غادة عبد الرازق: خالد يوسف تعمد إحراجي وإهانتي ولن أتعامل معه

الفنانة المصرية تتساءل عبر «الشرق الأوسط»: أين الحرية والديمقراطية التي يقول عنها؟

غادة
TT

بعد أن اعتاد الجمهور أن يشاهد الفنانة غادة عبد الرازق في أدوار الفتاة الشعبية، وآخرها في مسلسل «سمارة» في شهر رمضان الماضي، قررت أن تغير جلدها تماما، حيث تظهر في دور أم تعاني من مشكلات مع أولادها، وذلك ضمن أحداث مسلسلها الجديد «حكاية حياة»، الذي تقدمه مع فريق عمل جديد.

التغيير أيضا يتواصل مع غادة عبد الرازق في السينما، حيث توضح في حوارها مع «الشرق الأوسط» أن فيلم «ريكلام»، الذي تنتهي من تصويره بعد أيام قليلة، يعد بداية مرحلة جديدة في حياتها السينمائية وانزواء أخرى، نافية ما تردد عن أن الفيلم يسيء لسمعة مصر، مؤكدة وطنيتها.

كما تكشف في حوارها مشكلتها مع المخرج خالد يوسف، مخرج فيلمها الأخير «كف القمر»، معلنة أنها لن تتعامل معه مرة أخرى فنيا أو إنسانيا. وبعيدا عن الفن، تتحدث عن رأيها في الأوضاع في مصر حاليا، ومرشحها الذي ستختاره للرئاسة. وهذا نص الحوار.

* بعد أن قدمتِ مسلسل «سمارة» رمضان الماضي، قررتِ مؤخرا خوض تجربة درامية جديدة، فماذا عنها؟

- المسلسل يحمل اسم «حكاية حياة»، وهي تجربة مختلفة وبعيدة تماما عن كل الشخصيات التي قدمتها من قبل، حيث ألعب دور سيدة من طبقة راقية كي أخرج من دور بنت البلد الشعبية، حيث أجسد دور أم تعاني من مشكلات مع أولادها، وسيكون مفاجأة من نوع خاص، ولا أستطيع الإفصاح عن تفاصيل أكثر من ذلك، لكني على يقين أن هذا الدور سيعجب الجمهور جدا، فالمسلسل يقدم حدوتة اجتماعية لطيفة كتبها المؤلف أيمن سلامة ومن إخراج المخرج محمد سامي.

* هل تغيير المخرج محمد النقلي والمؤلف مصطفى محرم يمثل نقلة مختلفة بالنسبة لك؟

- بالطبع، فهذا مثل تغيير الجلد، فقد شعرت أني في أمسّ الحاجة إلى التعامل مع فريق جديد، وقد أعجبت جدا بالمخرج محمد سامي حينما قدم مسلسل «آدم» في العام الماضي، ورأيت أنه يمتلك رؤية مختلفة حيث إنه قدم الحارة الشعبية بشكل جديد، وكذلك السيناريست أيمن سلامة، الذي يقدم من وجهه نظري تجربة مختلفة تماما عن كل تجاربه السابقة، وعلى الرغم من أنه كتب حتى الآن خمس حلقات، لكن أدركت أن العمل سيكون مختلفا.

* تردد أنكِ صاحبة فكرة المسلسل، هل هذا صحيح؟

- هذا حقيقي، لكن أنا أتعامل مع مخرج وسيناريست كلاهما محترف، لكن هذه هي المرة الأولى لي التي أتدخل فيها، حيث أحتاج إلى نقلة في حياتي الفنية، لأنني أريد أن أحافظ على اسمي ومكانتي.

* الانتقال من أداء دور المرأة الشعبية إلى الراقية يختلف، ألا تقلقي من خوض التجربة؟

- صحيح، لكن هذا هو التحدي الذي أقصده، وفكرت في الانتقال من الأدوار الشعبية إلى المرأة «الكلاس» لأن البعض يراني أنسب في تقديم الأدوار الأولى أكثر، وهنا تكون المغامرة، لكن لا بد للفنان أن يتنوع في اختياراته وأدواره وهذا ما أفعله.

* ألم تفكري بعد مسلسل «سمارة» في التركيز على السينما والابتعاد عن الدراما قليلا؟

- في هذا التوقيت لم يكن مناسبا الابتعاد عن الدراما، بل ليس من الذكاء أن أترك مكاني خاليا.

* وقعت مؤخرا مسلسلك مع قناة «سي بي سي» أليس في ذلك تقييدا لك؟

- أنا لا أنظر إلى «الحصري» بهذا المنظور، وأعتقد أن الفنان حينما يتم عرض مسلسله حصريا على قناة معينة، جمهوره سوف يبحث عنه، مثل من ينزل إلى السينما ويدفع تذكرة من أجل فنان معين، مع الفارق طبعا أن التلفزيون ليس به مصروفات.

* تردد أن الفنان عمر الشريف سيلعب دور البطولة أمامك، ثم خرج ونفى الأمر، فما الحقيقة؟

- الحقيقة أنني كنت أتمنى أن يقبل النجم العالمي عمر الشريف الاشتراك في بطولة هذا العمل، لكن أعترف أن الدور ليس كبيرا، حيث كان من المفترض أن يلعب دور والدي، والشركة المنتجة قالت سنعرض عليه الدور، ولو كان وافق لكان ذلك شرفا لنا جميعا.

* شاركتكِ الفنانة لوسي بطولة مسلسل «سمارة» بل سبق اسمها اسمك على «التيتر»، هل هذا نوع من البحث عن نجوم كبار كإضافة للعمل؟

- بالطبع، وأنا أحب أن يكون كل فريق العمل «منورا» معي، وهذا الأمر يسعدني، فلا أحب الانفراد بالعمل وحدي، والتميز يخلق حالة من التنافس.

* نلتِ مؤخرا سلسلة من التكريم خارج مصر لمسلسلك «سمارة»؛ فماذا عن ذلك؟

- فعلا ذهبت مع فريق العمل إلى لبنان والأردن ولندن وباريس، وما لمسته أن ذوق الجمهور يختلف في كل دولة عن الأخرى، واستغربت جدا تركيز بعض الجمهور على بعض التفاصيل الصغيرة في الماكياج والملابس.

* لماذا قررت تأجيل مسلسل «حتشبسوت»؟ وهل تم تحديد طاقم العمل؟

- لأنه عمل ضخم ويحتاج إلى تحضيرات كبيرة وإنتاج قوي، كما أن اسمي المؤلف والمخرج سر لن أقول عليه، وسوف يكون بمثابة مفاجأة تظهر في الوقت المناسب، والذي أندهش منه أن بعض الفنانات صرحن مؤخرا أنهن يحلمن بتقديم دور حتشبسوت.

* ما حقيقة خلافاتك مع المخرج خالد يوسف في فيلمك الأخير «كف القمر»؟

- كل ما في الأمر أنه كان هناك بعض خلاف في وجهات النظر، وقد خرجت وأعلنت ذلك بعد فترة طويلة من الصمت، والغريب في الأمر أنه أثناء عرض الفيلم في مهرجان الإسكندرية السينمائي الأخير اتصل بي المخرج خالد يوسف، وكنت وقتها في باريس، وقال لي: «لننسَ الخلافات ونقف بجوار فيلمنا»، فقلت له: «حاضر يا أستاذ»، وبالفعل ذهبت إلى حفل الافتتاح، لكنه تجاهلني تماما وكأنه لم يرني، فشعرت أن هذا التصرف مقصود منه إحراجي، فقلت: لن أذهب لعرض الفيلم، وسأكتفي بحفل الافتتاح.

* وماذا حدث بعد ذلك؟

- فوجئت به يتصل بي مرة أخرى ويقول إنه لم يرني، ودعاني لأشاهد الفيلم، فقلت له: حاضر للمرة الثانية، لكن هذه المرة طلبت من زميل قبيل عرض الفيلم أن يقول لي ما يحدث، وفعلا اتصل بي وأخبرني أن المخرج حذف لي مشاهد كثيرة من دوري، وقام بتعديل ترتيب اسمي على التيتر، فقلت لنفسي إنه كان يقصد هذه المرة إهانتي بشكل واضح أمام زملائي والجمهور، ثم اتصل بي مرة ثالثة، وبرر موقفه لمساعدتي بأن الدراما التي بداخل الفيلم اختلفت. لذا قررت عدم التعامل معه مرة أخرى فنيا أو إنسانيا، لأنني تعرضت لإهانات كبيرة من أجله في فيلم «الريس عمر حرب»، بسبب القبلة، ولم أكن أنا بل دوبليرة، وعلى الرغم من ذلك التزمت الصمت، وما أقوله له الآن ليس من أجل خلاف في الرأي تظلمني، وأسأله: أين الحرية والديمقراطية والعدالة التي تتحدث بها؟

* اتهمتِ بالإساءة لسمعة مصر بسبب فيلمك الجديد «ريكلام»، ما ردك؟

- أولا هذا الكلام ليس منطقيا، لأنه لم ير أحد الفيلم حتى الآن كي يتهمني بالإساءة لسمعة مصر، ولا يجب أن يزايد أحد على وطنيتي، وحينما نزلت في مظاهرات حب مصر تأييدا للرئيس مبارك كان ذلك قرار صعبا، لكنه كان نابعا من داخلي ولم يدفعني أحد لاتخاذه. وبخصوص الفيلم، فأنا على يقين أن الجمهور حين يراه هو الذي سيدافع عنه، لأن المنتج محمد حسن رمزي حينما قرأ الورق قال لي بالحرف الواحد: «أنا تعاطفت مع هؤلاء البنات»، قاصدا بطلات الفيلم.

* متى تنتهين من تصوير دورك فيه؟ وهل تم تحديد موعد لعرضه؟

- يتبقى لنا أيام قليلة وننتهي من تصويره، ومن المفترض أن يتم عرضه في موسم إجازة نصف السنة لأنني أعتبره فيلما «ثقيلا».

* سبق وأن قلتِ أن فيلم «ريكلام» بداية مرحلة جديدة في حياتك الفنية وانزواء أخرى؛ فماذا تقصدين؟

- الفيلم تجربة مختلفة تماما عما قدمت من قبل، لأن البعض ردد في الفترة الأخيرة أن سر نجاحي هو «خلع ملابسي»، لكني أقول لهم: شاهدوا هذا الفيلم، وسترون حجم موهبتي. كما أنني من الممكن أن أنجح بعيدا عن أي مخرج يدعي أنه صاحب فضل عليّ، فمن الممكن أن يساعدني أحد في دور، لكن الموهبة من عند الله.

* ما تبريرك أنكِ دائما موضع الانتقادات والاتهامات؟

- لم أعد أعرف ماذا يريد الناس مني، لذا قررت أن أخرجهم من حساباتي والتركيز على عملي فقط، الذي أريد أن أكون مختلفة فيه 180 درجة عن السابق.

* بعيدا عن الفن؛ ما رأيك فيما يحدث في مصر الآن من فتنة طائفية وحوادث بلطجة؟

- مقلق للغاية، ولا أعرف مصير البلد إلى أين، فمصر بلد الأمن والأمان، وما يحدث فيها حاليا من أجل زعزعة الاستقرار، وهذا ليس كلامي بل كلام مثقفين وسياسيين مدركين تماما للوضع الحالي.

* هل اخترت مرشحا للرئاسة؟

- حتى الآن لا، لأنه لم أجد واحدا منهم وضع برنامجه الانتخابي، أو قال لنا ماذا سيفعل للبسطاء.

* هل أنت قلقة من سيطرة الإخوان المسلمين خلال الفترة المقبلة؟

- إطلاقا، بل لو اقتنعت ببرنامج أحدهم فسوف أرشحه للرئاسة، وأنا مع المستنير، ومع من يقول الدين لله والوطن للجميع.

* ما رأيك صراحة في الحكومة الحالية بقيادة الدكتور عصام شرف؟

- لا أعرف منهم أحدا، كما أنه لا يوجد دور محدد لوزير فيهم، فالمسؤول عن كل شيء هو المجلس العسكري.

* هل أنتِ مع وصول أحد أفراد القوات المسلحة للحكم؟

- لا يوجد مشكلة في ذلك، فالمهم أن لا نجعل الرئيس القادم يعمّر في الكرسي.