سينما

إيدي مورفي كما يبدو في: «سرقة برج»
TT

* جولة في سينما العالم في مثل هذا اليوم من سنة 2005 توفّي المخرج والمنتج والصديق الكبير مصطفى العقاد في حادثة إرهابية وقعت في عمّان، الأردن، راح ضحيّتها كذلك مئات الأشخاص بين قتلى ومصابين.

أعرف الكثير عن مصطفى العقاد بحكم صداقة مهنية ربطتنا طويلا، منذ أن استدعاني لحضور تصوير «الرسالة» في ليبيا وحتى أواخر أكتوبر (تشرين الأول) 2005 حين زرته في مكتبه كما كنت أفعل دائما. كان ذلك هو اللقاء الأخير، من دون أن يعرف أي منا أنه كذلك. سألني إذا كنت أريد أن أسافر معه إلى عمّان لحضور الحفل. لكني لست رجل حفلات وسفري دائما مرتبط بالعمل. قال لي: «أراك إذن في مهرجان القاهرة». هززت رأسي على هذا الأمل - ثم إذ بلغني الحادث المؤلم، لم أسافر إلى القاهرة، بل لبيت دعوة لمهرجان دبي واشتركت مع دريد لحّام ومنى واصف وشخصيات أخرى في مؤتمر حوله. أحد المشاركين كان اسمه نبيل ضو. هذا عمل مع المخرج من منتصف السبعينات. كان اليد اليمنى له فيما يتعلق بالجانب المالي وكان دائما ما يقول لي: «مصطفى بيحبك» فأبتسم وأشعر بأني استحققت هذا التقدير ولو أنني لم أكن أعرف السبب أو أبحث فيه. نبيل ضو توفي بعد سنتين من رحيل العقاد.

دور مصطفى العقاد في السينما العربية ليس كدور أي من الآخرين.

هناك مخرجون عرب جيّدون عديدون، لكنهم جماعات مختلفة. يشترك أعضاء كل منها بسمات خاصّة، أو بفهم معيّن للسينما أو بترجمة أسلوبية مغايرة لمعانيها. بعضهم مخرجو قضايا، وبعضهم مخرجو لغات فنية.

أعداد منهم ملتحقة بما تعتبره سينما الذات، وأعداد أخرى تؤمن بالسينما حسب النوع والمنهج. كل ذلك من دون أن يعني أن أصحاب هذا المنهج هم أفضل من أصحاب منهج آخر. ولا أن السينما الذاتية هي الوحيدة التي تستحق من النقاد الالتفاف حولها، في حين أن السينمات الأخرى ليست ذات أهمية.

العقاد وقف وحده على بعد من الجميع. تميّز، والكلمة هنا في مكانها الصحيح، بأن العالمية بالنسبة إليه لم تكن هو، بل كانت الفيلم الذي يحققه.

وهو سعى إليها لأنه كان يحب التعبير عن قضاياه بالسينما التي كان يراها مناسبة. وقضاياه ليست سياسات محلّية ولا أفكارا داخلية أو قضايا محدودة. كان يطمح لأن تأتي أفلامه تعبيرا عن العالمين الإسلامي والعربي فكان «الرسالة» للغاية الأولى و«أسد الصحراء» للثانية، وفي الاثنين تحدّث عن الإسلام وعن الهوية العربية وثقافتها وتأثيرها. والمرّة الوحيدة التي استطاع فيها فيلم عربي حمل هذه الاهتمامات إلى العالم بلغة إنتاجية صحيحة، كانت في هذين الفيلمين. الأفلام العربية الأخرى التي أمّت مهرجانات العالم فعلت ذلك على أساس أنها فنيّة صرف، وكان الهم الإبداعي محصورا في محاولة التواصل مع مثقّفي السينما وحدهم.

كثير كُتب عن مصطفى العقاد وبعض الكتابات كانت تهكّمية وإحداها ما ذكره كاتب قال إنه لم يكن مخرجا وكان منتجا فاشلا. هذا لا يغيّر من الحقيقة أي شيء. مصطفى كان مخرجا بلا ريب، ولديه أفلام تؤكد ذلك، ولم يكن فاشلا وإلا لما كوّن ثروته من داخل هوليوود كما من خارجها، وامتلك الاستوديو الإنجليزي الذي اشتراه. لكن أهم صفاته أنه كان إنسانا كبير القلب والوجدان. يكفي أن غيابه لا يزال مفتقدا وأعماله ما زالت فريدة النوع والقيمة.

* الممثل الأميركي الكوميدي: نشأت في بيت كان كل من فيه يتمتع بحس فكاهي

* إيدي مورفي لـ «الشرق الأوسط» « : في السنوات الأخيرة قمت بتمثيل بعض أسوأ الأفلام محمد رُضــا وُلد إيدي مورفي نجما من الفيلم الأول. سنة 1982 قدّمه المخرج وولتر هيل في بطولة مشتركة أمام نك نولتي في فيلم تشويقي عنيف اسمه «48 ساعة». كان في الثانية والعشرين من عمره، وكان ظهوره كوميديا لم يمض عليه سوى عامين فقط، فهو خرّيج البرنامج الكوميدي التلفزيوني Saturday Night Live، ذلك الذي تخرّج فيه عدد كبير آخر من الكوميديين من بيل موراي إلى مايك مايرز ومن جيم بالوشي وبيلي كريستال إلى دان أكرويد وجوان كيوزاك. في أول ظهوره في حلقات ذلك البرنامج كانت أدواره أقرب إلى «قفشات» عابرة. العقد المبرم مع منتجي البرنامج كان ينص على أن يلتزم معدو وكاتبو البرنامج بتقديمه في أدوار ثانوية كونه من الممثلين «غير المؤهلين بعد للبطولة».

تغيّر كل شيء بالنسبة إليه حين لعب دور اللص الظريف الذي يخرجه التحري العنيف نولتي من السجن لكي يساعده في القبض على عصابة من شقيين دمويين. استلم بطولة كل الأفلام التي لعبها منذ ذلك الحين ومنها ثلاثية «شرطي البيفرلي هيلز» و«تبادل أماكن» و«48 ساعة أخرى» و«ليالي هارلم».

المشكلة بدأت في النصف الثاني من التسعينات، حين أخذته الرغبة في تعداد الشخصيات التي يؤديها في الفيلم الواحد. في «الماكياج» الثقيل على الوجه، والحيل الغرافيكية لتحويله بدينا أو عجوزا أو امرأة. كان ذلك مضحكا في «دكتور دو ليتل» وغريبا في «البروفسور المجنون»، ثم بات أكثر هباء لموهبته، وأكثر إضاعة للوقت فيما بعد. وزاد من الأمر سوءا أن عدّة من أفلامه التي اعتقد أنها ستحقق نجاحات كبيرة، ومنها «أنا جاسوس» و«مغامرات بلوتو ناش» و«نوربيت» سقطت تجاريا ونقديا.

في «سرقة برج»، فيلمه الحالي الذي يتحدّث عن مجموعة من الشخصيات التي تنوي سرقة خزنة مالك ناطحة سحاب، لا ينفرد إيدي بالبطولة، ولا يبدأ الفيلم به أو ينتهي عليه وحده، لكن الفيلم يبدأ فعليا، وبعد نحو عشرين دقيقة، حينما يظهر على الشاشة لأول مرّة. بطله الآخر، بن ستيلر، لا يبدو أنه قادر على إبقاء شعلة الاهتمام موقدة قبل ذلك. الفيلم، بسبب سوء تنفيذه رغم هالاته المشهدية، ليس لديه ما يقوله عن أي من شخصياته وممثليه، لكن ظهور إيدي من البراعة الأدائية، بحيث ينبري مختلفا عن أترابه ولمعظم المشاهد التي يظهر فيها.

* متى اكتشفت في نفسك موهبة الكوميديا؟

- نشأت في بيت كان كل من فيه يتمتّع بحس كوميدي. عائلتي كانت تهذر كثيرا وكانت سعيدة. والدي كان كل شيء فيها وكان إنسانا مرحا. جئت من عائلة مرحة بالفعل.

* وضحكتك؟ كيف استطعت بلورتها؟ إنها فريدة من نوعها بين من يضحكون على الشاشة.

- لم أبلورها. هي ضحكتي الطبيعية أو كانت كذلك سابقا. لم أطوّرها أو ابتدعها بل هكذا كنت أضحك في حياتي الخاصّة.

* كيف بت تضحك الآن؟

- (يضحك)... هل ترى الفرق؟

* هل هذه ضحكتك الرسمية خلال حفل الأوسكار الذي آل إليك تقديمه؟

- هناك من المفترض بي أن أكون قادرا على إضحاك الناس وليس الضحك. لو ضحكت أنا ولم يضحك الجمهور كان ذلك مخيفا. لكن المسألة في السنوات الأخيرة باتت نوعا من التحدّي الذي على الكوميدي أن ينجح فيه لإثبات أنه كان أهلا لاختياره مقدّم الأوسكار. طبعا البعض نجح أكثر من البعض الآخر. أذكر حين قام (التلفزيوني) جوني كارسون بتقديم الحفلة وأذكر أنه كان ناجحا. وأنا واثق من أن حفلة الأوسكار يمكن أن تنجح كثيرا. الأوسكار يمكن له أن يصبح عرضا ترفيهيا عظيما إذا ما تم اختيار الشخص الصحيح لتقديمه والمجموعة الصحيحة لكتابته. هذه توقّعاتي. لم أختبر هذا الحفل من قبل، لكني أعتقد أن ذلك ممكن إذا ما توفّرت تلك العناصر.

* عدد ملحوظ من أفلامك الأخيرة لم يحظ بالإعجاب. هل كان ذلك سببا في قبول «سرقة برج» علي أساس أنك واحد من مجموعة الممثلين ولست منفردا في البطولة؟

- الحقيقة أنني ساهمت في تمثيل بعض أردأ الأفلام في الآونة الأخيرة. أعترف بذلك، لكني لا أمعن التفكير في هذه المسألة قبل اختياري الفيلم الذي سأقوم بتمثيله. ربما علي أن أفعل العكس وأتعلّم من أخطائي.

* متى تدرك إذن أن الفيلم كان رديئا؟ هل تتابع أرقام مبيعات التذاكر؟

- لا أفعل ذلك إلا في الأسبوع الأول. أدرك حينها كم أنجزت من النجاح. حين يخفق الفيلم في الوصول إلى قمة «البوكس أوفيس» أعلم أنني أخطأت الاختيار. وأن الفيلم لم يعجب الناس لأنه لم يحقق المأمول منه.

* لكن هناك الكثير من الأفلام التي يقودها كوميديون تسقط هذه الأيام وليس فقط بعض أفلامك الأخيرة.

- هذا صحيح. المسألة بالتأكيد لها علاقة بكيف يريد الجمهور أن يرى بطله الكوميدي. هل لاحظت مثلا أن الممثل الكوميدي هو أكثر من سواه محكوما بالنمطية. لا يستطيع التغيير. ليس حرّا في ذلك. إذا مثّل فيلما دراميا فإن الغالب أن الفيلم سيسقط. حتى ولو بقي كوميديا لكنه أمّ مواضيع مختلفة عن تلك التي صاحبت بداياته، وهذا حدث معي أنا، سقطت أيضا. لكني أريد تصحيح بعض ما ورد في سؤالك السابق، لم أختر الانضمام إلى «سرقة برج» لكي أغيّر شيئا أو لأنني أتوق إلى النجاح مع مجموعة من الممثلين. المسألة ليست على هذا النحو مطلقا. لقد كتبت المشروع بنفسي.

* لم أكن أعلم ذلك.

- في الأصل كانت الفكرة التي وضعتها أنا هي تماثل مع سلسلة «أوشن». المقابل الكوميدي لتلك الأفلام («أوشن 11» وجزآه اللاحقان هو فيلم تشويقي حول مجموعة من المحترفين يحاولون سرقة الكازينو ومن بين أبطاله براد بت، جورج كلوني، مات دايمون وجوليا روبرتس - المحرر). لسنتين حاولت كتابة هذا المشروع وتعاونت مع كتّاب بغاية إيجاد حكاية تمنح الشخصيات جميعا ما تقوم به. هذا كان صعب المنال. لم يكن هيّنا على الإطلاق ولفترة اعتقدت أنني لن أبلغ بهذا المشروع إلى أي نتيجة. في النهاية قلت لبرت راتنر (المخرج) إنني لم أعد استطيع الاستمرار في هذا المشروع. لقد بلغت سدّا. ربما كان من الأفضل أن يدور حول شخص واحد وحوله باقي الشخصيات عوض أن تكون كل هذه الشخصيات في مستوى واحد من البطولة. لكن عمليا توقّفت عن متابعته لأن اهتمامي به فتر. بعد ذلك علمت أن بن ستيلر مهتم بتمثيل تلك الشخصية ثم فكّر ستيلر في أنني أصلح لشخصية مساندة ففاتحني بالأمر. ووافقت من دون أي تحفظ. هذا هو جزء من طبيعة الممثل المحترف. لا علاقة لحجم الدور بأي شيء آخر.

* كتبت الموسيقى لعدّة أفلام وغنيت أيضا وفي السنوات السابقة بدا كما لو كنت تستطيع اختيار الغناء لو أردت.

- صحيح. لكني لم أتوقّف عن التأليف الموسيقي، لكني لم أعد أقوم بإنتاج الاسطوانات. إنه شيء مثير لغرابة الجمهور أن يقوم ممثل بالإنتاج الموسيقي أو بالغناء. يبدو الأمر غير طبيعي. إنه «من هو هذا المغني - الممثل؟» «لماذا يفعل ذلك؟»، وأنا لم أرد أن أظهر بهذه الصورة. ما أقوم به الآن هو أنني أؤلف لنفسي وأسجل الأغاني من دون إطلاقها حتى يمكن، بعد مائة عام من الآن، عندما يختفي التمثيل، أن يسمعها جيل مقبل ويمنحها اهتمامه.

* كم ولدا عندك؟ ومن منهم واقع في حب التمثيل؟

- عندي ثمانية أولاد. كل واحد منهم طريف على طريقته الخاصّة. لكن ليس منهم من يريد أن يصبح ممثلا. بعضهم لديه هوى موسيقي. أحدهم يستطيع الغناء. مواهب مختلفة لكن ليس هناك من كوميدي بعد.

* أخيرا، «سرقة برج» يدور حول عاطلين عن العمل ومتضررين من قيام نصاب ثري بسرقة أموالهم. ألا يصب ذلك في خانة ما يحدث في «وول ستريت» حاليا؟ ما رأيك في ذلك؟

- أعتقد أنه من الواجب على الأميركيين أن ينزلوا للشارع لكي يشتركوا في إبداء آرائهم. هناك مسؤولون يحاولون حل القضايا التي تعاني منها أميركا، لكن الشعب لا بد أن يشترك في هذه المحاولة ويستطيع أن يسمع المسؤولين صوته فيما يتعلّق بالمسائل المهمّة في حياته

* بين الأفلام

* إنديانا جونز الصغير الفيلم: The Adventures of Tin Tin: Secret of the Unicorn مغامرات تان تان: سر اليونيكورن إخراج: ستيفن سبيلبرغ أدوار أولى: جامي بل، دانيال كريغ، أندي سركيس، كاري إلويس، سايمون بغ.

فانتازيا | الولايات المتحدة - 2011 التقييم: ** (من خمسة).

* قبل عام 1981 لم يكن ستيفن سبيلبرغ قد سمع بشخصية «تان تان» ولا تابع رسوم مبدعها البلجيكي إرغيه. لكنه خلال تصوير فيلم «غزاة تابوت العهد المفقود» في تلك السنة، وقع على الشخصية. وحسب المتردد من الحكايات ارتسمت الشخصية في باله منذ ذلك الحين إلى أن قرر الإقدام على تنفيذها في ثلاثة أفلام هذا أوّلها.

لكن هناك رابط آخر بين مغامرات إنديانا جونز الماثلة في ذلك الفيلم (والتي أسست لسلسلة سينمائية خاصّة بها) وبين مغامرات تان تان، وهي أن كليهما مبني على مغامرة في عهود سابقة من القرن العشرين وبطليها متشابهان في دوافعهما، كما أن الفيلمين هما من نوع المغامرات الفانتازية حيث أي شيء قد ينقلب إلى مفارقة أكبر من الواقع وعلى طريقة سبيلبرغ الإبهارية المعهودة.

للأسف، هناك أمر مشترك آخر: كلاهما يسخر من صورة العربي على نحو معيب لفنان يعيش في مثل هذا الزمن. ربما لم يكن سبيلبرغ يعرف الكثير عن العربي في ذلك الحين، لكنه وبعد أن عبّر في «ميونيخ»، قبل أعوام قليلة، عن قدر ملحوظ من فهمه لبعض جوانب الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، من حق المرء أن يعتقد أنه لن يعود إلى تلك السخرية المبتدعة. لكنه في «مغامرات تان تان» يعود بلا شك: الفصل الذي تنتقل الأحداث فيه إلى المغرب تقدّم شخصيات كاريكاتورية بمن فيها أمير بشع الوجه، مثقل الذهن، لاهث النفس لا يمكن أن يشابه إلا عربيا آخر من النمط نفسه اعتادت السينما تقديمه في الثمانينات وما سبق.

«مغامرات تان تان» بأكمله كاريكاتوري، لكن شخصياته الباقية ليست للهزؤ أو لإظهار بشاعتها الروحية أو البدنية، بل للضحك. ليست للسخرية منها بل لمتابعتها مرحا وإثارة. تان تان (والفيلم يسمّيه تِن تِن كون الاسم يحتوي على حرف I الذي يُلفظ كألف بالفرنسية) هو الفتى الصحافي العنيد في ملاحقة ما يبدو لغزا غامضا قد يكشف اللثام عن مغامرة مثيرة. وتان تان (جامي بل) في هذا الفيلم يشتري نموذج سفينة صغيرة من دون أن يعلم أن في باطنها سرا يحاول الشرير ساكارين (دانيال كريغ) الحصول عليه بأي ثمن لأنه مفتاح كنز مدفون. أندي سركيس في دور الكابتن هادوك الذي يشترك مع البطل الصغير في ملاحقة سكاراين وعصبته القاتلة كاشفا عن معارك سابقة بينهما. وهذه المطاردة توصل الجميع إلى بلدة خيالية في المغرب، حيث تقع بعض المواجهات العنيفة التي تنتهي بقيام التحريين تومسون وتومسون (يقوم بهما معا سايمون بغ) بإلقاء القبض على سكارين.

الفيلم مصوّر بهؤلاء الممثلين، وغيرهم، فعليا، ثم تم إدخاله الاستوديو حيث تم تحويل الممثلين إلى شخصيات مرسومة. بذلك هو ليس فيلم أنيماشن من حيث أنه انطلق رسما، بل من حيث أنه انتهى رسما. الأمر الذي يدفعنا للتفكير في أنه لو وُلدت السينما من البداية هكذا، لكانت النقلة التقنية المقبلة هي تقديم الممثلين كممثلين حقيقيين عوض تحويلهم إلى أشكال آدمية بسمات كاريكاتورية. مما يدفع، تلقائيا، للسؤال حول السبب الذي من أجله كان من الضروري تقديم الفيلم بهذه الطريقة.

بالطبع هناك بضعة أسباب لكن لا أحد يبدو قادرا على تبرير الفعل على نحو تام. لكن ما هو أكثر فداحة هو أن الماثل لا يُضحك ولا يُثير لا الصغار (ابن زميل صحافي فضّل النوم) ولا الكبار إلا في مواضع معيّنة عليك أن تنتظر طويلا قبل أن تقع.

«مغامرات تان تان» فيلم ضوضائي غالبا، تعلوه موسيقى مصاحبة لا تستطيع أن تتجاوز المباشر من مشاهد وضعها جون وليامز بدرايته المعهودة. لفتاته التصويرية بارعة. الإيقاع المتسارع لا يخلق تشويقا، كذلك لا يصنع الإبهار روح العمل بل ينتقص منه.

* لسانك... لسانك

* اللقاء مع إيدي مورفي المنشور في هذه الصفحة، تم قبل نحو عشرة أيام من قيام الممثل بإعلان انسحابه من تقديم حفلة الأوسكار الذي كان تعاقد عليها. القرار صدر صباح الأربعاء، قبل يومين، وفاجأ عديدين ممن لم يتوقّعوا أن يعبّر مورفي عن احتجاجه علي صرف المخرج برت راتنر من القيام بدور المنتج للمناسبة الرابعة والثمانين. وكانت الأكاديمية فسخت العقد المبرم مع المخرج راتنر، الذي أنجز «سرقة برج» مع مورفي، بعدما أدلى المخرج بتصريح صحافي قال فيه: «التدريبات (على حفلة الأوسكار) هي للشواذ جنسيا». المسألة الآن أكبر من تصريح ورفض وفسخ عقد. إنه موقف بين محافظين وليبراليين يتبلور على حساب الحفلة السنوية قبل ثلاثة أشهر من إقامتها.

المخرج الدنماركي لارس فون ترايير كان أدلى قبل أشهر بتصريح اعتبر مسيئا للمشاعر اليهودية حين قال إنه معجب بهتلر وإنه قد يكون «نازيا». لكن الغيوم التي تلبدت فوق رأسه في الربيع تلاشت هذا الشتاء حينما ربح فيلمه «ميلانشوليا» ثمانية ترشيحات لجوائز الفيلم الأوروبي التي أعلنت مطلع الأسبوع.

* شباك التذاكرفي الولايات المتحدة

* شباك التذاكر سرقة الموقع هذا الأسبوع حاول فيلم «سرقة برج» سرقة الموقع الأول لكن الفيلم الكرتوني «القط في الجزمة» دافع عن نفسه واستبسل واحتفظ بالمركز الأول أسبوعا ثانيا. الفيلم الجديد الآخر هو كوميديا عنوانها «كريسماس خاص من هارولد وكومار» الذي اكتفى بالمركز الثالث.

الأفلام 1 (1) Puss in Boots: $34,204,644 (3*) أنيماشن | أصوات أنطونيو بانديراس وسلمى حايك 2 (-) Tower Heist: $25,084,150 (2*) كوميديا | إيدي مورفي، بن ستيلر، كايسي أفلك 3 (-) A Very Harold & Kumar Christmas: $ 13,065,544 (1*) كوميديا | جون شو، كال بن 4 (2) Paranormal activity 3: $8,525,659 (1*) رعب | كريستوفر سميث، لورين بتنر، كليو سينجري 5 (3) In Time: $7,700,832 (3*) تشويق | سيليان مورفي، جوستين تمبرلايك، أماندا سيفرايد 6 (4) Footloose: $4,550,811 (2*) موسيقي | كني وورمولد، جوليان هوف، أندي مكدووَل 7 (6) Real Steel: $3,408,477 (2*) أكشن | هيو جاكمان، أنطوني ماكي 8 (5) The Rum Diary: $2,987,478 (2*) دراما | جوني دب، آرون إكهارت، أمبر هيرد 9 (8) The Ides of March: $2,509,261 (4*) دراما | جورج كلوني، رايان غوزلينغ، ماريسا توماي 10 (9) Moneyball: $2,400,471(4*) دراما | براد بت، فيليب سايمور هوفمن، روبن رايت