20 مسلسلا تتنافس على «كعكة» الدراما الرمضانية

النقاد يتوقعون انكماشها جماهيريا بحكم الظرف السياسي وتغير مزاج المشاهد

حسين فهمي بطل مسلسل «مكتوب على الجبين»
TT

عشرون مسلسلا تتنافس بقوة على «كعكة» الدراما الرمضانية هذا العالم، وسط توقعات من قبل النقاد بانكماشها جماهيريا من قبل المشاهدين الذين انصرف معظمهم إلى متابعة الأحداث السياسية والتطورات المتلاحقة في المجتمع، عقب ثورة 25 يناير. ويراهن النقاد على إمكانية أن تفلت بعض المسلسلات من النفق السياسي المضطرب، وتلعب دورا في إعادة التوازن لمزاج المشاهد، والذي أتخم بجرعة سياسية مكثفة، ويحتاج لنوع من الترفيه الفني، والتقاط الأنفاس، تحت مظلة من الهدوء والسكينة.

«الشرق الأوسط» رصدت هذه المسلسلات، واستطلعت آراء النقاد والمنتجين، حول شكل المنافسة الرمضانية، وتوقعاتهم للعمل الذي سيحظى بمساحة مشاهدة أوسع، والإفلات من قبضة المناخ السياسي الساخن.

فبعد غياب 15 عاما عن الشاشة الصغيرة يعود الفنان الكوميدي محمد هنيدي بمسلسله «مسيو رمضان مبروك أبو العلمين حمودة»، مع المخرج سامح عبد العزيز ومشاركة كل من نسرين الإمام وليلى طاهر وكريمة مختار.

وفي الإطار الكوميدي كذلك يقدم الفنان سامح حسني وجبة كوميدية من خلال مسلسله «الزناتي مجاهد» مع الفنانة هالة فاخر والمخرج أسد فولادكار، لينافس بذلك الفنان أحمد مكي في مسلسله «الكبير قوي» في جزئه الثاني، فيما يدخل في هذا الصراع الكوميدي الفنان هاني رمزي حيث يقدم مسلسل «عريس دليفيري» مع إيمي سمير غانم وسهير الباروني ويوسف داود، وتظهر الفنانة حنان ترك في رمضان من خلال مسلسل «نونه المأذونة» المعدل من «يوميات مأذونة» وهو عمل كوميدي اجتماعي.

وبعيدا عن الإطار الكوميدي تلتقي الفنانة ليلى علوي مع السوري جمال سليمان ليقدما معا المسلسل الاجتماعي السياسي «الشوارع الخلفية» عن قصة الكاتب الراحل عبد الرحمن الشرقاوي، ورؤية وسيناريو وحوار الدكتور مدحت العدل، وإخراج جمال عبد الحميد ومحمد العدل وإنتاج جمال العدل.

وفي إطار اجتماعي أيضا تدور أحداث مسلسل «مسألة كرامة» للمؤلف أحمد هيكل، والمخرج رائد لبيب وبطولة كل من: حسن يوسف، عفاف شعيب، عمر حسن يوسف، ريم البارودي التي توجد تلفزيونيا أيضا هذا العام من خلال مسلسل «شارع عبد العزيز» مع الفنان عمرو سعد. ويشارك الفنان خالد الصاوي في دراما رمضان بشخصية الطبيب وذلك لأول مرة على الشاشة من خلال مسلسله «خاتم سليمان».

وفي أحدث تجاربها التمثيلية بعد مسلسل «عدى النهار» تقدم اللبنانية نيكول سابا مسلسل «نور مريم» للكاتبة الصحافية نوال مصطفى والمخرج إبراهيم الشوادي.

وبعملين دفعة واحدة نلتقي والفنانة صابرين من خلال مسلسلي «لحظة ميلاد» و«وادي الملوك»، وأيضا على غرارها تشارك سمية الخشاب في المأدبة الرمضانية، حيث سيعرض لها في شهر رمضان مسلسلي «كيد النسا» مع فيفي عبده ومسلسل «وادي الملوك» مع المخرج حسني صالح.

وفي أولى تجاربها التلفزيونية تشارك مي سليم بمسلسل «مكتوب على الجبين» مع الفنان حسين فهمي الذي يشارك أيضا بعمل آخر هو «تلك الليلة» مع الفنان عزت أبو عوف.

ولأول مرة يقف المخرج خالد الحجر أمام كاميرا التلفزيون وذلك من خلال مسلسله «دوران شبرا» الذي يواجه الفتنة الطائفية من خلال العلاقة الجيدة التي تربط الأقباط بالمسلمين.

وفي نفس إطار مواجهة الفتنة الطائفية يشارك الفنان تامر حسني لأول مرة تلفزيونيا من خلال مسلسله «آدم»، وذلك مع الفنانة مي عز الدين وإخراج محمد سامي.

أما الفنانة غادة عبد الرازق فتواصل مسيرة أعمالها الرمضانية بمسلسل «سماره» مع المخرج محمد النقلي في ثالث تجربة لها معه بعد مسلسلي «عائلة الحاج متولي» و«الباطنية».

ويقدم الفنان خالد صالح مسلسل «الريان» ويتناول سيرة إمبراطور توظيف الأموال في مصر أحمد الريان، وفي نفس إطار السير الذاتية يطل علينا الفنان أحمد شاكر عبد اللطيف بمسلسل «رجل لهذا الزمان» الذي يرصد قصة حياة العالم المصري مصطفى مشرفة.

وفي نوع من التحدي مع الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية سيتم عرض مسلسل «الحسن والحسين» الذي يشارك في بطولته كل من: رشيد عساف، علاء القاسم، رامي وهبة، تاج حيدر، طلعت حمدى محمد آل رشي، عبد الله بهمش، خالد مغويري، ومحمد المجالي، والعمل من إخراج عبد الباري أبو الخير.

على الجانب الآخر هناك بعض الأعمال التي كان من المفترض أن تعرض العام الماضي إلا إنها تأجلت وهذه الأعمال هي: «فرح العمدة» للفنانة غادة عادل والجزء الثالث من مسلسل «الدالي» للنجم نور الشريف ومسلسل «عابد كرمان» للمخرج نادر جلال والفنان تيم الحسن وأخيرا مسلسل «العنيدة» الذي تقوم ببطولته الفنانة الأردنية ميس حمدان.

وحول شكل المنافسة بين هذه المسلسلات تتوقع الناقدة ماجدة موريس ونظرا لتغير الحالة المزاجية للجمهور بحكم الظروف السياسية، أن لا تكون مشاهدة الأعمال الرمضانية بنفس الاهتمام السابق. لكنها مع ذلك لا تنكر أن هناك قطاعا كبيرا من الناس هم بالأحرى من كبار السن لا ينزلون إلى ميدان التحرير وقد يكونون هم فقط المشاهدين للمسلسلات.

أضافت ماجدة قائلة إنه في الوقت نفسه واستنادا إلى قلة الأعمال فهي تتوقع أن تطفو الأعمال الجيدة على السطح ولن يوجد تنافس بشكل كبير.

وعن الأعمال التي تتوقع لها أن تحقق نجاحا قالت إن لديها تشوقا لرؤية أولى التجارب الإخراجية للمخرج خالد الحجر تلفزيونيا من خلال مسلسله «دوران شبرا» وكذلك تتوقع النجاح لمسلسل «رجل لهذا الزمان» إيمانا بموهبة مخرجته إنعام محمد على، ومسلسل «الحسن والحسين» الذي ستعرضه القنوات التلفزيونية رغم رفض الأزهر.

تعارضها في الرأي الناقدة ماجدة خير الله حيث أوضحت أن شكل المنافسة سيكون كبيرا، وإذا كان عدد المسلسلات مقارنة بإنتاج كل عام قليلا إلا أنها لا تعتبر قليلة أيضا حيث تزيد على العشرين، والجمهور سيقبل على مشاهدتها بشكل كبير لكون الجمهور ينقسم إلى كتلتين، الأولى وهى الكتلة الأكبر وتتمثل في الجمهور الذي لا علاقة له بالسياسة ولا يهمه سوى لقمة العيش فقط، هؤلاء سيجدون أن الأعمال الرمضانية متنوعة بها الكوميدي والسياسي والاجتماعي وبها أيضا التافهة مما يعني إنها ترضي كافة الأذواق، والكتلة الأخرى من الجمهور تتمثل في من لديهم إحساس بنبض الشارع ويتحركون من أجل مطالب سياسية هؤلاء بالفعل لن يهمهم الأعمال المعروضة. وأنهت خير الله كلامها مؤكدة أن المشاهد الخليجي هو من أكثر الفئات التي ستشاهد الأعمال الدرامية سواء المصرية أو غيرها.

من جانبه فقد وجد الناقد نادر عدلي أن نسبة المشاهدة لن تقل وإن كانت ستزداد على الأعمال الكوميدية، مثل مسلسلي هنيدي وأحمد مكي حتى تخرج الناس من حالة الكبت السياسي الذي تم وضعهم فيه نظرا للحالة التي تمر بها البلاد.

أما المنتج ممدوح شاهين فقد أكد أن الإقبال الجماهيري سيقل بشكل ملحوظ على الأعمال المعروضة لكون الشعب أصبح لديه اهتمامات أخرى. وتوقع شاهين لمسلسلات «شارع عبد العزيز» و«سماره» و«آدم» و«كيد النسا» و«مسيو رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» أن تحظى بنسبة المشاهدة الأعلى بين كافة الأعمال المعروضة.

من جهته أعرب المنتج محمد فوزي الذي يدخل الماراثون الرمضاني بثلاثة أعمال هي الجزء الثالث من مسلسل «الدالي» و«مكتوب على الجبين» و«فرح العمدة» عن أمنيته وتفاؤله في أن الأعمال المعروضة تنجح في تغيير الحالة المزاجية للجمهور خاصة في ظل الزخم السياسي الذي أرهق عقول الناس.

وأوضح فوزي أنه لا يستطيع إبداء تكهنات عن الأعمال التي من الممكن أن تحقق نجاحا، لكون المشاهد في أول يوم من أيام شهر رمضان يلقي بنظرة خاطفة على كافة المعروض حتى يستقر على الأعمال التي سيتابعها طيلة الثلاثين يوما.