3D أمام امتحان جديد

عام 2011 سيقرر ما إذا كان سيستمر أم لا

«ترانسفورمرز» 3: بالأبعاد الثلاثة
TT

* جولة في سينما العالم

* لا تأتي التقنيات الحديثة القائمة على التواصل على الشبكات الاجتماعية من «بلوغ» و«تويتر» ومواقع الخ.. مجانا. وليس المقصود هنا المقابل الذي يدفعه بعضنا للاشتراك في هذه الخدمة أو تلك، بل الوقت الكبير الذي يتم صرفه على الويب، والذي كان سابقا يُخصص لتصفّح جريدة أو مجلة، أو قراءة كتاب أو زيارة صديق أو أي شأن اجتماعي يحمل سلوكا إنسانيا في طيّاته.

وإذا كان الحديث عما ربحناه من تقدّم في السنوات العشرين الأخيرة فصار بإمكان الكاتب أن يبعث بمادته في اللحظة ذاتها عوض الوسائل السابقة، وصار بإمكان كل مطبخ الصحيفة العمل سويّة على الموضوع كل من نافذة جهازه بحيث يؤمّن تلك المادة في الوقت المطلوب ومن دون انتظار صورة من هنا وتصحيح من هناك، إلا أن الحديث عما خسرناه يبقى محدودا.

طبعا لا أحد يطلب أن نعود إلى الوراء، ولن نستطيع حتى ولو أردنا، فالحياة كلها أصبحت «كومبيوترايزد» لدرجة أنه إذا ما تعطّل كومبيوتر المطار لم تحط طائراته، وإذا ما تعطّل كومبيوتر الإشارات الضوئية سادت فوضى المرور، وإذا ما ضغط أحدهم على زر خطأ فقد ينطلق صاروخ نووي لا يمكن استرداده كما بيّن لنا الراحل ستانلي كوبريك في فيلمه الساخر «دكتور سترانجلوف»، لكن الحديث هو عن كيفية أن نحافظ على «رؤوسنا فوق أكتافنا» كما يقول المثل الغربي. كيف لا نفرّط في اقتفاء الأثر بحيث لا يعود أمامنا إلا التقليد والانصياع لتوجيهات كومبيوتر لا يكترث لك مطلقا بينما تهبه أنت كل اهتمامك كل يوم.

هناك رغبة عارمة حول العالم بدفع التقنيات لأن تسود، والسينما حذّرت من ذلك في عشرات الأفلام («سولاريس» لأندريه تاركوفسكي المنطلق حاليا على اسطوانات، ليس سوى واحد منها) وإذا ما سادت فإن الخوف هو أن يخرج الجيل المقبل، ذلك الذي يدب اليوم على الأرض ببراءة، وقد خسر تجارب الحياة ودروس التاريخ واكتفى بأن يكون لوحة منسوخة ومرقّمة من ستة مليارات آخرين من البشر.

شيء ما يجب أن يوقف هذا المد من اللامبالاة بمستقبل الإنسان وبتغييب القيمة والنظر إلى الثقافات والآداب والفنون من وجهة نظر ماديّة بحتة. فهي إما أن تصنع ثروة أو لا حياة لها على الأرض بعد اليوم. والثروة ليست واجبا وطنيا وإنسانيا، لكن الفنون والآداب والثقافات هي وطن بحجم الزمن والعالم.

* بينما يقتحم «قراصنة الكاريبي: على أمواج أغرب» عقر النجاح الكبير مسجّلا منذ خروجه للأسواق أكثر من 620 مليون دولار حول العالم، تحاول الشركة المموّلة، «ديزني»، قراءة معطيات مهمّة تقع على هامش هذا النجاح. فإلى جانب أن المبلغ المذكور لا يعتبر أرباحا بعد نظرا لأن الفيلم كلّف نحو 400 مليون دولار والإيراد المسجّل معظمه لا يزال دون مستوى إنجاز الربح نظرا لتعدد الحصص وتكاليف التوزيع، هناك مبرر لقلق آخر: 65 في المائة من مشاهدي الفيلم في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، شاهدوا الفيلم بنسخته المسطّحة، أي إن أقل من النصف شاهدوه بنسخة الأبعاد الثلاثة.

ذلك مهم لأن الرهان بالنسبة لاستوديوهات هوليوود المتنافسة على كعكة الجمهور هي إطلاق المزيد من الأفلام بالأبعاد الثلاثة على أساس أن غالبية الجمهور سترغب في مشاهدة هذه الأفلام وستتبنّاها على الدوام. بل إن بعض الشركات توقّع بأنه بحلول عام 2017 ستكون نسبة الأفلام ذات الأبعاد المتعددة ارتفعت من نسبتها الحالية (20 في المائة) إلى 75 أو 80 في المائة. وكانت الأفلام التي تم توظيفها في العامين الماضيين قد أنجزت نجاحات ملحوظة، حيث كان الإقبال على «أفاتار» و«أليس في أرض العجائب» والفيلم الكرتوني «كيف تدرّب تنينك»، سجل نسبة تتراوح بين 55 و60 في المائة من مجموع مشتري التذاكر.

وكانت الفكرة السائدة هي أن ذلك دليل على أن المستقبل هو لسينما الأبعاد الثلاثة بكل تأكيد، مما دفع المخرج جيمس كاميرون، وقد رأى ما لم يره المنتجون ومديرو الاستوديوهات، إلى التحذير من محاولات استنزاف هذه التكنولوجيا مما يعود بالضرر عليها. لكن أحدا بالطبع لم يعره اهتماما كبيرا، فالمهم كان الذهب ولو على حساب الإوزّة بأسرها. لذلك داومت نسبة المنتج من الأفلام ثلاثية الأبعاد بالارتفاع بالثقة واليقين ذاتهما إلى أن كشف الجزء الرابع من «قراصنة الكاريبي» هشاشة هذا الوضع بأسره.

* سبب وحيد

* ليس فقط أن القليل من الفيلم المذكور كان بحاجة إلى بعد ثالث، وليس فقط أن مشاهد معيّنة - مثل مشهد امتشاق الممثل إيان مكشاين السيف وتوجيهه صوب الكاميرا، وهو مشهد مثير للضحك بحد ذاته - تسقط على الأرض من فرط هزالها، بل هناك حقيقة أن مشاهدته بالبعدين الكلاسيكيين أفضل - من النواحي التنفيذية والتقنية المحضة - من نسخة الأبعاد الثلاثية. ومن شاهد الفيلم مرّتين (أو مرّة ونصف على أساس أن المرّة الثانية كانت للحكم على تقنية الأبعاد الثلاثة بالنسبة لهذا الناقد) يدرك أن مبررات التكثيف البعدي ذاك ليست من الضرورة بحيث كان لا بد من تنفيذ الفيلم بهذه الأبعاد. ليست هناك جماليات من تلك التي حرص عليها جيمس كاميرون في «أفاتار» بحيث تمنح الفيلم سببا مهمّا لمشاهدته ثلاثي الأبعاد. ولا هناك سبب درامي لا يمكن استيعابه وهضمه كاملا إلا بمشاهدته على ذلك النحو.

السبب الوحيد الذي من أجله تقدم هوليوود على إطلاق أفلام بالأبعاد الثلاثة يعود إلى أنها تستطيع بيع التذاكر بسعر أغلى من سعر تذكرة النظام ذي البعدين. سعر تذكرة الفيلم المعروض كلاسيكيا يتراوح بين 12 و14 دولارا، وسعر الفيلم المبرمج ثلاثيا يتراوح من 18 إلى 20 دولارا. هذه الزيادة تمنح الجهة المموّلة وسيلة إضافية لإنجاز الأرباح، وكلّما ارتفع عدد حضور الفيلم الثلاثي ارتفعت أرباح الشركة المموّلة وحصّة الصالة العارضة. وكان المتوقّع أن يستمر هذا الارتفاع إلى حين يسود فيها البعد الثلاثي على معظم ما يتم إنتاجه. وقد تم بالفعل طرح أفلام رعب وأفلام أنيماشن وأفلام كوميديا وأفلام تاريخية بدافع تعميم النظام على كل الأنواع السينمائية الجماهيرية.

* لحق بالموضة

* والحقيقة هي أن ليس كل فيلم بحاجة إلى أن يبرهن نفسه باستخدام أي نظام أو وسيط جديد على الإطلاق. المسألة ليست في قبول فيلم ألوان على فيلم أبيض وأسود، بل مسألة أن المطلوب من الفيلم، وهو طلب يشترك فيه كل من يشتري بطاقة دخول، هو أن ينجح الفيلم في جذبه هو إليه، وليس العكس. الشاشة ذات البعدين هي المسافة الفاصلة والحقيقية بين الواقع (الصالة) وبين الخيال (الفيلم وما يدور فيه)، أما نظام الأبعاد الثلاثة، فهو محاولة لفرض الفيلم على مشاهديه، أي تأدية الدور معكوسا فعوض عملية جذب المشاهد، يجد المشاهد الفيلم وقد انتقل إليه. معظم ردود الفعل المسجّلة هي ما بين فتور الحماس على نظام الأبعاد الثلاثة أو الإعجاب الحذر به كما قال أحد المشاهدين حال خروجه من فيلم «صراع الجبابرة»: «هذا أول فيلم ثلاثي الأبعاد أشاهده، وقد تسليّت لكني أعتقد أن نظام البعدين هو ما سأواظب عليه». هذا يبدو دافعا ملحوظا وراء قيام غريغ فوستر، رئيس «إيماكس فيلم إنترتاينمنت» للتعليق في صحيفة «نيويورك تايمز» قائلا: «الجمهور ذكي جدّا. حين يشتم رائحة شيء ما يشتبه بأنها دخيلة، فإنه يعرفها على الفور ويحذر». وما عرفه الجمهور هنا هو أن معظم تلك الأفلام الثلاثية ما هي إلا محاولة استخراج ثمن أعلى من محفظته لا أكثر من ذلك ولا أقل.

لكن المحاذير كثيرة، وبعض هذه المحاذير ثبت أنها طبّية ومنها خروج كثر من الصالة وهم يحملون عوض الصور الخيالية التي يحبّون استذكارها، وجع رأس وغشاوة نظر. أحد هؤلاء، واسمه جوش جيمس خرج من فيلم «أليس في أرض العجائب» وبعد دقائق على ركوبه سيّارته أصيب بإغماءة وهو وراء المقود وأنقذ نفسه بحسن التصرّف فأوقف السيارة على الفور وطلب الإسعاف. وهو واثق من أن مشاهدة الفيلم كانت وراء ذلك ولاحقا ما أثبتت الفحوصات أنه لم يكن يعاني من أي خلل عضوي، كما أن الشرطة التي فحصته لم تجد أي أثر للكحول.

هذا المثال ربما استثنائي، لكن ما هو عادي سماع أناس يشكون من الصداع وزغزغة البصر خلال أو بعد العرض.

وكان مهرجان «كان» لحق بالموضة وعرض فيلم المخرج الياباني ناكاشي ماييكي «هارا كيري: موت ساموراي» بالأبعاد الثلاثة. لكن هذا الناقد كان من بين القلّة التي استمتعت بمشاهدته بالبعدين التقليديين علما بأن النظارة المصاحبة كانت مجرّد مناسبة للتأكد من أن مشاهدة الفيلم بالبعدين لم تلغ أيا من حسناته. الحقيقة أنها أضافت إشباع الموضوع من دون محاولات تأثير إضافي.

ما سبق لا يعني أن الثري دي أصيب بضربة قاضية، أو أن هوليوود سترفع يدها عنه وتترك الناس أحرارا من تبعيّته أو نفسها طليقة من تحت براثن الجشع المادّي الذي يسيّرها حاليا. كل ما في الأمر هو أن الثقة تزعزعت خصوصا أن «قراصنة الكاريبي: على أمواج أغرب» كان يُنظر إليه كخشبة خلاص من خمسة أشهر ميّتة من العروض السينمائية وبداية صيف مشحون. صحيح أنه سجل رقما مرتفعا في الولايات المتحدة (256 مليون دولار للآن) لكن عزوف الناس عن مشاهدته مثلّث الأبعاد يطرح معضلة ما إذا كانت الأفلام التي ستعرض قريبا ضمن هذا النظام ستواجه العزوف نفسه أو أكثر منه. فمن الآن وحتى شهر سبتمبر (أيلول) هناك ستة عشر فيلما جديدا بالأبعاد الثلاثة ستتوالى بمعدل واحد أو اثنين كل أسبوع. هناك مثلا «ترانسفورمرز 3» بعد نحو شهر من الآن و«الاتجاه الأخير 5» و«القيادة بغضب» و«الذهب العميق» و«المصباح الأخضر» و«هاري بوتر والمقدسات المميتة» و«كابتن أميركا: المنتقم الأول».

وفي صنف الأنيماشن «سيارات 2» و«أسد جودا» و«كونغ فو باندا 2» و«ذا سميرف» علما بأن الإقبال على أفلام الأنيماشن عموما قد انخفض منذ مطلع العام مع عروض مهزوزة لـ«ريو» و«رانغو» و«هوب». وهناك أفلام عديدة مخطط لها بنظام الأبعاد الثلاثة، لكن إذا ما استمر عزوف الناس عن مشاركة هوليوود الاحتفاء به، فإن عام 2011 سيصفع استوديوهات هوليوود بكف تنبيه: ليس كل ما يلمع ذهبا.

* قريبا

* Arabia 3D فيلم وثائقي يضع على الشاشة العريضة وفي ثلاثة أبعاد بعض أبدع ما تم تصويره من مشاهد لصحارى المملكة العربية السعودية. يتحدّث عن التاريخ والحاضر بنظرة جمالية تحترم المكان والتراث ولو أن الفيلم فنيّا كان يحتاج لتوليف أفضل يجمع بين خيوطه.

لمن؟: ليس مطروحا للتوزيع على الشاشات العربية بعد، لكنه معروض على شاشات أيماكس المجسّدة في الولايات المتحدة.

Super 8 خيال علمي حول مجموعة من السكّان يلاحظون ظواهر غريبة تقع في محيط قريتهم في فيلم للمخرج ج. ج. أبرامز الذي كان من بين آخر أعماله «ستار ترك» ومن بطولة جول كورتني، جسيكا تَك، رايان لي.

لمن؟ لفئات كثيرة من هواة النوع التشويقي والخيالي.

Beginers علاقة ابن ناجح (إوان مكريغور) بوالده (كرستوفر بلمر) تتزعزع ثم تعود إلى وئام حين يصارح الأب أبنه بسريّن لا يجوز لنا كشفهما الآن. دراما لمخرج جديد اعتاد الأفلام الصغيرة من قبل اسمه مايك ميلز لمن؟: الموضوع خاص جدّا لجمهور محدود.

Submarine لا يوجد غواصة كما يقترح العنوان، بل أزمة لشاب مراهق يريد أن يصلح علاقة والدته بمن تحبّه في الوقت الذي يمر بها بحالات نزق عاطفي. إخراج رتشارد أيوادي مع نوه تايلور وياسمين بايج.

لمن؟: لهواة الكوميديات العاطفية على هزالها هذه الأيام

* شباك التذاكر

* فيلم: محارب نورماندي يقود احتلال «قراصنة الكاريبي - 4» المركز الأول لم يكن المفاجأة لكن الإيراد الكبير الذي أنجزه هو ما كان غير متوقّع على هذا النحو. الافتتاح الأعلى منذ مطلع العام يقابله جمود أو تراجع معظم الأفلام الأخرى.

* New : The Hangover 2 $86,480,012 جديد | الجزء الثاني من الكوميديا حول رجال ضائعين بعد ليلة ساهرة لا يذكرون منها شيئا

* New :Kungl Fu Panda 2 $47,891,540 جديد | أنيماشن حول الدب البطل ومهمّة جديدة ضد عصابة شريرة

* Pirates of the Caribbean: $38,800,535 تراجع | القرصان جوني ديب في مغامرة بحار مع بينيلوبي كروز بحثا عن ينبوع الحياة

* Bridesmaids: $16,372,530 * تراجع | الممثلة الجديدة كرستن ويغ تحاول استغلال الزفاف لصالحها كوميديا

* Thor:

$9,366,841 تراجع | محارب نورماندي ينتقل إلى الزمن الحالي قبل أن يعود إلى عصره

* Fast Five:

$6,617,442 تراجع | فين ديزل ودواين جونسون في بطولة هذا الفيلم المضج

* New Midnight in Paris 1,919,212 جديد | فيلم وودي ألن حول أميركي يحلم بعالم باريس الثقافي في الثلاثينات

* Jumping the Broom:

$1,880,002 تراجع | عائلتا العريس والعروس تتعاركان في ليلة الزفاف

* Something Borrowed : $1,845,281 تراجع | جنيفر غودوين وكولن إيغلفيلد يقعان في الحب من جديد

* Rio:

$1,7800,046 هبوط | أنيماشن بأصوات كارين ديشر، صوفيا سالدانا ولسلي مان

* بين الأفلام The Hangover Part II إخراج: تد فيليبس تمثيل: إد هلمز، برادلي كوبر، بول جياماتي، زاك غاليفاناكيس.

الولايات المتحدة/ كوميديا (2011).

تقييم الناقد: ** (من خمسة).

تكتب قصّة فيلم وتحقق نجاحا كبيرا. ماذا تفعل بعد ذلك؟ تكتب القصّة نفسها.

في عام 2009 خرج «آثار السهرة» وفيه قصّة مجموعة من الرجال استيقظوا اليوم التالي وقد نسوا تماما ما حدث في سهرة البارحة، حين احتفلوا بتوديع أحدهم وقد عقد قرانه على امرأة يحبها. وجدوا أنفسهم في مدينة صحراوية، داخل شقة في فندق فخم. داخل الحمّام نمر كبير، وخارجه مجموعة من الحيوانات والطيور الأخرى. وأحد أصدقاء ليلة الأمس مختف.

كان فيلما نصف ساعته الأولى جيّدة وساعته اللاحقة درجات هبوط متوالية وصولا إلى النهاية السعيدة. الآن نفس الشخصيات ونفس الأزمة بل ونفس الغيبوبة وردود الفعل مكررة في الفيلم الثاني. وهذا وحده كفيل بتفريغ الفيلم من الإثارة. كيف يمكن أن يترك التأثير نفسه إذا ما كانت التركيبة هي ذاتها، مما يجعله، ككثير من الأفلام الثانية والثالثة من المسلسلات الحالية، يكرر نفسه؟

فمرّة أخرى هناك حفلة زفاف ستُقام في مستقبل الفيلم الرقيب، لكن العريس ستو (إد هلمز)، وهو طبيب الأسنان من الفيلم السابق، واع على ما حدث في العام الماضي حين اقترب موعد عرس صديقه دوغ (جستين بارثا) ولا يريد تكراره. لكن تكراره هو ما سيحدث بالفعل، مع بعض الاختلافات، فالأصدقاء يلتقون ببراءة عند أحد الشواطئ بمن فيهم فيل (برادلي كوبر) وآلان (زاك غاليفاناكيس) ودوغ وشاب هو شقيق عروسه (ماسون لي). الجميع تقريبا ينتهون إلى فندق في بانكوك (كون العرس سيحدث في نفس المدينة) و.. هذا آخر ما يتذكّرونه. وما لا يتذكّرونه هو محور الأحداث مرّة أخرى. هناك مطاردة عبر شوارع المدينة يجدون أنفسهم طرفا فيها من دون سبب معلوم، وهناك الشخصية الشريرة التي التقوا بها في الفيلم الأول، وهي آسيوي اسمه مستر شو (كن يونغ) تنتصب أمامهم وسيأخذ الشباب بعض الوقت لتبيان ما حدث وكيف انتهوا إلى ما هم فيه الآن. وفي الوقت ذاته سيأخذ الفيلم وقته في زرع التمهيدات ووقتا أكثر في محاولة إيضاح الأحداث. كل ذلك في نحو مستعجل هنا وغير واف العدّة القصصية هناك بحيث لا يبقى من الفيلم إلا مشاهد متفرّقة تحمل الواجبات الكوميدية بنجاح، لكن لا شيء كثير بعد ذلك.

وهناك وقت لتقديم المزيد من الشروحات حول تلك الشخصيات. هنا لا بد من جلب جديد غير معروف عن تلك الشخصيات من قبل، ليس أنها ستتغيّر وستبدو جديدة، لكن سيضاف إلى ما نعرفه عنها (وما نسيناه أو كدنا) المزيد من التفرّعات، حتى وإن كان ما ينقص الفيلم هو المزيد من تبرير الأحداث وتبرير العمل نفسه كمادة قصصية.

في مجمله، ورغم تجديداته، لا يزال هذا الفيلم يسرق من نفسه بما في ذلك القول إن ما فعله أبطاله في تلك السهرة التي انتهت بهم إلى مغامرة جديدة لا يصلح لأن يكون نموذجا مشرّفا. لكن ما بات يشكل العائق الأول هنا هو تصديق أن كل الرجال الراشدين من الممكن التصرّف على هذا النحو وبهذه الطلاقة. ربما رسالة الفيلم هي تحديدا أن هذا ممكن، لكن عند لحظة معيّنة قد لا تكترث إذا ما كان ذلك ممكنا أو لا وتقرر أن الفيلم طرح كل مسائله في فيلم سابق أفضل شكلا وأكثر أصالة.

3. Hangover 2.jpg 2: زاك غاليفاناكيس