين السوريين مع الدراما المصرية في السنوات الأخيرة؟

ـ تضحكني بعض التجارب، فكوني من الفنانين الذين عملوا في الدراما المصرية وتكلمت باللهجة المصرية فقد انتقدني الكثير من الزملاء في حينها كيف أتحدث باللهجة المصرية وأنظر حاليا لزملائي الذين وصولوا لمصر وتكلموا باللهجة المصرية وحصلوا على شقق سكنية ويقضون أوقاتهم هناك بينما أنا كنت أنهي تصوير دوري في المسلسل وأعود إلى بلدي ومدينتي دمشق حيث أهلي.

* ما رأيك بالدراما المدبلجة؟

ـ لقد أوصلتنا الدراما المدبلجة إلى ظاهرة وهي أنه لا يوجد نجم تلفزيوني في العالم العربي بل هناك دور درامي وصارت الأعمال الدرامية كالصحيفة اليومية عندما تنتهي من قراءتها لن تستطيع العودة إليها وهذا ما ينطبق على الدراما التلفزيونية فلا تعاد بينما تبقى السينما خالدة وتخلد الفنان من جيل إلى آخر.

* هل ترغبين في تجسيد شخصية ما من السيرة الذاتية؟

ـ أتمنى تجسيد حياتي على الشاشة فما حصل معي في الفترات الماضية أشياء لا يحتملها العقل ولو كان رجلا لسقط على الأرض.

* ما هي أنواع الأعمال الدرامية التي تستهويك؟

ـ أحب الأعمال التاريخية لأنها جيدة ومفيدة كونها تجعلنا نتعرف على تاريخنا وأحب الكوميديا وأجد نفسي في هذا النوع من الفنون.

* وهل درست الفن أكاديميا؟

ـ لا بل عن موهبة ودخلت عالم الفن بعمر صغير وكان عمري 13 سنة حيث شاركت في مسلسل «وين الغلط» مع الفنان دريد لحام ورقصت في المسلسل وبعدها شاهدني آل قنوع تلك الأسرة الفنية الدمشقية المعروفة فعرضوا علي العمل بمسرحهم في صالة الخيام وسط دمشق وبالفعل عملت معهم بين أعوام 1983 وحتى 1985 مسرحيات كثيرة لاقت استحسان الجمهور حتى أنه في إحدى المرات حملني الجمهور مع سيارتي وأمام زملائي من أمام مسرح الخيام وحتى مطعم السياحة في شارع 29 أيار، ولكن بعد دخولي عالم السينما تركت مسرح قنوع وعملت فقط في بطولة مسرحية واحدة مع الممثل أندريه سكاف في عام 1998 وحققت نجاحا كبيرا حتى بيعت البطاقات في السوق السوداء، وكان بداية لمشروع مسرحي مشترك ولكن بعض المفسدين عملوا على النميمة فقام الفنان أندريه بإيقاف عرض المسرحية مع أن الناس كانت حاجزة بطاقات لجميع كراسي المسرح في حينها.

* كونك ممثلة كوميدية كيف تنظرين لواقع الأعمال الكوميدية السورية الناقدة والساخرة؟

ـ رأيي هنا أن عملا مثل سلسلة «مرايا» صار مكررا ولا أحب الأعمال المكررة وأداء الفنان ياسر العظمة كما هو منذ بداية سلسلته لم يتغير.

* هل تؤدين دورا فيه إثارة وتعر؟

ـ لا أؤديه لأنني امرأة مثيرة ولو كنت في لباس محتشم فالإثارة تبقى بكاريزما الإنسان وليس في العري والتبرج. وفي حال كان الدور يتطلب أن أرتدي لباس البحر «البكيني» فسأرتديه لأنني في حياتي العادية أرتديه على الشاطئ الأزرق في اللاذقية. ولكن حتى أظهر به في عمل تلفزيوني أو سينمائي فيجب أن يكون موظفا لخدمة الدور أما أن أجلس في غرفة نوم وأجسد مشاهد مثيرة وفي حالة حب وغرام فأرفضها بالمطلق وخسرت عددا من المشاهد في الفيلم البريطاني لأن هذه المشاهد تجسد حالة تلبس بيني وبين الفتاة الأخرى والتي يحصل عليها حالة اغتصاب فرفضت تجسيد هذا المشهد وعندما رفضته ضحك القائمون على الفيلم.

* من من المخرجين السوريين ترغبين في العمل معه؟

ـ نجدت أنزور رغم أنه من الذين يحاربونني ولا أعرف لماذا، كذلك أحب العمل مع بسام الملا رغم أنه أغلق علي باب الحارة وحتى في مسلسله الجديد الزعيم الذي يصوره حاليا، وأحترم حاتم علي وهم لا يتذكرونني ولست على أي حال بحاجتهم فأنا وصلت إلى العالمية ولي تاريخي الفني شاءوا أم أبوا!

* هذا يعني أنك متطلبة؟

ـ لا، بالعكس أنا إنسانة بسيطة وغير متطلبة بدليل أن البريطانيين أحبوني ووقعوا معي عقدا لبطولة فيلم ثان وهو فيلم كوميدي.

* هل شاركت في الدراما الخليجية؟

ـ لا، وأتمنى المشاركة ولكن بسبب تغييب المنتجين السوريين لي فلم أدع للمشاركة في الدراما الخليجية.

* ما هو وضعك العائلي؟

ـ كنت متزوجة من رجل أعمال سعودي وطلقت منه بعد أن عشت معه 7 سنوات ولم أنجب أطفالا منه وأنا حاليا عزبة وشروطي للعريس أن يكون متفهما لوضعي وأن يكون ذكيا جدا وكريما وأنيقا.

* وما هي هواياتك الشخصية؟

ـ أنا«بيتوتية» أحب أهلي ووحيدة بين 4 شباب أشقاء لي، ولذلك «دلوعة» وأحب قيادة السيارة في الليل وخاصة في دمشق القديمة وأحب زيارة الأضرحة ولدي جانب روحاني في حياتي اليومية كما أمارس رياضة الكاراتيه وأحب طهي الطعام وخاصة أكلة «المقلوبة» الدمشقية وأزيد عليها المكسرات والقلوبات وأحب طهي الكوسة المحشية.