عادل وغادة وتامر وهنيدي وجمال ودريد.. يواجهون سلاح المقاطعة!!

ثورات الربيع العربي انتقل هديرها إلى دراما رمضان

محمد هنيدي بطل مسلسل «رمضان حمودة»
TT

نجحت حملات المقاطعة التي أعلنها شباب «فيس بوك» وأسفرت عن هزيمة ساحقة ماحقة نالها عدد من نجوم ونجمات قوائم العار، بعد أن تراجع عدد كبير منهم عن استكمال مشروعاتهم الفنية ومن أكمل مسلسله بات خائفا من نجاح حملات المقاطعة.

بدأت النتائج الموثقة بالأرقام تعلن عن نفسها بوضوح من خلال تلك الهزيمة التي مني بها «طلعت زكريا» بعد أن صار له اسم حركي في الوسط الفني وبين الشباب وهو «طباخ الرئيس» عنوان فيلمه الذي أدى إلى أن يصبح هو الأقرب في آخر عامين للرئيس المصري المخلوع!! لم يصمد فيلم طلعت زكريا «الفيل في المنديل» في دور العرض سوى بضعة أيام ثم تم رفعه على الرغم من أن «طلعت» قال قبل عرض «الفيل» إنه إذا كان هناك مليون مشاهد لن يتابعوا فيلمه فإنه يثق أن هناك مليونين على الأقل لن يستجيبوا لقرار المقاطعة وسوف يؤازرونه في دور العرض، ولكن التجربة أثبتت أنه لم يعثر لهم على أثر يذكر.. وكان «طلعت» كثيرا ما يسخر من فناني القوائم البيضاء، مؤكدا أن الذين يصورون في الاستوديوهات حاليا هم فقط فنانو القوائم السوداء مثل «عادل إمام» و«غادة عبد الرازق» و«تامر حسني» و«محمد هنيدي»، ولكن فرحة «طلعت» لم تدم طويلا بعد أن أيقن أن المقاطعة ليست مجرد تهديد، لكنها صارت موثقة بالأرقام في شباك التذاكر وبات النجوم الذين احتلوا مكانة في تلك القائمة غير مطلوبين.

كان مثلا شهر رمضان هو شهر الفنانة «روجينا» زوجة نقيب الممثلين المصريين السابق «أشرف زكي» إلى درجة أنها كانت تشارك عادة في بطولة أربع مسلسلات تعرض في رمضان، وذلك لأن أصحاب شركات الإنتاج الفني كانوا يريدون دائما الحصول على رضاء النقيب (أشرف).. الآن صار الخوف من المقاطعة هو المسيطر على اختيارات شركات الإنتاج للنجوم ولهذا لن تجد لروجينا أو أشرف وجودا في مسلسلات رمضان هذا العام، وامتد قرار المقاطعة إلى شقيقته الفنانة «ماجدة زكي» التي كان لها دورها في الهتاف لمبارك في ميدان مصطفى محمود قبل خلعه فاحتلت مكانة في قائمة المقاطعة!! كان «عادل إمام» يرقب عن كثب ما يجري بعد أن كان يكذب كل الشائعات التي تحوم حول مسلسله «فرقة ناجي عطا الله» مؤكدة تأجيله.. كان «عادل» حريصا على أن يتم التصوير بمعدلات تضمن أن يعرض في رمضان لأنه دخل في معركة شعارها «أكون أو لا يكون».. أراد «عادل» في البداية أن يشاهد الملايين مسلسله في رمضان هذا العام لينفي تأثر شعبيته بقوائم العار التي احتل فيها موقعا رئيسيا.. كان «عادل» قد فوجئ بأن عددا من المناطق الشعبية في مصر مثل بولاق والسيدة زينب وغيرهما قد وضعت على الجدران يافطات تهاجمه وتطالب بمقاطعة أعماله الفنية على اعتبار أنه من أكثر الأصوات التي دافعت عن النظام السابق في مصر.. راهن «عادل» على أن الزمن من الممكن أن يخفف من حدة الغضب العارم وكان واثقا أنه أيضا لديه اسمه في التسويق في العالم العربي، لكن بعد النجاح في مقاطعة فيلم طلعت زكريا، قرر عادل بعدها أن عليه أن يراجع أوراقه وألا يصر على التحدي.. لم يقل «عادل» مباشرة إنه تراجع عن العرض الرمضاني، حرص على أن يؤكد أنه لم ينته من استكمال الحلقات وأنه لا يمكن بعد أن غاب أكثر من ربع قرن عن الشاشة الصغيرة أن يعود بعمل فني غير مكتمل، ولهذا حرص على أن يرجئ المسلسل.. بالطبع لا يمكن لعادل أن يعترف بحالة الخوف التي سيطرت عليه بعد ثورة يناير والتي بدأت بعد أن اضطرت شركة الاتصالات التي كان يقدم إعلانها إلى وقف عرض هذا الإعلان بعد أن كلفها كأجر لعادل فقط أربعة ملايين دولار.. راهن «عادل» في البداية على الزمن إلا أن مشاعر الغضب لم تهدأ بل لا تزال تتخذ أشكالا متعددة خاصة في برامج الفضائيات التي ستضع أمامها اسم عادل والمقاطعة الشعبية عنوانا رئيسيا للكثير من لقاءاتها.

ربما كانت تجربة «غادة عبد الرازق» مختلفة.. «عادل» أكد أنه لم يخفض أجره مثلما فعل باقي النجوم، بينما «غادة» صرحت بأنها خفضت أجرها وتنازلت عن 50 في المائة منه، حيث كانت تتقاضى أكثر من مليوني دولار وهو أعلى أجر بين نجمات التلفزيون، خاصة أن آخر مسلسل لها «زهرة وأزواجها الخمسة» وقبله «الباطنية» قد حققا نجاحا تجاريا على الرغم مما نالهما من هجوم نقدي، اكتفت غادة في «سمارة» بمليون دولار فقط.. كانت «غادة» بلغة شركات الإنتاج التلفزيوني ورقة رابحة وكان لها مساحتها عربيا وأيضا في كل قنوات التلفزيون المصري الذي كان يتيح لها مساحة على الشاشة الأرضية والتي كانت قاصرة قبل سنوات قلائل على عدد محدود جدا من النجوم أمثال «يحيى الفخراني» و«نور الشريف» و«يسرا».. «غادة» منذ عامين وهى تحتل مساحة موازية لكبار نجوم رمضان.

هذا العام قرر التلفزيون المصري الرسمي ألا يعرض مسلسلها، الحجة المعلنة رسميا أن هناك مشاهد ساخنة لا تليق بشهر رمضان رغم أنه في العامين الماضيين كانت هناك مشاهد ساخنة أيضا في «الباطنية» و«زهرة» وتم عرضهما، ولا أتصور أن تلك هي الحقيقة لأن التلفزيون يخشى سياسيا أن يعلن أنه ملتزم بـ«قوائم العار»، التي تحتل فيها غادة مساحة كبيرة، ولا يريد المسؤولون في التلفزيون أن يعلنوا التزامهم المطلق بتلك القوائم، إلا أنه وفي الوقت نفسه لا يستطيع التلفزيون أن يتحداها، فتقرر ألا يعرض «سمارة» على قنواته الأرضية بتلك الحجة وهي المشاهد الساخنة.

كان لغادة أيضا فيلم «كف القمر» شاركت في بطولته، وقد أرجأ المخرج «خالد يوسف» بالاشتراك مع شركتي الإنتاج والتوزيع العرض انتظارا لما يسفر عنه العرض الرمضاني لمسلسل «سمارة». المعروف أن الصداقة المعلنة بين «خالد» و«غادة» أدت إلى أن ترشحه في العام الماضي لأداء دور زوجها الخامس في الحلقة الأخيرة من مسلسلها «زهرة»، إلا أن الثورة فرقت بينهما، فبينما ذهب «خالد» إلى ميدان التحرير مؤيدا للثورة.. كانت «غادة» في ميدان مصطفى محمود تطالب ببقاء مبارك، كل منهما صرح بأنه لن يعمل مع الآخر، لا شك أن «غادة» وقبل أن يبدأ رمضان لاقت هزيمة لا يمكن إنكارها ولا أتصور أن مسلسلها قادر على أن يتحدى تلك المشاعر الغاضبة!! من المهزومين أيضا «تامر حسني» وهو كعادته استهان بقرار المقاطعة وأصدر شريطا عنوانه «اللي جاي أحسن» لاقى فشلا ذريعا في التوزيع، وعلى «فيس بوك» انتشرت مجموعات تدعو لمقاطعة شرائه عقابا لتامر حسني، وهو ما يعانيه للمرة الثانية في مسلسل «آدم» الذي تشاركه البطولة «مي عز الدين». وكانت «مي» قد وقفت على الحياد أثناء ثورة يناير، إلا أن ارتباطها بتامر لا شك أدى لتراجعها جماهيريا.. أيضا منتج فيلمه «عمر وسلمى - الجزء الثالث» تراجع مؤخرا عن استكمال المشروع على الرغم من أن الجزأين الأول والثاني حققا نجاحا ضخما وذلك لأنه ينتظر ما الذي ستسفر عنه المقاطعة لمسلسل «آدم» في رمضان، هل تنجح المقاطعة أم يتمكن تامر من عبور هذه الأزمة!! «محمد هنيدي» صاحب براءة اختراع «لا فن في السياسة ولا سياسة في الفن» ولهذا رفض إقامة مؤتمر صحافي عن مسلسله الرمضاني «مسيو رمضان مبروك أبو العلمين» والذي عرض قبل عامين كفيلم سينمائي إلا أنه كان يخشى في المؤتمر الصحافي أن يتطرق للحوار في السياسة وموقفه من ثورة يناير. وعلى الرغم من أن «هنيدي» لم يتورط في تصريحات مثل «عادل إمام» أو «طلعت زكريا» إلا أنه أيضا لم يقل رأيا إيجابيا في الثورة. والسكوت في مثل هذه الأمور يراه الناس ليس في صالح النجم، ولكن هذا هو ما اختاره «هنيدي»، ولا أتصور أنه يكفي، لكن علينا أن ننتظر رمضان لنرى مدى تأثر «مسيو رمضان» بقرار المقاطعة.

أما يسرا فلقد اتخذت طريقا آخر، فبالاتفاق مع شركة الإنتاج أرجأت تصوير مسلسلها «شربات لوز» إلى رمضان 2012، وكان قد سبق أن شاركت في فيلم قصير عنوانه «داخلي خارجي» إخراج يسري نصر الله، كان الفيلم مؤيدا للثورة ضمن عشرة أفلام قصيرة عرضت في مهرجان كان تحت اسم «18 يوم» وهى لا تزال تنتظر أن تخف حدة الغضب والدعوة للمقاطعة التي تواجهها لقربها الشديد من رموز النظام السابق في مصر!! طرحت الفضائيات من أجل تفعيل نداء المقاطعة حالة عربية عامة وحطمت الحواجز، في سوريا مثلا بدأ الشباب هناك يتواصلون مع الشباب العربي ويتوجهون إلى مقاطعة الفنانين الذين خذلوا الثورتين المصرية والتونسية، وفى الوقت نفسه يطالبون الشباب العربي بمقاطعة المسلسلات الرمضانية للنجوم السوريين الذين خذلوا الثورة السورية، مثل جمال سليمان الذي يشارك ليلى علوي بطولة «الشوارع الخلفية» و«تيم حسن» بطل «عابد كرمان»، وكل المسلسلات التي يشارك فيها النجوم السوريون أمثال «سولاف فواخرجي» و«دريد لحام» و«سوزان نجم الدين» و«باسم ياخور»، وغيرهم من الفنانين الذين خذلوا ثورة الشعب السوري!! رمضان هذا العام بطعم السياسة.. الثورات التي حملت اسم «ثورات الربيع» انتقل هديرها إلى الفضائيات!!