الفنانة لطيفة: وضعت شروطي ولن أسمح بفرض أي فنان.. وعملي كمذيعة تجربة استثنائية

قالت لـ «الشرق الأوسط»: بكيت من مشاهد وقوف التونسيين في الطوابير الانتخابية.. والرئيس الحالي مناضل شريف

لطيفة مع شيرين عبد الوهاب في برنامج «يلا نغني»
TT

تجربة جديدة تخوضها الفنانة التونسية لطيفة من خلال برنامج تلفزيوني بعنوان «يلا نغني»، والذي تقوم فيه بدور مذيعة لأول مرة، وذلك بعد رفضها عددا من العروض في هذا السياق رأتها بلا هدف.

في حديثها مع «الشرق الأوسط» عبرت لطيفة عن سعادتها بهذه التجربة الجديدة، مؤكدة أنها ستسعى من خلالها إلى تكريم نجوم الفن القدامى، متمنية أن تكرم الفنانتين شادية وفيروز، بشكل يليق بعطائهما الفني الكبير. واعتبرت لطيفه أن عملها كمذيعة مجرد حالة استثنائية لن تأخذها من جمهورها الذي ترتبط به بقوة. وكشفت عن أنها انتهت من تسجيل 8 أغنيات من ألبومها الجديد، وكذلك استعدادها لتجربة تمثيل جديدة، كما أعربت عن تفاؤلها بمستقبل تونس بعد تولي الرئيس التونسي محمد المرزوقي الذي أتت به الديمقراطية لمنصبه، متمنية ألا يتغير وضع المرأة في تونس.. وفيما يلي نص الحوار.

* لماذا أقبلت على فكرة تقديم البرامج التلفزيونية؟

- هذه الفكرة تراودني منذ زمن طويل، وجاءني الكثير من العروض ورفضتها جمعيا، لأنها كانت لأفكار لا تعبر عن شخصيتي، وعندما عرضت علي قناة mbc فكرة تقديم البرامج، وافقت على الفور لأنها قناة تحترم العائلة كونها قناة العرب، وكانت لديهم فكرة برنامج «يلا نغني» فوافقت على الفور وقمت بتسجيل العديد من الحلقات التي تذاع حاليا، وأنا لا أعتبر نفسي مذيعة، وإنما أجلس مع فنانين هم في المقام الأول أصدقائي، وأعتبرها جلسة حميمة.

* ما الذي أعجبك في فكرة برنامج «يلا نغني»؟

- أعجبتني فكرة تواصل الأجيال ووصل القديم بالجديد والاحتفاء بالفن القديم، ففكرة البرنامج تدور حول غناء مطربي الجيل الحالي لأغاني زمن العمالقة كالسيدة أم كلثوم، فيروز، عبد الحليم حافظ، محمد فوزي، وغيرهم من نجوم الفن الجميل.

* هل قدمت مقترحات في البرنامج؟

- نعم، قدمت فكرتين في البرنامج من اقتراحي، الأولى تكريم كبار الفنانين الذين تربينا على فنهم أمثال السيدة رجاء الجداوي، ميمي جمال، حسن مصطفي، عزت العلايلي، وأعتبر ذلك واجبا كرد للجميل لهؤلاء، فأرى أن القنوات الفضائية لم تعطهم حقهم الكافي. ولن أقتصر على تكريم مصريين فقط بل سأكرم كل نجوم الفن الجميل في جميع الدول العربية.

* والفكرة الثانية؟

- الفكرة الثانية هي استضافة فرق الميادين التي غنت في الثورات العربية خاصة الثورة المصرية، كفرقتي «بساطة» و«مساري» وغيرهما، وهاتان الفرقتان تحديدا أعتبرهما صوت الميدان المصري.

* ألا يقلقك العمل كمذيعة؟

- أنا تحمست لهذه التجربة منذ البداية، وكنت أتمنى أن أقدم برنامجا غنائيا منذ فترة طويلة، ولا أنوي احتراف التقديم فهي تجربه بالنسبة لي، وسأقدم 20 حلقة فقط، وسأفكر فيما بعد هل سأكمل التجربة بشكل مختلف أم لا، ولكنني لم أحسم الأمر حتى الآن.

* هل كان لك شروط في تقديم البرنامج؟

- بالتأكيد كان لدي شروط، أولها أن تعرض قائمه بأسماء الفنانين الذين سأستضيفهم في الحلقات، مع مراعاة عدم فرض أي فنان على البرنامج مهما كانت شعبيته، وهذا احتراما للفرقة الموسيقية التي تصاحبني، والتي يرأسها الدكتور خالد فؤاد فهو رجل علم أجيالا من الفنانين، والشرط الثاني هو إصراري على تصوير بداية حلقات البرنامج في مصر، لهذا سجلت أول 3 حلقات من البرنامج بأحد الاستوديوهات في مدينة الإنتاج الإعلامي خلال الفترة الماضية، وكانت الأحداث مشتعلة في مصر وقتها، ورفضت تماما فكرة نقل واستكمال تصوير البرنامج بدبي، وتشبثت مع فريق العمل على استكمال التصوير بالقاهرة.

* لماذا الإصرار على التصوير في مصر والحالة الأمنية غير مستقرة؟

- مصر هي القائد ولا يجوز أن نقوم بتصوير برنامج غنائي يعبر عن هوليوود الشرق خارجها، كما أننا نقوم بتكريم نجوم مصريين، ولا بد أن نكرمهم في عقر دارهم، وبالنسبة لي لا أستطيع الاستغناء عن كل العائلات المصرية التي تحبني، فأنا لا أقلق من وجودي بمصر لكن أحيانا أخاف وهذا أمر طبيعي، وقد مررت بتجربة أصعب من ذلك بكثير، فرئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري تم اغتياله على بعد أمتار مني ولم أمت، فلا بد أن نعمل في مصر ولا نهرب منها.

* من النجوم الذين تتمنين تكريمهم في حلقات البرنامج؟

- «نفسي ومنى عيني» تكريم النجمة شادية وأن أكرمها بنفسي لأني أعشقها على المستوى الشخصي، فقد تعلمت منها الكثير، وأيضا أتمنى وجود السيدة فيروز ومنتظرة حتى تنتهي من حفلاتها وسوف أجري اتصالاتي لإقناعها، كما تجرى محاولات مع الفنانة نادية لطفي.

* كيف كانت ردود الأفعال بعد مشاهدة الجمهور لحلقات البرنامج؟

- ردود الأفعال كانت قوية جدا، فالجميع هنأني بنجاح البرنامج من كل الدول العربية، وما أود الإشارة إليه أنه مع توالي الحلقات سوف نقوم بتطوير في البرنامج وسنعيد اكتشاف مطربين في ألوان غنائية مختلفة، مثل المطرب المصري خالد سليم الذي سيغني أغاني جديدة عليه تماما، وأيضا المطرب اللبناني معين شريف سيغني باللهجة المصرية وهذا لأول مرة، وستشهد الحلقات المقبلة العديد من المفاجآت.

* هل تتدخلين في اختيار الأغاني التي يقوم بغنائها المطربون؟

- طبعا نتشارك في اختيار الأغاني، وأنا أقترح عليهم بعض الأغنيات، وعلى سبيل المثال شيرين عبد الوهاب أنا التي اخترت لها بعض الأغنيات التي قامت بغنائها، فلأول مرة تغني قصيدة «أيظن»، واقترحت عليها الغناء أيضا للفنانة فايزة أحمد، كما جعلت المطرب ملحم زين يغني بالمصري، وغنت أنغام أغنية «أما برواة» لنجاة لأول مرة، فعندما يسجل المطرب الأغنية ولا تلقى إعجابي أقترح عليه أغنية أخرى، وحدث ذلك مع شيرين عبد الوهاب عندما غنت قصيدة «أيظن»، وكان فيها أخطاء نحوية وهي اعتذرت للجمهور وطالبتها بغناء أغنية أخرى، فأنا أخاف على ضيفي فنجاحي من نجاحه وتدخلي لصالحه وليس سيطرة مني.

*هل رفض أحد المطربين المجيء إلى البرنامج؟

- بالطبع رفض بعض المطربين الحضور، وهم من غير المصريين نظرا للحالة الأمنية في مصر، رغم محاولاتي لإقناع بعضهم، وأول من اقتنع بالمجيء هو المطرب ملحم زين.

* كيف تسيطرين على نفسك أثناء تسجيل البرنامج دون غناء؟

- أحيانا أفشل في السيطرة على نفسي، وأقوم بالغناء مع الضيف أو بمداخلة معه بجزء؛ ولكني أرجع وأتذكر أني مذيعة ولست ضيفة، والذي يساعدني على الصبر سماع أصوات طرب جميلة ومميزة جدا في الغناء.

* من وجهه نظرك، ما الذي يميز برنامج «يلا نغني» عن البرامج الفنية الأخرى؟

- لا أستطيع أن أقول ما الذي يميزني؛ ولكنني متأكدة من تقديمي لسلعة جيدة تحتوي على العديد من الرسائل الغنائية التي ستضاف إلى تاريخي الفني، فأنا أقدم الفن الذي نستحق أن نسمعه ويتعلم منه الشباب وكل الفئات العمرية، لا بد أن يتعرفوا على الأجيال وعلى تاريخ الفنانين الذين أثروا في حياتنا وفي تربيتنا.

* برأيك، هل توقيت عرض البرنامج مناسب في ظل الظروف التي تمر بها بعض البلاد العربية؟

- طبعا هذا أنسب وقت، فنحن نحتاج لمثل هذه النوعية من البرامج الآن، فلا بد أن نغني لأن الغناء هو لغة التعبير، فالشخص الثوري يغني ويعبر عن تمرده بالغناء، والدليل أن كل الميادين التي قامت فيها الثورات كانت تتضمن الفرق الموسيقية التي تدندن وتغني للثوار، حتى في الحزن والشجن لا بد أن نغني، ولدي تجربة على المستوى الشخصي فأنا ذهبت إلى عزاء رجل عزيز على قلبي وغنيت دون أي وعي في العزاء وكنت أبكي بشدة.

* ألا تخشين من أن تأخذك تجربة المذيعة من الغناء؟

- لن تأخذني التجربة من الغناء فهي تجربة وستمر، وأنا الآن أعمل على تجهيز ألبومي المقبل، وقد انتهيت من تسجيل 8 أغنيات من الألبوم وأقوم بتصوير أغنية خليجية بعنوان «جه يكحلها عماها»، ولكن لم أحدد موعد طرح الألبوم.

* أين أنت من تجربة التمثيل التي أعلنت عنها من قبل؟

- كان لدي مشروع بالفعل ولكنه توقف بسبب الظروف الإنتاجية التي تمر بها الدراما التلفزيونية، لكن عُرض علي مشروع آخر من تأليف مصطفى محرم بعنوان «غرام وانتقام»، وهذا الرجل عوضني عن رحيل الشاعر عبد الوهاب محمد، ولكنني لا أعتقد أنني سألحق بالموسم الرمضاني، لكن نحن بصدد التجهيز له.

* بعيدا عن الفن، ما رأيك في الرئيس التونسي الذي تولى رئاسة البلاد مؤخرا؟

- فرحة به جدا، ومتفائلة لقدومه، فالرئيس محمد المنصف المرزوقي رجل معارض ومناضل شريف، وتم اختياره بواسطة الشعب الذي احترمت إرادته للمرة الأولى، فأنا بكيت يوم الانتخابات، بعد أن وجدت الشعب التونسي يذهب إلى صندوق الانتخابات لينتخب رئيسه ويقفون في طوابير، بخلاف ما كان يحدث في ظل حكم النظام البائد، بل إننا كفنانين كان يحدث تزوير في أصواتنا، فكنت لا أذهب إلى الانتخابات فيسجلونني من ضمن المنتخبين، وليس أنا فقط بل حدث مع كل الفنانين كهند صبري ولطفي بوشناق وصابر الرباعي، وهذه مرحلة والحمد لله انتهينا منها.

* ماذا تطلبين من الرئيس التونسي؟

- أتمنى ألا تتغير الأحوال الشخصية للمرأة التونسية، وأن تضاف حقوق أخرى لها، وأيضا نفكر في مستقبل الشباب التونسي الذي يلجأ للهروب والهجرة غير الشرعية.

* برأيك إلى أين يسير الفن في الفترة المقبلة مع ثورات الربيع العربي؟

- إلى الطريق الصحيح، فأنا متفائلة، وأعتقد أن الساحة الفنية على وشك الانتهاء من النشاز الذي كان يسيطر عليها في الفترة الأخيرة.