زياد برجي: بعد نجاحي في «استديو الفن» استقبلتني فيروز في بيتها وأعدت لي «السمبوسك»

الفنان اللبناني قال لـ «الشرق الأوسط» : أنا مجرد فكرة فنية جديدة

TT

عندما تخرج زياد برجي في برنامج «استديو الفن» قبل 15 عاما، كانت هديته هديتين، الأولى فوزه بالميدالية الذهبية، والثانية دعوة وجهتها إليه فيروز بعدما استمعت إليه يغني «أهواك بلا أمل». وكما أن برجي لن ينسى تلك الزيارة مدى الحياة، فهو لن ينسى أيضا طعم «السمبوسك» الذي أعدته له فيروز بصفة خاصة بيديها.

آخر أعمال برجي أغنية «بيحسدوني» للفنان جورج وسوف، التي شكلت حدثا فنيا على مستوى توقيت عرض الفيديو كليب الخاص بها كما هو على مستوى مضمونها كلاما ولحنا وتوزيعا وأداء. فجمهور أبو وديع كان ينتظر على أحر من الجمر أي جديد عنه، بعد الوعكة الصحية التي ألمت به، وكانت أغنية «بيحسدوني» التي أثلجت القلوب وأبكت العيون، وخاصة أن الفنان برجي، قدم من خلال صوت «الوسوف»، عملا إبداعيا، حمل توقيعه كلاما ولحنا.

عن هذا العمل يقول برجي «كل كلمة في الأغنية تتحدث عن (الوسوف). شخصيا، كنت أطمح إلى التعامل معه، وتحقق ذلك من خلال أغنية (بيحسدوني). كان لدي جمل موسيقية لا تتناسب إلا مع أبو وديع لأنه الفنان الوحيد القادر على إيصالها للناس، وتم اللقاء بيننا عن طريق طوني سابا لأنه يؤمن بموهبتي».

ويبدو أن نجاح هذا العمل حث عددا من النجوم على التعامل مع برجي.. هناك ثلاث أغنيات جديدة لـ«أبو وديع»، بالإضافة إلى أغنيات لإليسا، ونانسي، وفضل شاكر، وراغب علامة، وعمرو دياب، ونجوى كرم، وهاني شاكر، وأيمن زبيب، وأصالة، ودارين حدشيتي.

برجي يعيش اليوم ذروة نشاطه الفني وعندما يسأل عن الفرص التي ضاعت منه خلال الفترة الماضية يجيب «الكل يسألني لماذا اليوم؟! ببساطة لأنه لم يعد يشغلني التفكير بعقد يجب أن أوقعه مع متعهد، بالتنسيق مع الصحافة، بالاهتمام بفرقتي، أو بمتابعة الإنترنت. في السابق كنت أقوم بكل هذه الأمور بنفسي، أما حاليا فلدي مدير أعمالي جيلبير فياض الذي أسست معه شركة (AM PM)، وهذا الأمر أراحني وجعلني أتفرغ للتلحين، والكتابة والتمثيل. لست نادما على الفترة السابقة، لأنها خزنت في داخلي أحلاما، غضبا، كبتا وقهرا، على أن تتفجر في مكان معين. كل كلمة ألحنها أشعر أن لي تجربة فيها وكل موقف أوجد فيه وأكتب عنه أجد بسهولة الكلمات التي تعبر عنه».

وينفي برجي أن يكون الجمع بين التمثيل والغناء والكتابة والتلحين، محاولة للتعويض عن العمر الذي مضى.. «يهمني أن أنتقد في أي مجال أعمل فيه وأعتقد أنني في المجالات الأربعة حافظت على قيمتي وقيمة من يعملون معي و(مبيّض) اسم بلدي. في التلحين، لم أطرح لحنا ضعيفا، في الكتابة لم أكتب كلاما سطحيا وغير أنيق، في التمثيل (على قدي بس مقبول)، وفي الغناء أنا جيد ولن أضيف المزيد. لست متطفلا على أي مجال من هذه المجالات، كما أنني (لئيم) جدا في انتقادي لنفسي، وأخجل أن أطل بشكل ضعيف، أن أكتب كلمة ضعيفة أو أن أؤلف لحنا دون المستوى».

وهل يخجل برجي مما يسمعه، هذه الأيام، على مستوى الكلمة واللحن؟.. «لا أريد أن أضيع وقتي أو أن أفتح بابا للأخذ والرد، لأن هناك كما من الأعمال بانتظاري، ولا أملك حتى وقتا لتصفيف شعري. وبعيدا عن (فتح الأبواب) أنا أرى أن الأغنية اللبنانية، أكبر بكثير من أن تكون عتابا و(ميجانا) فقط. صحيح أن هذا اللون، جزء من التراث اللبناني الذي نفتخر به والذي يجب أن يلازمنا طوال حياتنا، ولكنه لا يشكل هوية الأغنية اللبنانية. الأغنية اللبنانية تجر وراءها أغنية ولكنها لا تُجر وراء أغنية وتسجن في زاوية واحدة، وكل ما أتمناه كما كثيرون غيري أن تكون الأغنية اللبنانية في مكان أبعد وأرقى من المكان الذي وضعوها فيه، وأنا والشاعر أحمد ماضي نعمل في هذا الإطار، وهو يسمعني يوميا كلاما جديدا وبمستوى جيد. التوأمة الفنية بيننا عالية جدا ونحن متشابهان في الموهبة، فاللحن الذي يريده لكلامه موجود عندي، والكلام الذي أحبه لألحاني موجود عنده، لأننا ننتمي إلى جيل واحد، ونستعمل مفردات واحدة».

في الماضي كان برجي يفضل أن يكتب بنفسه الكلمة التي يلحنها أما اليوم فلقد تغير الوضع.. «على الرغم من أنني لا أزال أكتب حتى اليوم، لكنني لست غزيرا في الكتابة ولا أستطيع أن أكتب 5 نصوص يوميا، بينما أستطيع أن ألحنها. في إحدى الليالي، التي أطلقت أنا وأحمد ماضي عليها اسم (الليلة التاريخية) أنجزنا 7 أغنيات دفعة واحدة، توزعت على فضل شاكر، نانسي، إليسا، وأيمن زبيب، وبعد أن يتم طرحها سوف نعقد مؤتمرا صحافيا نبث خلاله تسجيل تلك الجلسة مع تفاصيلها. هذا توفيق ورضا من الله».

كيف ينظر برجي إلى المستقبل؟.. هل يتوقع أن يصبح فنانا عظيما كعبد الحليم حافظ؟.. «فنان عظيم، لم لا؟! (حلوة) ولكن لا يمكن لأي فنان أن يصبح عبد الحليم ثانيا، مع أن الصحافية مريم شقير أبو جودة، وضعتني قبل ثلاث سنوات في هذا المكان. أنا أصغر من المقارنة مع عبد الحليم حافظ، وما أطمح إليه أن أكون زياد برجي (فكرة فنية جديدة)، وألا تقتصر تجربتي على الغناء. أريد أن أكون فنانا حقيقيا يعمل ليل نهار، يستيقظ باكرا ويمضي ساعات عمل طويلة في التسجيل والتصوير. أريد أن أحقق كل شيء في حياتي من وراء تعبي وليس من خلال العلاقات. الـ(Phone book) لا يصنع نجما، ومن ينجح من خلاله لن يستمر. الفنان الناجح، هو من يمتلك مادة ناجحة بين يديه، وأنا أحمل مواد عدة متنوعة اجتمعت مرة واحدة في مكان واحد. لا أريد أن أكون عاديا، بل أن أكون (زياد برجي لبنان)، وهذا اللقب يهمني أكثر من أي لقب آخر، مهما كان».

كان سؤلا مستفزا لزياد برجي عندما سألته، عما إذا كانت تجربته الفنية تتشابه مع تجربة الفنان المصري تامر حسني، لناحية أن كليهما، يجمع بين الغناء والتلحين والكتابة والتمثيل.. «سوف أظل محترما لنفسي قدر المستطاع. أنا أحب عمل تامر حسني وجمهوره، ولكنني لا أستطيع أن أقارن نوع الفن الذي يقدمه بنوع الفن الذي أقدمه. المقارنة بيننا فيها تحجيم لفني! ربما هو أنجح مني، يحبه الناس أكثر مني وربما هو (أهضم) مني، وأنا أعطيه هذا الحق، ولكن الفن الذي يقدمه لا يشبه فني. تامر ممثل جيد ومهضوم، ولكنني لا أقبل أن تقارن تجربته في الغناء والتلحين والكتابة بتجربتي، مع العلم أن الفن الذي يقدمه ليس سهلا وربما أعجز أنا عن تقديمه ولكنه لا يشبهني».

في المقابل لا يجد برجي أي سلبية في التشابه بينه وبين الفنان فضل شاكر على مستوى الصوت، الغناء، الأسلوب والشخصية.. «بل هذا مفيد جدا. أنا ألتقي مع فضل على مستوى الشخصية، الأفكار والتصرفات. فهو دخل الفن فقيرا ولا يزال فقيرا. (يا لطيف شو حلو) أن يكون إحساسي قريبا من إحساس فنان مثل فضل شاكر، خاصة أن أحدا منا لا يقلد الآخر. عندما شاركت في برنامج (استديو الفن)، توقع أن أفوز بالميدالية الذهبية، وعندما تعرفت عليه، وسمعني أغني (لايف) اكتشفنا أننا متقاربان في الإحساس، ولكني لا أملك خبرته في الغناء ولا أحب أن أقارن نفسي به. أبو وديع مدرسة وفضل شاكر مدرسة أخرى مختلفة تماما».

برجي يحلم بأن يتعامل مجددا مع كل الفنانين الذين تعامل معهم «لأن ذلك يؤكد نجاحي، كما أحلم أن يكون لي عمل في كل ألبوم من ألبومات أبو وديع، أما الحلم الثالث الذي لن يتحقق فهو التلحين للفنانة الراحلة ذكرى. بعد أن أعطيت ألحانا لكل الأسماء التي ذكرتها أشعر أنني أصبحت قريبا جدا من كل النجوم العرب، وحاليا توجد اتصالات بيني وبين 90 في المائة منهم، وأتمنى أن يحصل تعاون بيني وبين شيرين عبد الوهاب، وجوليا بطرس وماجدة الرومي. الأحلام كثيرة ولا تنتهي ونحن بصدد التحضير لأوبريت مع (كبيرنا) وديع الصافي، من كلمات أحمد ماضي وألحاني، ويبقى الحلم الأكبر هو أن تغني فيروز من ألحاني. كما أنني أفكر في تجديد أغنياتها بصوتي، إذا سمحت لي بذلك، ولكني لم أطلب منها ذلك حتى الآن ولكنني أسعى إلى تحقيق هذا الأمر».

عن أول تجاربه التمثيلية «غلطة عمري» الذي يعرض حاليا على الشاشة الصغيرة ودور صديقته الممثلة نادين الراسي في خوض التجربة، يقول برجي «ما شجعني على خوض التجربة مخرج المسلسل فيليب أسمر، والمنتج مروان حداد والممثلة نادين الراسي، فالثلاثة اقترحوا اسمي وأخبروني بذلك، أما الكاتبة كلوديا مارشليان فأخبرتني أنها أدرجت اسمي بين الأسماء المقترحة لبطولة العمل. لذلك أخذت الموضوع على محمل الجد، ولكن الصداقة القديمة التي تربطني بالممثلة نادين الراسي وزوجها، جعلتني أشعر بأنني أتعاطى مع فنان لا يمارس علي (بوزات) لكونه في المجال قبلي. قبل هذا المسلسل كنت قد تلقيت ثلاثة عروض من مصر، ولكنني طلبت التريث، وقلت للمصريين (دعوني أنجح كممثل في لبنان أولا ثم أتعامل معكم كفنان ناجح، لأنني أفضل أن تضيفوا إلى نجاحي، لا أن تصنعوني). قريبا سوف أقوم ببطولة فيلم لبناني (ببيض الوجه) وإذا حقق النجاح، فسوف تكون خطوتي التالية في مصر».