الأغنية السعودية في العناية المركزة

الأمراض والجلطات تلاحق رفقاء درب محمد عبده

محمد شفيق وغازي علي
TT

يبدو أن عام 2011 الحالي ليس مشؤوما على السياسيين فقط ولا على الزعماء العرب. فهذا العام مليء بالمفاجآت الصعبة. والحال نفسه انطبق على وضع الأغنية العربية وخاصة السعودية، حيث تلاحقت الأمراض بعمالقة الأغنية السعودية بعد إصابة فنان العرب محمد عبده بجلطة قبل شهرين. وهم الذين عرفوا بصناعة الأغنية السعودية وتأسيسها ومن أطلق عليهم «أصحاب الزمن الجميل».

والمفاجئ في الأمر، أن رفقاء درب محمد عبده ومن كان قلقا عليه ويسأل عنه أثناء مرضه، أصيبوا بأمراض مفاجئة نقلوا على أثرها إلى مستشفيات مختلفة. الموسيقار سامي إحسان مكتشف المواهب السعودية والعربية وأبرزها الفنان عبد المجيد عبد الله وعباس إبراهيم وغيرهم الكثير، أصيب بجلطة في يده اليسرى وانتقل في الحال إلى أحد المستشفيات القريبة من منزله في جدة واستمر فيه لفترة وسط مخاوف أسرته وحاليا يواصل بقيه علاجه في منزله بين أبنائه، فيما نقل الملحن وعازف القانون مدني عبادي، والمرافق لمحمد عبده في جميع رحلاته ومناسباته منذ سنين طويلة، إلى المستشفى الطبي الدولي في جدة بعد إصابته بجلطة في القلب وهو لا يزال يتلقى العلاج. والمعروف أن مدني عبادي يمتلك إحساسا فريدا في العزف على آلة القانون والعديد من الآلات الموسيقية الأخرى ويتمتع بشخصية هادئة ورائعة وهو قليل الكلام.

فيما لا يزال الملحن محمد شفيق يواصل علاجه في أحد مستشفيات جدة، ولكن حاله يزداد سوءا، حيث قال المقربون منه إن صحته لم تتحسن وهو قليل الأكل والشرب. ويعد محمد شفيق من أهم الملحنين في السعودية وله أعمال عدة مع نجوم الأغنية السعودية إلى جانب أعمال وطنية شهيرة. وأيضا لا يزال عميد الأغنية السعودية طارق عبد الحكيم يواصل علاجه في منزله بعد أن تعرض لأزمة مرضية منذ أشهر ونقل منذ فترة من المستشفى إلى منزله ولا يزال أبو سلطان يتلقى العلاج المكثف في منزله بمدينة جدة. فيما انتقل الأسبوع الماضي وبشكل مفاجئ الفنان عابد البلادي إلى مستشفى الملك فهد الطبي بعد أن تعرض لأزمة مرضية. ونقل في الأسبوع الماضي الشاعر الأمير محمد العبد الله الفيصل إلى الولايات المتحدة الأميركية لتلقي العلاج بعد أن تعرض لأزمة مرضية. والمعروف أن محمد العبد الله الفيصل كانت له بصمة كبيرة في الحركة الثقافية والفنية والرياضية في السعودية وله مساهمات كبيرة وبارزة.

وفي بادرة جميلة، ينظم الإعلام السعودي والوسط الفني بين الحين والآخر حملات جميلة لزيارة عمالقة الأغنية السعودية في المستشفيات وحتى في منازلهم والوقوف بجانبهم وبجانب أسرهم، وفي مقدمة تلك الزيارات الفنان علي عبد الكريم والفنان محمد عمر والممثل الفنان هاني ناظر وغيرهم الكثير في مجال الشعر والفن والدراما.

تجدر الإشارة إلى أن تلك الأسماء السعودية البارزة التي تعرضت لأزمات مرضية في الآونة الأخيرة كان لها تأثير كبير في نقل الأغنية السعودية إلى مقدمة الأغنية العربية وأسهمت خلال العقود الماضية في تقديم روائع فنية لم ولن تنسى يتغنى بها جميع النجوم العرب وكان يجمعهم الحب والصفاء والمودة، يجتمع الشاعر بالملحن والمطرب يعيشون في ورشة العمل لتقديم عمل راق، لا يعطون قيمة للمال ولا تجمعهم المشاحنات بل يقدمون الفن حبا للفن، وكان بجانبهم أيضا الراحل طلال مداح والملحن سراج عمر والموسيقار غازي علي والشاعر إبراهيم خفاجي. عطاؤهم الفني في الساحة العربية كان كبيرا وابتعادهم عن المجال سيؤثر كثيرا على الأغنية السعودية.