مريم فخر الدين: حسني مبارك كان يضحك علينا منذ اليوم الأول لتسلمه الحكم

تتمنى عمرو موسى رئيسا.. وقالت إن نجلاء فتحي فنانة انتهازية ولا تعجبها

الفنانة مريم فخر الدين
TT

قد تكون النجمة مريم فخر الدين هي الفنانة الأكثر صراحة على الساحة الفنية، ليس بين بنات جيلها الفني فقط، بل بين فنانات كل الأجيال الفنية اللواتي عرفتهن السينما المصرية منذ نشأتها وحتى اليوم. كلماتها ومواقفها وآراؤها قاطعة كحد السيف، فهي لا تجيد المسايرة والمواربة، ولا اللغة الدبلوماسية التي تلجأ إليها معظم الفنانات تهربا من جواب أو مجاملة لفنانات زميلات أو حتى لموقف محرج. بكل بساطة تقول كلمتها وتمضي.. وربما يكفينا كعشاق لفنانة بحجمها وقيمتها وتاريخها أن تجيد مريم فخر الدين فقط فن التمثيل.

* بدأت الفن في عمر مبكر.. هل تتذكرين مرحلة البدايات؟

- أول أفلامي كان «ليلة غرام» الذي مثلته وأنا في سن السابعة عشرة، ودوري فيه «جاني كده لوحده»، لأنني اكتسبت فجأة شهرة واسعة، عندما نشرت صوري في كل المجلات التي كانت تصدر عن «دار الهلال». في البداية، قصدني أنور وجدي في المنزل، لكن والدي طرده من على الباب، بعدها قصدنا المخرج أحمد بدرخان، وكان والده مهندسا معروفا يملك قطعة أرض في الفيوم، وتربطه علاقة صداقة بوالدي. من تلك الزيارة، اعتقد والدي أنه يريد أن «يعاير» المياه في الأرض، فاستقبله في الصالون، لكن أحمد بدرخان أعطاه رواية «ليلة غرام» للكاتب محمد أحمد عبد الله، الذي كان قد نال في تلك المرحلة الجائزة الأولى عن فيلم «اللقيطة»، فأعجب والدي، وليس أنا، بالرواية كثيرا، لأنني لم أقرأها، وقال لي «اعملي الفيلم ده لكي تصبحي مثلا أعلى لبنات جيلك»، وهذا ما حصل فعلا. يومها لم أكن أعرف شيئا عن الكاميرات ولا كيف تعمل، ولا حتى أعرف «الصوت فين»، ولذلك وضعت فمي على الكاميرا، لكن المخرج قال لي «الصوت فوق»، فرفعت رأسي نحو الأعلى. كنت ساذجة جدا، لكن نجاح الفيلم فتح أمامي أبواب السينما، وشاركت في الكثير من الأفلام.

* وهل كان والدك يرافقك إلى الاستوديو؟

- بل والدتي هي التي كانت ترافقني للتصوير.

* كم يبلغ عدد الأفلام التي شاركت فيها، وأيها الأحب إلى قلبك؟

- أنا شاركت في 240 فيلما كلها من بطولتي، ولكن الأحب إلى قلبي «الأيدي الناعمة»، «لقاء في الغروب»، «لا أنام».. وغيرها. وفي كل فيلم «كنت أعمل زي ما أبويا قال لي» أي أكون مثلا أعلى لبنات جيلي.

* وهل تعتقدين أنك كنت كذلك في كل أفلامك؟

- طبعا.

* بما فيها أفلامك الأخيرة؟

- لا، لأنها «بقت أفلام وحشة» ولم تكن أدواري فيها جميلة.

* ولماذا قبلت العمل فيها؟

- «وهاعيش إزاي؟».. لكن الوضع تغير اليوم، فحتى لو قتلوني لا يمكن أن أشارك في فيلم مثل هذه الأفلام. أفلام اليوم ترتكز على الرقص و«بنات تشلح وقلة أدب»، حتى عناوين الأفلام لا يوجد لها معنى.

* هل تعتقدين أن أفلامك الأخيرة أثرت سلبا على تاريخك الفني؟

- تلك الأفلام «اتزحلقت»، لم يلمني ولم يشكرني أحد عليها.

* هل تشعرين بالانزعاج عندما تعرض في التلفزيون؟

- «بتعدي عادي».. هي أفلام محدودة ولا يتعدى عددها أربعة أفلام أو خمسة أفلام.

* هل ندمت يوما لأنك اشتغلت في الفن؟

- على الإطلاق، لأن الفن أجمل شيء في الحياة. قدامى المصريين كانوا يحنطون أجسادهم، لكي يعيشوا بعد مماتهم، وأنا بعد موتي ستظل أفلامي موجودة.

* هل تشعرين بالحنين إلى السينما؟

- الفيلم الجيد، لا يمكن أن أرفضه.

* هل ما زلت تتلقين عروضا تمثيلية؟

- طبعا، ولكنني أرد الورق، لأن ما يعرض علي لا يمكن أن أقبل به على الإطلاق.

* وما الذي لا يعجبك فيها؟

- هي تشبه الأفلام التي تعرض حاليا، «واحد بيبصبص، وواحد حب واحدة».

* اليوم، عن أي دور تبحثين؟

- دور «ست زيّي».

* هل تحنين للشهرة والأضواء؟

- أنا أمتلك الشهرة منذ زمن بعيد، وما زلت أحتفظ بها حتى اليوم.

* كيف تصفين وضع السينما؟

- «وحش»!.. ألا تشاهدين الأفلام الجديدة.

* وهل هذا الكلام ينطبق على كل الأفلام؟

- طبعا.. لكن أفلام عادل إمام معقولة «لحد دلوقت».

* ومن تلفت انتباهك من بين ممثلات الجيل الجديد؟

- لا أحد «كلهم زفت.. جايبينهم من الزبالة»!.. اكتبي «زي ما باقول لك.. من الزبالة».

* ولماذا يستعينون بهن، ما دمن بهذا الشكل؟

- لأنه لا يوجد سواهن. هم يريدون أن ينتجوا أفلاما لكي يكسبوا المال ولا يجدون غيرهن.

* تقصدين أن الجيل الجديد تنقصه الموهبة؟

- لا توجد موهبة وتمثيل ولا حتى شكل.

* وكيف هو شكلهن؟

- «حاجة تقرف».. عندما أشاهدهن على الشاشة أنتقل سريعا إلى محطة أخرى.

* ما هو الفرق بين ممثلات جيلك وممثلات الجيل الحالي؟

- أنا وشادية وفاتن حمامة ونادية لطفي وهند رستم «ناس على مستوى»، بينما ممثلات اليوم «ناس على غير مستوى».

* وما رأيك في الفنانات اللواتي برزن بعد جيلك الفني.. أقصد نادية الجندي، نبيلة عبيد، ميرفت أمين، نجلاء فتحي، ويسرا؟

- نبيلة عبيد ونادية الجندي «مش متوصفين»، ميرفت أمين «كويسة»، ونجلاء فتحي انتهازية.

* لماذا تصفين نجلاء فتحي بالانتهازية؟

- لأنها كانت تنتهز الفرص.

* لكن أليست ممثلة جيدة؟

- كلا.

* لكن رصيدها كبير في الفن وكل النقاد يشيدون بموهبتها؟

- ربما هي تعجب غيري لكنها لا تعجبني أنا شخصيا.

* ما رأيك في الفنانة يسرا؟

- ممثلة جيدة وأنا أحبها جدا. لكن هناك أفلاما لها تعجبني وأخرى لا تعجبني.

* ومن يلفت انتباهك من بين الممثلين الرجال؟

- من الجيل الجديد لا يعجبني أحد، إنما من جيلي هناك كمال الشناوي وعماد حمدي وسواهما.

* ولماذا لا يلفت انتباهك أي من ممثلي الجيل الجديد، الذي في معظمه من خريجي الجامعات؟

- «من غير ليه.. هذا رأيي وخلاص».

* ما هو الوصف الدقيق الذي ينطبق على السينما المصرية؟

- السينما المصرية ماتت.

* والدراما المصرية؟

- عندما تموت السينما، تموت الدراما التلفزيونية وراءها فورا، لأن من يظهرون في السينما هم أنفسهم الذين يظهرون في التلفزيون.

* لطالما انتقدت الممثلات اللواتي أعدن على التلفزيون تمثيل أدوار سبق أن قدمت على الشاشة الكبيرة.. لماذا فعلت ذلك؟

- لأنهن لم يقدمن تلك الأدوار بضمير. نيرمين الفقي مثلا أعادت تقديم فيلم «رد قلبي» على شكل حلقات تلفزيونية وكانت «زفت ومقرفة». كان يجب أن تسألني عن الدور، ولو أنها فعلت ذلك لكنت ساعدتها، لكنها لم تفعل وفشلت فشلا ذريعا، وبعدها ابتعدت عن التمثيل.

* ماذا تتابعين على التلفزيون عادة؟

- أتابع المحطات العربية حتى الساعة السابعة والنصف أي موعد صلاة العشاء، ومن بعدها أنتقل فورا لمشاهدة القنوات الأوروبية.

* لماذا؟

- لأنني لا أستطيع أن أمضي السهرة في مشاهدة أفلام تافهة. عادة أتابع الأخبار على القنوات المصرية، أما على القنوات الأوروبية فأشاهد الأفلام الأجنبية، لأن لها معنى ومغزى، ولأن ممثليها جيدون.

* وكيف تمضين أوقاتك نهارا؟

- أحيانا يزورني أحفادي في البيت، وأحيانا تزورني شادية، كما أنني أيضا أزورها في بيتها، كما كنت ألتقي كثيرا بالفنانة هند رستم قبل وفاتها.

* هل تعتقدين أن جيلكن الفني لن يتكرر؟

- على الإطلاق، فنحن اشتغلنا في السينما لأننا نحبها. من المستحيل على أي ممثلة أن تقدم فيلم «المرأة المجهولة» كما قدمته شادية.

* تحدثت عن علاقتك الجيدة بالفنانة الرحلة هند رستم وبالفنانة شادية، كيف تصفين علاقتك بالفنانة فاتن حمامة؟

- أنا «مش زعلانة» منها، لكن من لقبها. اذكري لي أنتِ فيلما واحدا لفاتن حمامة لكي تحمل لقب «سيدة الشاشة»!.. هل أفلامها أجمل من أفلامي «الأيدي الناعمة»، «طاهرة»، «رد قلبي».. في كل أفلامها كانت «شحاتة أو تبيع ورق يانصيب»، أي أنها قدمت أدوار «الكحيانة».

* تقصدين أنها لا تسحقه؟

- وكان الأجدى بها أن تنكره وتقول «أنا لست سيدة الشاشة العربية». يجب على «البني آدم» أن يكون صاحب ضمير وأن يخاف من ربه.

* وهل أنتِ راضية عن ألقابك؟

- كلا.. أنا مريم فخر الدين، ومريم هو أجمل اسم في العالم.

* ثمة عدد كبير من الفنانات ارتدين الحجاب وابتعدن عن التمثيل. برأيك هل الفن حرام؟

- بل الفن حلال جدا. لكن يجب على الفنانة التي ترتدي الحجاب أن تلتزم بيتها وأن تتفرغ للصلاة والصوم، كما فعلت شهيرة زوجة الفنان محمود ياسين.

* بما أن الفن حلال، لماذا تهجره الممثلات نحو الحجاب؟

- لأنه تحول إلى تجارة وموضة. والدتي مسيحية، والراهبات وحدهن هن اللواتي يرتدين الحجاب بين النساء المسيحيات، وأنا لا يمكنني أن أصبح راهبة بما أنني مسلمة.

* بما أنك مسلمة، لماذا لا ترتدين الحجاب؟

- قلت لك إن والدتي مسيحية من مواليد بودابست، ووالدي محمد فخر الدين عارف من مواليد جدة، وهو ليس سعوديا، لكن والدته كانت تؤدي فريضة الحج أثناء حملها به، وهو أبصر النور خلال عودتها إلى مصر، لأنهم قديما كانوا يسافرون على الجمال، أي أن والدي أدى فريضة الحج وهو في بطن أمه. إنما أنا مسلمة موحدة بالله، أديت مناسك العمرة والحج، وزرت الجامع الأزهر، وأصلي وأصوم.

* وهل ترين أن القبلة مسموحة على الشاشة؟

- لو الدور تطلب ذلك، لكن أن تقوم الممثلة بتقبيل الممثل الموجود أمامها لمجرد التقبيل، فهذا غير مسموح على الإطلاق.

* هل تشجعين أحفادك على العمل في الفن؟

- ابنتي إيمان شاركت رشدي أباظة فيلم «ملاك وشيطان» عندما كانت صغيرة، لكنها لم تحب التمثيل، بل فضلت الزواج والإنجاب.

* ماذا تعلمت من الفن؟

- حياتي كلها وعمري كله. كل فيلم فيه عبرة، وأنا تعلمت منها قبل الجمهور.

* وأنتِ في مثل هذا السن، ماذا تريدين من الحياة؟

- لا شيء.. أريد أن أموت وأن يكون مثواي الجنة.

* هل تعتقدين أن الجنة ستكون مثواك الأخير؟

- لا أعرف.. ربنا هو الذي سيحاسبني في يوم من الأيام. كلما أصلي أدعو إلى الله وأقول له «يا رب افتكرني لما أموت وأدخلني الجنة».

* هل أخطاؤك كبيرة؟

- فقط، زيجاتي وطلاقي أربع مرات.

* لا توجد أخطاء سواها؟

- لا أعتقد!.. أنا إنسانة تخاف من ربها كثيرا.

* ما رأيك في الثورة المصرية؟

- حسني مبارك كان يضحك علينا منذ اليوم الأول لتسلمه الحكم. فهو كان إلى جانب أنور السادات عند اغتياله، وعندما أطلقوا عليه الرصاص خطى خطوتين نحو الأمام، لكنه وبمجرد أن أصبح رئيسا تحول إلى رجل «وِحِش»، لأنه ظهر على الشاشة وهو يربط يده بقطعة من الشاش «قال يعني هوّه اتعوّر في إصبعه». هو يستحق كل ما حصل معه بسبب الثورة.

* وما رأيك في الشباب المصري؟

- الشباب المصري «ضايع» ولا يعرف ماذا يفعل.

* لكنه قام بالثورة؟

- هذا صحيح.. هو قام بالثورة وأراحنا من حسني مبارك، لكنه الآن لا يعرف كيف يتصرف. هو بحاجة إلى «ريس جامد» لكي يرشده ويدله إلى الطريق الصحيح.

* ماذا تقولين للشباب المصري؟

- «اقعد في بيتك، فكر بمخك، وبعدين اتصرف».

* من هو الرئيس الذي تتمنينه لمصر؟

- محمد البرادعي أو عمرو موسى.

* ولماذا اخترت هذين الرجلين دون سواهما؟

- لأنهما يفكران بشكل جيد، وأنا أحب الذين يفكرون بشكل جيد قبل أن يتصرفوا.

* ولمن من بينهما سوف تمنحين صوتك في الانتخابات الرئاسية؟

- عندما يعلنان ترشيحهما، لا بد أن أعطي صوتي لواحد من بينهما.