نادين نجيم: أحب «الإجرام والأكشن» وأبحث عنهما

لا تعيش عقدة النجومية وتشارك في الأدوار التي تعجبها

نادين نجيم
TT

خلال فترة زمنية قصيرة تحولت نادين نجيم إلى بطلة من بطلات الدراما في لبنان، وإن كانت تجربتها الفنية تجاوزت حدود الوطن بعدما شاركت في المسلسل السوري «رجال الحسم» والمسلسل البدوي «أبواب الغيم».

حاليا يعرض لها مسلسل «ذكرى» الذي شاركت فيه كضيفة شرف، كما أنها تستعد لتصوير الجزء الثاني من مسلسل «أجيال»، وربما تكون في الجز الثاني من مسلسل «باب إدريس»، على الرغم من أنها تفضل عدم التكرار، بل الشروع إلى تصوير مسلسل أهم وأضخم منه. وإلى نص الحوار الذي جرى في بيروت:

* تحول رمضان إلى موسم فني عند نجوم الدراما في مصر وسوريا، فهل تجدين في نفسك نجمة رمضانية، مع إطلالتك فيه للسنة الرابعة على التوالي عبر مسلسل «باب إدريس»؟

- أنا لا أفكر بهذه الطريقة. كل ما في الأمر أنني كنت أتلقى عروضا رمضانية، ولأنها كانت تعجبني كنت أوافق عليها، بعيدا عن التخطيط لأن أكون نجمة من نجوم الدراما في الوطن العربي. أنا لا أعيش عقدة النجمة، والعمل الذي يقنعني أشارك به، بعيدا عن هاجس النجومية، ولقد وافقت على عملي الأخير «باب إدريس» لأن الدور أعجبني، وهو كان سيحظى بالصدى نفسه، حتى لو تم عرضه خارج إطار رمضان.

* هل تعتبرين أن هذا العمل هو الأهم مقارنة مع ما قدمته سابقا؟

- ليس الأهم، بل بين الأعمال المهمة التي شاركت فيها، والتي كان كل واحد منها مختلفا عن الآخر. مثلا المسلسل البدوي «باب الغيم» الذي عرض السنة الماضية كان مميزا جدا.

* وهل ترين أن مساحة دورك المحدودة في مسلسل «ذكرى» الذي يعرض حاليا على شاشة «إل بي سي» تتوافق مع طبيعة مسيرتك الفنية، إذا اعتبرنا أن مسيرة الفنان يجب أن تكون تصاعدية؟

- أنا شاركت كضيفة شرف في مسلسل «ذكرى»، وأعتقد أن أهم النجوم في العالم يحلون نجوما في المسلسلات والأفلام، على الرغم من أنهم يتقاضون ملايين الدولارات عن كل عمل، وليسوا بحاجة إلى أن يطلوا ضيوفا. إلا أنني أحببت دوري في المسلسل، الذي وجدت بحلقة أو بحلقتين منه، لأنه مختلف عن كل الأدوار التي قدمتها سابقا والشخصية التي جسدتها فيه مميزة، أحبها الناس وأشادوا بها ووجدوها قريب للقلب ومهضومة، هذا عدا عن أنها تعكس الجانب الآخر من شخصيتي الحقيقية، ولم أقدمها في أي من أعمالي السابقة. الناس شاهدوني في أدوار الدراما والبكاء والحزن والجنون، وحان الوقت لكي يشاهدونني وأنا أضحك وأمزح وأحب، ولذلك تعمدت المشاركة في العمل، وأعتقد أنه خدمني، حتى إن الكثيرين قالوا لي: «ليتك أكملت في المسلسل، لأننا زعلنا عندما توقفت عن الظهور فيها ولم نعد نجد رغبة في متابعته».

* هل شخصيتك الحقيقية تشبه شخصية «حياة» في المسلسل؟

- تقريبا.. أنا إنسانة متفائلة، تحب الحياة ومهضومة.

* اليوم، عن أي أين دور تبحثين؟

- ليس عن دور معين! أنا لا أزال أحب أدوار الإجرام والأكشن وأبحث عنها.

* خضت مؤخرا تجربة السينما من خلال فيلم «Mom Sorry»، عادة هل تخططين لمسيرتك الفنية أم أنك تتركين الأمر للصدفة؟

- في مسيرتي هناك مكان للصدفة ومكان للفرص التي تأتي من تلقاء نفسها. أنا لا أعقّد الأمور، وما أزرعه حاليا لا بد وأن أقطفه مستقبلا. كل إنسان لديه قناعاته أفكاره وأحلامه.

* وأنتِ، بماذا تحلمين؟

- أنا أحتفظ بأحلامي لنفسي.

* أنا أتحدث عن أحلام فنية وليست شخصية.

- لا أحلم بشيء محدد، وكل ما أتمناه هو المحافظة على المستوى الذي أنا عليه اليوم، بل وأيضا التقدم إلى الأمام. هناك جمهور يحبني، وأنا سوف أعمل من أجل المحافظة عليه وعدم خسارته. لعل أقصى ما أطمح إليه هو المحافظة وتحسين الصورة التي بدأت من خلالها المشوار.

* السينما، ماذا أضافت إلى تجربتك؟ وهل أعطتك ما كنت تبحثين عنه فيها؟

- طبعا، وقريبا سوف أطل في فيلم جديد بعنوان «Cash Flow»، وهو من نوع الكوميديا الخفيفة.

* وهل سيكون دورك فيه كوميديا؟

- لا، بل سأقدم شخصية مهضومة وخفيفة الظل وقريبة من شخصية (حياة) في مسلسل «ذكرى».

* لا شك أنك أصبحت ممثلة محورية في الدراما اللبنانية، ما رأيك في الكلام الذي يتردد عن تكرار للوجوه من عمل إلى آخر؟ وهل ترين أنك معنية به؟

- كل عمل تناسبه شخصية معينة، وأنا لا تناسبني كل الأعمال، لأن البعض منها يناسب سيرين عبد النور، والبعض الآخر نادين الراسي، بينما هناك أعمال تناسبني. لا يمكن لممثلة واحدة «أن تأكل الساحة»، وأنا لا أفكر بمنطق «أنا أو لا أحد»، ولا أؤمن بالمحاربة، وعندما تعرض علي أعمال أختار من بينها ما يناسبني وما أجد أنه يليق بي. أنا أرى أن الكل يشارك، ومن الجيلين الحالي والماضي.

* ولكن بطلات المسلسلات ثابتات.

- هذا الأمر لا ينطق على لبنان فقط. هل يمكن أن تذكري الأسماء التي تبيع في لبنان، التي يتحمّس الجمهور لمشاهدة أعمالها والتي تتحمل أدوار البطولة؟ هي ليست كثيرة... ربما كان يقتصر العدد على 3 ممثلات فقط، واليوم وصل إلى 6 ممثلات، بعدما برزت بعض الأسماء برزت من الجيل الجديد.

* ألا ترين أن هذا العدد محدود جدا ويلحق الضرر بكن كما بالدراما اللبنانية؟

- يجب إلا ننسى أن هناك ممثلات يغبن بسبب ظروف الحمل والإنجاب. الممثلة التركية التي تطل حاليا في مسلسل «بائعة الورد» تطل سنويا في عملين، والأمر نفسه ينطبق على ممثلي الدراما السورية. هل مرّ عام واحد ولم نرَ سلافة معمار أو سلاف فواخرجي أو قصي خولي أو مكسيم خليل في عملين سنويا؟

* الدراما السورية والتركية تتميزان بغزارة الإنتاج الدرامي، بينما في لبنان لا يتجاوز عدد المسلسلات التي تنتج سنويا ثلاثة مسلسلات أو أربعة.

- بل نحن ننتج أكثر من ستة مسلسلات سنويا.

* حتى هذا العدد محدود جدا.

- أحيانا ينفذ المنتج الواحد ستة أعمال سنويا ولكنها لا تعرض دفعة واحدة، بل هي تخضع لبرمجة معينة.

* مؤخرا بدأت محطة «mbc» بعرض مسلسل «أجيال»، الذي تشاركين فيه إلى جانب مجموعة من الممثلين اللبنانيين، ماذا يعني لك ذلك كممثلة لبنانية؟

- لا شك أن هذا الأمر يصب في مصلحتنا ومصلحة الدراما اللبنانية، لأنه تبيّن أن الجمهور العربي أحب العمل. مؤخرا اتصلت هاتفيا بالمخرج حاتم علي، وهو عبّر لي عن مدى إعجابه بالمسلسل، لأنه وجده مميزا على كل المستويات، إخراجيا وتسويقيا وتمثيليا، ولقد أفرحني كلامه كثيرا. الكل صار يمدح الدراما اللبنانية، حتى في الصحافة خفت الانتقادات السلبية حولها.

* القيمون على الدراما اللبنانية والممثلون الذين شاركوا في مسلسلات رمضان اختلفوا حول نسبة مشاهدتها، فالبعض رأى أن مسلسل «باب إدريس» هو الأول جماهيريا، والبعض الآخر أكد أن «الغالبون» هو المسلسل الأول، وثمة من اعتبر أن المرتبة الأولى خطفها مسلسل «الشحرورة». بالنسبة إليك، أي هذه المسلسلات الثلاثة يستحق المرتبة الأولى؟

- كلها تستحق المرتبة الأولى لأنها مسلسلات لبنانية وكلها حظيت بنسبة مشاهدة عالية جدا. «bad propaganda is a good propaganda»، وحتى لو قيل عن أحدها سيئ والثاني جيد فهذا يعني أن كلها نجحت، وصلت وتركت أثرا عند الناس.

* ماذا تحضرين للفترة المقبلة؟

- سوف أشارك في الجزء الثاني من مسلسل «أجيال»، كما يوجد بين يدي مجموعة من السيناريوهات، أعكف حاليا على قراءتها.

* وهل ستشاركين أيضا في الجزء الثاني من مسلسل «باب إدريس»؟

- أعتقد ذلك.

* هل أنتِ مع نظرية تصوير أجزاء ثانية من المسلسلات، خصوصا وأن التجربة تؤكد أنها لا تحقق دائما النجاح نفسه الذي يتحقق مع الجزء الأول؟

- أنا أفضل الجزء الواحد. وأعتقد أن العمل على تصوير عمل جديد أهم وأضخم من مسلسل «باب إدريس» للموسم الرمضاني المقبل أفضل من التكرار، لكن القرار يعود للمنتج وحده.

* وخارج إطار رمضان، هل من جديد تستعدين لتصويره؟

- نعم، هناك عمل لبناني جديد ولكنه لا يزال في مرحلة الكتابة.

* كيف أصبحت علاقتك بالكاتب شكري أنيس فاخوري؟

- جيدة جدا. نحن على تواصل دائم، وأنا أسأل عن أحواله بين فترة وأخرى.

* هل نفهم أن الإشكالات سويت بينكما؟

- في الأساس لا يمكن أن تحصل إشكالات بين أب وابنته.

* وماذا تقولين عن كل ما نشر حول هذا الموضوع؟

- كله كلام جرائد. لمجرد أنني لم أشارك في مسلسل «بلا ذاكرة» استنتج البعض أن هناك خلافات بيننا.

* سؤال أخير: من هو المخرج الذي تحبه نادين نجيم؟

- أنا أحب كل المخرجين، ولكن المخرج الذي أفضله هو فيليب أسمر، لأنني اشتغلت معه أكثر من غيره.

* تريدين على السؤال بالجواب غير المطلوب.

- لأن السؤال غير صحيح. من لبنان تعاملت فقط مع المخرجين فيليب أسمر وسمير حبشي وإيلي حبيب. أنا لا يمكن أن أفكر في الزواج من مخرج أو ممثل، لأنني أفصل تماما بين حياتي الفنية وحياتي المهنية، وهذا ما كنت أفعله أيضا عندما كنت طالبة في الجامعة.

* وخارج إطار المهنة، ألا تعيشين قصة حب؟

- بلى! أنا فتاة وبحاجة كأي فتاة أخرى إلى وجود رجل في حياتي. لكن لا يوجد شيء رسمي حتى الآن.

* ألا تفكرين في الزواج حاليا؟

- بل أفكر في الزواج ولكن في الوقت الصحيح وعندما تسمح الظروف بذلك.

* وبالشخص نفسه الذي تبادلينه الحب حاليا؟

- يمكنك أن تقولي هذا، ولكن بما أنه لا يوجد شيء رسمي حتى الآن، لا أحب أن أتحدث عن أموري الخاصة. أنا أفضل التكتم على حياتي ما دام الخاتم لم يصبح في إصبعي.

* يبدو أن الجمع بين الزواج والفن أصبح توجها عاما عند كل الفنانات.

- إنها سنّة الحياة، وكل امرأة تتمنى أن تكون أُمّا وزوجة وربة بيت.

* ويبدو أن نظرية «الزواج من الفن» سقطت من حساب كل الفنانات.

- كل فنانة في مرحلة من المراحل بحاجة إلى زوج في حياتها. المرأة الذكية هي التي تنجح في التوفيق بين كل شيء، ولطالما عُرف عنها أنها تهزّ السرير بيدٍ والعالم باليد الأخرى.