هيلين ميرين: أهم ممارسة قام بها الإنسان لليوم هي خداعه لنفسه

النجمة العالمية قالت لـ «الشرق الأوسط»: أحاول أن أكون صادقة ولست كاذبة ماهرة

هيلين ميرين
TT

* جولة في سينما العالم

* أصدر المخرج وكاتب السيناريو ديفيد ماميت، كتابا من الآراء بعنوان «المعرفة السرية»، يتحدث فيه عن نشأته ونفسه وعن هوليوود حيث يوظف مادته عنها بهجوم مكثف على الليبراليين واليساريين فيها، معتبرا أنهم يقودون السينما إلى الهاوية بسبب ميولهم. ماميت، الذي يعتبر في كتابه أن بناء مسجد نيويورك، ذلك الذي ثارت من حوله عاصفتان مزدوجتان واحدة قبلت به والأخرى رفضته، ليس سوى «قذارة ثقافية»، يتحدث عن الممثلين الأميركيين الحاليين فيعتبرهم «واقعين تحت الهيمنة»، لذلك يدافعون عن «الفلسطينيين والكوبيين»، ويهاجمون الجيش الأميركي الساعي «لحماية دولتنا».

إنه بديهي تماما أن يهاجم يميني اليسار، وأن يهاجم يساري اليمين، وأن تكون لدى الأول دوافع مفهومة وللثاني دوافع أخرى مفهومة، مما يجعل الحقيقة ممزقة الأوصال بينهما.. بعضها هنا وبعضها هناك. ماميت يقول إن المخرجين الليبراليين لم يضيفوا ثراء يُذكر للفن السينمائي، بل ويقودون الحضارة الغربية إلى الزوال. طبعا إذا ما نظرت لأعمال عدد من المخرجين الليبراليين، أمثال وودي ألن وسيدني لوميت وسيدني بولاك وروبرت ردفورد وآرثر بن وستيفن سبيلبرغ، ستجد أنهم أثروا السينما على أكثر من صعيد. كذلك فعل كلينت ايستوود وهو وجه محافظ. السذاجة هي الاعتقاد أن الفيلم الجيد يمكن أن يولد من رحم الموقف السياسي، فهو، تبعا لذلك، جيد إذا كان مخرجه يمينيا، وسيئ إذا كان مخرجه يساريا، والعكس صحيح من وجهة النظر الأخرى.

ديفيد ماميت لم يصنع سوى حفنة من الأفلام بدوره ليس منها ما سطع أو سيسطع مستقبلا كأثر كبير في تاريخ الفن السابع. والمشكلة ليست في آرائه العاكسة لموقفه السياسي بلا ريب، كما الحال لدى أي مخرج آخر يرتئي عكس ما قال، بل في إن الكثير من سينمائيي العالم يعتقدون بالفعل أن الناس يفرق معهم - إذا ما كان الفيلم جماهيريا - موقف المخرج من أي قضية سواء كانت البيئة الكونية أو الوضع الأفغاني مثلا. كل يوم هناك ما لا يقل عن عشرة ملايين نفس حول العالم يتوجهون لمشاهدة فيلم أميركي لأسباب لا علاقة لها بإذا ما كان موقف المخرج يصب في هذه الخانة أو تلك. رسالات تلك الأفلام قد تُقبل وقد تُرفض، لكن هل كل مشاهدي «رجال إكس» أو «ماتريكس» أو «أفاتار» ليبراليون؟ لا أعتقد.

ربما السؤال الذي يواجهه مدمن السينما أكثر من سواه هو: أين كانت هيلين ميرين قبل بزوغ شمسها في التسعينات؟ هل كانت تمثل أصلا؟ هل كانت موجودة في الحياة الفنية؟ ولماذا لم نعرفها من قبل كما عرفنا ميريل ستريب مثلا؟ شابة، ثم ناضجة، ثم امرأة في السن الحرج فوق الخمسين؟

بالنسبة لكثيرين، هيلين ميرين تبدو كما لو أنها وُلدت كبيرة، مثلما كانت المرحومة أمينة رزق، أو المرحوم عبد الوارث عسر. لكن الحقيقة هي أن ابنة الخامسة والستين حاليا ظهرت في السينما منذ أن كانت في العشرينات من عمرها.

جذورها روسية، فاسم والدها فاسيلي بتروفيتش ميرونوف، والذي تزوج من امرأة إنجليزية بعد نزوحه إلى بريطانيا اسمها كيتي ألكسندرينا (ومن اسمها ربما كانت هي أيضا ذات جذور روسية). الفن دخل البيت عن طريق الكمان إذ أخذ الأب يعزف عليه هاويا ثم محترفا وذلك منذ الأربعينات.

هيلين التحقت بفرقة «رويال شكسبير كومباني» سنة 1966، وهو العام نفسه الذي ظهرت فيه على الشاشة لأول مرة لاعبة دورا عابرا في كوميديا من بطولة نورمان ويزدوم عنوانها «مستعجل» أو (Press For Time).

أدوارها كبرت بالتدريج، فظهرت في أفلام متلاحقة من بينها بعض أهم إنتاجات السينما البريطانية في السبعينات، مثل فيلم ليندسي أندرسون «أو لاكي مان»، وفيلم جون بورمان «اكسكاليبر»، كما ظهرت في معالجتين شكسبيريتين آنذاك هما «حلم منتصف ليلة صيف» أخرجه المسرحي بيتر هول و«هاملت» للإيطالي سلستينو كورونادا. وفي الثمانينات شوهدت في الكثير من الأفلام، بينها «جزيرة باسكالي» و«شاطئ موسكيتو» و«ليال بيضاء» و«الطباخ واللص وزوجته»، وكلها أعمال استرعت انتباه هواة السينما الجادة. ومنذ ذلك الحين وهي في تقدم نوعي، وكان من بين أبرز ما قامت به «الملكة» الذي منحها أوسكار أفضل ممثلة رئيسية عام 2007.

وفي العام الماضي شوهدت تقود بطولة «العاصفة» لجولي تايمور، وهو العام الذي صورت فيه «الدَين» الذي تأخرت عروضه حتى الآن. وإذا كانت أصابت في معظم اختياراتها، فهي أخطأت الاختيار أكثر من مرة أيضا، ومنها حين ظهرت في إعادة صنع لفيلم كوميدي عنوانه «آرثر» شوهد قبل أشهر قليلة. وهي حاليا تقوم ببطولة «الباب» للمخرج المجري ستيفان شابو.. «الشرق الأوسط»التقتها في لوس أنجليس وأجرت معها الحوار التالي:

* كيف كانت زيارتك لبودابست.. أعتقد أن تصوير أحد أفلامك الأخيرة، «الدَين» تم هناك؟

- بعد بودابست انتقلت إلى فينيسيا، ومنها إلى لوس أنجليس. في الساعة الثالثة صباحا كنت جاهزة لكي أنطلق إلى المطار وأستقل الطائرة إلى لوس أنجليس. أنا متعبة لأنني لم أنم سوى ساعات قليلة. لكن بودابست كانت جيدة. صوّرنا في موقعين في بودابست، وأعتقد أنني سأعود إليها لأنني وافقت على تمثيل فيلم آخر هناك.

* فيلم بريطاني أو أميركي؟

- لا.. فيلم مجري. بينما كنت أصور «الدَين» تقدم مني مدير التصوير الذي كنت التقيت به خلال تصوير فيلم سابق وأخبرني بأن المخرج المجري ستيفان شابو يحضر لفيلم جديد، وسألني إذا ما كنت أريد قراءة السيناريو. في داخلي تحمست للعمل مع المخرج قبل أن أقرأ السيناريو، وحين قرأته وافقت من دون تردد.

* لم أر الفيلم بعد، لكني أفهم أن «الدَين» يدور حول الموساد، ثلاثة جواسيس للموساد يلتقون بعد ثلاثين سنة لأن أحدهم كشف سرا عن إحدى عملياتهم.

إنه ليس فيلما تسجيليا، بل روائي، وما دفعني إليه رغبتي في العمل مع المخرج جون مادن. أستطيع أن أؤكد أنه من اللقطة الأولى إلى اللقطة الأخيرة مارس سيطرة تامة ببراعة كبيرة. الفيلم كله كان في ذهنه وهو يعمل. بناء الفيلم كان معروفا لديه على نحو مبكر. لم تكن هناك حيرة أو تردد أو بحث. لا أستطيع أن أقول كفاية عن المخرج.

* هل يشكل المخرج عنصر جذبك الأول إلى مشروع؟

- في أحيان كثيرة نعم، ليس دائما، لكن هذا جزء من عملي وهو التأكد من أن المخرج الذي سأعمل معه جيد أو على قدر من القدرة لخلق جو جيد أو خاص للفيلم الذي ينجزه. لا أحب الأفلام التي تبدو للمشاهد مسطحة يدخلها ويخرج منها من دون إضافة أو تكوين رأي أو على الأقل استمتاع باللحظات التي قضاها في الفيلم.

* ما هي الحوافز المهمّة الأخرى التي تتدخل في اختياراتك؟

- أحاول عادة أن أجد شيئا مختلفا عما مثلته مؤخرا. إذا كان آخر فيلم لي من نوع هوليوودي كبير، فإنني أحاول أن أجعل ظهوري المقبل في فيلم أوروبي صغير. بعد فيلم شكسبيري، فيلم حديث أو تشويقي. هذا يجعلني دائما أرغب في الفيلم المقبل.

* ربما ما يزيد من متعة التمثيل أن كل دور يأخذك في اتجاه. هل توافقين؟

- جدا.. هذا صحيح تماما. الروعة في المهنة التي أقوم بها تكمن في أنني أنتقل من شخصية إلى أخرى. كنت فوق جزيرة سحرية في فيلم «العاصفة» لشكسبير، والآن عميلة موساد سابقة في بودابست. ملكة في «الملكة»، ثم عالمة آثار في «كتاب الأسرار». طبعا لا يستطيع الممثل أن يضمن أن كل فيلم يظهر فيه هو فيلم جيد، لكني شخصيا أحاول دائما أن أتأكد من أن العناصر التي تستهويني كمشاهدة موجودة في هذا الفيلم.

* كيف تنظرين إلى الحقائق التي يتبناها أي فيلم تظهرين فيه. لنقل «الدَين» أو «الملكة»، هما مختلفان كثيرا بالطبع، لكن لكل وسيلته في تقديم ما هو «حقيقي»، أليس كذلك؟

- نعم هما مختلفان جدا. «الملكة» استند إلى الواقع، وقدر له أن يستخدم ذلك روائيا، والفيلم الثاني روائي تماما. أعتقد أن أهم ممارسة قام بها الإنسان لليوم هي خداعه لنفسه. وإلى حد ما خداع النفس يجعلنا قادرين على خوض الحياة. لكن، وكما في «الدَين» مثلا، هناك لحظات تتيح لك أن تتخلص من هذا الخداع، وأن تنظر إلى نفسك وتكتشف حقيقتك. هذه هي فحوى الفيلم. وهذه هي في رأيي حقيقة منتشرة. أعتقد أنه من المذهل كم من السهولة أن نكذب على أنفسنا ونبرر تصرفا خطأً، لأنه من الصعب جدا معرفة الحقيقة، ومعرفتها كثيرا ما لا تؤدي إلى الإقرار بها. إنه كما الحال في فيلم «راشومون» الذي قدم لك الحقيقة من وجهات نظر مختلفة. فيلم رائع لأنه يبحث في ماهية الحقيقة.. كيف يمكن لعدة وجهات نظر أن تدعي كل منها أنها معبرة عن الحقيقة والحقيقة هي في رواية واحدة؟

* هل تقولين الحقيقة دائما؟

- لا.. طبعا لا. أكذب على نفسي. تعلم ما أعنيه.. الكذب الأبيض وسيلة مريحة لكي نسبر الحياة عموما. أحاول أن أكون صادقة ولست كاذبة ماهرة. كونك ممثلا يعني أنك كاذب (تضحك). أنا لست كاذبة ناجحة، لكني واثقة من أنني أوهم المشاهدين بنجاح (ضحك).

* هل تمثلين دورك كإسرائيلية بلكنة إسرائيلية؟

نعم.

* هذا شيء غير معهود في أفلامك الأخيرة على الأقل. أنت دائما تتحدثين اللكنة الإنجليزية في أفلامك مهما اختلف الدور..

- في أفلامي الأخيرة نعم، لكن سبق لي أن مثلت بلكنة. إنها ليست مسألة سهلة - أقصد التمثيل بلكنة. مثلا في «المحطة الأخيرة» كان يمكن لي أن أمثل بلكنة روسية. لكن القرار النهائي كان أن شخصيات الفيلم التي كنت منها تتحدث في الواقع في ما بينها بالروسية من دون لكنة، مما يجعل استحداث لكنة روسية على الشاشة أمرا غير سليم. هل تعني ما أقصد؟ هي شخصيات روسية تتحدث في الواقع الروسية، لكن على الشاشة ولضرورات مختلفة عليها أن تنطق الإنجليزية، مما يجعل قيامها بتكوين لكنة روسية غير مقبول. في «الدَين» الأمر نفسه، فالمفترض أننا نتحدث في ما بيننا بالعبرية، مما يلغي الحاجة إلى اللكنة.

* لكن اللكنة هي أمر صعب. أحيانا أشعر بأن الممثل غرق في محاولته النجاح في تمثيل اللكنة بحيث أضاع على نفسه فرصة تمثيل الشخصية أو الدور..

- صحيح تماما. من دون ذكر أسماء أعرف أن هذه هي معضلة أكثر من ممثل جيد في بريطانيا وفي أميركا. حين يفرض على الممثل التمثيل بلكنة تصبح رغبته في الإجادة غالبة. ليس كل الممثلين، لكن بعضهم. أعرف ذلك.

* مؤخرا، مثلت أمام الكوميدي راسل براند في فيلمي «العاصفة» و«آرثر».. كيف تقيّمين هذه التجربة؟

- لم نمثل معا في «العاصفة». كنا في مشهد واحد لكننا لم نكن متواجهين. إنه ممثل موهوب وغريب ولديه قلب طيب. أحبه.

* ذكرت فيلم «العاصفة» في حديثنا أكثر من مرة. المخرجة جولي تايمور واحدة من أكثر المواهب الفنية الأميركية مدعاة للاحترام. هل لك الحديث عنها؟

- طبعا. جولي تايمور وأنا فكرنا في «العاصفة» في وقت واحد حتى من قبل أن نلتقي. كنت أبحث عن دور شكسبيري ألعبه، وأنت تعلم أن النساء في عمري ليست لديهن اختيارات كثيرة هذه الأيام. شاهدت «العاصفة» على خشبة المسرح وفكرت أنني أستطيع لعب الدور الرئيسي بعد تحويل شخصيته من رجل لامرأة. بمعزل عني كانت جولي تفكر في تقديم «العاصفة» على الشاشة، وكانت أخرجتها مرتين على المسرح. التقينا ووجدنا أنفسنا نتحدث لغة واحدة: تحويل شخصية بروسبيرو إلى امرأة وإسنادها إليّ. كان ذلك تحديا كبيرا من كل الجوانب، بالنسبة لي كممثلة وبالنسبة لجولي كمخرجة. كانت تجربة أعتز بها ولا أستطيع أن أنساها.

* مقابل «العاصفة» و«الملكة» يأتي هناك «آرثر» الذي هاجمه معظم النقاد.. ما رأيك؟

- كان فيلم متعة. لقد سعدت كثيرا بتمثيله. كنت أبحث عن فيلم كوميدي وجاء العرض في مكانه. تعلم أن الممثل لا يملك أن يتأكد من مستوى الفيلم. هذا ليس شأنه. بالنسبة إلي كنت أعلم أنه فيلم خفيف، لكني كنت أبحث عن هذا النوع من الأفلام لأخرج من ثقل الأعمال الدرامية التي مثّلتها مؤخرا.

* بين الأفلام «X-Men: First Class» إخراج: ماثيو فون تمثيل: جيمس ماكفوي، مايكل فاسبندر، كيفن باكون الولايات المتحدة - مغامرات خيالية (2011) تقييم الناقد: ** (من خمسة).

واحد من الأسئلة التي يحار المرء في إطلاق إجابة محكمة عنها هو: لماذا هذا العنوان؟ ما هو «المركز الأول» أو «المرتبة الأولى» التي يعنيها العنوان؟ أين هو؟ فيرست كلاس على أي أساس؟ الفيلم ليس كذلك. الإخراج ليس كذلك. الكتابة ليست كذلك. التمثيل ليس كذلك. ما الذي يبقى؟

سؤال آخر لا يقل أهمية: ما الذي حدث تماما؟.. ماذا قلب سلسلة بدأت جيدة إلى حد ما، إلى نهاية سيئة بلا حدود؟

هناك لمعات في هذا الفيلم. الأحداث تفيق من سباتها قبل نحو نصف ساعة من الفيلم، كذلك المشاهد. لكن ذلك يأتي على حساب أكثر من ساعة سابقة دخلت فيها القصة دهاليز كثيرة وخرجت ببعض الرسالات المثيرة للاهتمام. لكن بما أن الفيلم أضعف من أن يؤخذ جديا، فإن تلك الرسالات تتبعثر على الطريق وتخفق في طرح صحيح.

ينطلق الفيلم من عام 1944. ضابط نازي (باكون) ينظر من نافذته على صبي يهودي يقاوم جنودا ألمانا يحاولون فصله عن والديه في معسكر اعتقال. الصبي في حالة غضب شديد والحالة يتسبب عنها خلع بوابة حديدية بأسلاك شائكة، والتغلب على أربعة جنود يحيطون به لقمع جناح غضبه، هذا إلى أن يتقدم جندي خامس ويضربه على رأسه بعقب البندقية ليسقط أرضا. ما استرعى انتباه الضابط هو أن الصبي قادر على تطويع الأشياء من دون أن يلمسها. لقد خلع الباب بناظريه. يطلبه إلى مكتبه ويطلب منه فعل الشيء نفسه. لكن الصبي يخفق. يسحب الضابط مسدسه ويطلق النار على أم الصبي. هذه هي نقطة الكسر التي على أساسها يركب الغضب الشديد الصبي فيصرخ وتخرج منه طاقة قوية تقتل جنديين وتقلب محتويات المكتب والضابط سعيد. لقد وجد من يستطيع توظيفه.

للفصل التالي، ننتقل إلى الستينات. الصبي صار رجلا اسمه ماغنيتو (مايكل فاسبيندر) ولا يزال ناقما على النازيين. إنه في الوقت ذاته من أولئك المصابين بقدرة خاصة لا نتمتع بها نحن. هؤلاء بعضهم يستطيع تجميد الحياة باختلاق جليد، وبعضهم يطير أسرع من سوبرمان، وبعضهم يبصق قنابل (!!) وآخرون يستطيعون قراءة الأفكار وفي مقدمتهم بروفسور إكس (ماكفوي) الذي يحاول ردع ماغنيتو عن سياسة العدوان الانتقامية. ينتهي الفيلم بمفاد جيد، في حد ذاته، هو أن الشعور بالانتقام والدعوة إليه يتساويان مع أسباب ذلك الانتقام. بكلمات أخرى: النازية شريرة، لكن منوال الانتقام منها لا يقل شرا. هذا الفيلم تمهيدي للجزء الأول الذي خرج سنة 2000، والذي تدور أحداثه في الزمن الحالي حيث ماغنيتو هو الشرير الأول، وهذا يفتح الكثير من الأسئلة. لكن بأسلوب العمل المتسارع، وتبعا لانفلات العمل من قدرة المخرج على ضبطه، لا تتبلور الرسالة على النحو المفيد، ولو أن مجرد وجودها شجاعة كبيرة.

يتعرض الفيلم أيضا إلى الحرب الباردة التي كادت تنقلب وبالا حين تواجه الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة حين حاول الأول مد كوبا بالصواريخ النووية. لكن التاريخ شيء وما يتبرع به هذا الفيلم في هذا السياق شيء آخر تماما.

* شباك التذاكر

* فيلم: «أبطال من ورق» الفيلم الطموح «رجال إكس - فيرست كلاس» يتبوأ المركز الأول لهذا الأسبوع، وهو الفيلم الجديد الوحيد الذي دلف إلى القائمة. الأفلام الموزعة في المراكز الثاني والثالث والرابع استمرت في تسجيل نجاحات لا بأس بها.

1 (-) «X-Men: First Class»: 55.091.256 جديد - صراع بين الخير والشر في جزء يعود بالسلسلة إلى الستينات.

2 (1): «The Hangover 2»: $32.445.579 تراجع - الجزء الثاني من الكوميديا حول رجال ضائعين بعد ليلة ساهرة لا يذكرون منها شيئا.

3 (2) «Kungl Fu Panda 2»: $23.408.844 جديد - أنيميشن حول الدب البطل ومهمة جديدة ضد عصابة شريرة 4 (3) «Pirates of the Caribbean»: $18.010.542 تراجع - القرصان جوني ديب في مغامرة بحار مع بينلوبي كروز بحثا عن ينبوع الحياة.

5 (4) «Bridesmaids»: $12.128.442 تراجع - الممثلة الجديدة كريستين ويغ تحاول استغلال الزفاف لصالحها كوميديا.

6 (5) «Thor»: $4.287.711 تراجع - محارب نورماندي ينتقل إلى الزمن الحالي قبل أن يعود إلى عصره.

7 (6) «Fast Five»: $2.243.650 تراجع | فين ديزل ودواين جونسون في بطولة هذا الفيلم المضج 8 (7) «Midnight in Paris»: 2.916.224 جديد | فيلم وودي آلن حول أميركي يحلم بالم باريس الثقافي في الثلاثينات.

9 (8) «Jumping the Broom»: $865.864 تراجع - عائلتا العريس والعروس تتعاركان في ليلة الزفاف 10 (9) «Something Borrowed»: $830.217 10 (6) «Rio»: $1.7800.046 * قريبا

* «Green Lantern» مصباح أخضر

* خيال علمي يعد بأن يكون أفضل من سواه نظرا لأن المخرج مارتن كامبل (من أفلامه «كازينو رويال») أكثر حرفية وخبرة من معظم الحاضرين. صراع لأجل حفظ السلام في الكون يخوضه رايان رينولد، وبلايك لايفلي وبيتر سارسغارد.

لمن؟ لهواة نوع الخيال العلمي والمغامرة الذين لا يزالون يبحثون عن فيلم أفضل من تلك التي سبقته هذا العام.

«The Art of Getting By» فن التعايش

* فيلم بريطاني عاطفي ورقيق إلى حد أنه قد لا يُرى من فرط رقته يدور حول ذلك الشاب المنطوي الذي تساعده فتاة على تغيير عاداته قبل الوقوع في حبها. ليس هناك من نجوم كبار في هذا الفيلم لكن الممثلة المعروفة إيما روبرتس تقود البطولة لجانب فريدي هايمور.

لمن؟ أنثوي أكثر منه أي شيء آخر. «Mr. Poppers Penguins» بطريق السيد بوبر

* فيلم العودة للممثل الكوميدي جيم كاري بعد غياب ولو قصير وفشل أفلامه الأخيرة. إنه حول رجل أعمال تؤول إليه مسؤولية العناية بستة حيوانات بطريق، مما يستدعي تحويل منزله إلى حديقة حيوانات صغيرة وهذا ما يترك أثرا على عمله وحياته الخاصة.

لمن؟ المتوقع من المفارقات، لكن جيم كاري لديه معجبون مخلصون.

«Separation» انفصال

* المخرج الإيراني أشقر فرهادي شيد فيلما جيد الصنعة وفيه نقد اجتماعي ولو خفي ضد روتين الحياة الإيرانية والوضع الناتج عن القوانين الاجتماعية. بطلاه رجل وزوجته يكتشفان أن طلاقهما لن يكون بالسهولة التي يتوقعانها. الفيلم نال الجائزة الأولى في برلين العام الماضي.

لمن؟ للراغبين في عمل اجتماعي ولمن يتابع إنتاجات السينما الإيرانية.