ورد الخال: من تقول إنها تحصل على أعلى أجر «كاذبة»

الممثلة اللبنانية ترى أن المجال تحول إلى «تهريج ومظاهر فارغة»

TT

للمرة الثالثة تلتقي الفنانة ورد الخال مع يورغو شلهوب في مسلسل «الأرملة والشيطان» الذي يعرض حاليا على شاشة «إل بي سي»، بعد نجاح مشترك حققاه في مسلسلي «نساء في العاصفة» و«بنات عماتي وبنتي وأنا». عن تكرار تجربة العمل للمرة الثالثة مع الممثل نفسه، تقول الخال: «كل شيء، التجربة بحد ذاتها، الخبرة والجدية في العمل. مع مرور الوقت، ومع تكرار التلاقي، يمكن أن نلمس التغييرات التي تحصل عند الآخر، ولكن من أصبح أفضل أنا أم يورغو؟ فإنني أترك الحكم للناس. نحن سبق أن التقينا، في عمل كوميدي وآخر درامي، ولكن هناك اختلاف بينهما، ولكنني كممثلة أجد نفسي قادرة على الإبداع في كلا المجالين. وعلى الرغم من أن تجربتي في الكوميديا محدودة جدا مقارنة مع تجربتي في الأعمال الدرامية، فإنني أحببتها كثيرا، حققت من خلالها نجاحا كبيرا والناس أحبوني فيها، وهم يسألونني دائما عن سبب ابتعادي عنها. والسبب الوحيد الذي يحول بيني وبينها هو الدراما لأنها تأخذ الحصة الأكبر من وقتي. لا شيء يمنع من أن أنتج شخصيا عملا كوميديا، إذا توفر النص المناسب، لأن الكوميديا الجيدة، المحبوكة بطريقة راقية والتي تضحك الناس أصبحت نادرة. ما أبحث عنه هو كوميديا المضمون والموقف، وليس كوميديا (التهريج)، والأعمال الكوميدية التي نشاهدها اليوم تعتمد على قدرات الممثل، بسبب عدم توفر المادة المناسبة. وبصراحة أنا لا أعرف ما الذي يدفع الممثلين للقبول بتلك الأعمال، ربما لأنهم لا يجيدون سوى تقديم الكوميديا، ربما لأنهم يعتقدون أنهم قادرون على إضحاك الناس من خلال ما يقدمونه، وربما أيضا لأنهم في الأساس يقدمون الدراما ويرغبون في أن يثبتوا أنفسهم في مجالات أخرى».

ولأن هناك من يتحدث عن تعاون خفي يجمع بين بعض الممثلين وبعض شركات الإنتاج، تحدثت الخال عن تعاونها الثاني مع شركة «فينيكس بيكتشر إنترناشيونال» للإنتاج في عملها الجديد: «هناك أشخاص يرتاحون للتعامل بعضهم مع بعض، وأنا لست حكرا على أي شركة إنتاج؛ بل أتعامل مع الجميع ولا توجد خلافات بيني وبين أحد. ربما أكون أكثر ممثلة على وفاق وسلام مع معظم المنتجين، لأنني أتعاون معهم وأحترم عملهم، وأعتقد أن هذا النوع من التعامل يريحهم، ويحول دون أن يبنوا أحكاما مسبقة أو أن (ينقذوا مني). أنا مختلفة عن الممثلات الأخريات، وأكثر احترافا منهن، لأن عملي فوق الناس، ولذلك يحرص معظم المنتجين على تكرار تجربة التعامل معي، وهذا ما حصل أيضا مع شركة (فينيكس) وقد يتكرر التعاون بيننا في المستقبل».

بالإضافة إلى كونها أكثر احترافا من الممثلات، هل ترى الخال أنها أيضا أكثر ذكاء منهن؟ «لا شك أنني ذكية.. أحترم عملي وأحبه بصرف النظر عن المناخ الذي أكون فيه. فأنا لا أرفض الوقوف في عمل تمثيلي إلى جانب ممثل لا أحبه، وأيضا لا أرفض أيضا التعامل مع منتج لا أحبه أو لأنني أخاف من زعل منتج آخر، والأمر نفسه ينطبق على المخرجين، ومن يزعل مني (بيرضى على رواق). نحن نفهم مبدأ المنافسة بالمقلوب، وهي لا تعني أبدا حصر التعامل مع منتج دون سواه، ولتفترض أنني (اتخانقت) معه، فهل أبقى في بيتي دون عمل! ثمة من يعتقد أن المنافسة تكون في (تبييض الوجه والتبخير) لمنتج معين لضمان استمرارية العمل معه، في حين أن الأخير لا يكترث لأحد ولا تهمه سوى مصلحته. للأسف معظم الممثلين لا يعرفون سوى التنظير وإصدار أحكام مسبقة على الآخرين بسبب غيرتهم وفشلهم وجلوسهم في البيوت دون عمل. أنا أعبر عن رأيي بشكل عام ولا أقصد بكلامي ما حصل بين فيفيان أنطونيوس من جهة، وبعض الممثلات من جهة أخرى، وللأسف، كل جهة تهجمت على المنتج الذي يتعامل مع الجهة الأخرى، اعتقدا منها أن هناك خلافا بين المنتجين، وكانت النتيجة أن الخلاف وقع بين الممثلات بينما المنتجون على وفاق تام وفي أفضل أحوالهم.. هل هكذا يكون الاحتراف!».

الخال تحدثت عن أسباب وصول الدور إليها في مسلسل «الأرملة والشيطان» بعد أن كانت الممثلة رولا حمادة، طوال فترة طويلة، قد أكدت قبولها بالعمل نفسه: «كما في أي عمل آخر، يحصل كاستينغ ويمكن أن تتغير الأسماء، ولكن الأمر في هذا العمل أخذ فترة أطول، لأنه كان هناك اتفاق بين رولا حمادة والمنتج إيلي معلوف على الدور، وبعد ذلك لم يحصل اتفاق بينهما، فهل هذه نهاية العالم! عندما عُرض الدور على رولا كنت منهمكة في تصوير مسلسل (الحب القديم) ولما لم يحصل التوافق، كان لا بد من أن يرى العمل النور وبسرعة، ولذلك عاد معلوف وعرضه علي، لأنه يعرفني ممثلة (قبضاية) ولأنه يحب التعامل معي. ولكني لا أعرف لماذا حصل عدم التوافق بين حمادة ومعلوف، ربما يكون بسبب الأجر أو بسبب الممثلين المشاركين في العمل، أو لأسباب أخرى، ومع أنه لا علاقة لي بكل ما حصل، لكن البعض حاول حشري في هذه القضية، إلا أنه لم يفلح في ذلك».

هل توافق الخال أن أكبر عقدة الفنانة تعاني منها الفنانات هي عندما تصرح أحداهن بأن رفضت دورا وذهب إلى فنانة أخرى؟ تقول الخال: «هذا الأمر تكرر في أكثر من عمل ولأسباب مختلفة، ولكنني لم أتحدث عنه. فهل كان من المفترض أن (أطنطن) في الصحافة. أنا أرفض هذا التصرفات، لأن فيها تقليلا من قيمتي لنفسي قبل الآخرين، والفنان الذكي لا يتحدث بأمور مماثلة، بل يفكر بينه وبين نفسه أنه لم يحصل توافق، و(خيرها بغيرها). ولكن (الأبشع) من كل ذلك عندما تقول الفنانة إنها رفضت الدور بدل أن تقول إنه لم يحصل توافق عليه، وكأنها توحي بأن الممثلة الأخرى التي قبلت به (حمارة) وبأن الدور سخيف وفاشل، وهذه بعض من (قصص الهبل) التي تقترفها الفنانات».

ما حقيقة ما يشاع عن أن الممثلين المشاركين في مسلسل «الأرملة والشيطان» لم يتقاضوا أجورهم حتى الآن؟ تجيب الخال: «التأخير في دفع الأجور يمكن أن يحصل في أي عمل، ولكن في النهاية، لا بد من أن ينال كل حقه. نحن نتعامل مع شركة محترمة كما مع محطة محترمة جدا في الوطن العربي. الأمور لا يمكن أن تحصل على طريقة (كن فيكن)، لأننا نعمل في أجواء ضاغطة، لم ننته من التصوير، والمسلسل لا يزال يعرض على الهواء، ومن الطبيعي في ظروف مماثلة أن تصدر كلمة من هنا وأخرى من هناك».

الخال لا تعرف ما إذا كانت هي الممثلة الأعلى أجرا في لبنان: «في الأساس لا يوجد ممثل في لبنان، ينال الأجر الذي يستحقه، على عكس ما يحصل في الخارج، لأن هناك أمورا كثيرة يراعيها الممثل اللبناني بسبب الوضع الإنتاجي. ولكن من تدعي أنها الأعلى أجرا، فهي كاذبة، كوني أعمل في مجال الإنتاج وأعرف كم تتقاضى كل ممثلة لبنانية ولماذا تم استبعادها عن هذا أو ذاك العمل. من تشترط أجرا عالية، تبقى في بيتها، لأن أحدا لا يقبل معها بأجر خيالي. صدقيني، المجال كله تحول إلى (هبل وحركات ومظاهر فارغة)، وأنا لا أجد في الأمر بطولة عندما تقول الممثلة إنها صاحبة الأجر الأعلى، لأنها في الحقيقة لا تتقاضاه على الإطلاق. البطولة تكون في المثابرة على العمل، وتحصيل الحق وتحسين الوضع، وقبل كل شيء مدارة الوضع لأن وضع الدراما في لبنان لا يعتبر صحيا. وببساطة عندما ترفض أي ممثلة دورا، يمكن استبدال ممثلة بأخرى بها وبسهولة، والممثلة الأخرى لن ترفضه على الإطلاق بل حتى إنها تتمناه لنفسها».

ولأن الثورة المصرية أخرت عليها نجومية عربية، بسبب تأجيل تصوير المسلسل الرمضاني «بديعة مصابني»، الذي سوف تجسد فيه شخصية الراقصة المشهورة، توضح الخال: «أنا لم أقل هذا الكلام، ولا تنقصني نجومية، لأن اسمي منتشر عربيا وانطلاقا من بلدي. لقد دفعت الفاتورة عملا.. كدا، تعبا وجهدا، ولو أنني كنت أبحث عن شهرة سريعة، كما فعلت الأخريات، لكنت اعتمدت استراتيجية مختلفة في العمل. كل القطاع الفني في الوطن العربي يعاني من الشلل، والمسألة لا تتوقف علي؛ بل على كل الممثلين، والوضع الفني رهن بالظروف التي يمكن أن تطرأ في الفترة المقبلة. لكن مسلسل (بديعة مصابني) متفق عليه وأن وقعت العقد، ولكن تبقى مسألة تحديد الوقت المناسب للبدء بالتصوير، وهو رهن بما يمكن أن يحصل في مصر، لأن التصوير كان من المفترض أن يحصل في مصر، ولكن في المرحلة الحالية، فإن المصريين كما السوريين يصورون أعمالهم في لبنان.

ماذا يمكن أن تضيف «بديعة مصابني» إلى تجربة الخال؟ تجيب: «ستضيف الكثير، لأن العمل بحد ذاته مهم جدا، ودوري فيه سيكون من أجمل الأدوار التي سوف أقدمها في حياتي، وهو سيدفعني خطوة إضافية إلى الأمام». ولأن الانتقادات يمكن أن تلاحق بعض الأعمال قبل أن تعرض وحتى قبل أن يباشر تصويرها، خاص بالنسبة لمسلسل مثل «بديعة مصابني»، يتناول السيرة الذاتية لأشهر راقصة في الوطن العربي، تقول الخال: «الانتقادات آخر همي! أنا أجسد الدور الذي يعجبني ولا أنتظر كلامهم وانتقادهم. المسلسل يتناول السيرة الذاتية لامرأة تعتبر قمة في فن الرقص، والعمل مكتوب بشكل جميل جدا، وهو ليس كما يعتقد الناس، يركز على قصة حياة راقصة (تهز) كل الوقت، بل على قصة امرأة عانت كثيرا حتى أصبحت نجمة، أي إنه يتناول مجمل مسيرتها الإنسانية، والجانب الذي له علاقة بالرقص سوف يكون محدودا جدا مقارنة بالجوانب الأخرى من حياتها. المسلسل يعرف على بديعة مصابني الإنسانة.. معاناتها في الحياة.. الطلعات والنزلات فيها.. عذابها و(فقرها وتعتيرها)، إلى أن تصبح (ديفا)، وهو يبدأ بسرد قصة مصابني عندما كانت تعمل في الصابون عندما كانت في سن الـ19، ثم يضيء على الشقاء الذي عاشته من أجل تحقيق طموحها. كان من المفترض أن أتدرب على الرقص من أجل الدور، ولكن كل شيء مجمد حاليا».