الكاتب المصري وحيد حامد: كل من نام ليلة في التحرير نصب نفسه زعيما

أكد لـ «الشرق الأوسط» أنه لا يستطيع التطاول على مبارك لأنه كان قائده في القوات الجوية وشهد كفاءته ووطنيته

الكاتب المصري وحيد حامد
TT

إذا بحثت عن الكاتب المصري وحيد حامد، فلن تجده إلا مستغرقا في عالمه الخاص.. يجلس كل صباح بجوار نافذة زجاجية في أحد الفنادق الكبرى، ليطل منها على نيل القاهرة.

كوب الشاي الأخضر، وحزمة من الورق الأبيض، ومجموعة من الأقلام الحبر والرصاص، هي الذخيرة الحية والوحيدة التي يستخدمها وحيد حامد في توجيه قذائفه، ضد مجتمع يحمل الكثير من الأعباء السياسية والنفسية والاجتماعية.

وفي حواره مع «الشرق الأوسط»، قام الكاتب وحيد حامد (صاحب العبارة الشهيرة: «مصر اللي يشوفها من فوق غير اللي يشوفها من تحت» في فيلم «طيور الظلام») بتشريح الوضع السياسي والاجتماعي والديني الذي تعيشه مصر حاليا، بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، بالإضافة إلى حركة الثورات العربية التي حركت المياه الراكدة منذ سنوات طويلة في ظل رؤساء دول قال إنهم فقدوا صلاحيتهم منذ زمن.. وإلى نص الحوار..

* كيف ترى مصر بعد ثورة 25 يناير، خصوصا في ظل حالة من الارتباك السياسي؟

- تشهد مصر الآن حالة من الفوضى الحقيقية، في ظل غياب الرجال والقادة الزعماء.. والغريب أن كل من نام ليلة في ميدان التحرير نصب نفسه زعيما. كثير من الشخصيات قفز على سطح الثورة.. وهي شخصيات لا تملك إلا الصوت العالي.. وفي رأيي أن هؤلاء، وهم لا يتعدون الـ500 فرد، ولو كانوا هم من قاموا بالثورة لكان تم سحقها. كما أن البعض ممن كانوا في ميدان التحرير أثناء الثورة مجرد ضيوف، يتجولون ساعتين فقط، وبعد ذلك ينتقلون إلى قنوات التلفزيون الفضائية، ولذلك نجد الكثيرين منهم صنعوا وجودهم الإعلامي على حساب ميدان التحرير، ولكنهم ليسوا بالجموع الغفيرة التي قامت بالثورة. وما يحدث على الساحة الآن يشير إلى أن المجلس العسكري يريد دولة مدنية، لكن كافة الشواهد تقول إنها دولة دينية.. وخصوصا في ظل اعتقادات بأن هناك اتفاقا ما بين جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكري. ونحن لا نعرف شيئا عن المجلس العسكري، ولكننا نعرف كل شيء عن الإخوان المسلمين، وبالتالي هناك حالة ارتباك لدى قطاع كبير جدا من الناس، بالإضافة إلى أن برامج «التوك شو» تبحث دائما عن مصيبة، ونجدها تساعد على خلق حالة انقسام داخل مصر. وهناك شيء آخر مهم، وهو أن هناك فتنة طائفية في مصر. وما حدث منذ أيام في عين شمس ومن قبله في إمبابة، يؤكد وجودها.. وهناك جرح عميق بين المسلم والمسيحي في مصر.

* لكن هذا الجرح لم يكن بهذا الوضوح قبل الثورة؟

- لأن النار كانت تحت الرماد.

* وما الذي جعل النار تخرج من تحت الرماد الآن؟ هل تعتبر أن ذلك محاولة لضرب الثورة؟

- لا أحد يضرب في الثورة.. الآن «البلد سايبة»، القوى المتصارعة هي التي تضرب في بعضها البعض. كل واحد الآن يريد أن يقفز.. السلفيون و«الإخوان» وكافة الطوائف والتيارات السياسية المختلفة تريد أن تقفز على الثورة.

* وفي رأيك، من الأصلح لأن يكون رئيسا لمصر؟

- سؤال الرئيس الآن لا يصح أن يقال.. في البداية يجب عمل كيان ديمقراطي قوي، الرئيس فيه يقوم بدوره.. الرئيس لا بد أن تكون لديه الأدوات التي تساعده وتنهض بالبلد، وكذلك مجالس نيابية قوية ودولة مؤسسات.. وإذا نظرنا إلى بعض الأسماء المطروحة على الساحة الآن، وتعلن نيتها في الترشح لرئاسة الجمهورية، فلا بد أن نسألهم: «بأمارة إيه ترشح نفسك؟».

* من هم الذين تعنيهم؟

- لا أريد ذكر أسماء.. لأنه حتى الآن لا نعرف من الذي سوف يرشح نفسه فعليا، فمثلا عمرو موسى ليس بالشخص الهين، فلديه تاريخ. وأعتقد أنه لو رشح نفسه، فمن السهل أن يجد دعما، وكذلك البرادعي.. وفي الوقت نفسه هناك أسماء أخرى لا نعرفها، وليس لها دور حقيقي. فأغلب المرشحين للرئاسة هم نجوم تلفزيون، وتحديدا في برامج «التوك شو». وهناك شخصيات معينة لو رشحت لانتخابات محلية فلن تنجح.. إنما يبدو أن البعض ممن يرشحون أنفسهم، وقفوا أمام المرآة ورأوا أشخاصا أخرى غيرهم. وأرى أن عليهم التمهل، لأننا لا نعرف ماذا في الأيام القادمة.

* وما رأيك في الاندفاع نحو تأسيس الأحزاب بعد ثورة 25 يناير؟

- توجد حاليا «هوجة أحزاب»، رغم أنه يجب على كل حزب أن يكون به 5 آلاف عضو.. نجيب ساويرس أسس حزبا.. وكذلك «الإخوان»، وهم أسهل من يقومون بعمل حزب، لأن لديهم الأسماء منذ البداية.. ولا أعلم شيئا عن مشروع عمرو حمزاوي.

* وما رأيك في الجدل حول موعد إجراء الانتخابات في سبتمبر (أيلول) المقبل؟

- لا يمكن إجراء انتخابات الآن.. فالانتخابات تعني صراعا، بينما نحن، على المستوى الأمني، غير مستعدين. ثم إن الانتخاب سيكون بالرقم القومي، وسوف تكون هناك جداول انتخابية، وهذه الجداول تحتاج 6 أشهر على الأقل ليتم تنقيتها في أنحاء الجمهورية، لكي تخرج سليمة. وفي رأيي أن الأهم من الانتخابات هو توعية الشعب المصري بأهمية الديمقراطية.

* ولكن المجلس العسكري أكد أن الانتخابات سوف تقام في موعدها..

- قرارات المجلس العسكري بها تخبط شديد.. ولكننا في الوقت نفسه لا بد أن نشفق على المجلس العسكري، لأنه فجأة وجد نفسه في هذا المأزق. ولكي تكون لدينا انتخابات يجب أن يكون هناك دستور، وهو الذي يضع الضوابط التي تقوم عليها الدولة وتنظم الانتخابات.. ولنفترض أننا قمنا بعمل انتخابات وجاء مجلس شعب معظمه من «الإخوان» أو اليسار أو السلفيين، فسوف يقوم البرلمان بعمل دستور «على مزاج» (بحسب ما ترى) الأغلبية الموجودة، أيا كان لونها.. ولذلك لا بد أن يكون لدينا دستور أساسي لكي يحمي الدولة أولا.

* ولكن الدستور المصري تم تعديله بالفعل عدة مرات.. في رأيك من المسؤول عن تشويهه بهذه الصورة؟

- الديكتاتورية هي السبب.. فقد كان هناك من يعتقد أنه سيخلد، بالإضافة إلى حالة الضعف والهوان التي تم زرعهما في جسد الشعب المصري، وكذلك نمو طبقة المنافقين وتدليس القوانين والمستفيدين من الحكم، وهم الناس الذين تعودوا على أكل فتات الطعام، مثل القطط أسفل منضدة السفرة.. هؤلاء هم من أفسدوا الحياة السياسية في مصر.

* في رأيك.. ما الذي عصف بالنظام السابق بأكمله في لحظات؟

- مبدئيا، كان النظام يدرك ضعفه، وأنه نمر من ورق.. وأرى أن من عصف بالنظام هو الخوف الذي كان بداخله.. لأنهم اكتشفوا حقيقية أنفسهم عندما انهار جهاز الشرطة يوم «جمعة الغضب».. وهو ما أدى إلى الاستسلام السريع، فالنظام كان يعلم أنه لا يملك القوة ولا أي شيء، وكان من العبث الاستمرار.. والجيش قرر أن يكون مع الشعب وليس مع النظام، وهذا كان له تأثير كبير جدا، وإلا كنا سنصبح مثل اليمن وليبيا وسوريا.

* ومن الذي صان الثورة وحماها، الجيش أم الشعب؟

- الجيش هو فريق من شباب الشعب يقوم بمهمة الدفاع عن الوطن، وبالتالي كان من الصعب أن يخرج عليهم. ويحسب له حكمته أنه لم يقف مع النظام. والثورة ليست ثورة جيش وإنما ثورة شعب، فلو كانت ثورة جيش لأصبحت انقلابا.

* في رأيك ما هي أسباب التخوفات المتبادلة بين الجيش والمواطنين؟

- هناك أخطاء كثيرة، تتركز في أن الحكومة المكلفة تسيير الأعمال حكومة هشة وضعيفة جدا، وبالتالي هذه الهشاشة تؤدي إلى تفعيل وخلق المشكلات لا حلها.. وهذه الحكومة عبء على الدولة وعلى الثورة بضعفها وعدم مواجهتها للمشكلات بجدية.

* كيف ترى فكرة اعتذار مبارك للشعب المصري؟

- مبارك كرئيس كان أمره منتهيا منذ عدة سنوات، فقد كان دوره شكليا.. والسلطة كانت في يد سوزان وجمال وشلة الفاسدين. وأعتقد أن اعتذاره لن يكون كافيا على الإطلاق في حال قام بذلك.

* وما تقييمك لقوة الإخوان المسلمين؟

- لا يجب أن ننزعج من «الإخوان».. لأنهم لن يتغيروا عما هم عليه. «الإخوان» متقلبون، وليس لهم صديق إلا «الإخوان».. ولديهم دستورهم الخاص بالجماعة لا يخرجون عليه، ومن يخرج عنه يتم إبعاده.

* ولكنهم قاموا بتأسيس حزب.. فكيف ترى ذلك؟

- نعم، ولكني أشك أن يتم الترخيص له، لأنه حزب ديني. ولا يعني أنهم ضموا مجموعة من الأقباط أن يصبح حزبا.. وفي رأيي أن هذا أمر غير مفهوم ويطلق عليه «زواج المصلحة».. وهم والأقباط على خطأ في ذلك.

* هل لديك رغبة في استكمال الجزء الثاني من مسلسل «الجماعة» بعد انقلاب الأوضاع؟

- أنا لم أكن أخشى على مسلسل «الجماعة» من «الإخوان».. خوفي عليه كان من الحزب الوطني.. والدليل على ذلك الخلاف الشديد مع الحزب الوطني حول عرض المسلسل على التلفزيون المصري. وبدأت بالفعل في كتابة الخطوط العريضة للجزء الثاني.. وهناك شخصيات سوف تظهر مثل الهضيبي وسيد قطب.

* من الأخطر على مصر الآن.. الإخوان المسلمون أم السلفيون؟

- الاثنان أخطر من بعضهما.. وفي ساعة الجد سوف يتحدان ويصبحان كيانا واحدا.. بمبدأ «أنا وابن عمي على الغريب».

* وكيف ترى حركة الثورات العربية الآن؟

- الثورات في المنطقة العربية كلها قامت على نظم حكم أصابتها الشيخوخة.. وكلما طال عمر نظام الحكم توحش استبداده، ولذلك فالتغيير مطلوب.

* وماذا عن تأثير الإعلام المصري؟

- أرى أن كارثة مصر الحقيقية تكمن في هذا الإعلام.. فمن يعملون عليه لديهم عقول متحجرة فاقدة للخيال والرؤية، تتعامل مع الوطن على أنه قطعة لحم يجب نهشها فقط. والإعلام الرسمي للدولة مات وتم تكفينه ودفنه.. لأنهم لم يفهموا ما هي الرسالة الإعلامية، رغم أن الإعلام عليه دور كبير جدا في توعية الناس، والقنوات الفضائية متعددة الأهواء والأغراض، ونجد أن كل قناة تعمل لحساب مصالحها. فبالتالي تصنع بلبلة.. ولا توجد قناة حرة إلا في ظل وجود ضوابط من بعض أفرادها. وحتى جميع برامج «التوك شو» أصبحت مسخا وفقدت جاذبيتها ومعناها.

* في ثورة مصر كان هناك فنانون ضد الثورة، فكيف ترى ذلك؟

- لا يمكن أن نغير نظاما كان يقمع حرية الرأي، ثم نقمع حرية الرأي.. وعلى كل فرد أن يتحمل نتيجة ما يقوله.. في النهاية هذا رأيه، ولا بد أن أحترمه.. ولكني أعرف بعدها أنه لم يعد من فريقي.

* وماذا عن موقفك أنت؟

- أنا رجل مواقفي واضحة من خلال مقالاتي وأفلامي ومسلسلاتي من وقت النظام ووجوده. فيلم «معالي الوزير» كأنه يحدث اليوم، وكذلك «الإرهاب والكباب» و«سوق المتعة» و«أوان الورد» وحتى «الجماعة».. ولكنني شخصيا لا أستطيع أن أتطاول على حسني مبارك.

* لماذا؟

- هناك الكثيرون ممن يتطاولون على مبارك، ولو جاز هذا للجميع، فلن يجوز لي.. لقد تعرضت لمحنة المرض أكثر من مرة، وفي 2004 مع أول جراحة قلب مفتوح، سأل عني هذا الرجل، وطلب أن تتولى الدولة دفع مصاريف المستشفى لأني غير قادر على دفع مصاريف العلاج.. وعندما ذهبت إلى ألمانيا للعلاج، سأل عني مبارك، وأنس الفقي، والمتحدث الرسمي لجماعة «الإخوان». أنا أختلف معه سياسيا كيفما أشاء، لكن أمام هذه الأسباب السياسية، على المستوى الإنساني، لا أستطيع أن أقول في حقه كلمة بذيئة أو أي شيء، كما أنني خدمت بالقوات الجوية في الوقت الذي كان فيه حسني مبارك قائدا لها، وأشهد أن هذا الرجل كان صارما وحاسما ووطنيا وقائدا ذا كفاءة في القوات الجوية. وشاهدت هذا الرجل في منصبه العسكري وهو يدير مؤسسة قتالية بكفاءة شديدة، فبالتالي أنا لا يمكن أن أتنكر فجأة لكل شيء.. أعرف كل أخطائه، لكن بيننا رصيدا إنسانيا كبيرا جدا.

* لو لم يسأل عنك مبارك، في محنتك المرضية، هل سيكون هذا هو نفس موقفك؟

- لا طبعا.. لكن هناك شيئا مهما، هو أن التطاول على الناس ليس من طبعي، وحتى في مقالاتي، يوجد أدب الحوار، أهاجم السلوك والتصرفات ولكن ليس الشخص. وفي النهاية شأني مثل كل المصريين، أرى أن مبارك مسؤول مسؤولية كاملة عما حدث لمصر.

* لكن كيف تتعاطف معه بينما يقال إنه من أمر بقتل المتظاهرين؟

- أنا لم أتعاطف معه.. والقضاء وحده من حقه أن يقرر أنه من أمر وزير الداخلية الأسبق، حبيب العادلي، بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين. وفي حالة إثبات ما قيل، يحاكم مبارك ويأخذ العقاب القانوني.. وبالتالي أنا لست ضد محكماته ولا أدافع عنه، لكنني أدافع عن العدل.

* هل أثر المناخ السياسي بعد الثورة على المناخ السينمائي؟

- لم يعد هناك سينما ولا فن ولا إعلام.

* هل يعني ذلك أننا نتراجع؟

- هناك ضحالة شديدة ولا يوجد شيء أصيل الآن.. المسألة لا بد أن تأخذ وقتها، ويحدث استقرار وأمان حقيقي.

* ولكن عددا من المنتجين السينمائيين أكدوا رغبتهم في عمل أفلام سينمائية قليلة التكلفة.. فما تعليقك؟

- لا تصدقوا هذا الكلام.. ففي السينما تحديدا من يضع جنيها يريد أن يسترده جنيها على الأقل.. المنتج يهمه الإيراد ولا تهمه الجوائز.

* ما هو سر الهجوم الذي تعرضت له بفيلم «18 يوما» بعد الإعلان عن عرضه ومشاركته في مهرجان كان في ظل الاحتفالية بثورة مصر؟

- ما حدث هو قلة أدب.. ولم أكن أود الحديث عن هذا الموضوع لأني طرف فيه، بسبب مروان ابني مخرج الفيلم.. وما قيل إن مروان أخرج «عيد ميلاد الرئيس» غير صحيح، لكنه أخرج لقاء مدته ربع الساعة أجراه عماد أديب مع الرئيس وسوزان في 2005، وهذا اللقاء كان إعلانا ضمن الحملة الانتخابية للرئيس. أما في ما يتعلق بموقف مروان السياسي، فقد كان موجودا في التحرير من يوم 25 يناير، وأثناء وجود مبارك.. وفكرة الفيلم هي لمروان حامد، هو الذي قام بالاتصال بكافة المخرجين.

والمخرج محمد خان هو من أشعل هذه الأزمة على مدونته، رغم أنه (خان) كان لديه مشروع عن مبارك مع الفنان الراحل أحمد زكي.. وفي مقدمة فيلم «السادات»، كتب خان: «إهداء إلى الرجل العظيم الذي لولاه لم يكن هذا الفيلم».. فما سر كل هذه السوداوية؟

* وكيف ترى جهاز الرقابة خلال الفترة المقبلة بعد الثورة؟

- لا أستطيع التخلي عن الرقابة.. هذه الرقابة يحكمها قانون. وما دامت الرقابة تطبق القانون فأنا معها، لأنه حماية للمصنفات.. كما أن موافقة الرقابة هي التي تحميني. وإذا ألغيت الرقابة، وجاء مخرج وقدم فيلما به عري، أو قال إن نتنياهو يحكمنا.. هنا لا بد من قانون. والذين لا يريدون ضوابط مشروعة يريدون الفوضى.. إنما يجب أن تحدث عملية ترشيد للرقابة.

* أنت كنت أول من تنبأ بما سيحدث في مصر في أعمالك، فهل كانت لديك إشارات على ذلك؟

- نعم.. فقد كان هناك فساد سيؤدي إلى غليان.. وكان فيلم «طيور الظلام» من أول الأفلام التي تنبأت عام 1995 بما سيحدث في مصر.

* هل لديك مشروع سينمائي أو تلفزيوني عن الثورة أو مرتبط بها؟

- أبدا.. أشعر أن عقلي خال تماما، فالبلد به حالة ركود شديدة.. وكل الأغاني التي خرجت عن الثورة رديئة ومحبطة وسطحية وعديمة التأثير، ولا يستطيع الإنسان أن يعبر عن شيء إلا إذا كان لديه إحساس حقيقي.

* ما هي الاختلافات بين الثورات الـ3 التي مرت بتاريخ مصر؟

- ثورة 52 كانت انقلابا عسكريا انضم إليه الناس.. بينما 25 يناير هي ثورة قام بها الشعب وحماها الجيش، أو لم يقمعها ولم يضربها.. أما ثورة 1919 فهي ثورة شعبية حقيقية.. لأن الناس خرجوا من دون ترتيب، وعلينا أن نقارن الزمن في ظل عدم وجود الأدوات التكنولوجية مثل الإنترنت أو التلفزيون أو الهواتف.. لقد كانت ثورة حقيقية..

* هل هناك فرق بين ثورة مصر الآن، وباقي الثورات العربية التي تحدث في المنطقة مثل سوريا واليمن وليبيا؟

- الشعوب عندما تغضب تتساوى في كل شيء.. هناك غضب والشعوب تريد الخلاص.

* هل الدراما في سوريا ومصر سوف تتأثر؟

- كل شيء سيتأثر بالتأكيد.. وحتى البلاد التي لا توجد بها ثورات. ليس مزاج الكاتب أو المخرج وحده هو الذي تغير، بل مزاج المشاهد أيضا.