ظاهرة «الميني ألبوم» و«السينغل» في مواجهة ركود سوق الكاسيت

المنتجون يختلفون حول نجاحها

TT

شهدت سوق الكاسيت في الآونة الأخيرة بمصر اتجاه عدد من المطربين إلى إصدار «ميني ألبوم» كبديل عن الألبوم الكامل، في محاولة لمواجهة الركود في أسواق الكاسيت، والناجم عن سوء الأحوال الاقتصادية، إلى جانب ما تشهده المنطقة من توترات على المشهد السياسي.

أعلن المنتج محسن جابر مؤخرا استعداده لإطلاق ألبومين للفنان تامر حسني على طريقة «الميني ألبوم»، الأول يضم خمس أغنيات من فيلم حسني الجديد «عمر وسلمى 3»، والألبوم الثاني يضم أغنية «smile» التي قدمها مع الفنان شاجي، إضافة إلى 3 توزيعات مختلفة من الأغنية.

المطربة أنغام كانت قد أعلنت من قبل عن نيتها إصدار ميني ألبوم جديد هذا العام، خصوصا بعد أن حققت النجاح من خلال ميني ألبوم «محدش يحاسبني» الذي ضم ثلاث أغنيات، مشيرة إلى أن فكرة الميني ألبوم هي الأنسب في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها شركات الإنتاج.

«اللف في شوارعك» كان عنوان الميني ألبوم للمطرب الشاب محمد محسن، في أول تجربة له، والذي يضم 6 أغنيات. كذلك استعان بالفكرة ذاتها المطرب الشاب جوني الذي أصدر ألبومه «أغاني الثورة»، الذي ضم مجموعة من الأغنيات المستلهمة من الثورة المصرية مثل «كمين»، و«لازم.. حكاية الثورة المصرية»، و«نخلق وطن»، و«مشروع شهيد».

كانت الفكرة قد بدأها المطرب والملحن عمرو مصطفى الذي قدم أول ميني ألبوم بعنوان «الكبير كبير» بالتعاون مع المنتج محسن جابر بسعر أقل من الألبوم العادي، معتبرا أن ذلك يتيح الفرصة للشباب الموهوب الذي لا يمكن أن ينتج ألبوما كاملا بتكلفة كبيرة، بالإضافة إلى عدم استنزاف وقت كبير في اختيار ألبوم كامل، فالتركيز يكون على تقديم الأفضل للجمهور.

كما حققت الفكرة نجاحا ملحوظا في السنوات الماضية، ففي صيف 2010 نجح المطرب عمرو دياب عندما قدم ميني ألبوم بأغنية «أصلها بتفرق» والتي طرحها بـ3 توزيعات، كما قدمت المطربة ساندي ميني ألبوم بعنوان «الحلم» يضم أربع أغنيات.

على الجانب الآخر يتجه الكثير من الفنانين هذه الفترة إلى تقديم أغنيات «سينغل» بهدف الحضور ومواجهة الركود في أسواق الكاسيت والمشكلات التي تمر بها شركات الإنتاج.

تعليقا على اتجاه المطربين للميني ألبوم والأغنيات السينغل، يرى علي عبد الفتاح، المستشار الإعلامي لشركة «مزيكا» للإنتاج الفني، أن تجربة «الميني ألبوم» لم تحقق أي نجاح، وأن من أن أقدموا عليها من المطربين لم يتمكنوا من تحقيق النجاح من خلالها، معتبرا أن الأغنيات السينغل استطاعت الوصول إلى مستوى انتشار وتأثير أكبر، وأنها أقدر على تحقيق النجاح، مؤكدا أن القرصنة وتسريب الأغنيات على الإنترنت من أكبر المشكلات التي تواجه سوق الكاسيت حاليا، فأي أغنية جديدة يتم تسريبها فور صدورها مما يتسبب في إحداث خسائر في شركات الإنتاج، ويتطلب وجود حل من المسؤولين لتلك المشكلة. وأوضح أن اتجاه بعض الفنانين مؤخرا إلى إصدار ميني ألبوم لم يلقَ أي صدى ولم يؤثر في الجمهور.

وينوه عبد الفتاح بأن تجربة تامر حسني الحديثة في إصدار ميني ألبوم بأغنيات فيلمه «عمر وسلمى3» هي محاولة منه لدعم الفيلم وجذب المشاهدين له، ولا يمكن فصل تلك التجربة عن تجربة الفيلم. وأشار إلى أن اتجاه المطربين الشباب إلى إصدار ميني ألبوم هو محاولة منهم لإثبات وجودهم وتحقيق مكانة وانتشار بين الجمهور، معتبرا أن ذلك لن يساهم في تحقيق نجاحهم بمفرده، حيث يجب تصوير بعض الأغنيات لهم لأن الجمهور ينجذب إلى الأغنيات المصورة بشكل أكبر.

أما المنتج محمد حامد، صاحب شركة «Top Music»، فيرى أن مرور الكثير من شركات الإنتاج على مستوى العالم بأزمات مادية نتيجة لتسريب الأغنيات على مواقع الإنترنت المختلفة لحظة صدورها جعل فكرة «الميني ألبوم» أكثر رواجا، مشيرا إلى أنه سيكون الأهم خلال الفترة المقبلة بجانب الأغنيات السينغل لأنه أكثر توفيرا في النفقات ويحقق انتشارا كبيرا.

أما المنتج ياسر نوار فأكد أن الميني ألبوم غير مكلف مقارنة بالألبوم الكامل، الذي لا يحقق أي عائد يذكر في ظل تسريب الأغنيات، مما يدعو شركات الإنتاج لعمل الميني ألبوم بأقل من نصف المدفوع في الألبوم الكامل، موضحا أنه لا يفضل فكرة الميني ألبوم لأن الجمهور ينتظر ألبوما كاملا لنجمه المفضل ليستمع إلى أغنيات متنوعة وليس مجرد أغنيتين أو ثلاثة بتوزيعات مختلفة، مشيرا إلى أنه يفضل عمل أغنية سينغل حيث تعد دعاية جيدة للمطرب في ظل عمل كليب مصور للأغنية، ومن ثم يتم التحضير لألبوم كامل يحترم به المطرب جمهوره حتى لو تأخر صدوره.