مصر: فنانون ومطربون يتركون تراب الوطن خوفا من الاضطرابات

البعض حزم حقائبه.. وآخرون اعتبروا السفر خيانة

عمرو دياب
TT

حالة من الحذر والترقب يعيشها الوسط الفني في مصر تحسبا لتظاهرات الخامس والعشرين من يناير (كانون الثاني) المقبل، لاستكمال مطالب الثورة المصرية أثناء الاحتفاء بالذكرى الأولى لها، ويخشى العديد من الفنانين المصريين أن تحدث اضطرابات أثناء هذه التظاهرات، مما دعا البعض منهم إلى الاستعداد للسفر خارج البلاد في هذه الأثناء، وهرول العديد من المطربين والفنانين إلى خارج مصر، وأبرزهم المطرب الشهير عمرو دياب، الذي قالت عدة مصادر إنه اشترى منزلا في إحدى المناطق الراقية بدبي، وقام بتحويل أوراق أبنائه لاستكمال دراستهم هناك، وعلى الرغم من رفض زوجة دياب، غير المصرية، ترك مصر فإنه حاول إقناعها بأن السفر مؤقت لحين استقرار الوضع في مصر.

وكذلك المطربة المصرية شيرين عبد الوهاب، سافرت إلى لبنان وقررت الاستقرار هناك وصرحت بذلك عبر المواقع الإلكترونية. واستمرت هجرة الفنانين المصريين تخوفا من أحداث عنف أو اضطرابات أثناء الاحتفال بالثورة حيث سافر المطرب المصري الشاب تامر حسني إلى أميركا لمدة شهرين بحجة ارتباطات فنية، وليس هؤلاء فقط ولكن بعض الفنانين يجهزون للهجرة أيضا كالفنان محمد هنيدي.

ويرى خبراء الفن في مصر أن هؤلاء المطربين حققوا شهرتهم وأموالهم من الشعب المصري، إلا أنهم الآن يتركون مصر ويهربون، ويقول الدكتور سيد خطاب رئيس هيئة الرقابة الفنية المصرية «هذا التصرف غير وطني بالمرة، ويعتبر شكلا من أشكال العبث، فهو شيء مشين وهذه إساءة للفنانين المصريين».

وتساءل خطاب: كيف يهرب الفنان وبلاده تمر بأزمة؟، مؤكدا أنه سيتقدم بمذكرة لنقابة المهن الموسيقية، إذا ثبت هذا الأمر، لطلب شطب الفنانين الذين سيهربون خارج مصر، من نقابة الموسيقيين المصرية، واستشهد خطاب بمثال المطرب المصري محمد منير الذي أكد أن مصر هي بلدنا وسوف نموت فيها ونعيش فيها مهما حصل.

أما الشاعر الغنائي بهاء الدين محمد فأكد أن مثل هذه الأفعال من قبل بعض المطربين «جبن» ومرض نفسي، مؤكدا أن الذي يهرب من بلاده وهي محتاجة له لا يحتاج لأي مبرر لأنه فعلٌ أقل ما يوصف به أنه شيء مؤسف، وطالب محمد بسحب الجنسية ممن يقومون بهذا الفعل، مؤكدا أن من يقدم على هذا الفعل شخص أناني ولا يهمه إلا نفسه فقط، وغير أمين، وغير قادر على المواجهة.

وعقب الموسيقار هاني مهنا، قائلا: «الفنان زي الجندي، فكيف يهرب من الميدان وسط المعركة، وهذا الهروب دلالة على ثقافة الفنان المحدودة، وقبل أن نكون فنانين فنحن مصريون، وهذا تفكير غير سليم بالمرة، والعقاب ليس شطبه من النقابة، ولكن العقاب هو شطبه من قلوب الجمهور، والجمهور لديه وعي كاف لاكتشاف حقيقة هؤلاء، وهذه سلبية مؤكدة وليست مصادفة أن يترك البلد قبل 25 يناير، وحتى لو كانت لديه ارتباطات فنية، لا بد أن يلغيها ويكون في حضن بلده في هذا الوقت الصعب».

ويرى المطرب والملحن والمؤلف عزيز الشافعي، أبرز من غنوا للثورة المصرية، أن الفنان الذي يقوم بهذا الفعل كالعسكري الذي يترك سلاحه ولم يدافع عن بلده بل وترك الحرب وهرب، وبالنسبة لسفر دياب بالتحديد قال الشافعي: هو ليس له أي دور وموقفه سلبي منذ اندلاع الثورة، ولم يكن لديه مفاتيح الحياة للمصريين ومن حقه أن يقلق على أهله ويحميهم من بلده، وأنا أرى أن الأمور تمشي بخطوات سليمة في البلد على الرغم من قلقي من التظاهرات القادمة.